◄ ناصر الطائي: "أناشيد الحبّ والانتصار" تطور نوعي في كتابة الأغنية العمانيّة الداعمة لفلسطين

◄ جوخة الناعبية تعزف مقطوعات بديعة على البيانو

◄ الشاعرة هند الحمدانية تصدح بقصيدتها "فلتسمحي بالرحيل"

 

الرؤية- ريم الحمادية

تصوير/ راشد الكندي

نظّمت جريدة الرؤية بالتعاون مع النادي الثقافي، أمسية فنية بعنوان "أناشيد الحبّ والانتصار"؛ وذلك بمشاركة عدد من الشعراء والملحنين والعازفين بجانب فرقة الزاوية للسماع العرفاني.


 

وتهدف الأمسية إلى دعم صمود الشعب الفلسطيني الشقيق الذي يئن تحت ويلات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والأراضي المحتلة، وتأكيدًا لمساندة ومؤازرة الشعب العماني لشقيقه الفلسطيني.

وانطلقت الأمسية بكلمة ترحيبية قدمها الدكتور ناصر بن حمد الطائي قال فيها: "لا يختلف اثنان اليوم، على أنّ "طوفان الأقصى" غيّر تاريخ ومسار الصراع العربيّ الفلسطينيّ مع الكيان المحتلّ الغاصب. واليوم، وبعد أكثر منْ 100 يومٍ من القصف والدمار والخراب، بدعمٍ فاضحٍ من الدول الغربية، سقطتْ أقنعة العدوّ وحلفائه، ممّن يتشدّقون بالديمقراطية وحرية التعبير والحقّ في الحياة، لتأتي محاكمة هذا الكيان الواهي في "لاهاي" بقيادة جنوب إفريقيا، بمثابة نقطة تحوّلٍ تاريخيّةٍ تعرّي أيديولوجيّة وفكر هذا الكيان ومؤيّديه".

وأضاف: لقد برزتْ الصهيونية البغيْضة كحركةٍ بشعة تشوّه الأديان، وتسْتبيح قتل النساء والأطفال، وتدعو للتفْرقة والتمييز بيْن الأعراق، وتخْلق نعراتٍ مسْمومة الأهداف منْ خلال جيْشها الجرثومي. وما حربهم على الثقافة والعلْم سوى جزءٍ منْ هذه السّياسة التي تقتل الفكر وحرية التعبير، ليبْرز ناجي العلي، وغسان كنفاني، وماجد أبو شرار، وشيرين أبو عاقلة، وليس آخرهم حمْزة الدحدوح، كأمثلةٍ دامغةٍ على اغتيال الفكر الفلسطينيّ المقاوم بتستّرٍ غربيٍّ فاضح". وتابع أنه أمام كلّ هذا الدّمار والخراب، يظلّ الموقف العمانيّ الداعم هو النور القادم منْ نهاية النّفق، بأنّ هذه القضية لنْ تموْت، وستظلّ باقيةً بقاء الروح أجيالًا تسلّمها لأجْيال.

وأكد الطائي في كلمته "إنّنا في عمان، وطوال مسيرة نهضتنا المباركة وتاليتها المتجدّدة، كانتْ الموسيقى ولا تزال حاضرةً، ترصد مسيرة شعبٍ وتكتب ملحمة وطن، بإرثٍ ثريٍّ منْ فنون "العازي" و"الميدان" و"الربوبة". واليوم، وبعْد أربعةٍ وخمسين عاماً من النهوض الوطنيّ المبارك، آن الأوان لأنْ تتفاعل الموسيقى العمانيّة مع مجريات الأحداث في محيطنا العربيّ، وتخرج إلى العالميّة، بصوتٍ عربيٍّ واضح المعالم، يبدأ من الكلمة الملتزمة، لتعبّر عن الحاضر بلغةٍ جديدة، وبرموزٍ شعريةٍ تنهل منْ زخم تراثنا، وتلتقي مع مقامات الشرق، لتلْتحم مع هارمونيّة الغرب، وتنصهر في سيمفونيّةٍ ملحميّةٍ تعبّر عن الآمال والهموم، وتتجاوز الحدود لتشدّ على أيادي إخْواننا في غزّة الإباء".


 

وأوضح الطائي أنّ "أناشيد الحبّ والانتصار" تمثل تجربة جديدة في كتابة الأغنية العمانيّة؛ تستمدّ قوّتها منْ قوّة الكلمة بثيماتٍ عمانيّة، لكنّها تنطلق بحريّةٍ لا متناهية، لتكْسر جدران العزلة نحو آفاق الحبّ والعطاء والسّلام، ومن هنا، كان التعاطي مع الكلمة ذا أهميّةٍ بالغة؛ فقصائد سماء عيسى يسكنها الحبّ والحنين، لكنّها هنا تنطلق إلى فضاءات الغزل والدّبكة والعازي، وأناشيد الحطابات الماجدات، لتربط بيْن معاناة الإنسان العمانيّ والفلسطينيّ، معبّرةً في "غزّة يا بنت عمّي" عن هذا التلاحم الأخوي.

بعد ذلك قدمت جوخة الناعبية عزفًا موسيقيًا. والناعبية حاصلة على شهادة الماجستير في الأداء من المملكة المتحدة، وصاحبة أكثر من 30 سنة من الخبرة في العزف؛ حيث كانتْ عضوةً في الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية، ويمثل تعاونها اليوم جزءًا من طموحها للارتقاء بالذوق الفني في وطنها عمان.

وعزفت الناعبية مقطوعة على البيانو على القالب الكنائسيّ والمقطوعة قصيرة، تعبّر عن قصر الحياة التي عاشها نبيّ الله عيسى، وآلام المجدليّة وحزْنها عليه، ومنْ هنا تتداعى بعض النغمات المتنافرة التي ترْمز للصّلب والغدْر، تلتها مقطوعة "أكفان" والتي تفضح همجية العدوان.

عقب ذلك، قدم حاتم بن حمد الطائي رئيس تحرير جريدة "الرؤية" كلمة قال فيها إن هذه الأمسية تهدف إلى التعبير عن "دعمنا ومؤازرتنا لكل نضالٍ حرٍ يسعى للانعتاق من نير الاحتلال، وطرد المستعمر الغاصب، وانتزاع الكرامة والحرية بكل كبرياء وفخر". وقال الطائي: "نلتقي كي نقول للاحتلال الإسرائيلي ومن تواطأ معه، إننا نحن العمانيين أصحاب قضية ومبدأ، ونعم إننا دعاة سلام ووئام، لكن لمن يؤمن بالسلام، ويسعى لأجله، بينما نقول بصوت عالٍ لا سلام مع مجرم قاتل يقصف المستشفيات ويهدمها على رؤوس المرضى والمصابين.. لا سلام مع سفّاح دموي يزهق أرواح الأبرياء العزل في قطاع غزة، لا سلام مع وحش بربري يعتنق أفكار الإبادة والقتل على الهوية والإعدامات الميدانية، لا سلام مع كيان سرطاني غرس في قلب الأمّة لتفكيكها وإجهاض نهضتها، والإجهاز على مقدراتها، لا سلام مع مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة، وكل أنواع الجرائم".


 

وتابع الطائي: "إننا في هذه الأمسية الفلسطينية الخالصة، نريد أن نقول لأشقائنا في فلسطين وفي كل بقاع العالم الحر، أن معركة الفن والثقافة لا تنفصل أبدًا عن المعارك الميدانية التي يضحّي فيها الأبطال بأرواحهم رغبةً في النصر. فالشاعر والملحن والمنشد والمطرب يناضل كذلك بالكلمة واللحن والصوت، ولقد سجّل التاريخ دائمًا كيف كان تأثير الكلمة واللحن على معنويات المحاربين والمناضلين في كل مكان". وأشار رئيس تحرير جريدة الرؤية إلى "الملاحم الغنائية الخالدة التي سطّرها كبار الشعراء والملحنين الفلسطينيين أمثال محمود درويش ومارسيل خليفة وسميح القاسم، وغيرهم كثر من مصر ولبنان وعلى رأسهم محمد عبدالوهاب موسيقار الأجيال، وفيروز قيثارة الشرق، هؤلاء الذين ناضلوا بكلمات قصائدهم الوطنية وألحانها التي زلزلت الأرض تحت أقدام العدو الإسرائيلي".

وقال: "انطلاقًا من دورنا الإنساني واستنادًا على قيمنا ومبادئنا العمانية الأصيلة، نطلق هذه الأمسية "أناشيد الحب والانتصار"، دعمًا ومؤازرةً لفلسطين، فقد اجتمعت نخبة من الشعراء والملحنين على هذا الهدف النبيل، فصنعوا أروع الأعمال الفنية، وأبدعوا في المزج بين الكلمة الصادقة واللحن الثائر، لتخرج لنا مجموعة من الأغاني والأناشيد الممجّدة لفلسطين وشعبها البطل".


 

وقدمت الشاعرة هند الحمدانية قصيدتها "فلتسمحي بالرحيل"، والتي تقول فيها:

 

فلتسمحي بالرحيل

فلتسمحي بالرحيل يا حبيبتي

ولتنفضي ما تبقى من همسك وأمسك

من ذكريات منك لن تكتفي

فلتسمحي بالرحيل

وعلى سلم الوعد.. كوني وارتقي

الخوف في غزة لم يعد خيار

لا ذنب فيها

لا خمول

لا عار

وكل من فيها بدا شجاعا

كلهم مغوار

فلتسمحي بالرحيل يا حبيبتي

فلتسمحي بالرحيل يا غزتي

ولتقبلي الموت كيفما يشاء

واستقبلي الأشلاء

واستقبلي الأحشاء

واستقبلينا دونما أسمـاء

هناك تحت الطوب

ودونما غطاء

هناك في الأرجــــــاء

فتشــــي  ..  فتشـــي

واستقبلي هدية السماء

ولتسمحي بالرحيل يا غزتي ..

يا غزة الإباء ..

واحد..اثنان

مئة.. مئتان

ألف

ثمانية

هل أكتفيتم بهذه الأكفان

أم نطلب المزيد من رفح

ربما مجموعة ثانية

غرزة.. غرزتان

هذه الغرزة العاشرة

يا طفلتي اليتيمة الصغيرة

قد ارتقيتي في المنام

في لذة الحلم

في الظلام

في الساعة الثانية

عائلة… عائلات

قرى بأكملها.. مستشفيات

كم نحتاج برأيكم

لتكتفوا من شبابنا

من متاجر المســك

من دمائنــا

تخاطبني أنا

لا.. لا… لست أنت

أخاطب الذين أوهموني بأنني منهم وأنهم مني

أخاطب الجموع التي لم يعرفوني

هيا… شاهدوني.. تعرفوا علي

لأنني لم أعد ذلك الصغير

وأن الحجارة في كفوفي أصبحت نفير

خفت.. توجعت

بكيت.. تألمت

وها أنا.. ها أنا.. تأقلمت

الحجارة في يدي أصبحت طائرة

تدق تلك الجباه الصاغرة

دموعي قنابل.. قنابل حارقة

أشلائي صاروخ يذكركم بالآخرة

شاهدوني الآن

هل عرفتموني

نعم أنا.. نعم أنا

أنا الطوفان..








 

بعدها توالت مقطوعات موسيقية وأناشيد متعددة تتغنى بفلسطين وصمودها الأسطوري في وجه الاحتلال على مدى أكثر من 75 عامًا. فيما اختُتِمَت الأمسية بجلسة حوارية مفتوحة ونقاش مع الجمهور.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مدير هيئة حقوق الإنسان الفلسطينية: دور مصر قوي وداعم للقضية وللشعب الفلسطيني

أشاد الدكتور عمار الدويك مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية، بدور مصر التاريخي سواء الدبلوماسي أو السياسي أو الإنساني بحق الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن دور مصر دائما يكون قويا داعما ومساندا للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.

وقال الدويك، في حوار لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، على هامش أعمال المؤتمر حول "دور المجتمع الدولي ومنظمات المجتمع المدني في تعزيز واحترام حقوق الطفل الفلسطيني" والذي اختتمت أعماله أمس الخميس بالأردن، إن مصر دائما تعمل لصالح القضية الفلسطينية وحقوق شعبها المظلوم ومناصرته حتى ينال دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف، مشيرا إلى أن مصر دائما تقود المجموعة العربية سواء في الأمم المتحدة أو أي محفل عربي ودولي من أجل مناصرة القضية الفلسطينية المركزية بالنسبة لها وللعالم العربي.

وأضاف أن الدور المصري متواصل ومستمر مع القيادة الفلسطينية منذ اليوم الأول للحرب وتعمل جاهدة من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مشيرا إلى أن مصر كانت دائما سباقة من أجل الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته المشروعة.

وأكد مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية، أن التاريخ سيكتب أن مصر وقفت ضد تصفية القضية الفلسطينية عندما أعلنت وتمسكت، برفضها للتهجير القسري أو الطوعي للفلسطينيين من غزة، منوها بأن هذا الموقف التاريخي لمصر أفشل هذه المخططات الإسرائيلية والتي اتخذت من أحداث 7 أكتوبر 2023 زريعة لتنفيذها.

وأوضح الدويك أن تقديم مصر مذكرة لمحكمة العدل الدولية، حول الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية ومرافعتها في فبراير الماضي حول الرأي الاستشاري الذي طلبته الجمعية العامة للأمم المتحدة من محكمة العدل الدولية حول السياسات والممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، كانت من أجل الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني ودعمها ومساندتها.

واعتبر أن هذا الموقف المصري يؤكد وجود إرادة سياسية قوية ووطنية وتاريخية من أجل الوقوف ضد الظلم ودعم حقوق الشعب الفلسطيني.. مشيرا إلى أن هذه المواقف المصرية مؤثرة بقوة في قرارات محكمة العدل الدولية أو الجنائية الدولية، مؤكدا أن المواقف والجهود المصرية واضحة وداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

وبشأن ما تقوم به مصر من دعم إنساني للشعب الفلسطيني.. ثمن مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية، جهود الدولة المصرية في استقبال المصابين الفلسطينيين وعلاجهم في المستشفيات المصرية، وكذلك استقبال الحالات الإنسانية والحرجة؛ مما يؤكد الدور الإنساني الكبير الذي تقوم به مصر منذ بداية الحرب وحتى اللحظة، مؤكدا أن هذا ليس بغريب على مصر قيادة وحكومة وشعبا مع الشعب الفلسطيني ومعاناته التي لم تنته.

وأردف أن ما تقوم به مصر محل تقدير من الشعب الفلسطيني بغزة والضفة وخصوصا ما تقدمه من استقبال للطلاب الفلسطينيين الذين أكدوا لنا خلال زيارتهم بالقاهرة أنهم يشعرون بأنهم في بلدهم الثاني، معربا عن تقديره لما تقوم به مصر من كل الفئات سواء الشعبية أو الرسمية أو غيرها للشعب الفلسطيني على كافة المستويات.

وعن المساعدات الإنسانية والغذائية التي تقدمها مصر لأهالي غزة.. قال مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية، إن دور مصر والهلال الأحمر المصري وتوجيهات القيادة المصرية بتوفير كافة المساعدات للشعب الفلسطيني منذ بداية الحرب وقبلها يؤكد مدى أهمية وتاريخية الدور الإنساني المصري تجاه الفلسطينيين، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني يعلم جيدا الدور المصري الإنساني الذي لم ولن ينقطع.

وتابع أن مصر لم تقدم المساعدات لأهالي غزة فقط منذ بداية الحرب، بل كانت المنسق الدائم لإدخال المساعدات العربية والدولية إلى القطاع مع بداية الحرب.. مشيرا إلى أن مصر ورغم المعوقات التي وضعتها السلطات الإسرائيلية إلا أنها تضغط من أجل إنفاذ المساعدات.

وأعرب الدويك عن تقديره للموقف المصري الرافض لأن يكون للاحتلال دور على معبر رفح من الجانب الفلسطيني وتمسكه بإدارة فلسطينية خالصة، مؤكدا أن هذا الموقف يأتي من أجل تثبيت الدور والسيادة الفلسطينية على المعبر والأراضي في غزة ورفضا للاحتلال.

ونوه مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية، بأنه رغم إغلاق معبر رفح من الجانب الفلسطيني بسبب سيطرة الاحتلال، لم تتوقف مصر عن الضغط لإنفاذ المساعدات الصحية والغذائية لأهالي القطاع بكل الطرق، مؤكدا أن رفض مصر لوجود الاحتلال على معبر رفح هو مصلحة للشعب الفلسطيني في المقام الأول لوجود السيادة الفلسطينية على المعبر واعتبارات مصرية مهمة ووطنية أيضا.

وبشأن التعاون بين الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية وما ينظرها في مصر.. وصف الدكتور عمار الدويك التعاون والتنسيق ما بين الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية ومجلس حقوق الإنسان المصري بالمتميز والكبير، مشيرا إلى أن هناك تواصلا مستمرا وتاريخيا بين الجانبين في ذات الشأن لصالح القضية الفلسطينية.

وكشف أن المذكرات الفلسطينية التي تم تقديمها للمدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية بشأن الانتهاكات الإسرائيلية في غزة كان المجلس القومي لحقوق الإنسان المصري حاضرا بقوة في هذا الملف، مشيرا إلى أن تبادل الخبرات والاستشارات الحقوقية لم ولن تنقطع بين الجانبين.

وتعليقا على إصدار المحكمة الجنائية الدولية، مذكرتي اعتقال بحق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق في مجلس الحرب يوآف جالانت.. وصف الدويك مذكرتي الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو وجالانت، بأنها تاريخية وجاءت من أجل إنصاف الشعب الفلسطيني وضحاياه خلال حرب الإبادة التي ارتكباتها حكومة الاحتلال بحق أهالي قطاع غزة، مرحبا بهذا القرار الذي جاء في تجاه المحاسبة والمسألة الجنائية للجرائم الخطيرة التي ارتكبتها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.

وأعرب عن أمله في أن تتوسع المحكمة في طلب اعتقال مسئولين إسرائيليين أخرين وخصوصا العسكريين الضاعلين في جريمة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة، مشيرا إلى أن مذكرتي الاعتقال تستند لطلب المدعي العام للمحكمة بشأن هذه الجرائم، مؤكدا أن قرار المحكمة يعد ردا على كافة الاعتراضات التي تقدمت بها إسرائيل ومن يساندها ويدعمها في حربها ضد أهالي غزة.

ونوه بأن الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية كانت قد قدمت ردودا على هذه الاعتراضات الإسرائيلية في حينها.. موجها الشكر إلى جميع الدول والمنظمات التي تقدمت أيضا بردود على هذه الاعتراضات حتى جاء أمس قرار المحكمة الجنائية برفض الاعتراضات الإسرائيلية وأصدرت مذكرتي الاعتقال بحق نتنياهو وجالانت.

وحول دور الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية في ظل الإجراءات الإسرائيلية ضد المؤسسات الفلسطينية وإعاقة دورها، أوضح الدكتور عمار الدويك أن الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية تقوم بدورها رغم كافة المعوقات والإجراءات الإسرائيلية على أرض الواقع، مشيرا إلى أن إسرائيل تمنع دخول المؤسسات والمنظمات الحقوقية الدولية إلى الأراضي الفلسطينية وبالتالي تعد الهيئة بمثابة عيون هذه المؤسسات داخل فلسطين.

وأشار إلى أن الهيئة تقوم بجمع كافة المستندات والدلائل على انتهاكات حقوق الإنسان من قبل حكومة الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني سواء في غزة أو الضفة، موضحا أن الهيئة وفريق عملها يقوم بتوثيق الدلائل من خلال الأشخاص أو المؤسسات التي يرتكب بحقها انتهاكات من قبل سلطات الاحتلال وبطريقة قانونية تقبل في المؤسسات والمنظمات الحقوقية الدولية ذات الشأن.

وقال إن الهيئة تقوم بترجمة نصوص الشهادات التي تؤكد وقوع انتهاكات إنسانية من قبل الاحتلال وترسلها إلى المنظمات الدولية ذات العلاقة، مشيرا إلى أن الهيئة تقوم أيضا بجمع الحقائق والدلائل وتوثيقها ووضعها في إطارها القانوني ومن ثم إرسالها كمذكرات قانونية إلى المحكام الدولية ذات العلاقة بحقوق الإنسان مثل المحكمة الجنائية الدولية أو محكمة العدل الدولية أيضا.

وعن الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفسطيني، كشف مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية، أن حجم الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني تفوق الخيال والعدد ولا يمكن لمؤسة واحدة توثيقها نظرا لكثرتها، موضحا أن الهيئة تنتقي الجرائم الكبيرة وذات الانتهاكات الخطيرة وأن كانت كلها خطيرة وتعمل على توثيقها وإرسالها إلى المنظمات الدولية.

وضرب الدويك مثلا بمثل هذه الانتهاكات والتي تأتي في إطار جرائم حرب الإبادة، حيث تم رصد أكثر من 500 تصريح على لسان مسئوليين إسرائيليين تؤكد ارتكاب جريمة حرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني في غزة، مشيرا إلى استهداف الاحتلال المنظم لمؤسسات قانونية وقضائية في غزة ورجال قضاء ومحاميين وغيرهم، بالإضافة إلى تعمد الاحتلال بتدمير النسل الفلسطيني في غزة ومنع دخول الأدوية والغذاء، كانت ضمن هذه الانتهاكات التي تم توثيقها ورفعها إلى المحكمة الجنائية الدولية.

كما كشف الدكتور عمار الدويك، أن هناك العديد من الجرائم والانتهاكات بعضها بشكل مباشر والأخر غير مباشر تم ارتكابها بحق الشعب الفلسطيني بغزة من قبل الاحتلال مثل وقف علاج أمراض السرطان والفشل الكلوي؛ مما أدي إلى وفاتهم.. مشيرا إلى أن هناك العديد من المؤسسات الحقوقية الفلسطينية رصدت الكثير من الانتهاكات الإسرائيلية وتم رفعها في تقارير إلى المنظمات والمؤسسات والمحاكم الدولية.

مقالات مشابهة

  • جلسة مرتقبة للبرلمان السويسري للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني
  • الفيتو الأمريكي يقتل أبناء الشعب الفلسطيني
  • ما الدول التي إذا زارها نتنياهو قد يتعرض فيها للإعتقال بعد قرار الجنائية الدولية؟
  • مدير هيئة حقوق الإنسان الفلسطينية: دور مصر قوي وداعم للقضية وللشعب الفلسطيني
  • ما الدول التي يواجه فيها نتنياهو وغالانت خطر الاعتقال وما تبعات القرار الأخرى؟
  • مذاهب الفقهاء في تعدد المساجد التي تصحّ فيها الجمعة بالبلدة الواحدة
  • سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور
  • أبو ردينة يطالب بحماية الشعب الفلسطيني بمن فيهم الإعلام
  • أمين سر «فتح»: الشعب الفلسطيني انتظر قرار «الجنائية الدولية» ضد نتنياهو
  • أنواع المشقة التي أباح الإسلام الرخصة فيها أثناء الصلاة