في ختام ورشة تبني الخارطة التنموية لمدينة طرطوس القديمة.. إحياء المدينة من خلال بناء هوية ثقافية متكاملة خاصة بها
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
طرطوس-سانا
ركزت ورشة تبني الخارطة التنموية لمدينة طرطوس القديمة في يومها الأخير، والتي أقامتها الأمانة السورية للتنمية بالشراكة مع محافظة طرطوس، وبمشاركة أبناء المدينة القديمة والمجتمع المحلي، وخبراء وممثلين عن الجهات الحكومية والأهلية واحتضنتها صالة المدينة القديمة على إحياء المدينة من خلال بناء هوية ثقافية متكاملة خاصة بها.
وبيّن المشاركون أهمية إيجاد مصادر تمويل التي تعتبر أساس العمل إلى جانب وجود الكوادر البشرية المؤهلة والمختصة واستثمار الإرادة القوية التي ظهرت من قبل المجتمع المحلي وسكان المدينة القديمة ومختلف الفعاليات والجهات المعنية خلال عملها على مدى عامين في إعداد دراسة متكاملة عن واقع المدينة.
وشددوا على ضرورة اعتماد الخارطة التنموية للمدينة وفق الرؤى والمسارات الثلاثة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وتحسين المشهد البصري لها، بعيداً عن التشوهات البصرية الحديثة لتكون أول مفاتيح الجذب للدخول إليها.
وأكدوا أهمية إعداد دراسة مكانية بيئية وخطة ترميم تتناسب مع الوضع العمراني التراثي للمدينة من خلال تأمين أدوات البناء الخاصة بترميم الأبنية الأثرية، لافتين إلى ضرورة تعزيز العلاقة مع المجتمع المحلي، بما يسهم بتوثيق ارتباط الأهالي بمدينتهم وتقوية المسؤولية الاجتماعية لديهم.
ونوهت المداخلات بأهمية تنفيذ خطة العمل التي تم تبنيها مع نهاية الورشة والتي اعتمدت على 12 هدفاً في المسارات الثلاثة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وفي تصريح لـ سانا تحدث الخبير في المسار الثقافي والسياحي وهو من أعضاء فريق عمل مشروع مدينة طرطوس القديمة المهندس علي السوريتي عن العوامل الإيجابية للمدينة التي كانت منطلقاً للعمل، منها الموقع الجغرافي وتعاون السكان.
وأكد أن نقطة العمل الأساسية لهذا المشروع المتكامل حل مشكلة البنى التحتية من صرف صحي ومطري وتحويل شبكات الكهرباء والاتصالات الهوائية إلى شبكات أرضية بالتزامن مع عمل المسارات الأخرى، مبيناً وجود دراسة فنية هندسية تقنية خاصة بالجانب المعماري للمواد الواجب استخدامها أثناء عمليات الترميم بما يحافظ على المضمون والطابع الأثري العمراني للمدينة.
وقالت مديرة هيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالمحافظة ورود سليمان: “إن وجود الهيئة ضمن فريق العمل هدفه دعم المشاريع الأسرية وتنمية مهارات سيدات وشباب المدينة، عبر دورات تدريبية في المواقع الأثرية بالمدينة للاستفادة من الحيز المكاني لها ومنح تراخيص مؤقتة لهم بالتعاون مع المحافظة ومنحهم علامة تجارية لمشاريعهم وإشراكهم في المعارض التي تقيمها الهيئة لتكون سوقاً لتصريف منتجاتهم”.
واعتبر مدير مصرف الإبداع في طرطوس جورج السقا أن تمويل المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر يأتي في مقدمة الخدمات المصرفية حيث توجد كتلة نقدية تدعم مشاريع البيئة المحلية لسكان المدينة من شأنها الإسهام في توسيع وتطوير تلك المشاريع، ما يعزز الدعم الاقتصادي المجتمعي لتصبح مشاريع تنموية تحمل طابعاً تراثياً تاريخياً.
وانطلاقاً من أهمية تدريب وتأهيل الكوادر الشابة بطريقة احترافية لتكون عنصراً ناجحاً قادراً على إحداث نقلة مهمة في مجال التنمية والإنتاج، وبشكل خاص في مجال إحياء الصناعات القديمة تواجدت أكاديمية نوهاو البريطانية في هذه الورشة وفق مديرها بطرطوس علي شدود، مؤكداً أن العمل كفريق متكامل يسهم بتحقيق النجاحات المطلوبة بأعلى المستويات.
وشهد اليوم الأخير في الورشة إطلاق مبادرتي “إنارة مدينة طرطوس القديمة وتنظيفها” كأول مخرجات ورشة تبني الخارطة التنموية للمدينة القديمة وسيعمل على تنفيذ المبادرتين ابتداء من يوم غد الخميس، وتتضمن المبادرة الأولى إنارة محيط مدينة طرطوس القديمة وأسوارها وساحاتها، وداخل المدينة من شوارع وأزقة ومداخل بالطاقة البديلة، وتشمل المبادرة الثانية تنظيف المدينة، بما في ذلك الخندق الترابي والساحات، بالتشارك والتعاون بين أبناء المدينة القديمة والخبراء وممثلي الجهات المعنية.
فاطمة حسين
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: المدینة القدیمة طرطوس القدیمة المدینة من
إقرأ أيضاً:
في ختام ملتقى الاتحادات الطلابية.. وزير التعليم العالي: الشباب الجامعي ركيزة بناء الجمهورية الجديدة
أكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي أن اختتام فعاليات الملتقى يمثل نقطة انطلاق جديدة نحو ترسيخ ثقافة القيادة الشبابية المستنيرة، وبناء أجيال قادرة على تحمل المسؤولية والمشاركة الفاعلة في صياغة سياسات التنمية الوطنية، مشيرًا إلى أن دعم قادة الغد يمثل أولوية وطنية في ضوء استراتيجية الدولة لتمكين الشباب وبناء الجمهورية الجديدة.
وفي هذا الإطار، اختتمت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي فعاليات الملتقى القمي الثاني لقادة الاتحادات الطلابية، والذي نظمه قطاع الأنشطة الطلابية بالتعاون مع معهد إعداد القادة، بمشاركة أكثر من 200 طالب وطالبة من رؤساء ونواب رؤساء اتحادات طلاب الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية والتكنولوجية والمعاهد العليا، ممثلين عن مختلف الأقاليم الجغرافية.
وتضمن الملتقى أكثر من 15 ورشة عمل تدريبية تفاعلية، شملت محاور متنوعة من بينها: مهارات القيادة الفعالة، إعداد وتنفيذ الأنشطة القمية، التخطيط الإعلامي وصناعة الهوية البصرية لاتحادات الطلاب، بناء المبادرات التنموية، قياس مؤشرات الأداء وتقييم الفعاليات الطلابية. وقد تم توزيع الطلاب المشاركين على الأقاليم الجغرافية السبعة، حيث تشكلت لجان طلابية إقليمية شاركت في تنفيذ نماذج محاكاة حية لأعمال التخطيط والإدارة المؤسسية.
وأوضح الدكتور كريم همام مستشار وزير التعليم العالي للأنشطة الطلابية ومدير معهد إعداد القادة أن الملتقى عكس روحًا طلابية فاعلة وإرادة جماعية لصناعة التغيير الإيجابي، من خلال حزمة متكاملة من الورش التدريبية والجلسات الحوارية، مشيرًا إلى أن المعهد يعمل وفق رؤية جديدة ترتكز على إعداد قادة يمتلكون الوعي النقدي، والقدرة على الابتكار، والانتماء الوطني، موضحًا أن الملتقى أفرز مجموعة من المبادرات الطلابية الواعدة التي سيتم دعمها وتنفيذها داخل الجامعات خلال الفصل الدراسي القادم.
وقد أتاحت المبادرة للطلاب فرصة فريدة للاطلاع على أفضل الممارسات في مجالات الابتكار وريادة الأعمال، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، والمهارات الرقمية، إلى جانب عقد جلسات إرشادية حول بناء المسار المهني، والتأهيل لسوق العمل المحلي والدولي، وهو ما يعكس رؤية الوزارة في إعداد خريج جامعي مؤهل للمنافسة عالميًا.
وفي ختام الملتقى، عبّر الطلاب عن تقديرهم العميق لهذه التجربة الثرية التي عززت وعيهم ومهاراتهم القيادية، مؤكدين التزامهم بأن يكونوا سفراء للتغيير داخل جامعاتهم، حاملين رسالة الوطن في صناعة مستقبل يقوم على الوعي والعلم والانتماء.