طرطوس-سانا

ركزت ورشة تبني الخارطة التنموية لمدينة طرطوس القديمة في يومها الأخير، والتي أقامتها الأمانة السورية للتنمية بالشراكة مع محافظة طرطوس، وبمشاركة أبناء المدينة القديمة والمجتمع المحلي، وخبراء وممثلين عن الجهات الحكومية والأهلية واحتضنتها صالة المدينة القديمة على إحياء المدينة من خلال بناء هوية ثقافية متكاملة خاصة بها.

وبيّن المشاركون أهمية إيجاد مصادر تمويل التي تعتبر أساس العمل إلى جانب وجود الكوادر البشرية المؤهلة والمختصة واستثمار الإرادة القوية التي ظهرت من قبل المجتمع المحلي وسكان المدينة القديمة ومختلف الفعاليات والجهات المعنية خلال عملها على مدى عامين في إعداد دراسة متكاملة عن واقع المدينة.

وشددوا على ضرورة اعتماد الخارطة التنموية للمدينة وفق الرؤى والمسارات الثلاثة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وتحسين المشهد البصري لها، بعيداً عن التشوهات البصرية الحديثة لتكون أول مفاتيح الجذب للدخول إليها.

وأكدوا أهمية إعداد دراسة مكانية بيئية وخطة ترميم تتناسب مع الوضع العمراني التراثي للمدينة من خلال تأمين أدوات البناء الخاصة بترميم الأبنية الأثرية، لافتين إلى ضرورة تعزيز العلاقة مع المجتمع المحلي، بما يسهم بتوثيق ارتباط الأهالي بمدينتهم وتقوية المسؤولية الاجتماعية لديهم.

ونوهت المداخلات بأهمية تنفيذ خطة العمل التي تم تبنيها مع نهاية الورشة والتي اعتمدت على 12 هدفاً في المسارات الثلاثة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وفي تصريح لـ سانا تحدث الخبير في المسار الثقافي والسياحي وهو من أعضاء فريق عمل مشروع مدينة طرطوس القديمة المهندس علي السوريتي عن العوامل الإيجابية للمدينة التي كانت منطلقاً للعمل، منها الموقع الجغرافي وتعاون السكان.

وأكد أن نقطة العمل الأساسية لهذا المشروع المتكامل حل مشكلة البنى التحتية من صرف صحي ومطري وتحويل شبكات الكهرباء والاتصالات الهوائية إلى شبكات أرضية بالتزامن مع عمل المسارات الأخرى، مبيناً وجود دراسة فنية هندسية تقنية خاصة بالجانب المعماري للمواد الواجب استخدامها أثناء عمليات الترميم بما يحافظ على المضمون والطابع الأثري العمراني للمدينة.

وقالت مديرة هيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالمحافظة ورود سليمان: “إن وجود الهيئة ضمن فريق العمل هدفه دعم المشاريع الأسرية وتنمية مهارات سيدات وشباب المدينة، عبر دورات تدريبية في المواقع الأثرية بالمدينة للاستفادة من الحيز المكاني لها ومنح تراخيص مؤقتة لهم بالتعاون مع المحافظة ومنحهم علامة تجارية لمشاريعهم وإشراكهم في المعارض التي تقيمها الهيئة لتكون سوقاً لتصريف منتجاتهم”.

واعتبر مدير مصرف الإبداع في طرطوس جورج السقا أن تمويل المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر يأتي في مقدمة الخدمات المصرفية حيث توجد كتلة نقدية تدعم مشاريع البيئة المحلية لسكان المدينة من شأنها الإسهام في توسيع وتطوير تلك المشاريع، ما يعزز الدعم الاقتصادي المجتمعي لتصبح مشاريع تنموية تحمل طابعاً تراثياً تاريخياً.

وانطلاقاً من أهمية تدريب وتأهيل الكوادر الشابة بطريقة احترافية لتكون عنصراً ناجحاً قادراً على إحداث نقلة مهمة في مجال التنمية والإنتاج، وبشكل خاص في مجال إحياء الصناعات القديمة تواجدت أكاديمية نوهاو البريطانية في هذه الورشة وفق مديرها بطرطوس علي شدود، مؤكداً أن العمل كفريق متكامل يسهم بتحقيق النجاحات المطلوبة بأعلى المستويات.

وشهد اليوم الأخير في الورشة إطلاق مبادرتي “إنارة مدينة طرطوس القديمة وتنظيفها” كأول مخرجات ورشة تبني الخارطة التنموية للمدينة القديمة وسيعمل على تنفيذ المبادرتين ابتداء من يوم غد الخميس، وتتضمن المبادرة الأولى إنارة محيط مدينة طرطوس القديمة وأسوارها وساحاتها، وداخل المدينة من شوارع وأزقة ومداخل بالطاقة البديلة، وتشمل المبادرة الثانية تنظيف المدينة، بما في ذلك الخندق الترابي والساحات، بالتشارك والتعاون بين أبناء المدينة القديمة والخبراء وممثلي الجهات المعنية.

فاطمة حسين

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: المدینة القدیمة طرطوس القدیمة المدینة من

إقرأ أيضاً:

السيد بلعرب يرعى إطلاق مبادرة "إحياء العمارة" في "متحف عُمان عبر الزمان"

منح- العُمانية

رعى صاحب السمو السيّد بلعرب بن هيثم إطلاق مبادرة إحياء العمارة بمتحف عُمان عبر الزمان في ولاية منح، بحضور عددٍ من أصحاب السمو والمعالي والسعادة وعددٍ من المهتمين بالتصميم المعماري من متخصصين وخبراء.

واطلع سموّه على أهداف المبادرة التي رُسمت لإحياء الهوية المعمارية العُمانية؛ من خلال تعزيز الوعي بقيمة التصميم المعماري كأحد مكونات الهوية الوطنية، وتوجيه المجتمع إلى استكشاف العمارة العُمانية وفهم تأثيرها الثقافي والاجتماعي والاقتصادي، وإبراز الابتكار الذي سطرّه المعماريون العُمانيون خلال القرون الماضية، عن طريق تسليط الضوء على الأساليب التي استخدموها في التصميم والبناء؛ بهدف تشجيع استخدامها بما يعزز الإرث المعماري ويقدم نماذج ناجحة تدمج الابتكار مع الإرث، إضافة إلى إشراك مختلف فئات المجتمع في الحوارات والنقاشات حول التصميم المعماري وتعزيز بيئة داعمة للإبداع والريادة، وتعزيز فرص المعماري في سوق العمل العُماني.

عقب ذلك، تجول سموّه في جناح جائزة بلعرب بن هيثم للتصميم المعماري واطلع على مراحل كل دورة والمشروعات الفائزة بالمركز الأول من دورتي الجائزة بمجسم ثلاثي الأبعاد، كما ضمّ الجناح المشروع الفائز في مسابقة إكسبو اليابان 2025.

ثم تابع سموّه عرضًا مرئيًّا لمحطات العمل المستمر من انطلاق الدورة الأولى من جائزة بلعرب بن هيثم للتصميم المعماري وصولًا لانطلاق مبادرة إحياء العمارة، وتضمّن العرض المرئي الهيكل الجديد والذي تترأسه مبادرات بلعرب بن هيثم وتضّم مجتمع بلعرب بن هيثم، وجائزة بلعرب بن هيثم للتصميم المعماري، وبرامج بلعرب بن هيثم، إضافة إلى الإعلان عن موعد الدورة الثالثة من جائزة بلعرب بن هيثم للتصميم المعماري والمُزمع إطلاقها نهاية العام الحالي.

واطّلع سموّه على التجربة التفاعلية لإحياء العمارة ومحاورها المتمثلة في: محور التعليم المستمر، ومحور الابتكار، ومحور جاهزية السوق، وهي تصب في خدمة المجال المعماري وإعادة إحيائه في سلطنة عُمان.

ويركز محور التعليم المستمر على رحلة الإلهام المعماري باستعراض تجارب معمارية رائدة، فيما يسلط محور الابتكار الضوء على التقنيات والأساليب والقيمة المضافة التي خلّدها المعماري العُماني، وتوظيفه لها في إعادة تأهيل القرى والحارات القديمة؛ لتحويلها إلى وجهات سياحية مستدامة تحفظ الإرث وتتناسب مع البيئة المحيطة وتدعم التنمية الاقتصادية وتلبي في الوقت ذاته احتياجات الإنسان، ويتيح محور جاهزية السوق للمهتمين فهمًا كاملًا لسوق العمل في المجال المعماري والتوعية بأبرز المسارات المهنية المرتبطة بالتصميم المعماري لتعزيز جاهزية الخريجين لسوق العمل، واكتشاف فرص العمل المُتاحة، وإيجاد شبكات تواصل بين الطلبة والخبراء وأصحاب الأعمال.

تجدر الإشارة إلى أن مبادرة إحياء العمارة تأتي استكمالًا لمسيرة جائزة بلعرب بن هيثم للتصميم المعماري بدورتيها الأولى والثانية، ومسابقة تصميم جناح سلطنة عُمان في إكسبو اليابان 2025، في إثراء المجال المعماري في سلطنة عُمان، وتستهدف المبادرة مختلف فئات المجتمع المهتمة بالتصميم المعماري ومحبيه من المتخصصين والخبراء والطلبة الدارسين لهذا المجال.

مقالات مشابهة

  • ختام قافلة قصور الثقافة بالمناطق الجديدة الآمنة ببورسعيد
  • الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة الرياض يرفع الشكر للقيادة على إطلاق أسماء الأئمة والملوك على عدد من ميادين الرياض
  • ورشة بتعز تستعرض الانجازات التنموية لمشروع المرونة المؤسسية
  • منذ فجر التأسيس.. دور ملهم لأئمة الدولة السعودية في بناء هوية المملكة
  • دراسة: كمية المياه التي تفقدها الأنهار الجليدية تعادل ما يستهلكه سكان العالم في 3 عقود
  • "العمل": 3862 فُرصة عمل جديدة في 59 شركة خاصة بـ10 محافظات.. والتقديم فبراير ومارس 2025
  • بتمويل من الحزب.. ملعب المدينة الرياضية يعود إلى الحياة
  • القائم بأعمال وزارة الصحة ‏يناقش في طرطوس واقع الخدمات الصحية ‏المقدمة وسبل تطويرها
  • إسرائيل تؤكد هوية أحد الجثامين التي استلمتها من حماس
  • السيد بلعرب يرعى إطلاق مبادرة "إحياء العمارة" في "متحف عُمان عبر الزمان"