نقاط اشتباك جديدة مع الاحتلال واتساع رقعة المواجهة بالضفة
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
رام الله- عرفت بلدة "إذنا" كواحدة من أبرز بؤر الضفة الغربية اشتعالا خلال "انتفاضة الحجارة"، التي انطلقت شرارتها أواخر 1987 وامتدت لعدة سنوات، لكن مشاركتها كانت أقل حدة في "انتفاضة الأقصى" عام 2000، وفي الهبات اللاحقة، إلى معركة طوفان الأقصى.
تقع البلدة غرب مدينة الخليل جنوبي الضفة، في مكان جغرافي حساس، مما قلل فرص مشاركتها في الفعاليات الشعبية المناهضة للاحتلال أسوة بمناطق أخرى ساخنة، فمن الناحية الغربية يقع جدار الفصل الإسرائيلي، وإلى الشمال منها يقع معبر ترقوميا، الذي يعتبر شريان حياة يربط الضفة مع الأراضي المحتلة عام 1948.
هذا الواقع جعل كثيرا من سكان البلدة يتجهون إلى العمل في إسرائيل، أو في تجارة الخردة (المعادن) وإعادة تدويرها وفصلها عن بعضها، وهو قطاع رائج بشكل كبير في البلدة.
والدة الشهـ.ـيد عدي أبو جحيشة من بلدة إذنا بالخليل: لم تهن عليه دماء أبناء وطنه، وكان يريد أن يصبح مثل إبـ.ـراهيـم النـ.ـابلسـي #حرب_غزة #فيديو pic.twitter.com/JQyHI7kdDm
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) January 13, 2024
واقع جديد ومقاومة مختلفةتغير الحال في البلدة ذات الـ30 ألف نسمة يوم الجمعة 12 يناير/كانون الثاني الجاري، حين أعلن جيش الاحتلال تمكنه من قتل 3 شبان تمكنوا من التسلل إلى مستوطنة "أدورا" وإصابة جندي، ثم أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن الشبان هم: محمد عرفات أبو جحيشة (15 عاما)، عدي إسماعيل أبو جحيشة (17 عاما)، إسماعيل أحمد أبو جحيشة (19 عاما)، وجميعهم من بلدة إذنا.
على الفور، شرع الاحتلال -ضمن سلسلة عقوبات جماعية بحق سكان البلدة- "في حصار مشدد وخانق للبلدة من مختلف الجهات، واعتقالات واسعة، ومداهمة منازل ذوي الشهداء وتخريب محتوياتها والتهديد بهدمها، مع هدم 5 منشآت صناعية، ومصادرة شاحنات ومركبات" وفق ما صرح به للجزيرة نت رئيس البلدية جابر الطميزي.
#صورة | الشــ.ــهداء اسماعيل أبو جحيشة ومحمود أبو جحيشة وعدي أبو جحيشة من بلدة إذنا غربي الخليل الذين ارتقوا بعد تنفيذ عملية إطلاق نـار في مستــوطنة "أدورا" الليلة الماضية. pic.twitter.com/xLlALT9GVO
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) January 13, 2024
وغير بعيد عن بلدة إذنا وإلى الشرق منها، كانت بلدة دورا على موعد مع اقتحام إسرائيلي عنيف، أسفر عن استشهاد الشابة عهد محمود أولاد محمد (24 عاما) وهي أم لطفلة، بينما كانت تقف على سطح منزلها، والشاب محمد حسن إبراهيم أبو سباع (22 عاماً)، وأصيب 10 آخرون، وخرج في جنازتهما آلاف المشيعين رافعين أعلام الفصائل، في مشهد لم تألفه البلدة منذ سنوات.
أما إلى الشرق من مدينة الخليل، فخطفت الأنظار بلدة بني نعيم، إذ خرج منها منفذا عملية الطعن والدعس في مدينة "رعنانا" داخل الخط الأخضر، الاثنين، وهما أحمد محمد علي زيادات (25 عاما) وعمّه محمود علي سالم زيدات (44 عاما)، وقد اعتقلا في اليوم ذاته.
انقلبت حياة السكان بفعل العقوبات الجماعية، وأغلقت مداخل البلدة، وجرت مداهمة منزلي المنفذين والاعتداء على ذويهما، وأخذ قياسات المنزلين تمهيدا لهدمهما.
قوة من جنود الاحتلال تقتحم بلدة بني نعيم شرقي الخليل في الضفة الغربية pic.twitter.com/USttWfGSix
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) January 14, 2024
امتداد من الشمال إلى الجنوبما حدث في البلدات الثلاث جنوبي الضفة الغربية خلال أيام متقاربة، مثّل تسارعا واتساعا جديدا لرقعة المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، فيما شكلت عملية "رعنانا" واقتحام مستوطنة "أدورا" تنوعا في أدوات المواجهة.
وفي قراءته لمسار المواجهة بالضفة، يقول المحلل السياسي سامر عنبتاوي "صحيح أن المقاومة الشعبية كانت محصورة قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي في بعض نقاط الاشتباك بالضفة، وكانت المقاومة المسلحة محصورة في بعض المخيمات شمالا، لكن الجانب الإسرائيلي سعى إلى تصعيد الوضع الميداني".
وأضاف عنبتاوي -في حديثه للجزيرة نت- أن "سياسية الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، وعضوية الوزيرين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، هي التصعيد، وكان ذلك واضحا تجاه الأسرى والمسجد الأقصى والاستيطان".
وعن الاختلاف بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أضاف المحلل "أخذ الوضع الميداني بالتصاعد أكثر، مئات الشهداء، وآلاف الجرحى في 100 يوم بالضفة، نتيجة اجتياحات الجيش الإسرائيلي، في حين بدأت مظاهر المقاومة تمتد إلى مناطق جديدة كأريحا وقلقيلية والخليل وطولكرم، بعد أن كانت محصورة في مخيم جنين ونابلس القديمة وبعض القرى والمخيمات".
كما وثق مركز المعلومات الفلسطيني غير الحكومي "معطى" 567 عملا فلسطينيا مقاوما في أنحاء مختلفة في الضفة الغربية، بين 15 ديسمبر/كانون الأول الماضي و11 يناير/كانون الثاني الجاري، بينها 140 عملية إطلاق نار، طالت تقريبا معظم محافظات الضفة الغربية.
وحتى يوم الأربعاء، أدى التصعيد الإسرائيلي في الضفة إلى استشهاد 360 فلسطينيا، وإصابة قرابة 2200 بجروح وفق وزارة الصحة الفلسطينية، واعتقال نحو 6 آلاف وفق نادي الأسير الفلسطيني.
اتساع بدل الردعويعتبر المحلل السياسي عنبتاوي أن "التعامل مع الضفة رهين صراع بين توجهين في إسرائيل، أحدهما تيار حاكم يشن حربا عدوانية ضد الشعب الفلسطيني بأكمله، والآخر تيار معارض يحذر من انفجار الوضع".
وأضاف "صحيح أن محور الحرب هو القتل والتدمير في قطاع غزة، لكن هناك حربا غير معلنة على الضفة، متمثلة بقمع واجتثاث المقاومة منها قبل تطورها، لتحقيق الردع من جهة، وفرض العقوبات على الشعب الفلسطيني من جهة ثانية، ونشاهد ذلك في التدمير الممنهج للمباني والسيارات والاستهداف بالطائرات والتنكيل بالأسرى وتقطيع أوصال المناطق".
وأضاف المحلل السياسي أن "الاتجاه الثاني في إسرائيل يحذر من انفجار الوضع، نتيجة احتجاز أموال السلطة وزيادة القمع، ومنع وصول العمال إلى أماكن عملهم، وبالتالي فتح جبهة جديدة".
ويرى عنبتاوي أن "الغلبة هي للاتجاه المتطرف الذي يسعى للتصعيد في الضفة"، فهو لم يحقق الردع الذي يبحث عنه، ويوضح "ما نشاهده اليوم مواجهات مستمرة تزداد بشكل أكبر، بل تمتد لمناطق أوسع".
ويشير المحلل الفلسطيني إلى أن "هناك تلاحما يحاول الاحتلال تدميره دون أن ينجح، فما حصل في القطاع كان استجابة لما كان يحصل في الضفة، بالتالي الضفة تتلاحم وتتلاءم بشكل كامل مع قطاع غزة، دون أن ينال ذلك من عزيمة الشعب الفلسطيني".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الضفة الغربیة فی الضفة
إقرأ أيضاً:
بعد 20 عاماً من التوقف..إسرائيل تُعلن إنشاء مستوطنة جديدة بين الخليل وبيت لحم في الضفة الغربية
بعد 20 عاماً من التوقف، أعلنت إسرائيل عن تأسيس مستوطنة جديدة أُطلِق عليها اسم "حلاتس" (مؤقتاً)، ضمن تجمع "غوش عتصيون" الاستيطانية جنوبي مدينة القدس، وقفاً لما ذكره تقرير لصحيفة "إسرائيل اليوم".
جاء الإعلان بعد موافقة "الكابينيت" الإسرائيلي في 8 يوليو/تموز 2024، بالتزامن مع توقيع قائد منطقة المركز في الجيش الإسرائيلي، الجنرال يهودا فوكس، على توسيع نطاق صلاحيات المجلس الإقليمي للمستوطنة قبل مغادرته منصبه.
ووفقاً للتفاصيل، تقع المستوطنة الجديدة على التلال بين مستوطنتي "شدي بَعَز" و"هار جيلو"، مُكمِّلةً بذلك شبكة استيطانية تربط مدينة القدس بتجمع "غوش عتصيون"، في خطوة تُوصَف بأنها "استراتيجية" لتعزيز الوجود الإسرائيلي في المنطقة.
وقد بدأت المرحلة الأولى من البناء بالفعل، مع انتقال عشرات العائلات للإقامة فيها، فيما تجري أعمال تشييد البنية التحتية تحت حماية الجيش الإسرائيلي.
تعود ملكية الأراضي التي أُقيمت عليها المستوطنة إلى شركة "هيمنوتا"، الذراع العقاري لـ"الكيرين كاييمت" منذ عام 1969، فيما بدأت محاولات الاستيطان الفعلية عام 2019، عندما أقامت عائلة "تال" مزرعةً استيطانيةً تحت اسم "نافيه أوري"، بدعم من حركة "أمانا" الاستيطانية، والتي تُعتبر الذراع الرئيسي لتوسيع البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية.
من جانبه، وصف رئيس مجلس "غوش عتصيون" الإقليمي، يارون روزنتال، الحدث بأنه "وفاءٌ للدَين المعنوي تجاه مؤسسي الكتلة الاستيطانية"، مستذكراً معارك 1948 عندما قُتِل 127 مستوطناً إسرائيلياً في المنطقة.
وأضاف خلال المقابلة أنه: "قبل 77 عاماً، سقطت "كتيبة الـ35" أثناء محاولتها اختراق الحصار عن غوش عتصيون. اليوم نُكمِل مسيرتهم بربط القدس بالكتلة الاستيطانية".
كما أشاد روزنتال بدور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير المالية بتسلئيل سموتريش، وحركة "أمانا"، قائلاً: "هذا الإنجاز تحقق بفضل عائلة تال، وإصرارها على البقاء رغم كل التحديات".
تأتي هذه الخطوة في سياق تصاعد وتيرة التوسع الاستيطاني الإسرائيلي غير الشرعي، الذي يُنتهك القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، خاصةً القرار(2334) الذي يُجرم الاستيطان في الأراضي الفلسطينية.
ومن المتوقع أن تُثير المستوطنة الجديدة احتجاجات فلسطينية ودولية، وسط تحذيرات من أنشطة" تهويد"متسارعة تُهدد بابتلاع ما تبقى من الأراضي الفلسطينية في محافظة بيت لحم.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تقرير: واشنطن تدرس اتخاذ خطوات إضافية رداً على توسع إسرائيل الاستيطاني بالضفة الغربية نتنياهو يعود بحكومة سادسة.. يمينية متطرفة دينية متزمتة وأولوياتها الاستيطان وإضعاف القضاء نتنياهو يعرض برنامج الحكومة الإسرائيلية الجديدة.. أولوياتها التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية إسرائيلبنيامين نتنياهوبيت لحماستيطان القدسمستوطنة يهودية