استنكر خبير الأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في السودان رضوان نويصر، تدهور الأوضاع في البلاد مع دخول "النزاع المسلح الوحشي" شهره العاشر. وحث قادة طرفي الصراع على وضع حدّ فوري للعنف وضمان الانتقال إلى الحكم المدني والاستجابة لنداءات الضحايا المُطالبة بإحلال السلام وتحقيق العدالة.

وفي بيان صحفي، قال نويصر: "ما من حلّ سلمي يلوح في الأفق على الرغم من مبادرات الوساطة الإقليمية والدولية المتعدّدة، ولا يزال شعب السودان يتحمل العبء الأكبر لدوامة العنف التي لا تنتهي وتولّد يوميا المزيد من المعاناة الإنسانية والدمار والنزوح".



نويصر، المُعين من قبل مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أضاف أن انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، استمرت بلا هوادة مع انتشار القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في جميع أنحاء البلاد. وشدد على ضرورة أن يظهر قادة الطرفين مزيدا من الإرادة السياسية لوضع حد للعنف وإسكات البنادق.

ومنذ اندلاع النزاع في نيسان/ أبريل من العام الماضي، قُتل وجُرح آلاف المدنيين، ونزح أكثر من 7.6 مليون شخص من ديارهم، بما في ذلك أكثر من 1.5 مليون إلى البلدان المجاورة. ويحتاج ما لا يقل عن 25 مليون شخص في جميع أنحاء السودان إلى المساعدة، من بينهم 14 مليون طفل.

وقال الخبير الأممي إنه استمع خلال لقاءاته المنتظمة مع ممثلي المجتمع المدني السوداني، إلى تقارير وشهادات مروعة عن المعاناة الإنسانية، بما في ذلك مئات حالات الاختفاء القسري المشتبه بها وحالات الاحتجاز التعسفي المتعددة المرتكبة من قبل الطرفين. وأضاف أنه استمع أيضا إلى روايات مقلقة للغاية عن "أعمال عنف جنسي ضد النساء والفتيات، يُزعم أن عناصر قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها ارتكبوا معظمها".

وندّد رضوان نويصر بتفاقم العنف الناجم عن دوافع عرقية وخطاب الكراهية، لا سيما في منطقة دارفور. وأضاف: "في غرب دارفور، اعتدت قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها مرارا وتكرارا على أعضاء من جماعة المساليت الأفريقية". وأعرب عن قلقه البالغ حيال التقارير التي تفيد بتجنيد الأطفال وتعبئة المدنيين في "جماعات المقاومة الشعبية"، بغية القتال في صفوف القوات المسلحة السودانية.

وقال الخبير الأممي إن الطرفين التزما بالتحقيق في الانتهاكات والتجاوزات الجسيمة التي ارتُكبت خلال النزاع، وبكسر دوامة الإفلات من العقاب التي هي أصل المأساة المستمرة. ولكنه أشار إلى عدم اتخاذ أي إجراءات لمحاكمة الجناة ولا الإعلان عن نتائج التحقيقات حتى هذه اللحظة.

ودعا الطرفين إلى ضمان التحقيق الفوري والشامل في جميع انتهاكات وتجاوزات القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني ومحاسبة المسؤولين عنها. كما دعا كلا الجانبين إلى ضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين بشكل آمن وفعال وبدون أي عوائق.

وقال: "ينفد الغذاء من السودان، وهو من بين الأراضي الأكثر خصوبة، كما يواجه 18 مليون شخص فيه الجوع الحاد. وعلى الرغم من الاحتياجات الهائلة، لا يزال تقديم المساعدات يشكل تحديا بارزا بسبب الأعمال العدائية المتواصلة واستمرار انعدام الأمن والاعتداءات على العاملين في المجال الإنساني والعقبات البيروقراطية الأخرى".

وشدد على ضرورة عدم استمرار هذا الوضع. وقال إن على حكومة السودان، التي تتحمل المسؤولية الرئيسية عن حماية المدنيين، اتخاذ خطوات ملموسة لضمان وصول المساعدات الكافية إلى جميع المحتاجين إليها وتيسير وصول قوافل المساعدة الإنسانية إلى السكان المتضررين من النزاع.

ودعا الخبير المجتمع الدولي إلى التعاون من أجل اعتماد خارطة طريق متسقة وشاملة وموحدة ومنسقة، تساهم في إنهاء العنف الذي يجتاح السودان، وتدعم حوارا وطنيا سودانيا تشارك فيه الأحزاب السياسية والجماعات المدنية، بما في ذلك الجمعيات النسائية والشبابية، بغية نقل السلطة إلى حكومة انتقالية يقودها مدنيون.

ويعتزم الخبير زيارة بورتسودان في شباط/ فبراير 2024 قبل الدورة الـ55 لمجلس حقوق الإنسان المقرر عقدها في آذار/ مارس 2024.  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

ترامب يوقف جميع المساعدات العسكرية لأوكرانيا بعد المشادة مع زيلينسكي

أوقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، جميع المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا بعد المشادة الحادة التي وقعت مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمام وسائل الإعلام، وفقا لما نقلته "رويترز" عن مسؤول بالبيت الأبيض.

وقال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، "لقد أوضح الرئيس أنه يركز على السلام. نحن بحاجة إلى التزام شركائنا بهذا الهدف أيضا. أوقفنا مساعداتنا وسنراجعها للتأكد من أنها تساهم في الحل".

ولم يرد مكتب زيلينسكي على طلب رويترز للتعليق خارج ساعات العمل.

تأتي هذه الخطوة بعد أن قلب ترامب السياسة الأمريكية بشأن أوكرانيا وروسيا رأسا على عقب عند توليه منصبه في كانون الثاني /يناير الماضي، واعتمد موقفا أكثر تصالحية تجاه موسكو.


كما يأتي ذلك بعد مشادة كلامية حادة بين الرئيس الأوكراني ونظيره الأمريكي الذي وصف الأول بأنه يقلل احترامه بعد دخوله في جدال بشأن المفاوضات مع روسيا لإنهاء الحرب المتواصلة على بلاده للعام الثالث على التوالي.

واحتد النقاش بين ترامب وزيلينسكي بعد تأكيد الأخير الحصول على ضمانات أمنية، مقابل الموافقة على مسألة وقف إطلاق النار، وقال ترامب: "عليك التوصل إلى اتفاق وإلا سننسحب".

ودخل نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، على الأجواء العاصفة للقاء، وقال: "من قلة الاحترام أن يأتي زيلينسكي إلى البيت الأبيض ويجادل أمام وسائل الإعلام الأمريكية".

من جانبه قال زيلينسكي؛ إنه ينبغي توفير ضمانات أمنية لأوكرانيا، ولا يمكن الحديث عن وقف إطلاق النار فقط، وأضاف: "أجرينا محادثات مع بوتين ووقعنا اتفاقا لوقف إطلاق النار، لكنه انتهك هذا الاتفاق".

والاثنين، قال الرئيس الأمريكي مرة ثانية إن زيلينسكي يجب أن يكون أكثر تقديرا للدعم الأمريكي بعد أن رد في وقت سابق بغضب على تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" نقل عن زيلينسكي قوله إن نهاية الحرب "بعيدة للغاية".

وكتب ترامب على منصة التواصل الاجتماعي الخاصة به "تروث سوشيال"، أن "هذا أسوأ بيان يمكن أن يصدره زيلينسكي، ولن تتحمله أمريكا لفترة أطول!".

وبحسب رويترز، فقد ألمح ترامب الاثنين إلى أنه لا يزال من الممكن الاتفاق على صفقة لفتح قطاع المعادن الأوكراني أمام الاستثمار الأمريكي على الرغم من إحباطه من كييف، فيما طرح الزعماء الأوروبيون مقترحات لهدنة في حرب روسيا مع جارتها.


وتنظر إدارة ترامب إلى صفقة المعادن باعتبارها سبيلا لاستعادة واشنطن بعض عشرات المليارات من الدولارات التي قدمتها لأوكرانيا في صورة مساعدات مالية وعسكرية منذ غزو روسيا قبل ثلاث سنوات.

وعندما سُئل أمس عما إذا كانت الصفقة قد انتهت، قال ترامب في البيت الأبيض "لا، لا أعتقد ذلك".

ووصفها ترامب بأنها "صفقة عظيمة بالنسبة لنا"، وقال إنه سيقدم تحديثا عن الوضع مساء الثلاثاء عندما يتحدث في جلسة مشتركة للكونغرس، وفقا لرويترز.

مقالات مشابهة

  • ترامب يوقف جميع المساعدات العسكرية لأوكرانيا بعد المشادة مع زيلينسكي
  • موقتًا.. واشنطن تعلق جميع المساعدات العسكرية لأوكرانيا
  • المركز الوطني للأرصاد: توقعات بهطول أمطار غزيرة على منطقة الرياض والدفاع المدني يدعو لأخذ الحيطة والحذر
  • مسؤول أممي: يجب استئناف تسليم المساعدات الإنسانية إلى غزة فورا
  • خبير اقتصادي: الدولة تهتم بالشريحة التي تحتاج الرعاية المجتمعية
  • عبد الرحمن الصادق المهدي يدعو إلى تناسي الخلافات والوقوف مع الوطن
  • قلق أممي من التحول الجذري بأميركا وطغيان أباطرة التكنولوجيا
  • خبير سياسي: أطراف دولية وإقليمية تسعى لتعزيز نفوذها في السودان
  • جنوب السودان يعاني من تصاعد العنف العرقي والتوترات رغم تعهدات السلام
  • العنف يهدد بحرب إقليمية في الكونغو الديمقراطية