لجريدة عمان:
2024-11-16@07:03:24 GMT

حديث ذاتي

تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT

إنَّ الفارق بين «الفعل» و«عدم الفعل» ضئيل جدًا، ومتى ما ظننا بأن الفعل وحده ما يحدد حياتنا مسيرها ومصيرها؛ فيجب أن نتأهب للعواقب عاجلًا أم آجلًا. وتمثل السلطة الخفية أحد أبرز العوامل في اختيارنا للفعل من عدمه، وهذه السلطة تتضمن العائلة والأصدقاء والأقرباء والمعارف، أو بالأحرى كل من نهتم لأمرهم ونظن بأنهم يتوقعون منا أفعالا معينة بطريقة معينة في حال معينة يكون لرأيهم تأثير علينا، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

الحرية الشخصية والوعي الحقيقي بالذات، يعدان أمران حيويان ومغيبان في الآن ذاته!؛ فالوعي بالذات يجعلنا نختار الصواب -يتحدد الصواب هنا بالقناعات التي نتبناها والمبادئ والأسس الأخلاقية لهذه القناعات- بمعزل عن السلطة الخفية وبوعي تام بوجودها، أي أن تلك السلطة تذوب تماما أمام ما اعتبرناه صوابًا. أما من يرزح تحت قيود السلطة الخفية تلك، فيظل مقيدا موجَّهَ الأفعال والتصرفات دون أن يدري!؛ وذلك لأن ما يقوم به يكون نتيجة ضغط لا يلزم بالضرورة أن يكون ضغطًا حقيقيًا، وإنما هو ضغط مُتَخَيَّلٌ يُلزِم الإنسان نفسه به ويعيش وفقًا له. وهذا ينطبق على الأمور الكبيرة والقرارات المصيرية وعلى الأمور اليومية الاعتيادية على السواء.

تنبري أمام الإنسان في لحظات الصفاء المطلق خياراته، ويصاب بالهلع أحيانًا جراء ما فعله، أو ما يعتقد أنه ينبغي عليه أن يفعله. وما بين اتخاذ القرار بوعي حقيقي، وبين اتخاذه بناء على ما سبق الإشارة إليه من سلطة وضغط غير حقيقيين؛ تكون النتائج النهائية حاسمة في تحديد مصير الإنسان. فإما أن يتطرف في اختياراته وينعزل انعزالًا كليًا عن المجتمع والحياة، أو أن يمارس حياته بوسطية تتيح له الانزواء في زاويته الخاصة في كوخه الصغير تارة، وممارسة حياته تحت أضواء المسرح تارة أخرى، ويظل محتفظًا بذاتيته الحقيقية ونقائها الذي يبذل جهده للحفاظ عليها.

الحياة طريق طويلة عسيرة، وللإنسان فيها الخيار الكامل والتام في كيفية سلوكها، ولكن هذه الطريق ذاتها هي ما تصقل المرء وتكشف معدنه؛ فإما أن يذوب في المُتَخيَّل والمُنتَظَر منه، أو أن يشق طريقه الخاص بقناعاته التي يبنيها ويهدمها منتقلا من طور إلى طور في سبيل تشييد كماله الإنساني. بعبارة أخرى، يمكن له أن يختار شلة أو جماعة أو فئة ينضوي تحتها ويعتقد معتقدها ويتبنى مواقفها الأخلاقية والثقافية والاجتماعية، أو أن يكون حرًا يختار صوابه بمعزل عن الانضواء تحت أي جماعة وتكون له آراؤه الخاصة الذاتية النابعة من قناعة صادقة وبحث متأن.

يردد المثقفون عبارة «الوعي مؤلم» ونحوها، وفي الحقيقة فإن الألم والصعوبة الحقيقيين يكمنان في الشجاعة بأن نكون نحن كما نؤمن بأنفسنا، لا كما يرانا الآخرون. أتذكر عبارة في هذا السياق لأحد الأصدقاء «بعض الناس يريدونك ضحيةً ويتجمعون حولك حين تكون ضحيةً، ويهاجمونك حين تتعافى». إن هذا السلوك لا يعدو كونه أمرًا إنسانيًا مكررًا، فالناس يحبون المسيح مصلوبا ولا يرون له قدسية أو رمزية دون ذلك الصلب!. وفي الثقافة، يكون المؤلف الشهيد أعلى قيمة من الحي؛ حتى وإن كان المؤلف الحي أكثر معرفة وأهم طرحا ومعرفة وإنتاجا. لا أحب التطرف حد القول بأن المثقف المسجون يكون رمزًا أكثر من المثقف الذي لم يذق السجن، ولكن الحياة الواقعية تفرض علينا بأن نعترف بأن هنالك مثقفين ذاقوا مرارة السجن ثمنًا لقناعاتهم الصادقة، وآخرون انتفعوا من السجن لتكوين صورة المناضل الحر وفي الحقيقة هم ينتفعون من تلك الصورة المزيفة.

تتطلب الحياة التي تموج بنا في هذه البحار الهائجة من النار والسم الذي نظنه عسلا، أن نتروى قليلا وننزوي في جبلنا أو مزرعتنا الروحيتين ونفكر في المسار الذي نسلكه والطريق الذي نشقه. وكما أن على الإنسان أن يعمل بجد، فعليه أن يرتاح قليلا ليلتقط أنفاسه؛ كي لا تتوقف عضلة القلب عن العمل بعد مجهود فاق قدرتها التشغيلية! وهذا ينطبق على طوفان الأقصى والإبادة التي يتعرض لها أشقاؤنا الفلسطينيون؛ فالانغماس الكلي في مشاهدة القتل وقراءة الأخبار السلبية وحدها يميت القلب ويصيب المرء باليأس، لكن «استراحة المحارب» وفرصة التقاط الأنفاس قبل العودة إلى ميدان النضال -الذي قد لا يتعدى النشر في مواقع التواصل الاجتماعي- مطلب مهم ليكون التأثير حقيقيًا وناجعًا في مواجهة طوفان الشر الاستعماري، وكذلك في مواجهة طوفان الزيف في الحياة. فمرة أخرى، تعلمنا من طوفان الأقصى أن الدعاية التي آمنا بها طورا ودافعنا عنها ذات مرة؛ تنحسر وتكشف عن حقيقتها عند المآسي الإنسانية، ويصبح متبني تلك الدعايات أمام مأزق حقيقي، مأزق لا يتيح له الذوبان والاختباء، بل يصبح مطالبا بقول إحدى الكلمتين «لا/نعم».

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

بعد تكريمه بمهرجان القاهرة السينمائي..أحمد عز : أرفض أن يكون الشكل والوسامة هما بوابة النجومية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق  رفض أن يكون شكلة ووسامته هما البوابة الاولى لنجوميته اهتم بأدوات الفنان وروحه وماذا سيقدم للناس عقب تكريمه وحصوله على جائزة فاتن حمامة بالقاهرة السينمائي الدوليتعرف على أسباب نجاح أحمد عز  من خلال تصريحاته بأولى ندوات المهرجانملاكى إسكندرية كوبرى انطلاقته الفنية ورفض كتابه اسمه قبل نور الشريف فى مسجون ترانزيت.. فلسفة واضحة "اى حد هيفيده فى شغله وفنه مش ممكن يقول له لاء ".. يتمنى تقديم شخصيات تاريخية وإسلامية وخناقته مع نور الشريف تبرز نبل اخلاقه وحسن تقديره للاجيال السابقه

 

 

اعترف أنه في بداية مشواره الفنى، كان يتم ترشيحه للأعمال من  المخرجين بناء على وسامته وشكله، لكنه طوال الوقت كانت لديه قناعة بأن أدوات الفنان وطريقته أهم من شكله، بالإضافة إلى روحه وما يوجد بداخله ويستطيع من خلاله تقديم شيئً يعجب الجمهور.

من هنا انطلق  فى تحقيق نجوميته؛ حيث يعد فيلم ملاكى اسكندرية الكوبرى لنجوميته على حد وصفه وتعبيره ليقدم بعده العديد من الاعمال الناجحة مثل الشبح ومسجون ترانزيت والمصلحة وكيرة والجن 

انه ابن من ابناء " ولاد رزق" النجم  احمد عز  الذى كرمه امس مهرجان القاهره السينمائي الدولي في دورته ال٤٥  وحصل على جائزه فاتن حمامه للتميز 

ترصد البوابه ابرز محطاته الفنية

احمد عز دائما خلال حواراته السابقة يصر ان يعترف بفضل الآخرين عليه بمشواره الفنى وهذا شىء اصيل وجميل عندما يكون فى الإنسان ايا كان فنان او غير فنان كما ان عز  يؤكد ان لديه رؤيه فى الفن حيث صرح خلال ندوته النقاشية التى اقيمت اليوم الخميس بدار الأوبرا المصرية ان الفنان مطلوب منه أن يثقف الناس، مشيرا إلى انه كان يحاول تقديم عمل فني يعتمد على الثقافة بفكرة قوية إضافة إلى عنصر التسلية» متمنيا ان تعيش احلامه ويكون امتداد للأجيال السابقة

من خلال تصريحات النجم احمد عز بندوته التى قيمت اليوم الخميس نكتشف ان  الاشخاص المهمين فى حياته وكانوا سببا فى نجاحه هم والدته ودعواتها له ونصائح الزعيم عادل امام له بالالتزام واختيار الورق وايضا المخرج علي عبد الخالق الذي رشحه  لفيلم الكرامه وقال  له لكى تكون ناجحا ومميزا عليك بالالتزام فهو اول طرق النجاح ولم ينس احمد عز دور المخرج جمال عبد الحميد الذي منحه فرصة للتمثيل حينما ذهب إليه محبطا وقال لجمال عبد الحميد الذى كان يعمل مونتاجا في جاردن سيتي بذلك الوقت انه يرغب فى التمثيل ومنحه دور صغير في مسلسل زيزينيا فكان له فضل كبير عليه 
ذكر ايضا "عز" دور المخرجه ايناس الدغيدى الذى رشحته فى فيلم كلام الليل ولكنها لفتت نظر الى ضروره دراسه التمثيل ورشحته بعدها لمذكرات مراهقه في دور البطوله امام هند صبري

كشف عز عن خناقته مع النجم نور الشريف وقال " اشتغلت مع النجم نور الشريف فى فيلم مسجون ترانزيت و كان فيه خناقة عاوز يكتب اسمى على الافيش الاول واقوله ازاى بس لا يمكن قد ايه كان جميل و عظيم و استفدت كتير منه، وفى الفيلم والدتى اتوفت وكنت عاوز اصور المشاهد كلها لانه فيه ابنى بيموت و احزان كتير بس فضلت تعبان بعد الفيلم 6 شهور".


واعرب  عن تطلعه لتقديم شخصيات تاريخية وإسلامية بدعم من بلده مصر  لأنها شىء مهم  وأيضا تقديم روايات كثيرة وتحويلها لأفلام مشيرا إلى انه خلال عمره حتى الآن قدم مسلسل أبو عمر المصري وفيلم كيرة والجن، ويتمنى تحويل المزيد من الروايات، حيث يحسد نجوم زمان على تقديمهم عدد كبير من الروايات


كشف أحمد عز ان فيلم كيرة والجن حقق 130مليون جنية لافتا الى انه لديه فلسفه ورؤي لمستقبله الفنى فقد عرضت هيئة الترفية عليه تكلفة فيلم ولاد رزق  12 مليون دولار والفيلم حقق 25 مليون دولار فى العالم مؤكدا ان اى حد هيفيده فى شغله واعماله مش ممكن يقوله لا ".

واستند الى اننا كنا بنعمل أفلام بدعم من روتانا وart والسعودية ومصر والإمارات وكل بلاد العرب أوطان وفاكر عبد الحليم حافظ فى لقاء قال تحيا العروبة كلنا واحد".

أحمد عز من مواليد 23 يوليو 1971 ظهر لأول مرة مع المغنية أصالة في كليب «لما جت عينك في عيني»، وظهر أيضاً بمشهد صغير في فيلم كلام الليل للمخرجة إيناس الدغيدي، التي أتاحت له الفرصة فيما بعد للقيام ببطولة فيلم مذكرات مراهقة.

في عام 2003، شارك عز في بطولة مسلسل ملك روحي بجانب يسرا. ومن هنا بدأت انطلاقته، حيث شارك في 4 أفلام في عام 2004 وهي: حب البنات، وسنة أولى نصب، وشباب تيك أواي، ويوم الكرامة. وفي عام 2005، شارك في فيلم الباحثات عن الحرية مع داليا البحيري.

في نفس العام، قدم دورًا بعيدًا عن الأدوار الرومانسية في فيلم ملاكي إسكندرية، حيث تمرّد علي الأدوار الرومانسية التي حاول الكثير من المخرجين حصره في قالبها، ومن وقتها اتجه إلي أفلام الأكشن والإثارة.

 تميز عز بتنوعه في أدواره، حيث قدم أدوارًا جمعت بين الرومانسية، والكوميديا، والإثارة مثل دوره في الرهينة عام 2006.

 وفي العام التالي، قدم واحدا من أنجح أدواره علي الإطلاق في فيلم الشبح. وفي عام 2008، قدم فيلم مسجون ترانزيت، وظهر كضيف شرف في سيت كوم العيادة. 

في عام 2009، قدم فيلم بدل فاقد مع منة شلبي، وقدم مسلسل الأدهم. وفي عام 2010، ظهر كضيف شرف بفيلم الثلاثة يشتغلونها.

قدم عز فيلم 365 يوم سعادة في عام 2011. وفي 2012، أُطلق فيلمان له معاً في نفس الوقت، وذلك بسبب تأخر إطلاق أحدهما بسبب الثورة. هذان الفيلمان هما المصلحة وحلم عزيز.

في عام 2013، قدم فيلم الحفلة، كما ظهر بشخصيته الحقيقية في فيلم هاتولي راجل، ولعب شخصية عمرو بن العاص في مسلسل الرسوم المتحركة أمير ورحلة الأساطير.

 وقدم في رمضان 2014 مسلسل الإكسلانس. وفيلم ولاد رزق عام 2015. وفيلم الخلية عام 2017. ومسلسل أبو عمر المصري في رمضان 2018، وهو مُقتبس عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتب عز الدين شكري فشير.

 قدم عز فيلمي الممر وولاد رزق 2 عام 2019. ولعب دورًا رئيسيًا بشخصية علاء الدين في مسرحية تحمل نفس الاسم في نفس العام.

في عام 2021، ظهر بشخصية سيف العربي في مسلسل هجمة مرتدة كدور رئيسي، والاختيار 2 كضيف شرف. كما قدم فيلم العارف في نفس العام. وقدم 3 افلام في عام 2022 هم: كيرة والجن وفي الحب والحياة والجريمة. وظهر في مسلسل الاختيار 3 في نفس العام.

مقالات مشابهة

  • جايك بول.. هل هو مجرد مشهور أم مقاتل حقيقي؟
  • طيارون أمريكيون شاركوا بصد الهجوم الإيراني على إسرائيل: كانت ليلة مرهقة وأول اختبار حقيقي لقواتنا
  • ضمّ الضفة.. هل يكون هدية ترامب لإسرائيل؟
  • أحمد عز:" صورت في مفاعل نووي حقيقي وهذه صعوبات فيلم الرهينة"
  • خلف للنواب: لقرار وطني ذاتي تجنباً لما قد يفرض عليكم بالانتخاب
  • القوات: حديث جعجع لـرويترز تضمّن تحريفاً!
  • الرئيس الفلسطيني: أي حديث عن حل الدولتين يجب أن يبدأ بوقف العدوان على غزة
  • بعد تكريمه بمهرجان القاهرة السينمائي..أحمد عز : أرفض أن يكون الشكل والوسامة هما بوابة النجومية
  • مصرع شاب بحادث سير ذاتي شمال نابلس
  • تحذير من شراء الورقة الذهبية.. هل هي استثمار حقيقي أم تريند زائف؟