بوابة الوفد:
2024-12-31@22:51:48 GMT

مكاسب محاكمة إسرائيل فى محكمة العدل الدولية

تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT

علمتنى الحياة أن لكل فعل رد فعل، ولكل جهد ثماره، وأن أى عمل جيد لا يُمكن أن يضيع سُدى، لذا فلدى تقديرعظيم للشكوى التى قدمتها دولة جنوب إفريقيا فى محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل لتتهمها بالإبادة الجماعية وتعمد التجويع والتهجير للشعب الفلسطينى.

لقد تابعت الجلسات باهتمام شديد، وكان واضحًا لى من خلال المرافعة، ومن كلمات الفريق القانونى للدولة الإفريقية الشقيقة، واستشهادات، وإشارات أعضائه للمواثيق والاتفاقات الدولية أن جنوب إفريقيا تتعامل باحترافية واهتمام كبيرين، وأنها استعدت استعدادًا حقيقيًا لهذه الجولة القانونية غير المسبوقة.

وإذا كان البعض يرى أن العدوان الإسرائيلى الغاشم أقوى من المساءلة، ويتصور أن الدعم الغربى لدولة الاحتلال هو دعم مطلق ودائم، وأن إخضاع القوة الغاشمة غير ممكن فى ظل ارتباط مصالح كثير من دول العالم بالولايات المتحدة وإسرائيل، وهو ما يعنى أنه ليس فى الإمكان أفضل مما كان، فإن دولة جنوب إفريقيا أثبتت أن العدل الإلهى يُمكن أن يتحقق على الأرض بجهد ونضال طلابه، والمؤمنين بالعدالة الحقيقية. وأكدت أيضا أن أبسط خطوات مقاومة أى ظلم دولى هى الجهر بالأمر، وتوجيه أصابع الاتهام نحو الجناة.

وليس أدل على أهمية هذه الخطوة من مسارعة إسرائيل للمثول أمام المحكمة، واهتمامها بالرد الدعائى المتعجل، واختلاق الأكاذيب للتبرؤ من جرائم الحرب التى تم ارتكابها. فكل ذلك يعنى أن إسرائيل تحاول الافلات من سيناريو الإدانة الدولية.

وقطعا، فإننى أدرك  تماما مثل كثير من الساسة والمراقبين أن محكمة العدل الدولية، هى كيان دولى رمزي، ليس لديه الأدوات والوسائل الفعلية على الأرض لوقف حرب أو تغيير سياسة، وليس أدل على ذلك من قرارها فى العام قبل الماضى بايقاف الحرب الروسية على أوكرانيا، لكن مُجرد إدانة المعتدي، يؤثر بشكل كبير على خططه ونواياه لتوسيع نطاق الحرب أو إطالة آمادها. ومن ثم يساهم فى حشد الجهود الدبلوماسية الدولية لوقف العدوان الوحشى وإيقاف نزيف الأرواح.

وتدريجيا فإن الخروج بإدانة إسرائيل يجعل موقف الولايات المتحدة الداعم لدولة الاحتلال حرجًا خاصة أمام الشعب الأمريكى ذاته. وحسبى أن أؤكد أن المجتمع الدولى يشهد تغيرات وتحولات لافتة تساهم فيها أجيال الشباب الصاعد المنتبه لاختلاف سياسات كثير من الحكومات الغربية عما تتبناه من قيم ومبادئ تبدو براقة وإنسانية، ولا شك أن الحرب الإسرائيلية على غزة مثلت نموذجا بارزا لانكشاف هذا التعارض والاختلاف.

وفى تصوري، فإن محاكمة إسرائيل دوليا، حتى لو كانت هذه المحاكمة رمزية، يصب بشكل إيجابى فى صالح السلام، وخدمة القضية الفلسطينية، بفضح مخططات وتوجهات الدولة المعتدية أمام شعوب العالم. 

لقد سبق للمحكمة الدولية أن أدانت الممارسات الفاشية ضد اليهود فى ألمانيا وأوروبا خلال الحرب العالمية الثانية، ولا شك أن تحقيقها فى ما يتعرض له الشعب الفلسطينى من انتهاكات وتجويع وتهجير واستهداف يمثل نقطة تحول مهمة فى صالح القضية الأكثر ظلما فى العصر الحديث، وهى قضية اقتلاع شعب من أرضه، وطرده، وتجويعه،واستنزافه، بل والسعى لتصفية وجوده.

إننا فى مصر والعالم العربى نتطلع بتعاطف وتأييد ودعم حقيقى للشعب الفلسطينى العظيم فى نضاله من أجل حقوقه المشروعة التى لا يختلف عليها إنسان، بغض النظر عن دينه أو لونه أو عرقه.

وسلامٌ على الأمة المصرية..

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د هانى سرى الدين مكاسب محاكمة إسرائيل محكمة محكمة العدل الدولية

إقرأ أيضاً:

كسلا: انطلاق محاكمة عضو الشيوعي “هلالية” وانتقادات لظروف الاعتقال

 

تأتي المحاكمة بعد اعتقال دام ستة أشهر منذ يوليو الماضي، حين ألقت السلطات الأمنية القبض على هلالية، فور وصوله إلى ولاية كسلا قادمًا من قرية الهلالية بولاية الجزيرة، حيث كان يرافق والده المريض لتلقي العلاج

كسلا: كمبالا – التغيير

انطلقت اليوم الأحد، بمحكمة كسلا شرق السودان، أولى جلسات محاكمة عضو الحزب الشيوعي، عمر فضل الله عبد السخي رزق الله، المعروف بـ”عمر هلالية”، بموجب المادتين (50 /51)من القانون الجنائي السوداني، اللتين تتعلقان بتقويض النظام الدستوري وإثارة الحرب ضد الدولة، وهي اتهامات وصفها حقوقيون بأنها تفتقر إلى أدلة قاطعة.

وتأتي المحاكمة بعد اعتقال دام ستة أشهر منذ يوليو الماضي، حين ألقت السلطات الأمنية القبض على هلالية، فور وصوله إلى ولاية كسلا قادمًا من قرية الهلالية بولاية الجزيرة، حيث كان يرافق والده المريض لتلقي العلاج.

خلفية الاعتقال

أفادت أسرة هلالية أن اعتقاله تم دون تقديم أسباب واضحة، حيث ظل محتجزًا لفترة طويلة دون السماح لأسرته بمعرفة مكان احتجازه أو مقابلته. وبعد أشهر من الاحتجاز، تم السماح لهم بلقائه للمرة الأولى قبل يومين من تحديد موعد محاكمته، التي بدأت اليوم.

ووفقًا لبيان الأسرة، فقد تم القبض على هلالية عقب تفتيش هاتفه الشخصي دون إخطار رسمي أو إبراز إذن قضائي، ما أثار مخاوف الحقوقيين من تزايد استغلال السلطات لنصوص قانونية محددة لتحقيق أغراض سياسية.

تهم سياسية

وفي تعليقه على القضية، أكد الخبير القانوني نصر الدين يوسف دفع الله، أن استخدام المادتين 50 و51 من القانون الجنائي بات شائعًا في الآونة الأخيرة، رغم خطورة العقوبات المرتبطة بهما، التي تصل إلى الإعدام أو السجن المؤبد.

واعتبر  في حديثه مع (التغيير) أن الحرب التي اندلعت في 15 أبريل الماضي أدت إلى تغييرات كبيرة في الجانب العدلي بالسودان، مشيرًا إلى تصاعد استخدام مواد خطيرة في القانون الجنائي، لا سيما تلك الواردة في الباب الخامس.

وأضاف أن هذه النصوص كانت تُستخدم بشكل محدود سابقًا، إلا أنها أصبحت أداة لتصفية الحسابات مع الخصوم السياسيين وممارسة الانتهاكات تحت غطاء الانتماء الإثني أو القبلي .

وأوضح يوسف أن التهم الموجهة لعمر هلالية، بناءً على محتويات هاتفه الشخصي، لا تستند إلى أدلة قانونية واضحة، مشيرًا إلى أن المحاكمة تأتي في سياق سياسي يهدف لتقييد الحريات واستغلال القانون لإسكات الأصوات المعارضة.

وقال: “لا يمكن اعتبار رسائل شخصية أو آراء فردية دليلاً كافيًا لتوجيه اتهامات تقويض النظام الدستوري أو إثارة الحرب ضد الدولة وتابع هذه الممارسات تمثل انتهاكًا خطيرًا لحقوق الإنسان ولا تعكس سيادة القانون أو تطبيق مبادئ العدالة.

وأشار إلى أن المحاكمات التي تجري الآن في ظل هذه الظروف غالبًا ما تكون متسرعة وتفتقر إلى المعايير القانونية المطلوبة. وقال: “هذه المحاكمات أشبه بالمحاكمات الإجازية، حيث لا يمكن أن يُتهم شخص بتقويض النظام الدستوري أو إثارة الحرب ضد الدولة بسبب رسالة في هاتفه الشخصي أو تعليق سياسي، أو مشاركته في لجان المقاومة.”

واختتم حديثه قائلاً: “لا ينبغي أن تبرر ظروف الحرب الحالية الانتهاكات أو الاتهامات الكيدية أو المحاكمات الجائرة”.

 

الوسومالحزب الشيوعي السوداني حرب السودان محاكمة هلالية

مقالات مشابهة

  • عام على قضية الإبادة الجماعية بغزة أمام العدل الدولية.. إلى أين وصلت؟
  • خيام النازحين تتهاوى أمام الأمطار في خان يونس جنوب قطاع غزة.. فيديو
  • موعد مباراة الأهلي القادمة أمام شباب بلوزداد في دوري أبطال إفريقيا
  • عام كامل على متابعة إسرائيل أمام العدل الدولية.. ما الذي تحقق؟
  • اعتصام أمام قصر العدل احتجاجا على توقيف القرضاوي
  • خبير عسكري: إسرائيل تستغل فترة الهدنة لتحقيق مكاسب على الأراضي اللبنانية
  • خبير عسكري: إسرائيل تستغل فترة الهدنة لتحقيق مكاسب بلبنان
  • أستاذ اقتصاد سياسي: إسرائيل تنهي الحياة في غزة وتنقل الدمار إلى لبنان
  • أستاذ اقتصاد سياسي: إسرائيل تقتل الحياة في غزة وتنقل الدمار إلى لبنان
  • كسلا: انطلاق محاكمة عضو الشيوعي “هلالية” وانتقادات لظروف الاعتقال