بوابة الوفد:
2025-04-28@08:03:35 GMT

مكاسب محاكمة إسرائيل فى محكمة العدل الدولية

تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT

علمتنى الحياة أن لكل فعل رد فعل، ولكل جهد ثماره، وأن أى عمل جيد لا يُمكن أن يضيع سُدى، لذا فلدى تقديرعظيم للشكوى التى قدمتها دولة جنوب إفريقيا فى محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل لتتهمها بالإبادة الجماعية وتعمد التجويع والتهجير للشعب الفلسطينى.

لقد تابعت الجلسات باهتمام شديد، وكان واضحًا لى من خلال المرافعة، ومن كلمات الفريق القانونى للدولة الإفريقية الشقيقة، واستشهادات، وإشارات أعضائه للمواثيق والاتفاقات الدولية أن جنوب إفريقيا تتعامل باحترافية واهتمام كبيرين، وأنها استعدت استعدادًا حقيقيًا لهذه الجولة القانونية غير المسبوقة.

وإذا كان البعض يرى أن العدوان الإسرائيلى الغاشم أقوى من المساءلة، ويتصور أن الدعم الغربى لدولة الاحتلال هو دعم مطلق ودائم، وأن إخضاع القوة الغاشمة غير ممكن فى ظل ارتباط مصالح كثير من دول العالم بالولايات المتحدة وإسرائيل، وهو ما يعنى أنه ليس فى الإمكان أفضل مما كان، فإن دولة جنوب إفريقيا أثبتت أن العدل الإلهى يُمكن أن يتحقق على الأرض بجهد ونضال طلابه، والمؤمنين بالعدالة الحقيقية. وأكدت أيضا أن أبسط خطوات مقاومة أى ظلم دولى هى الجهر بالأمر، وتوجيه أصابع الاتهام نحو الجناة.

وليس أدل على أهمية هذه الخطوة من مسارعة إسرائيل للمثول أمام المحكمة، واهتمامها بالرد الدعائى المتعجل، واختلاق الأكاذيب للتبرؤ من جرائم الحرب التى تم ارتكابها. فكل ذلك يعنى أن إسرائيل تحاول الافلات من سيناريو الإدانة الدولية.

وقطعا، فإننى أدرك  تماما مثل كثير من الساسة والمراقبين أن محكمة العدل الدولية، هى كيان دولى رمزي، ليس لديه الأدوات والوسائل الفعلية على الأرض لوقف حرب أو تغيير سياسة، وليس أدل على ذلك من قرارها فى العام قبل الماضى بايقاف الحرب الروسية على أوكرانيا، لكن مُجرد إدانة المعتدي، يؤثر بشكل كبير على خططه ونواياه لتوسيع نطاق الحرب أو إطالة آمادها. ومن ثم يساهم فى حشد الجهود الدبلوماسية الدولية لوقف العدوان الوحشى وإيقاف نزيف الأرواح.

وتدريجيا فإن الخروج بإدانة إسرائيل يجعل موقف الولايات المتحدة الداعم لدولة الاحتلال حرجًا خاصة أمام الشعب الأمريكى ذاته. وحسبى أن أؤكد أن المجتمع الدولى يشهد تغيرات وتحولات لافتة تساهم فيها أجيال الشباب الصاعد المنتبه لاختلاف سياسات كثير من الحكومات الغربية عما تتبناه من قيم ومبادئ تبدو براقة وإنسانية، ولا شك أن الحرب الإسرائيلية على غزة مثلت نموذجا بارزا لانكشاف هذا التعارض والاختلاف.

وفى تصوري، فإن محاكمة إسرائيل دوليا، حتى لو كانت هذه المحاكمة رمزية، يصب بشكل إيجابى فى صالح السلام، وخدمة القضية الفلسطينية، بفضح مخططات وتوجهات الدولة المعتدية أمام شعوب العالم. 

لقد سبق للمحكمة الدولية أن أدانت الممارسات الفاشية ضد اليهود فى ألمانيا وأوروبا خلال الحرب العالمية الثانية، ولا شك أن تحقيقها فى ما يتعرض له الشعب الفلسطينى من انتهاكات وتجويع وتهجير واستهداف يمثل نقطة تحول مهمة فى صالح القضية الأكثر ظلما فى العصر الحديث، وهى قضية اقتلاع شعب من أرضه، وطرده، وتجويعه،واستنزافه، بل والسعى لتصفية وجوده.

إننا فى مصر والعالم العربى نتطلع بتعاطف وتأييد ودعم حقيقى للشعب الفلسطينى العظيم فى نضاله من أجل حقوقه المشروعة التى لا يختلف عليها إنسان، بغض النظر عن دينه أو لونه أو عرقه.

وسلامٌ على الأمة المصرية..

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د هانى سرى الدين مكاسب محاكمة إسرائيل محكمة محكمة العدل الدولية

إقرأ أيضاً:

جلسات استماع في العدل الدولية عن التزامات إسرائيل الإنسانية بغزة

تفتتح محكمة العدل الدولية اليوم الاثنين أسبوعا من جلسات الاستماع المخصصة لالتزامات إسرائيل الإنسانية تجاه الفلسطينيين، بعد أكثر من 50 يوما على فرضها حصارا شاملا على دخول المساعدات إلى قطاع غزة الذي مزقته الحرب.

وسيبدأ ممثلو الأمم المتحدة ماراثونا يستمر 5 أيام في محكمة العدل الدولية، أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة في لاهاي بهولندا، صباح اليوم أمام هيئة مؤلفة من 15 قاضيا. وستكون دولة فلسطين أول من سيدلي بمرافعته خلال معظم اليوم.

وهذا الأسبوع، ستقدم 38 دولة أخرى مرافعاتها، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين وفرنسا وروسيا والمملكة العربية السعودية، إضافة إلى جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأفريقي.

وفي ديسمبر/كانون الأول، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية كبيرة قرارا قدمته النرويج يطلب من محكمة العدل إصدار رأي استشاري.

ويدعو القرار المحكمة إلى توضيح ما يتعين على إسرائيل أن تفعله فيما يتصل بوجود الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الدولية أو الدول الثالثة "لضمان وتسهيل تسليم الإمدادات العاجلة الضرورية لبقاء السكان المدنيين الفلسطينيين، بلا عوائق".

وتتحكم إسرائيل بكل تدفقات المساعدات الدولية التي تعتبر حيوية بالنسبة لـ 2.2 مليون فلسطيني في قطاع غزة الذي يعاني أزمة إنسانية غير مسبوقة، وقد قطعت إسرائيل هذه المساعدات في الثاني من مارس/آذار قبل أيام فقط من انهيار وقف إطلاق نار هش بعد 15 شهرا من القتال المتواصل.

إعلان

وندد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليبي لازاريني الجمعة بـ"مجاعة من صنع الإنسان وذات دوافع سياسية".

ووفقا للأمم المتحدة، نزح نحو 500 ألف فلسطيني منذ نهاية وقف إطلاق النار الذي دام شهرين.

واستأنفت إسرائيل هجماتها الجوية والبرية في 18 مارس/آذار، مما أدى إلى ما وصفته الأمم المتحدة بأنه "ربما يكون أسوأ" أزمة إنسانية في القطاع منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

إحباط

والآراء الاستشارية لمحكمة العدل الدولية ليست ملزمة قانونا، لكن هذا الرأي الاستشاري من شأنه أن يزيد الضغط الدبلوماسي على إسرائيل.

وفي يناير/كانون الثاني 2024، دعت محكمة العدل الدولية إسرائيل إلى منع أي عمل محتمل من أعمال الإبادة الجماعية والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وفي مارس/آذار 2024، وبناء على طلب جنوب أفريقيا التي تتهم إسرائيل بالإبادة الجماعية، دعت المحكمة إلى اتخاذ تدابير إسرائيلية جديدة للتعامل مع "المجاعة" المنتشرة في القطاع الفلسطيني.

وكانت محكمة العدل الدولية قد أصدرت في يوليو/تموز الماضي رأيا استشاريا اعتبرت فيه الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية "غير قانوني" وطالبت بإنهائه في أقرب وقت ممكن.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية
  • عاجل - محكمة العدل الدولية تبدأ جلسات استماع بشأن التزامات إسرائيل الإنسانية تجاه الفلسطينيين
  • جلسات استماع في العدل الدولية عن التزامات إسرائيل الإنسانية بغزة
  • إسرائيل.. أمام محكمة العدل
  • إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في سلسلة جلسات تنطلق اليوم
  • إسرائيل أمام محكمة العدل..اتهامات بعرقلة دخول المساعدات لغزة
  • محكمة العدل الدولية تفتتح جلسات استماع بشأن التزامات إسرائيل الإنسانية
  • محكمة العدل الدولية تبدأ غدا الإثنين النظر في قرار حظر الاحتلال الإسرائيلي أنشطة “الأونروا”
  • غدا.. محكمة العدل الدولية تبدأ النظر في قرار حظر الاحتلال الإسرائيلي أنشطة “الأونروا”
  • العدل الدولية تستمع إلى التزامات إسرائيل في فلسطين المحتلة الاثنين