مائة يوم لم ترو عطش إسرائيل من الدماء، ولم تشعر أمريكا والعالم الغربى بالخجل أو وخذ الضمير.. مائة يوم ويقف العالم عاجزاً يمصمص الشفاه على الإبادة الجماعية فى حق الشعب الفلسطينى المحتل منذ أكثر من خمسة وسبعين عاما، لم تفلح فيها المؤسسات الدولية مواجهة هذا النبت الشيطانى الصهيونى، ولم يستطع إعادة جزء من حقوق الفلسطينيين، ومع أن كل القوانين والأعراف الدولية تنص على سيادة الشعوب على أراضيها وحمايتها، وتؤكد أن من حق الدول الدفاع عن سيادتها وتحرير ترابها الوطنى من الاحتلال، إلا أن القاعدة معكوسة عندما يتعلق الأمر بإسرائيل وفى الحرب على غزة تحديدا، حتى وإن كان العالم يعلم ويقر بأن إسرائيل تحتل الأراضى الفلسطينية منذ عام 48، وهناك عشرات القرارات الدولية من مجلس الأمن والأمم المتحدة بالانسحاب من الأراضى الفلسطينية التى احتلت فى عام 67، ولأن العالم قد أصدر هذه القرارات واستمرت حبراً على ورق فى أدراج مجلس الأمن والأمم المتحدة، كان من الطبيعى والواجب الوطنى أن يسعى الفلسطينيون لتحرير أرضهم، ولم تكن عملية السابع من أكتوبر إلا ترسيخا لحق إنهاء الاحتلال والدفاع عن النفس.
خمسة وسبعون عاما شكلت أكبر معاناة إنسانية عرفها التاريخ البشرى حدثت وما زالت تحدث على أرض فلسطين، ولا أحد يعلم متى تنتهى هذه المأساة التى تنفطر لها قلوب الملايين حول العالم، بعد أن باتت الصهيونية المتوحشة تحكم العالم، فليس هناك دين أو عرف أو قانون يبيح ويقر بتقطيع الأطفال لأشلاء وكذا النساء والشيوخ، ولا بدفن الناس أحياء تحت مساكنهم، ولا بتجويع شعب بأكمله وإبادته من على أرضه لأنه يرفض الاحتلال، لقد تفوق الكيان الصهيونى على نفسه وعلى الصهيونية ذاتها فى كم ونوع الجرائم التى ارتكبها فى قطاع غزة، والمؤسف أن أمريكا والعالم الغربى لم يعد يخجل من التعرى، وما زال يعطيه الضوء الأخضر ويسخر كل أدواته لحماية هذا الكيان الشيطانى فى تحدٍ صارخ لكل القيم التى سوقها سابقا العالم الغربى واحتال بها على العالم مثل الإنسانية وحقوق الإنسان والعدالة والمساواة وغيرها من المسميات البراقة التى يستدعيها وقتما شاء لتحقيق أهدافه ومصالحه، وإلقائها فى سلة المهملات إذا تعارضت مع أهدافه ومخططاته الشيطانية التى اعتاد عليها عبر تاريخه الملطخ بالدماء فى حقب الاستعمار واستنزاف ثروات الدول والشعوب لإقامة حضارته الزائفة، ولم تكن الحرب العالمية الأولى والثانية وضرب اليابان بالقنبلة النووية إلا تعبيرا صادقا للوجه الحقيقى لهذا العالم.
الآن تحاكم إسرائيل على جرائمها أمام محكمة العدل الدولية، بعد أن تقدمت دولة جنوب إفريقيا بشكوى موثقة ضد إسرائيل تتهمها بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية فى غزة ضد الشعب الفلسطينى وتسعى جنوب إفريقيا من خلال هذه الخطوة إلى الحصول على قرار عاجل من أعلى هيئة أممية قضائية لوقف العمليات العسكرية فى غزة كخطوة أولى.. ومن المفارقات أن إسرائيل كانت من أوائل الدول التى انضمت إلى محكمة العدل الدولية، ووقعت على ميثاق رفض الإبادة الجماعية على اعتبار أن اليهود كانوا ضحايا «الهولوكست»، وبحاجة إلى حماية دولية لعدم تكرار هذه الجريمة، وتأتى هذه الخطوة الجريئة إلى اتخذتها دولة جنوب إفريقيا لكشف وتوثيق كل الجرائم التى ارتكبها الكيان الصهيونى وتسجيلها دولياً لنسف المظلومية التى تلتحف بها إسرائيل على مدى تاريخها، وتسوقها لمعظم دول العالم، خاصة الشعوب الغربية.. وعندما تأتى هذه الخطوة من جنوب إفريقيا تحديدا التى عانت طويلا من جرائم الفصل العنصرى، ولها تجربة كبيرة قادها زعيمها الراحل نيلسون مانديلا فى نضال شاق مع شعبه للتحرر من الحكم العنصرى عام 1991، ويتحول إلى أيقونة فى النضال السياسى، وتقود الآن هذه المواجهة مع الكيان الصهيونى فهذا يعنى عودة القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد على كل الأصعدة.
حفظ الله مصر
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صواريخ عطش إسرائيل حق الشعب الإبادة الجماعية ف جنوب إفریقیا
إقرأ أيضاً:
غضب داخل الكيان بعد تسلم جثامين الأسرى الصهاينة
والخميس قالت إذاعة جيش العدو إن الأسرى الأربعة الذين تم تسليم جثثهم اليوم كانوا محتجزين في منطقة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، حيث عملت قوات الجيش لفترة 4 أشهر.
وبرزت تساؤلات في الإعلام العبري عن سبب مقتل هؤلاء الإسرى الأربعة، الذين تؤكد المقاومة الفلسطينية أنهم أُسروا أحياء وقتلوا في قصف إسرائيلي متعمد على أماكن احتجازهم بغزة.
وتعود الجثامين الأربعة إلى "شيري بيباس وطفليها كفير وأرئيل"، و "الأسير عوديد ليفشتس"، وتم تسليمها ضمن الدفعة السابعة من المرحلة الأولى باتفاق وقف إطلاق النار الساري.
وتعد هذه أول مرة تسلم فيها “حماس” جثث أسرى صهاينة، في إطار الاتفاق الساري مع كيان الاحتلال منذ 19 يناير/ كانون الثاني الماضي.
تراجع نتنياهو
نتنياهو المطلوب للعدالة على خلفية جرائم ضد الإنسانية أراد أن يحول مشهد استعادة الجثامين إلى نصر سياسي له، لكنه تحول فعليا إلى نقمة وسخط؛ ما أجبره على التراجع عن اعتزامه المشاركة في مراسم استقبال الجثامين، وفق تقديرات إعلام صهيوني.
وقالت القناة “12” العبرية (خاصة) إن نتنياهو تراجع في اللحظة الأخيرة عن المشاركة في مراسم استقبال جثامين الأسرى.
وتابعت: “درس رئيس الوزراء نتنياهو إمكانية المشاركة في استقبال الجثامين، وكجزء من ترتيبات المشاركة، صدرت تعليمات للمسؤولين الميدانيين بالاستعداد لوصوله، ولكن في اللحظة الأخيرة تقرر عدم حضوره”.
القناة رجحت أن يكون قرار إلغاء مشاركة نتنياهو اتُخذ بعد احتجاج عائلات الأسرى على نشر أسماء للأسرى الأربعة القتلى قبل التيقن من هويتهم، وانتقاد مكتب نتنياهو الذي نشر الأسماء قبل تعرف معهد الطب الشرعي النهائي عليهم.
وعبَّر صهاينة، بينهم سياسيون وصحفيون، عن غضبهم من نتنياهو بسبب مقتل بعض الأسرى والتأخر في التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية حماس، بسبب مصالحه السياسية.
عضو الكنيست من حزب “هناك مستقبل” المعارض ميراف كوهين، قالت عبر منصة إكس: “منذ مايو/أيار 2024، قُتل 124 جنديا (إسرائيليا) في غزة، عندما كانت صفقة مماثلة تقريبا للصفقة الحالية مطروحة على الطاولة”.
ومستنكرة تساءلت: “كم عدد الذين سيموتون بسبب مصالح نتنياهو السياسية والائتلافية بدلا من إعادة الجميع وإنهاء الحرب الآن؟”.
وارتكب كيان العدو الصهيوني بدعم أمريكي بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ووزير الحرب السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
فظيع وبلا قلب
من جهته قال الصحفي البارز بن كسبيت، عبر إكس: “عندما يكون هناك نجاح فهو (نتنياهو) مَن سيحققه، (أما) عندما يكون هناك فشل، فهم المسؤولون عنه”، في إشارة إلى الجيش والمخابرات الإسرائيلية.
وأضاف بصحيفة “معاريف”: “ليس هناك خيار، علينا أن نقولها بصوت عالٍ: بنيامين نتنياهو رجل فظيع”.
كما لم ينجو نتنياهو من غضب وانتقادات عائلات الأسرى الصهاينة.
ومتحدثا عن نتنياهو للقناة “13” العبرية، قال إلحانان دانينو، والد أوري الذي أسر وقتل في غزة: “بحثت عن قلبه (نتنياهو) ولم أجده”.
ووقف عشرات الصهاينة يلوحون بأعلام الكيان على طرق مرت منها سيارات تحمل الجثامين.
وأقام جنود من جيش العدو مراسم تأبين مقتضبة، أجراها الحاخام الأكبر للجيش إيال كاريم، ووضعت الجثامين في توابيت مغطاة بعلم الكيان.
وقالت هيئة البث الصهيونية (رسمية): “عقب ذلك، نقلت الجثامين بواسطة سيارات إسعاف تحت حراسة الشرطة إلى معهد الطب الشرعي أبو كبير في تل أبيب للتعرف على هوياتهم”.
وأكد مسؤولون في جيش الاحتلال أن “عملية التحقق النهائي من هويات الجثامين قد تستغرق يومين. وفور اكتمال العملية، سيتم إبلاغ العائلات رسميا بنتائج الفحوصات”، وفق الهيئة.
بدوره قال يزهار ليفشيتس، نجل الأسير الصهيوني عوديد ليفشيتس الذي تم تسليم جثمانه، لهيئة البث: “هذا يوم حزين لنا كعائلة ولكل الدولة، لكن قلوبنا لا تزال مع أولئك الفتيان والفتيات الذين لا يزالون في غزة”.
وتابع مئات من الصهاينة مشاهد إعادة الجثامين في ما باتت تسمى “ساحة المختطفين” بتل أبيب.
وجرى تسليم الجثامين إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في منطقة بني سهيلا بمحافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، الذي تعرض لحرب إبادة استمرت نحو 16 شهرا.
وحمّلت حماس، في بيان الخميس، الجيش الصهيوني مسؤولية مقتل الأسرى الأربعة بقصف أماكن احتجازهم، فيما أكدت أن المقاومة بقطاع غزة “عاملتهم بإنسانية وحاولت إنقاذهم”.
راي اليوم