بوابة الوفد:
2025-02-02@19:02:02 GMT

امرأتان فى بنجلاديش

تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT

يجمعنا مع بنجلاديش أنها عضوة مثلنا فى منظمة التعاون الإسلامى، التى تضم ٥٧ دولة إسلامية حول العالم.. وعندما انعقدت قمة عربية إسلامية مشتركة فى الرياض ١١ نوفمبر، كانت بنجلاديش حاضرة شأنها شأن بقية الدول التى تتمتع بعضوية المنظمة.

وإذا كانت الأنظار تتجه إلى رواندا فى أفريقيا لأنها تحقق معدلات نمو عالية، فالشيء نفسه تقريبًا تعرفه بنجلاديش ولكن من موقعها فى آسيا.

ولأنها شهدت انتخابات جرى إعلان نتيجتها أول هذا الشهر، فإن ذلك قد جعلها فى صدارة الأخبار حول العالم، لأن الحزب الذى فاز هو حزب «رابطة عوامى» ولأن رئيسته هى الشيخة حسينة واجد، التى ستشكل الحكومة للمرة الخامسة فى تاريخ البلاد.

والذين يتابعون الأحوال فى بنجلاديش يعرفون أن اسمها فى الأصل كان باكستان الشرقية، وأن باكستان الغربية كانت فى المقابل هى باكستان الحالية، وأنهما فى الأساس كانتا جزءًا من الهند، وأنهما استقلتا عنها منتصف القرن العشرين، وأنهما بقيتا دولة واحدة إلى عام ١٩٧١ عندما قامت بينهما حرب طاحنة انفصلت بعدها باكستان الشرقية وصار اسمها بنجلاديش، وكان استقلالهما عن الهند تعبيرًا عن رغبة فى أن تكون للمسلمين الهنود دولة مستقلة تضمهم وحدهم.

أما رئيس بنجلاديش بعد الاستقلال عن باكستان فكان الشيخ مجيب الرحمن، والد الشيخة حسينة، الذى راح ضحية مذبحة أتت على كل أفراد أسرته ولم تفلت منها إلا الشيخة حسينة، ومعها شقيقتها الشيخة ريحانة.

ومن بعد مقتله جاء إلى الحكم الشيخ ضياء الرحمن، زوج البيجوم خالدة ضياء، التى راحت من بعده تتبادل الحكم مع الشيخة حسينة.. ففى كل مرة تأتى إحداهما إلى السلطة تقود الأخرى المعارضة إلى أن تصير فى مكان الأولى، وهكذا على مدى عشرات السنين، وعندما فازت الشيخة حسينة مؤخرًا كان حزب البيجوم خالدة قد قاطع الانتخابات، لأن رئيسته تخضع للإقامة الجبرية منذ فترة، ولأن العلاقة بين المرأتين هى كالعلاقة بين القط والفأر طول الوقت.

ورغم هذا الصراع الذى لا يتوقف بينهما، إلا أنه لم يؤثر بالسلب على معدلات النمو فى البلد، الذى أصبحت صادراته تحقق رقمًا كبيرًا، والذى صار يشتهر بين دول العالم بقدرته على التميز فى مجال صناعة وتصدير المنسوجات بالذات.

ولأن الصراع السياسى يدور بين حزب رابطة عوامى الذى تترأسه حسينة، وبين الحزب الوطنى الذى تتزعمه خالدة، ولأنه لا يكاد يخرج عنهما، فالحزبان لا ينقصهما سوى تحقيق نوع من التراكم السياسى الإيجابى فى المنافسة، وعندها ستكون بنجلاديش على موعد مع تجربة سياسية ناضجة من نوعية تجربة المحافظين والعمال فى بريطانيا، أو تجربة الديمقراطيين والجمهوريين فى الولايات المتحدة، وليس ذلك ببعيد عن دولة تحقق هذه المعدلات العالية من النمو.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: خط أحمر سليمان جودة ى بنجلاديش امرأتان الشیخة حسینة

إقرأ أيضاً:

30 قتيلا في اشتباكات جنوب غرب باكستان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قتل 18 جنديًا باكستانيًا من القوات شبه عسكرية و12 مسلحًا في اشتباكات بإقليم بلوشستان جنوب غرب البلاد، وفقًا لبيان لإدارة الإعلام بالجيش الباكستاني اليوم السبت.

وقال الجيش إن المسلحين كانوا قد حاولوا الليلة الماضية إقامة حواجز على طرق في إقليم بلوشستان المضطرب، وإن القتلى سقطوا أثناء إزالة قوات الأمن للحواجز.

وبحسب "رويترز"، لم يتضح بعد إلى أي مجموعة ينتمي المسلحون.

والإقليم الغني بالمعادن، الذي يقع على الحدود مع إيران وأفغانستان، شهد تمردًا دام عقدًا من الزمان لجماعات من عرقية البلوش الانفصالية ومسلحين إسلاميين ينشطون هناك أيضًا.

وفي حادث منفصل يوم الثلاثاء، جرى إحباط محاولة مسلحين على متن سيارة محملة بالمتفجرات، السيطرة على موقع أمني باكستاني بالقرب من الحدود مع أفغانستان.

وفي أغسطس الماضي قتل ما لا يقل عن 73 شخصًا في بلوشستان عندما هاجم مسلحون انفصاليون مراكز للشرطة وخطوط السكك الحديدية والطرق السريعة.

وشنت قوات الأمن عمليات ردًا على ذلك.

مقالات مشابهة

  • الحِرَف التراثية مشروعٌ قومي
  • لا للتهجير
  • 30 قتيلا في اشتباكات جنوب غرب باكستان
  • أمريكا ترسل ٢٤ ألف بندقية لإسرائيل
  • يسرا زهران تكتب: عدم دفع أجور عادلة للعاملين يضعف قدرة المستهلكين على الطلب.. ويؤدي لإضعاف الاقتصاد ويضر صاحب العمل
  • ترامب وحلم السطوة
  • مشيرة عيسى.. صاحبة الطلة المبهجة
  • دفتر أحوال وطن «٣٠٨»
  • مستر ترامب.. العالم ليس ولاية امريكية
  • د.حماد عبدالله يكتب: جدد حياتك !!