بوابة الوفد:
2024-10-03@10:41:46 GMT

امرأتان فى بنجلاديش

تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT

يجمعنا مع بنجلاديش أنها عضوة مثلنا فى منظمة التعاون الإسلامى، التى تضم ٥٧ دولة إسلامية حول العالم.. وعندما انعقدت قمة عربية إسلامية مشتركة فى الرياض ١١ نوفمبر، كانت بنجلاديش حاضرة شأنها شأن بقية الدول التى تتمتع بعضوية المنظمة.

وإذا كانت الأنظار تتجه إلى رواندا فى أفريقيا لأنها تحقق معدلات نمو عالية، فالشيء نفسه تقريبًا تعرفه بنجلاديش ولكن من موقعها فى آسيا.

ولأنها شهدت انتخابات جرى إعلان نتيجتها أول هذا الشهر، فإن ذلك قد جعلها فى صدارة الأخبار حول العالم، لأن الحزب الذى فاز هو حزب «رابطة عوامى» ولأن رئيسته هى الشيخة حسينة واجد، التى ستشكل الحكومة للمرة الخامسة فى تاريخ البلاد.

والذين يتابعون الأحوال فى بنجلاديش يعرفون أن اسمها فى الأصل كان باكستان الشرقية، وأن باكستان الغربية كانت فى المقابل هى باكستان الحالية، وأنهما فى الأساس كانتا جزءًا من الهند، وأنهما استقلتا عنها منتصف القرن العشرين، وأنهما بقيتا دولة واحدة إلى عام ١٩٧١ عندما قامت بينهما حرب طاحنة انفصلت بعدها باكستان الشرقية وصار اسمها بنجلاديش، وكان استقلالهما عن الهند تعبيرًا عن رغبة فى أن تكون للمسلمين الهنود دولة مستقلة تضمهم وحدهم.

أما رئيس بنجلاديش بعد الاستقلال عن باكستان فكان الشيخ مجيب الرحمن، والد الشيخة حسينة، الذى راح ضحية مذبحة أتت على كل أفراد أسرته ولم تفلت منها إلا الشيخة حسينة، ومعها شقيقتها الشيخة ريحانة.

ومن بعد مقتله جاء إلى الحكم الشيخ ضياء الرحمن، زوج البيجوم خالدة ضياء، التى راحت من بعده تتبادل الحكم مع الشيخة حسينة.. ففى كل مرة تأتى إحداهما إلى السلطة تقود الأخرى المعارضة إلى أن تصير فى مكان الأولى، وهكذا على مدى عشرات السنين، وعندما فازت الشيخة حسينة مؤخرًا كان حزب البيجوم خالدة قد قاطع الانتخابات، لأن رئيسته تخضع للإقامة الجبرية منذ فترة، ولأن العلاقة بين المرأتين هى كالعلاقة بين القط والفأر طول الوقت.

ورغم هذا الصراع الذى لا يتوقف بينهما، إلا أنه لم يؤثر بالسلب على معدلات النمو فى البلد، الذى أصبحت صادراته تحقق رقمًا كبيرًا، والذى صار يشتهر بين دول العالم بقدرته على التميز فى مجال صناعة وتصدير المنسوجات بالذات.

ولأن الصراع السياسى يدور بين حزب رابطة عوامى الذى تترأسه حسينة، وبين الحزب الوطنى الذى تتزعمه خالدة، ولأنه لا يكاد يخرج عنهما، فالحزبان لا ينقصهما سوى تحقيق نوع من التراكم السياسى الإيجابى فى المنافسة، وعندها ستكون بنجلاديش على موعد مع تجربة سياسية ناضجة من نوعية تجربة المحافظين والعمال فى بريطانيا، أو تجربة الديمقراطيين والجمهوريين فى الولايات المتحدة، وليس ذلك ببعيد عن دولة تحقق هذه المعدلات العالية من النمو.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: خط أحمر سليمان جودة ى بنجلاديش امرأتان الشیخة حسینة

إقرأ أيضاً:

رئيس وزراء باكستان يشيد بتفاني وزارة الصحة في القضاء على مرض الرمد الحبيبي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

وجه رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف الجهات المعنية في البلاد إلى مواصلة العمل الجاد، واتخاذ التدابير الوقائية لمنع عودة ظهور مرض الرمد الحبيبي.
جاء ذلك خلال حفل أقيم في العاصمة الباكستانية (إسلام آباد) بمناسبة حصول باكستان على شهادة من منظمة الصحة العالمية تفيد بخلوها من مرض الرمد الحبيبي، وقد قام رئيس بعثة المنظمة في باكستان، لو دابنج، بتسليم الشهادة لرئيس الوزراء الباكستاني، وفقا لما ذكره راديو باكستان اليوم /الأربعاء/.
ودعا شريف - في كلمة ألقاها بهذه المناسبة - السلطات الصحية في باكستان إلى تكثيف الجهود المبذولة من أجل القضاء على شلل الأطفال والتهاب الكبد الوبائي، على غرار النجاح الذي تم احرازه فيما يتعلق بالقضاء على مرض الرمد الحبيبي الذي يصيب العين ويعد السبب الرئيسي للإصابة بالعمى في جميع أنحاء العالم.‏
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت نجاح باكستان في القضاء على مرض الرمد الحبيبي كمشكلة صحية عامة، لتصبح الدولة الـ(19) التي تحقق هذا الإنجاز.
 

مقالات مشابهة

  • حرب أكتوبر.. وصناعة التاريخ
  • «نصر أكتوبر» معجزة التاريخ
  • الأسعار تتحدي الحكومة
  • من كتاب «أحاديث السحاب» للكاتب الصحفى الكبير عادل حمودة.. هيكل الاختلاف لا ينفى الإعجاب (2)
  • عادل حمودة يكتب: سنة على الحرب فى غزة انتهت بمشهد اغتيال «نصر الله»
  • رئيس «الشيوخ»: نجدد العهد بأن نبذل كل ما بوسعنا لاستكمال مسيرة التنمية
  • رئيس وزراء ماليزيا يزور بنجلاديش بعد غد في إطار جولة آسيوية
  • رئيس وزراء باكستان يشيد بتفاني وزارة الصحة في القضاء على مرض الرمد الحبيبي
  • باكستان ترسل 19 طناً من المساعدات لمراكز الايواء في لبنان.. هذا ما تبلّغه سلام
  • امرأتان تدفنان دجالا في غرفة نومه لتشييد مقام له