العرب أمام محكمة العدل الدولية!
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
فى تقديرى أن الزاوية التى تنال من اهتمام المواطن العربى، من خطوة شكوى جنوب أفريقيا لإسرائيل أمام محكمة العدل الدولية ليس ما ستؤدى إليه تلك الشكوى، وإنما دلالات ذلك سواء على صعيد مبادرة تلك الدولة التى تقع فى أقصى جنوب القارة إلى التقدم بشكوى ضد دولة أخرى ليس بينهما صراع مباشر، أو سواء على صعيد تقاعس الدول العربية صاحبة المصلحة الأساسية والواضحة عن التقدم بتلك الشكوى.
المسألة عجيبة بالفعل وتمثل مفارقة تدعو للتأمل وربما سيظل طعمها المر ماثلا لكل مواطن عربى تصور أنه ما زال فى إمكان العرب المبادرة لمثل هذه المهمة. لكن المشكلة أيضا أن الأمر ليس بحاجة حتى إلى التذكير بمقولة كل لبيب بالإشارة يفهم، فالأمر لا يحتاج بالنسبة للكثيرين لحتى الإشارة لكى يفهم أبعاد ذلك الموقف.
السؤال الذى يطرح نفسه أيضا: هل العرب غير مقتنعين بأن ما تقوم به إسرائيل ضد الفلسطينيين فى غزة لا يمت للإبادة الجماعية بصلة؟ ربما. وفى هذه الحالة ربما إحقاقًا للحق قد يتطلب الأمر أن تقوم بعض النظم العربية بتخصيص محامين دوليين للدفاع عن الموقف الإسرائيلى بغض النظر عن حقيقة كونها عدوًا لنا!.
هل نحن على قناعة بأن ما يتم إبادة، وأن الفلسطينيين يستحقون مثل هذه الإبادة بالفعل باعتبارهم شعبًا أزعج العالم عامة والعرب خاصة على مدار أكثر من ثلاثة أرباع قرن وصدع أدمغتنا بالمطالبة بالعودة لأرضه السلبية التى ربما نؤمن نحن العرب بأنها لن تعود ولا يحزنون؟ أمر أكثر احتمالا.
وإذا لم يكن الأمر هذا ولا ذاك وقد يكون مجرد التلميح إليهما نوعا من الشطط، فما هو السبب الواقعى الذى أدى إلى امتناعنا كعرب عن ذلك؟ هل ممكن أن يكون الشعور بعدم جدوى القانون الدولى ومحكمة العدل وأنها ليست سوى خيال مآتة يخيفون به الضعفاء فقط؟ هذا السبب ربما يكون حقيقيًا، رغم أن المنطق يقرر أننا من المفروض فى معركتنا مع العدو، لو كانت اسرائيل فى منظورنا كذلك أو ما زالت كذلك، نستخدم كل الأسلحة. لكن ألا يفسر عدم اللجوء إلى أى إجراء ولو بسيطًا مثل دعوة السفراء العرب فى تل أبيب لأن يعودوا لبلدانهم لكى يمضوا ولو ليلة واحدة وسط أولادهم دون استدعاء أو عبارات كبيرة من هذا النوع غياب الرغبة العربية فى اتخاذ أى موقف أيًا كان نوعه؟
لكن هذه الرؤية قد يرد عليها تحفظ باعتبار أن العرب لم يقفوا مكتوفى الأيدى وإنما شجبوا وأدانوا ودعوا كل دول العالم – إلا أنفسهم – لوقف العدوان الإسرائيلى على غزة.. فلماذا الطمع والتوجه للدول بطلبات ربما تفوق طاقتها والدعوة لمواقف عنترية لا لزوم لها؟
كل ذلك يشكك فيما يزعمه البعض أن الدول العربية تخشى ردود الفعل الإسرائيلية على أى موقف مناوئ مثل الشكوى لمحكمة العدل الدولية، وهذا يطرح السؤال هل هناك مصالح عربية إسرائيلية تفرض الصمت من قبلنا على المجازر الإسرائيلية؟ وهل حجم هذه المصالح ممكن أن يبرر هذا الأمر ويجعلنا نتجاوز عن إنسانيتنا؟
أتصور أن البعض سينفى وجود مثل تلك المصالح وأنها حتى لو وجدت فلن يكون ثمنها الصمت. هذا البعض ربما سيطرح بعدا جديدا وأكثر واقعية للموقف العربى وهو الخشية من الغضب الأمريكى فى ضوء حالة التوحد بين واشنطن وتل أبيب خاصة فى العمليات الوحشية الجارية فى غزة. لكن الرد على هذا الفريق.. هل وصل بنا الحال إلى هذا الوضع؟ الإجابة: نعم وأن من يجب شكواه لمحكمة العدل ليس إسرائيل وإنما العرب أنفسهم على تخاذلهم فى نصرة أشقائهم!
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تأملات العرب محكمة العدل الدولية محكمة
إقرأ أيضاً:
ما علاقة الكوابيس بالخرف؟.. دراسة حديثة تكشف
بغداد اليوم - متابعة
كشف موقع "Science Alert" العلمي، اليوم الاثنين (10 آذار 2025)، عن وجود علاقة ترابطية بين الكوابيس التي يراها الانسان في منتصف العمر وامكانية الاصابة بالخرف.
وبحسب ما نقل الموقع عن دراسة حديثة قام بها المعهد الوطني للأبحاث الصحية في علم الأعصاب بجامعة برمنغهام، فأن رؤية أحلام سيئة وكوابيس متكررة (أحلام سيئة تجعل الشخص يستيقظ) أثناء منتصف العمر أو أكبر، ربما يكون مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة بالخرف".
وقال الاكاديمي في المعهد أبيديمي أوتيكو، إن "نتائج دراسة قام بإجرائها عام 2022 تشير إلى أن أحلام الأشخاص يمكن أن تكشف عن قدر مذهل من المعلومات حول صحة أدمغتهم".
وأضاف أنه "تم تحليل البيانات من ثلاث دراسات أميركية كبيرة حول الصحة والشيخوخة. شملت هذه الدراسة أكثر من 600 شخص تتراوح أعمارهم بين 35 و64 عامًا، و2600 شخص تتراوح أعمارهم بين 79 عامًا فأكثر".
وأشار الى أن "جميع المشاركين خاليين من الخرف في بداية الدراسة، وتمت متابعتهم لمدة تسع سنوات في المتوسط للمجموعة في منتصف العمر وخمس سنوات للمشاركين الأكبر سنًا"، مبيناً أن "هذه النتائج إلى أن علاج الكوابيس ربما يساعد في إبطاء التدهور المعرفي ومنع تطور الخرف لدى بعض الأشخاص".
ويخطط أوتيكو "للتحقيق فيما إذا كانت خصائص الحلم الأخرى، مثل عدد المرات التي يتذكر فيها الشخص أحلامه ومدى وضوحها، يمكن أن تساعد أيضًا في تحديد مدى احتمالية إصابة الأشخاص بالخرف في المستقبل".
ويختتم أوتيكو قائلًا إنه "ربما يساعد البحث في تسليط الضوء على العلاقة بين الخرف والحلم، بالإضافة إلى توفير فرص جديدة للتشخيص المبكر - وربما التدخلات المبكرة – جنبًا إلى جنب وإلقاء ضوء جديد على طبيعة ووظيفة الظاهرة الغامضة التي تسمى الحلم".
المصدر: وكالات