بوابة الوفد:
2025-02-07@07:56:59 GMT

العرب أمام محكمة العدل الدولية!

تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT

فى تقديرى أن الزاوية التى تنال من اهتمام المواطن العربى، من خطوة شكوى جنوب أفريقيا لإسرائيل أمام محكمة العدل الدولية ليس ما ستؤدى إليه تلك الشكوى، وإنما دلالات ذلك سواء على صعيد مبادرة تلك الدولة التى تقع فى أقصى جنوب القارة إلى التقدم بشكوى ضد دولة أخرى ليس بينهما صراع مباشر، أو سواء على صعيد تقاعس الدول العربية صاحبة المصلحة الأساسية والواضحة عن التقدم بتلك الشكوى.

المسألة عجيبة بالفعل وتمثل مفارقة تدعو للتأمل وربما سيظل طعمها المر ماثلا لكل مواطن عربى تصور أنه ما زال فى إمكان العرب المبادرة لمثل هذه المهمة. لكن المشكلة أيضا أن الأمر ليس بحاجة حتى إلى التذكير بمقولة كل لبيب بالإشارة يفهم، فالأمر لا يحتاج بالنسبة للكثيرين لحتى الإشارة لكى يفهم أبعاد ذلك الموقف.

السؤال الذى يطرح نفسه أيضا: هل العرب غير مقتنعين بأن ما تقوم به إسرائيل ضد الفلسطينيين فى غزة لا يمت للإبادة الجماعية بصلة؟ ربما. وفى هذه الحالة ربما إحقاقًا للحق قد يتطلب الأمر أن تقوم بعض النظم العربية بتخصيص محامين دوليين للدفاع عن الموقف الإسرائيلى بغض النظر عن حقيقة كونها عدوًا لنا!.

هل نحن على قناعة بأن ما يتم إبادة، وأن الفلسطينيين يستحقون مثل هذه الإبادة بالفعل باعتبارهم شعبًا أزعج العالم عامة والعرب خاصة على مدار أكثر من ثلاثة أرباع قرن وصدع أدمغتنا بالمطالبة بالعودة لأرضه السلبية التى ربما نؤمن نحن العرب بأنها لن تعود ولا يحزنون؟ أمر أكثر احتمالا.

وإذا لم يكن الأمر هذا ولا ذاك وقد يكون مجرد التلميح إليهما نوعا من الشطط، فما هو السبب الواقعى الذى أدى إلى امتناعنا كعرب عن ذلك؟ هل ممكن أن يكون الشعور بعدم جدوى القانون الدولى ومحكمة العدل وأنها ليست سوى خيال مآتة يخيفون به الضعفاء فقط؟ هذا السبب ربما يكون حقيقيًا، رغم أن المنطق يقرر أننا من المفروض فى معركتنا مع العدو، لو كانت اسرائيل فى منظورنا كذلك أو ما زالت كذلك، نستخدم كل الأسلحة. لكن ألا يفسر عدم اللجوء إلى أى إجراء ولو بسيطًا مثل دعوة السفراء العرب فى تل أبيب لأن يعودوا لبلدانهم لكى يمضوا ولو ليلة واحدة وسط أولادهم دون استدعاء أو عبارات كبيرة من هذا النوع غياب الرغبة العربية فى اتخاذ أى موقف أيًا كان نوعه؟

لكن هذه الرؤية قد يرد عليها تحفظ باعتبار أن العرب لم يقفوا مكتوفى الأيدى وإنما شجبوا وأدانوا ودعوا كل دول العالم – إلا أنفسهم – لوقف العدوان الإسرائيلى على غزة.. فلماذا الطمع والتوجه للدول بطلبات ربما تفوق طاقتها والدعوة لمواقف عنترية لا لزوم لها؟

كل ذلك يشكك فيما يزعمه البعض أن الدول العربية تخشى ردود الفعل الإسرائيلية على أى موقف مناوئ مثل الشكوى لمحكمة العدل الدولية، وهذا يطرح السؤال هل هناك مصالح عربية إسرائيلية تفرض الصمت من قبلنا على المجازر الإسرائيلية؟ وهل حجم هذه المصالح ممكن أن يبرر هذا الأمر ويجعلنا نتجاوز عن إنسانيتنا؟

أتصور أن البعض سينفى وجود مثل تلك المصالح وأنها حتى لو وجدت فلن يكون ثمنها الصمت. هذا البعض ربما سيطرح بعدا جديدا وأكثر واقعية للموقف العربى وهو الخشية من الغضب الأمريكى فى ضوء حالة  التوحد بين واشنطن وتل أبيب خاصة فى العمليات الوحشية الجارية فى غزة. لكن الرد على هذا الفريق.. هل وصل بنا الحال إلى هذا الوضع؟ الإجابة: نعم وأن من يجب شكواه لمحكمة العدل ليس إسرائيل وإنما العرب أنفسهم على تخاذلهم فى نصرة أشقائهم!

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تأملات العرب محكمة العدل الدولية محكمة

إقرأ أيضاً:

“عبد الرزاق البارا” و26 متهما أمام محكمة الدار البيضاء ماي المقبل

من المقرّر أن تفتح محكمة الجنايات الإبتدائية بالدار البيضاء بتاريخ 11 ماي المقبل. ملف زعيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، والعقل المدبر لعملية اختطاف السياح الأوروبيين في صحراء الجزائر المدعو ”عبد الرزاق صايفي” أو “البارا”.

ويتابع الموقوف ” عبد الرزاق صايفي” رفقة 26 متهما من بينهم 3 موقوفين والبقية في حالة فرار. أغلبهم لقوا حتفهم في العمليات العسكرية التي شنتها مصالح الأمن في إطار محاربة الجماعات الإرهابية المسلحة.

ويواجه ” عبد الرزاق صايفي” ومن معه تهما ذات طابع جنائي تتعلق بجنايات الإعتداء الغرض منه القضاء على نظام الحكم. أو تغييره وتحريض المواطنين أو السكان على حمل السلاح ضد سلطة الدولة أو ضد بعضهم البعض. أو المساس بوحدة التراب الوطني الاعتداء الغرض منه التقتيل أو التخريب في منطقة أو أكثر.

بالإضافة كذلك إلى رئاسة عصابات مسلحة وقيادتها قصد الإخلال بأمن الدولة أو بقصد اغتصاب أو نهب أو تقسيم الأملاك العمومية أو الخصوصية أو بقصد مهاجمة ومقاومة القوة العمومية. إنشاء وقيادة جماعة إرهابية مسلحة الغرض منها بث الرعب في أوساط السكان وخلق جو انعدام الأمن من خلال الاعتداء المعنوي أو الجسدي على الأشخاص. وتعريض حياتهم وأمنهم للخطر والمساس بممتلكاتهم، حيازة أسلحة ممنوعة أو ذخائر بقصد المتاجرة فيها. بالإضافة كذلك إلى تصديرها واستيرادها دون رخصة، القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد جناية الإختطاف بغرض طلب فدية، في إطار جماعة إجرامية منظمة عابرة للحدود.

/div>

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • العدل الدولية تسمح بمشاركة “التعاون الإسلامي” في دراسة التزامات الاحتلال في الأرض الفلسطينية
  • تعيين الأستاذ إدريس الهلالي مديرا فنيا لبطولة كأس العرب وبطولة الفجيرة الدولية المفتوحة للتايكوندو بمدينة الفجيرة بالإمارات العربية المتحدة:
  • رئيس “الأعلى للإعلام” يستقبل أمين عام مساعد جامعة الدول العربية للإعلام والاتصال
  • 3 أسباب .. زوجة تعترض على إنذار الطاعة أمام محكمة الأسرة
  • مهتز نفسيا يهدد بقتل نفسه أمام محكمة زينهم
  • مواطن يحاول تمزيق جسده بسكين أمام محكمة جنايات القاهرة |صورة
  • مهتز نفسيا حاول إنهاء حياته أمام محكمة جنوب القاهرة بزينهم
  • مهتز نفسيا يحاول إنهاء حياته أمام محكمة جنوب القاهرة بزينهم
  • “عبد الرزاق البارا” و26 متهما أمام محكمة الدار البيضاء ماي المقبل
  • تعاون مشترك بين الأعلى للإعلام وجامعة الدول العربية