بوابة الوفد:
2024-07-06@15:10:48 GMT

العرب أمام محكمة العدل الدولية!

تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT

فى تقديرى أن الزاوية التى تنال من اهتمام المواطن العربى، من خطوة شكوى جنوب أفريقيا لإسرائيل أمام محكمة العدل الدولية ليس ما ستؤدى إليه تلك الشكوى، وإنما دلالات ذلك سواء على صعيد مبادرة تلك الدولة التى تقع فى أقصى جنوب القارة إلى التقدم بشكوى ضد دولة أخرى ليس بينهما صراع مباشر، أو سواء على صعيد تقاعس الدول العربية صاحبة المصلحة الأساسية والواضحة عن التقدم بتلك الشكوى.

المسألة عجيبة بالفعل وتمثل مفارقة تدعو للتأمل وربما سيظل طعمها المر ماثلا لكل مواطن عربى تصور أنه ما زال فى إمكان العرب المبادرة لمثل هذه المهمة. لكن المشكلة أيضا أن الأمر ليس بحاجة حتى إلى التذكير بمقولة كل لبيب بالإشارة يفهم، فالأمر لا يحتاج بالنسبة للكثيرين لحتى الإشارة لكى يفهم أبعاد ذلك الموقف.

السؤال الذى يطرح نفسه أيضا: هل العرب غير مقتنعين بأن ما تقوم به إسرائيل ضد الفلسطينيين فى غزة لا يمت للإبادة الجماعية بصلة؟ ربما. وفى هذه الحالة ربما إحقاقًا للحق قد يتطلب الأمر أن تقوم بعض النظم العربية بتخصيص محامين دوليين للدفاع عن الموقف الإسرائيلى بغض النظر عن حقيقة كونها عدوًا لنا!.

هل نحن على قناعة بأن ما يتم إبادة، وأن الفلسطينيين يستحقون مثل هذه الإبادة بالفعل باعتبارهم شعبًا أزعج العالم عامة والعرب خاصة على مدار أكثر من ثلاثة أرباع قرن وصدع أدمغتنا بالمطالبة بالعودة لأرضه السلبية التى ربما نؤمن نحن العرب بأنها لن تعود ولا يحزنون؟ أمر أكثر احتمالا.

وإذا لم يكن الأمر هذا ولا ذاك وقد يكون مجرد التلميح إليهما نوعا من الشطط، فما هو السبب الواقعى الذى أدى إلى امتناعنا كعرب عن ذلك؟ هل ممكن أن يكون الشعور بعدم جدوى القانون الدولى ومحكمة العدل وأنها ليست سوى خيال مآتة يخيفون به الضعفاء فقط؟ هذا السبب ربما يكون حقيقيًا، رغم أن المنطق يقرر أننا من المفروض فى معركتنا مع العدو، لو كانت اسرائيل فى منظورنا كذلك أو ما زالت كذلك، نستخدم كل الأسلحة. لكن ألا يفسر عدم اللجوء إلى أى إجراء ولو بسيطًا مثل دعوة السفراء العرب فى تل أبيب لأن يعودوا لبلدانهم لكى يمضوا ولو ليلة واحدة وسط أولادهم دون استدعاء أو عبارات كبيرة من هذا النوع غياب الرغبة العربية فى اتخاذ أى موقف أيًا كان نوعه؟

لكن هذه الرؤية قد يرد عليها تحفظ باعتبار أن العرب لم يقفوا مكتوفى الأيدى وإنما شجبوا وأدانوا ودعوا كل دول العالم – إلا أنفسهم – لوقف العدوان الإسرائيلى على غزة.. فلماذا الطمع والتوجه للدول بطلبات ربما تفوق طاقتها والدعوة لمواقف عنترية لا لزوم لها؟

كل ذلك يشكك فيما يزعمه البعض أن الدول العربية تخشى ردود الفعل الإسرائيلية على أى موقف مناوئ مثل الشكوى لمحكمة العدل الدولية، وهذا يطرح السؤال هل هناك مصالح عربية إسرائيلية تفرض الصمت من قبلنا على المجازر الإسرائيلية؟ وهل حجم هذه المصالح ممكن أن يبرر هذا الأمر ويجعلنا نتجاوز عن إنسانيتنا؟

أتصور أن البعض سينفى وجود مثل تلك المصالح وأنها حتى لو وجدت فلن يكون ثمنها الصمت. هذا البعض ربما سيطرح بعدا جديدا وأكثر واقعية للموقف العربى وهو الخشية من الغضب الأمريكى فى ضوء حالة  التوحد بين واشنطن وتل أبيب خاصة فى العمليات الوحشية الجارية فى غزة. لكن الرد على هذا الفريق.. هل وصل بنا الحال إلى هذا الوضع؟ الإجابة: نعم وأن من يجب شكواه لمحكمة العدل ليس إسرائيل وإنما العرب أنفسهم على تخاذلهم فى نصرة أشقائهم!

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تأملات العرب محكمة العدل الدولية محكمة

إقرأ أيضاً:

العام الهجري الجديد.. أسباب تسمية الشهور العربية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يعتبر التقويم الهجري جزءًا أساسيًا من التراث الإسلامي والعربي، إذ يستند إلى الدورة القمرية، ومنذ عصور ما قبل الإسلام، كان للعرب تقويمهم الخاص بالأشهر القمرية، الذي تطور وتوحد فيما بعد ليأخذ شكله المعروف في العهد الإسلامي، تعود أسباب تسمية الأشهر العربية إلى معاني ودلالات تاريخية وثقافية عميقة تعكس حياة العرب وتقاليدهم في تلك الفترة.

تسمية الأشهر الهجرية وأسبابها1. المحرّم

يُعَدُّ شهر المحرّم أول أشهر السنة الهجرية وأحد الأشهر الحرم، سُمِّيَ المحرّم بهذا الاسم لأنه كان شهرًا محرّمًا، أي ممنوع فيه القتال، وكانت العرب في بعض الأحيان تُحلّه عامًا وتحرّمه عامًا، ولكن في الإسلام تأكد تحريمه بشكل دائم.

2. صفر

يأتي شهر صفر بعد المحرّم، سُمِّيَ صفر بهذا الاسم لأن العرب كانوا يخرجون للقتال والأسفار، فتخلو بيوتهم منهم. يُقال: "صَفِرَ المكان" أي خَلَا، وكانوا يقولون عن الشهر "صفر" لأن البيوت تكون خالية.

3. ربيع الأول

سُمِّيَ ربيع الأول بهذا الاسم لأنه كان يقع في فصل الربيع، حيث كان العرب يرتبعون فيه، أي يقيمون في أماكن خصبة ومريحة للعيش والرعي، "الارتباع" يعني الإقامة في عمارة الربيع.

4. ربيع الآخر

على غرار ربيع الأول، سُمِّيَ ربيع الآخر (أو ربيع الثاني) بهذا الاسم لنفس السبب، حيث كانوا يرتبعون فيه كذلك.

5. جمادى الأولى

سُمِّيَ جمادى الأولى بهذا الاسم لأن الماء كان يجمد في هذا الشهر بسبب البرد، يُقال: "جمادى" أي جمود الماء.

6. جمادى الآخرة

شهر جمادى الآخرة يأتي بعد جمادى الأولى، وسُمِّيَ كذلك بسبب نفس الظاهرة التي يحدث فيها جمود الماء.

7. رجب

شهر رجب من الأشهر الحرم وسُمِّيَ بهذا الاسم من الترجیب، وهو التعظيم، حيث كان العرب يعظمون هذا الشهر ويمنعون فيه القتال.

8. شعبان

سُمِّيَ شهر شعبان بهذا الاسم لأن القبائل كانت تتشعب فيه وتنتشر للغارة والقتال بعد انقضاء الأشهر الحرم. "التشعب" يعني التفرق والانتشار.

9. رمضان

شهر رمضان هو شهر الصيام في الإسلام وسُمِّيَ بهذا الاسم لشدة الحرارة فيه، إذ كانت تأتي الرمضاء، أي الحرارة الشديدة، يُقال: "رمضت الفصال" أي عطشت من شدة الحر.

10. شوال

يأتي بعد رمضان، وسُمِّيَ شوال بهذا الاسم لأن الإبل كانت تشول فيه بأذنابها للطراق (التزاوج).

11. ذو القعدة

ذو القعدة هو أحد الأشهر الحرم، وسُمِّيَ بهذا الاسم لأن العرب كانوا يقعدون فيه عن القتال والترحال.

12. ذو الحجة

شهر ذو الحجة هو الشهر الذي يؤدي فيه المسلمون فريضة الحج، وسُمِّيَ بهذا الاسم لأن العرب كانوا يقيمون فيه الحج.

أهمية الأشهر الهجرية

تحتل الأشهر الهجرية مكانة مهمة في الإسلام، فهي ترتبط بالعديد من الشعائر والعبادات مثل الصيام والحج. يُستخدم التقويم الهجري لتحديد مواعيد هذه العبادات، مما يعكس أهمية معرفة تاريخ وأسباب تسمية هذه الأشهر.

التقويم الهجري، بأشهره المتعددة، يحمل في طياته تراثًا غنيًا يعكس حياة العرب قبل الإسلام وبعده. تعكس أسباب تسمية الأشهر العربية تفاصيل دقيقة عن حياة العرب وتقاليدهم، مما يجعل دراسة هذا التقويم وفهمه جزءًا من فهم الثقافة والتاريخ العربي والإسلامي. 

ومع بداية العام الهجري الجديد، يجدر بنا أن نتذكر ونتأمل في هذه التسمية العريقة وما تحمله من معانٍ ودلالات تاريخية.

مقالات مشابهة

  • العام الهجري الجديد.. أسباب تسمية الشهور العربية
  • جهاز حماية المنافسة يفوز بجائزة شرفية من البنك الدولي وشبكة المنافسة الدولية
  • نصرالله يبحث مع وفد قيادي من حماس آخر مستجدات المفاوضات والاقتراحات
  • رئيس جامعة القاهرة: وزير العدل قيمة قضائية كبيرة
  • وصول 13 طبيبا جزائريا إلى غزة .. هذه شهاداتهم (شاهد)
  • إندونيسيا تجدد دعوتها لضم فلسطين عضوا كاملا بالأمم المتحدة
  • الخارجية الإسبانية: انضممنا إلى دعوة جنوب إفريقيا وعلى الدول الأوروبية دعم محكمة العدل الدولية
  • رئيس جامعة القاهرة: وزير العدل قيمة قضائية كبيرة حصل على ثقة القيادة السياسية لكفاءته
  • إسبانيا تنتقد معايير الاتحاد الأوروبي المزدوجة بشأن غزة وأوكرانيا
  • رحلة اليوتيوبر أحمد حسن أمام القضاء تنتهى بتعويض 200 ألف جنيه