الجزيرة:
2025-03-03@20:20:55 GMT

يني شفق: أوسين جيشو كادت أن تكون فلسطين أفريقيا

تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT

يني شفق: أوسين جيشو كادت أن تكون فلسطين أفريقيا

أعاد كاتب تركي إلى الأذهان أن الصهاينة، وقبل أن يبدؤوا استعمارهم لأراضي فلسطين في 14 مايو/أيار 1948، عرض عليهم الإمبرياليون البريطانيون العديد من خيارات الأراضي ومنها أراضي "أوسين جيشو" الواقعة حاليا داخل حدود كينيا.

وانطلق الكاتب من ذلك ليتحدث عن الوجود المصطنع لليهود في فلسطين، وعن الطبيعة الحقيقية للصهيونية كحركة استعمار استيطاني، داعيا إلى التضامن الدولي مع نضال الشعب الفلسطيني باعتباره حركة نضال في سياق المقاومة العالمية ضد الإمبريالية والاستعمار.

ويقول الكاتب كنان توبراك، في مقال بصحيفة "يني شفق" التركية، إن التاريخ الحديث شهد نوعين من الاستعمار: بدأ الأول في القرن الـ15 مع "الاكتشافات الكبرى" التي تطوّرت إلى حركة كبرى للاستعمار الأوروبي لقارات أخرى ودخلت التاريخ باسم "الاستعمار".

الاستعمار الاستيطاني

والنوع الثاني هو الاستعمار الاستيطاني، حيث استولت القوى الإمبريالية الغربية على أراضي السكان الأصليين وأجبرتهم على النزوح أو الخضوع، وغالبا ما استقرت أعداد كبيرة من الأوروبيين مما أدى إلى خلط ديموغرافي كبير. وقد حدث هذا النوع من الاستعمار في أميركا الشمالية وجنوب أفريقيا ونيوزيلندا وأستراليا. ويُعتبر الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين مثالا آخر على الاستعمار الاستيطاني.

ثيودور هيرتزل مؤسس الحركة الصهيونية (غيتي)

وأشار إلى إن البريطانيين عرضوا على الحركة الصهيونية عددا من الخيارات في أجزاء مختلفة من العالم لتوطين اليهود فيها، وكان أحد هذه الخطط اقتراحا بإنشاء مستعمرة أو مستوطنة يهودية سموها "خطة أوغندا"، وتهدف إلى نقل مئات الآلاف من اليهود الشرقيّين إلى منطقة "أوسين جيشو" التي كانت آنذاك جزءا من محمية أوغندا، وتقع الآن داخل حدود كينيا، مضيفا أن المؤتمر الصهيوني الذي عُقد في 1905، رفض هذه الخطة.

الإبادة الجماعية ناتج طبيعي للصهيونية

وأعاد الكاتب إلى الأذهان أيضا تصريحا لـ(يسرائيل زانغويل)، أحد نواب الحركة الصهيونية قبل قرن، قال فيه "هناك حيوانات برية في شرق أفريقيا، لكن هناك مخلوقات أكثر وحشية في القدس، حيث يوجد متعصبون دينيون (مسلمون أعداء)"، وربطه بتصريح وزير الدفاع الإسرائيلي الحالي يائير غالانت الذي قال "نحن نحارب حيوانات بشرية وسنتصرف وفقا لذلك"، ليقول إن التصريحين يؤكدان أن نظرة الصهاينة لم تتغير من الماضي إلى الحاضر، وإنهم، لو قبلوا بـ"خطة أوغندا" لنفذوا "إبادة جماعية" على شعب الماساي الكيني مماثلة للتي نشهدها حاليا في غزة.

التكرار المعاصر للاستعمار

واستمر توبراك يتحدث عما نشهده في فلسطين اليوم ليقول إنه تكرار معاصر للاستعمار ومظاهره، ذلك أن إسرائيل في فلسطين اليوم مثل البريطانيين في كينيا والهند وزيمبابوي (المعروفة سابقا باسم روديسيا) وفي أجزاء أخرى من مستعمراتها السابقة، ومثل الولايات المتحدة في فيتنام، والألمان في ناميبيا، والبوير والبريطانيين في جنوب أفريقيا، والفرنسيين في الجزائر وهاييتي، والبلجيكيين في جمهورية الكونغو الديمقراطية (المعروفة سابقا باسم زائير)، والبرتغاليين والإسبان في أميركا اللاتينية.

وقال الكاتب إن الصهيونية تعود إلى عصر اعتاد فيه المستعمرون الأوروبيون تبرير إبادة البشر الذين رأوهم شعوبا أدنى و"متوحشين"، لذلك ليس من المستغرب أن يشهد العالم حاليا نفس وقائع العنف الاستعماري أمامهم في فلسطين.

الكاتب الصهيوني الإنجليزي يسرائيل زانغويل (1864-1926) في مارس 1913 (غيتي) خطاب واحد للصهيونية والاستعمار الاستيطاني

وأوضح الكاتب أن الاستعمار الاستيطاني الأوروبي والصهيونية يتشاركان في إنتاج خطاب واحد يبرر استيطانهما ويخفي أسوأ أعمالهما الوحشية بادعاء نوع من الاستثناء.

فعلى سبيل المثال، أشار والتر إل هيكسون، مؤلف كتاب "الاستعمار الاستيطاني الأميركي: تاريخ"، إلى أن المستوطنين الأنجلو-أميركيين الأوائل منذ وصولهم إلى أميركا الشمالية كانوا يتخيلون أنفسهم مكتشفين مختارين إلهيا للأراضي "البكر" التي سيستولون عليها، وأنشؤوا فكرة "القدر المحتوم"، التي استمرت في التأكيد على الإيمان بالرسالة الإلهية للاستعمار. وبالمثل، أشارت الحركة الصهيونية إلى وضع اليهود كـ "الشعب المختار"، بينما سعت فرنسا إلى تبرير مبادراتها الاستعمارية بوعود رسالة "التنوير".

وأورد الكاتب أن الدولة الاستيطانية الصهيونية، من خلال سياساتها العنصرية في فلسطين، طبّقت جميع الدروس التي يمكن تعلمها من مختلف الأنظمة العنصرية التي أقامها المستوطنون البيض في آسيا وأفريقيا ومناطق أخرى.

وبشكل خاص، هناك العديد من أوجه التشابه بين نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا ونظام الفصل العنصري الإسرائيلي الحالي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحرکة الصهیونیة فی فلسطین

إقرأ أيضاً:

حماس: لا توجد حاليا أي مفاوضات مع الحركة بشأن المرحلة الثانية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلنت حماس، عدم ودود أي مفاوضات مع الحركة بشأن المرحلة الثانية حاليا، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، في خبر عاجل.


وأكدت أنّ الاحتلال يتحمل مسؤولية عدم بدء مفاوضات المرحلة الثانية حتى الآن، مشيرةً إلى أنّ الاحتلال يتهرب من الالتزام بإنهاء الحرب والانسحاب الكامل من غزة.


وأوضحت: "نرفض تمديد المرحلة الأولى من اتفاق غزة بالصيغة التي يطرحها الاحتلال".

مقالات مشابهة

  • استمرار الخروقات الصهيونية لوقف إطلاق النار بعد 43 يومًا: استشهاد 6 فلسطينيين وإغلاق معبر كرم أبو سالم
  • حصيلة المجازر الصهيونية في غزة تتجاوز 48 ألف شهيد وسط استمرار الجرائم بحق المدنيين
  • فيديو.. الاحتلال يهدم مزارع فلسطينية لصالح مشروع إي1 الاستيطاني بالقدس
  • صفورية التي كانت تسكن تلال الجليل مثل العصفور.. جزء من هوية فلسطين
  • شاليمار الشربتلي تروي نجاتها من إصابة خطيرة كادت تفقدها القدرة على الرسم
  • شاهد بالفيديو.. طيار حربي سوداني يبهر المواطنين الجالسين أمام النهر بمدينة شندي باستعراضه بطائرته التي كادت أن تلامس الماء ومتابعون: (ناس شندي يتابعون فيلم أكشن على الهواء مباشر)
  • شيخ الأزهر: القضية الفلسطينية كادت أن تنسى والكيان تعرض للهزيمة من وجهة نظري
  • رئيس دفاع النواب: فلسطين قضية مصر الأولى التي خاضت من أجلها حروب كثيرة
  • حماس: لا توجد حاليا أي مفاوضات مع الحركة بشأن المرحلة الثانية
  • عشية الشهر الكريم:استمرار الاقتحامات والاعتقالات والاعتداءات الصهيونية في مناطق الضفة المحتلة