الجزيرة:
2025-03-17@01:18:18 GMT

يني شفق: أوسين جيشو كادت أن تكون فلسطين أفريقيا

تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT

يني شفق: أوسين جيشو كادت أن تكون فلسطين أفريقيا

أعاد كاتب تركي إلى الأذهان أن الصهاينة، وقبل أن يبدؤوا استعمارهم لأراضي فلسطين في 14 مايو/أيار 1948، عرض عليهم الإمبرياليون البريطانيون العديد من خيارات الأراضي ومنها أراضي "أوسين جيشو" الواقعة حاليا داخل حدود كينيا.

وانطلق الكاتب من ذلك ليتحدث عن الوجود المصطنع لليهود في فلسطين، وعن الطبيعة الحقيقية للصهيونية كحركة استعمار استيطاني، داعيا إلى التضامن الدولي مع نضال الشعب الفلسطيني باعتباره حركة نضال في سياق المقاومة العالمية ضد الإمبريالية والاستعمار.

ويقول الكاتب كنان توبراك، في مقال بصحيفة "يني شفق" التركية، إن التاريخ الحديث شهد نوعين من الاستعمار: بدأ الأول في القرن الـ15 مع "الاكتشافات الكبرى" التي تطوّرت إلى حركة كبرى للاستعمار الأوروبي لقارات أخرى ودخلت التاريخ باسم "الاستعمار".

الاستعمار الاستيطاني

والنوع الثاني هو الاستعمار الاستيطاني، حيث استولت القوى الإمبريالية الغربية على أراضي السكان الأصليين وأجبرتهم على النزوح أو الخضوع، وغالبا ما استقرت أعداد كبيرة من الأوروبيين مما أدى إلى خلط ديموغرافي كبير. وقد حدث هذا النوع من الاستعمار في أميركا الشمالية وجنوب أفريقيا ونيوزيلندا وأستراليا. ويُعتبر الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين مثالا آخر على الاستعمار الاستيطاني.

ثيودور هيرتزل مؤسس الحركة الصهيونية (غيتي)

وأشار إلى إن البريطانيين عرضوا على الحركة الصهيونية عددا من الخيارات في أجزاء مختلفة من العالم لتوطين اليهود فيها، وكان أحد هذه الخطط اقتراحا بإنشاء مستعمرة أو مستوطنة يهودية سموها "خطة أوغندا"، وتهدف إلى نقل مئات الآلاف من اليهود الشرقيّين إلى منطقة "أوسين جيشو" التي كانت آنذاك جزءا من محمية أوغندا، وتقع الآن داخل حدود كينيا، مضيفا أن المؤتمر الصهيوني الذي عُقد في 1905، رفض هذه الخطة.

الإبادة الجماعية ناتج طبيعي للصهيونية

وأعاد الكاتب إلى الأذهان أيضا تصريحا لـ(يسرائيل زانغويل)، أحد نواب الحركة الصهيونية قبل قرن، قال فيه "هناك حيوانات برية في شرق أفريقيا، لكن هناك مخلوقات أكثر وحشية في القدس، حيث يوجد متعصبون دينيون (مسلمون أعداء)"، وربطه بتصريح وزير الدفاع الإسرائيلي الحالي يائير غالانت الذي قال "نحن نحارب حيوانات بشرية وسنتصرف وفقا لذلك"، ليقول إن التصريحين يؤكدان أن نظرة الصهاينة لم تتغير من الماضي إلى الحاضر، وإنهم، لو قبلوا بـ"خطة أوغندا" لنفذوا "إبادة جماعية" على شعب الماساي الكيني مماثلة للتي نشهدها حاليا في غزة.

التكرار المعاصر للاستعمار

واستمر توبراك يتحدث عما نشهده في فلسطين اليوم ليقول إنه تكرار معاصر للاستعمار ومظاهره، ذلك أن إسرائيل في فلسطين اليوم مثل البريطانيين في كينيا والهند وزيمبابوي (المعروفة سابقا باسم روديسيا) وفي أجزاء أخرى من مستعمراتها السابقة، ومثل الولايات المتحدة في فيتنام، والألمان في ناميبيا، والبوير والبريطانيين في جنوب أفريقيا، والفرنسيين في الجزائر وهاييتي، والبلجيكيين في جمهورية الكونغو الديمقراطية (المعروفة سابقا باسم زائير)، والبرتغاليين والإسبان في أميركا اللاتينية.

وقال الكاتب إن الصهيونية تعود إلى عصر اعتاد فيه المستعمرون الأوروبيون تبرير إبادة البشر الذين رأوهم شعوبا أدنى و"متوحشين"، لذلك ليس من المستغرب أن يشهد العالم حاليا نفس وقائع العنف الاستعماري أمامهم في فلسطين.

الكاتب الصهيوني الإنجليزي يسرائيل زانغويل (1864-1926) في مارس 1913 (غيتي) خطاب واحد للصهيونية والاستعمار الاستيطاني

وأوضح الكاتب أن الاستعمار الاستيطاني الأوروبي والصهيونية يتشاركان في إنتاج خطاب واحد يبرر استيطانهما ويخفي أسوأ أعمالهما الوحشية بادعاء نوع من الاستثناء.

فعلى سبيل المثال، أشار والتر إل هيكسون، مؤلف كتاب "الاستعمار الاستيطاني الأميركي: تاريخ"، إلى أن المستوطنين الأنجلو-أميركيين الأوائل منذ وصولهم إلى أميركا الشمالية كانوا يتخيلون أنفسهم مكتشفين مختارين إلهيا للأراضي "البكر" التي سيستولون عليها، وأنشؤوا فكرة "القدر المحتوم"، التي استمرت في التأكيد على الإيمان بالرسالة الإلهية للاستعمار. وبالمثل، أشارت الحركة الصهيونية إلى وضع اليهود كـ "الشعب المختار"، بينما سعت فرنسا إلى تبرير مبادراتها الاستعمارية بوعود رسالة "التنوير".

وأورد الكاتب أن الدولة الاستيطانية الصهيونية، من خلال سياساتها العنصرية في فلسطين، طبّقت جميع الدروس التي يمكن تعلمها من مختلف الأنظمة العنصرية التي أقامها المستوطنون البيض في آسيا وأفريقيا ومناطق أخرى.

وبشكل خاص، هناك العديد من أوجه التشابه بين نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا ونظام الفصل العنصري الإسرائيلي الحالي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحرکة الصهیونیة فی فلسطین

إقرأ أيضاً:

جامعة أمريكية تطرد طلابا على خلفية رفضهم لحرب الإبادة الصهيونية في غزة

 أعلنت جامعة كولومبيا الأمريكية عن طرد أو تعليق أو إلغاء شهادات طلاب على خلفية مظاهرات مناهضة لحرب الإبادة الصهيونية على غزة في إبريل الماضي، وذلك بعد استهدافها بتخفيضات في التمويل الفدرالي الأسبوع الماضي.

وتأتي الخطوة تأتي من الجامعة في سياق حملة قمع ضد نشطاء طلاب شاركوا في احتجاجات رافضة لحرب الإبادة الصهيونية بحق أهالي غزة العام الماضي، بعد أن خفضت السلطات الأمريكية 400 مليون دولار من التمويل الفدرالي للجامعة.

وكانت الجامعة واحدة من 60 مؤسسة تستفيد من التمويل الفدرالي، هددتها السلطات بمزيد من التخفيضات، وقد أرسلت لها وزارة التعليم الأمريكية رسالة تُبلغها فيها بأنها قيد التحقيق في تهمة “المضايقة والتمييز المعادي للسامية”، وتُحذرها من إجراءات إنفاذ القانون المحتملة إذا لم “تحمِ الطلاب اليهود”، حد زعمها.

وكانت مؤسسات مثل كولومبيا وهارفارد وبرينستون من بين الجامعات التي تلقت الرسالة التي استشهدت بالباب السادس من قانون الحقوق المدنية، الذي قالت وزارة التعليم إنه يُلزم الجامعات “بحماية الطلاب اليهود في الحرم الجامعي، ويوفر لهم وصولا مستمرا إلى مرافق الحرم الجامعي والفرص التعليمية”.

وزعمت وزيرة التعليم ليندا مكمان في الرسالة أن “الطلاب اليهود الذين يدرسون في جامعات أمريكية راقية لا يزالون يخشون على سلامتهم وسط الانفجارات المعادية للسامية المتواصلة التي عطّلت الحياة الجامعية بشدة لأكثر من عام”.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت وزارة التعليم خفض تمويل جامعة كولومبيا بمقدار 400 مليون دولار، مشيرة بالتحديد إلى “فشلها في حماية الطلاب اليهود من المضايقات المعادية للسامية”، إذ كانت الجامعة مركزا رئيسيا خلال موجة الاحتجاجات الجامعية التي اجتاحت الولايات المتحدة العام الماضي مع تصاعد حرب إسرائيل على غزة.

ومع أن الجامعة لم ترد علنا على رسالة وزارة التعليم، فقد قالت رئيستها المؤقتة كاترينا أرمسترونغ إن خفض التمويل سيؤثر على “البحث والوظائف الحيوية للجامعة”، وسيؤثر على الموظفين والطلاب، خاصة أن التمويل الحكومي يغطي حوالي ربع تكاليف التشغيل السنوية التي تزيد على 6 مليارات دولار.

وبعد ذلك أعلنت جامعة كولومبيا أن الطلاب المشاركين في الاحتجاجات العام الماضي قد تلقوا إيقافا لعدة سنوات أو طردا نهائيا عقب تحقيقات الجامعة، وحتى الذين تخرجوا منذ ذلك الحين ستُلغى شهاداتهم، ولكنها لم تكشف عن أسماء الطلاب الذين فرضت عليهم الهيئة القضائية عقوبات ولا عددهم الدقيق.

وردا على مزاعم السلطات الأمريكية، سخر ناشطون  من تلك الادعاءات بقولهم يبدوا أن السلطات تريد إخلاء الجامعات من جميع الطلاب لكي يشعر الطلاب اليهود بالراحة ليعودوا إلى الدراسة، مع العلم أنه لم يتعرض لهم أحد خلال الفعاليات الاحتجاجية ضد حرب الإبادة.

 على العكس من المزاعم الأمريكية فقد حاول طلاب يهود استفزاز والاعتداء على المشاركين في الاحتجاجات لكن المتظاهرين لم يردوا عليهم ولم يكترثوا لهم.

مقالات مشابهة

  • ارتفاع عدد شهداء الغارة الصهيونية على جنوب لبنان إلى أربعة
  • جوهر المشكلة – الحركة الإسلامية
  • ماذا بعد الصهيونية؟
  • رحيل الكاتب النرويجي داغ سولستاد عن 83 سنة
  • جامعة أمريكية تطرد طلابا على خلفية رفضهم لحرب الإبادة الصهيونية في غزة
  • مجلس الأمن يبحث الاستعمار وغزة ضمن جلساته الأسبوع المقبل
  • FP: هل يتمكن حكام سوريا الجدد من مواجهة المشاكل التي زرعها الاستعمار الغربي
  • الكاتب الصحفي صلاح الدين عووضه يروي تفاصيل جديدة عن نجاته من “الوحوش”.. ونجوت!!
  • هل يمكن للأقليات الأيديولوجية أن تكون قاطرة لأي مشروع مواطني؟
  • المؤلفة قلوبهم من أبناء الحركة الإسلامية