رغم كل المجازر التى ترتكبها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضى إلا أنها تخسر الحرب ومعها العشرات بل المئات من الجنود والعتاد العسكرى..
جاءت تلك الدعوة القضائية الدولية طوق نجاة لإسرائيل، فهى الكيان الذى يرفض أن يعترف بهزيمته رغم دعمه بأقوى دولة فى العالم ومن الصعب عليها وقف الحرب لأنها بالوقف دون تحقيق أهدافها وهو القضاء على المقاومة الفلسطينية تكون قد أعلنت الهزيمة.
استمرار إسرائيل فى الحرب يعنى فقد المزيد من الجنود والعتاد، وكذلك سمعتها الدولية وتعاطف العالم الحر مع أهلنا فى غزة.. وما قامت به دولة جنوب أفريقيا برفع دعوى أمام القضاء الدولى أو محكمة العدل الدولية ضد الجرائم التى ترتكبها إسرائيل تطالب بوقف الحرب الفورى بعد مقتل ما يقرب من ٢٤ ألف فلسطينى شهداء حتى الآن حسب إحصائيات المقاومة يكون سببًا فى وقف المقاومة عن عملياتها العسكرية ووقف النزيف الإسرائيلى، فقرار العدل الدولية للطرفين وبذلك تخرج إسرائيل من تلك الأزمة بقرار العدل الدولية.
وصفت جنوب أفريقيا فى الطلب الذى قدمته إلى المحكمة يوم الجمعة ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٣، تصرفات إسرائيل فى غزة بأنها «إبادة جماعية فى طابعها لأنها تهدف إلى تدمير جزء كبير من الهوية الوطنية والعنصرية الفلسطينية». و«المجموعة العرقية». وجاء فى الطلب أن الأفعال المعنية تشمل «قتل الفلسطينيين فى غزة، وإلحاق أذى جسدى وعقلى خطير بهم، وفرض ظروف معيشية عليهم تهدف إلى تدميرهم جسديًا».
أما عن محكمة العدل الدولية والتى هى فى الأساس صنيعة أمريكية عملت على إقامتها الولايات المتحدة الأمريكية عقب انتصارها فى الحرب العالمية الثانية التى انتهت ٢ سبتمبر ١٩٤٥.
ولكن رغم أنها دعوى تبدو أنها ضد إسرائيل فهى فى الوقت نفسه منقذ إسرائيل طول أمد الحرب ونزيف الخسائر.
ويقع مقر العدل الدولية فى لاهاى بهولندا. وهى الجهاز الوحيد من بين الأجهزة الستة للأمم المتحدة الذى لا يقع فى نيويورك. أُسست عام ١٩٤٥ وبدأت أعمالها فى العام اللاحق، وحلت محل المحكمة الدائمة للعدالة الدولية.
والطريف فى الأمر أن العالم كله يعلم أن تلك المحكمة صناعه أمريكية هدفها التنفيس عن الشعوب وأن تلك المحكمة لها شقان الأول مستعجل والثانى غير المستعجل، حيث سوف تصدر قرار وقف إطلاق النار فى الشق المستعجل وتنظر جرائم إسرائيل فى الشق الثانى الذى ينتظر سنوات وربما عشرات السنوات.. كما أن تلك المحكمة لا تملك أدوات لتنفيذ قراراتها فليس لديها مثلًا جيش أو شرطة لتنفيذ أحكامها، بل إن أحكامها تشبه التوصيات وبذلك وفى تلك القضية تنقذ إسرائيل من ويلات المقاومة التى توسعت وأصبح لها أكثر من منفذ فى جنوب لبنان واليمن والعراق.. قرار العدل الدولية سوف يمنع المقاومة من إطلاق رصاصة واحدة على العدو الإسرائيلى لاسترداد الأرض والانتقام للشهداء وسوف يعيد إلى إسرائيل الاستراحة والتفكير بهدوء وراحة فى القضاء على المقاومة الفلسطينية وإعادة أسراهم لدى المقاومة.
الكثير من التفاؤل بعد سماع هذا القرار الجنوب أفريقى ربما يكون غير مبرر، خاصة بعد أن كشف للجميع أنه لا يوجد فى العالم ما يسمى بالقانون الدولى وأن هذا القانون مجرد تعويذة اخترعها الأقوياء للسيطرة على العالم تخرج لمصالحهم، حيث لا مكان فى هذا العالم الآن إلا للأقوياء وخير دليل ما قامت به اليمن التى لا تملك ترسانة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ولكنها أرعبتهم وحركت الجيوش لمقاومتها، وبعد أن أفدحتهم الخسائر بصواريخ لا يتعدى ثمن الواحد ٢٠ ألف دولار يقاوم بصاروخ أمريكى تكلفته ٢ مليون دولار فى نزيف غير مسبوق للأموال فى ظل تدهور اقتصادى عالمى كشفت عنه تقارير منظمة العمل الدولية، مؤكدة أن عام ٢٠٢٤ هو عام الفقر العالمى. إنها لعنة تلك الدماء الطاهرة التى سكبت على أرض غزة تلك اللعنة التى سوف تقلب العالم وتحول موازين القوى دون محكمة دولية أو مجلس أمن صناعة أمريكية أو حتى روسية.
إنها محكمة تبدو للعدل ولكنها فى الأصل للعزل بين من يعتقد أنهم آسياد العالم وشعوب مغلوب على أمرها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صكوك العزل الدولية خالد حسن المجازر تخسر الحرب العدل الدولیة
إقرأ أيضاً:
«COP 29» آفاق جديدة لمواجهة تغير المناخ!!
تواجه البشرية تحديًا وجوديًا يتمثل فى تغير المناخ وآثاره المدمرة على الكوكب، وفى قلب الجهود العالمية لمواجهة هذا التحدى، تأتى مؤتمرات الأطراف (COP) التى تجمع قادة العالم وصناع القرار لمناقشة سبل الحد من الاحتباس الحرارى والتكيف مع آثاره.
يشكل مؤتمر «COP 29» الذى تستضيفه أذربيجان الآن، محطة حاسمة فى هذا المسار، حيث يتطلع العالم إلى تحقيق تقدم ملموس فى تنفيذ اتفاق باريس للمناخ.
ومع تصور أن دول العالم اجتمعت لتتفق على حل مشكلة الاحتباس الحرارى، فى مؤتمرات الأطراف (COP)، ففى كل عام يجتمع كبار المسئولين والعلماء والناشطين من كل مكان فى العالم لمناقشة وإقرار خطوات جديدة لمواجهة التغيرات المناخية.
فى «COP 27» بمصر منذ عامين كان هناك تركيزا كبيرا على موضوع «الخسائر والأضرار»، بما يعنى أن الدول التى تتعرض لكوارث طبيعية بسبب التغيرات المناخية طلبت تعويض عن الأضرار التى تتعرض لها. وأيضا مناقشة أهمية التكيف مع التغيرات المناخية، وكيفية مقدرة هذه الدول على حماية نفسها من آثار التغيرات المناخية فى المستقبل.
أما فى «COP 28» بالإمارات كان هناك تركيزا على الطاقة المتجددة والتحول الأخضر، بمعنى آخر اهتمام العالم بالاعتماد على الطاقة النظيفة مثل الشمس والرياح بدلاً من الوقود الأحفورى الذى يزيد من التلوث.
والدول الكبرى مثل أمريكا والصين، وروسيا ودول أوروبا المتقدمة لهم دور كبير فى هذا الموضوع، فهذه الدول يمكنها تمويل مشاريع الطاقة المتجددة فى الدول النامية، ومساعدتها على تطوير تكنولوجيات جديدة، وأيضا دعم السياسات التى تشجع على حماية البيئة.
أما الدول النامية فعليها الاستفادة من هذا الدعم لتستطيع أن تحمى نفسها من آثار التغيرات المناخية، وبالاستثمار فى الطاقة المتجددة بدلاً من أن تعتمد على الوقود الأحفورى، كما يمكنها تبنى الاعتماد على محطات شمسية وطاقة الرياح، والاهتمام بتطوير الزراعة المستدامة بدلاً من الزراعة التقليدية التى تستهلك كمية كبيرة من المياه، فالدول النامية يمكنها الاعتماد على الزراعة الذكية التى تستخدم المياه بشكل أفضل، وكذلك تبنى المدن الذكية التى تستخدم التكنولوجيا لتقليل الاستهلاك من الطاقة والمياه.
من المبكر معرفة كل التفاصيل، لكن من المؤكد سوف يكون هناك تركيزا على مواصلة الجهود التى بدأت فى المؤتمرات السابقة، ومن الممكن أن نرى خطوات جديدة لتقليل الانبعاثات، ودعم أكبر للدول النامية، وأيضا حلول مبتكرة لمواجهة التحديات التى تواجه العالم.
مشكلة التغيرات المناخية لها تأثير على العالم كله، ولا يمكن وضع حلول منفردة لها، فكل دولة يجب أن تساهم فى الجهود العالمية لمواجهة التغيرات المناخية، وبالتعاون بين كل دول العالم، الكبرى منها والنامية، نستطيع بناء مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة.
[email protected]