لعقود طويلة كان الوصف المناسب للصعيد أنه «منسى» فلا وجود له ضمن أى اولويات للدولة، لا تنمية ولا مشروعات ولا خدمات، كان الصعيد بالنسبة لسكان القاهرة وكأنه منفى أو مناطق ظلام ومعاناة لمن يعيش فيه وعقاب لمن يكتب عليه الانتقال اليه أو العمل به
كل الحكايات المؤلمة التى كنت اسمعها عن احوال الصعيد قبل سنوات حضرت امامى خلال زيارتى لمحافظة اسيوط الاسبوع الماضى، وأنا اشاهد صورة مختلفة تماما، مدن متطورة وشبكة طرق عالمية ومحاور نيلية رائعة ومشروعات فى كل مكان، حالة تنموية حقيقية تتجسد على أرض الصعيد ويصفها ابناؤه بأنها اعادت لهم احساسهم لأول مرة باهتمام الدولة بهم، ويعتبرها بعضهم إنصافا لهم بعد عقود من التجاهل الحكومى، وأيًا ما كان الوصف لكن المهم ان ما يجرى فى الصعيد الآن ورأيته بعينى عملية بناء وتطوير وتنمية غير مسبوقة تعكس ان الصعيد اصبح بالفعل فى مقدمة اولويات الدولة، ليس فى مجال واحد وانما فى كل المجالات من الصحة إلى التعليم والنقل، والاهم ان هذه الحالة من العمران لا تقف عند المدن بل تصل إلى القرى والنجوع عبر مبادرة حياة كريمة التى وصلت إلى قلب الصعيد واصغر تجمعاته، لتغير شكل الحياة تماما.
ولم يكن هذا فقط ما لاحظته فى رحلتى، وانما ايضا الحالة الثقافية الموجودة فى المحافظة، فالزيارة كانت بدعوة من جامعة اسيوط لإلقاء محاضرة عن دور الإعلام فى بناء الوعى برفقة الدكتور حسين يوسف أستاذ صحة الأغذية بمعهد جنوب الصعيد للأورام، وشاهدت المستوى المتقدم لشباب الباحثين والأساتذة داخل المعهد، ومستوى الثقافة والوعى الذى يتمتعون به لما يتم على أرض الواقع، داخل محافظات الصعيد، ومستوى النقاش رفيع المستوى.
خلال الزيارة ايضا وكعادته دعانى اللواء عصام سعد محافظ أسيوط؛ للإطلاع على ما يقدم من مشروعات على ارض المحافظة، يقوم عليها قيادات شبابية يتيح لهم المحافظ التحرك وقيادة اسيوط، بفكر ابداعى خلاق ويمنحهم مساحة كبيرة من حرية التحرك والقدرة على اتخاذ القرار فى اطار رؤية وطنية خالصة، هدفها صناعة جيل جديد من قادة العمل التنفيذى بالمحافظة.
إن ما يتحقق فى جنوب مصر ومحافظاتها يمثل طفرة ونقلة نوعية بكل المقاييس، فلا تشعر أنك فى محافظة بعيدة عن القاهرة من خلال كل ما يتم من مشروعات وخطط تنمية، رصدت لها مليارات، وتطوير فى الخدمات يلمسها جميع المواطنين، وتؤكد الاهتمام الكبير من القيادة السياسية بالارتقاء بمستوى الحياة فى كل ربوع مصر ورسم صورة جديدة وعصرية للصعيد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محافظة أسيوط منسى احوال الصعيد
إقرأ أيضاً:
10 وفيات في حادث سير مروع جنوب صنعاء
قالت مصادر أمنية ومحلية في اليمن، إن 10 أشخاص على الأقل لقوا حتفهم وأربعة أصيبوا بجروح خطيرة أمس السبت، عندما اصطدمت سيارة رباعية الدفع ذات مقصورتين للركاب بأخرى صغيرة على طريق سريع في محافظة ذمار شمال اليمن.
وصرح مسؤول أمني في محافظة ذمار الواقعة على بعد 100 كيلومتر جنوبي صنعاء بأن الحادث وقع في منطقة (قاع سامة) شرق مدينة ذمار على الطريق الممتد إلى صنعاء.
وأضاف أن من بين المتوفين امرأة وبنتها، وأرجع سبب الحادث إلى سوء حالة الطريق المتهالك وانتشار الحفر التي حاول سائق
السيارة رباعية الدفع تفادي إحداها مما أدى إلى اصطدامه بالسيارة الأخرى، فضلاً عن القيادة بسرعة زائدة.
وأفادت المصادر بأن 6 من الضحايا من أسرة واحدة من محافظة إب وسط البلاد وكانوا "في طريقهم إلى محافظة مأرب لاستخراج جوازات سفر لزيارة ابنهم المغترب في السعودية".
وأدى الحادث إلى وفاتهم جميعاً باستثناء طفل نجا ويخضع للعلاج في مستشفى حكومي.
وهذا ثاني حادث مروري يسقط فيه قتلى خلال نحو أسبوعين إذ لقي 11 عاملاً على الأقل حتفهم يوم 30 أكتوبر (تشرين الأول)، ووقع الحادث على الطريق الدولي بمحافظة حضرموت بجنوب شرق اليمن والممتد إلى السعودية.