بوابة الوفد:
2024-12-23@17:55:08 GMT

السودان.. التقسيم والمأساة (3-3)

تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT

بعد أن قويت شوكة قوات الدعم السريع تحت قيادة «حميدتي»، وأصبحت لها غطرسة القوة والنفوذ، واندماج متغلغل داخل المؤسسة العسكرية، حتى صار سوداناً تهيمن عليه قوتان، قوة الجيش الوطنى تحت قيادة الفريق الركن عبدالفتاح البرهان، والأخرى قوات الدعم السريع جماعة دخيلة على الجيش جعلها البشير تسخيراً لأهدافه ومآربه الخبيثة، لسحق أى تمرد مسلح يقع ضده والتخلص من خصومه السياسيين، إلا أنَّ وحدة ترابطهما لم تدم طويلاً، وسرعان ما كشفت جماعة «الجنجويد» ،عن وجهها القبيح وانعدام وطنيتها ونوازع توسعها الخبيث، لبسط النفوذ والسيطرة على مناطق الذهب والثروات المادية الأخرى، حتى بات الوضع ينذر بالخطر على مستقبل السودان ومصلحة شعبه، وسرعان ما حدث الانقسام ونشبت الخلافات بين قيادات الجيش وقوات الدعم السريع، حتى انسلخت الأخيرة عنه وزاد خطرها على البلاد، مما نجم عن تمردٍ وعدوانٍ أفضى إلى نزاع مسلح يعيش الشعب السودانى فى غماره إلى الهاوية، منذ بداية الخامس عشر من نيسان/ إبريل 2023 م من العام المنصرم.

واندلعت الاشتباكات المسلحة بين الجيش النظامى وقوات الدعم السريع، انطلقت شرارة لهبها الأولى فى عمق السودان (العاصمة الخرطوم )، واشتد الصراع حول محيط القصر الرئاسى ومطار الخرطوم الدولى، ثم بعد ذلك انفرطت المعارك على مصراعيها، وتمتد لكى تصل إلى بواقى المدن والولايات السودانية فى الشمال والجنوب والشرق والغرب وخصوصاً «دارفور»، ما يمهد الطريق إلى نكبة ونكسة سودانية أخرى لفصلها عن جسد وطنها الأم، وينطلق سعار التقسيم ويشمل ما تبقى من وحدة السودان، وهذه هى خفايا المخطط الصهيوأمريكى فى خلق سودان محطم ممزق، يتسع فيه ميدان القتال لكي يصل إلى إشعال حرب أهلية يتحرك عملاؤها خلف مخطط غربى، ينتهز فرصة قيامها لكى يغزو بجيوشه الجرارة مكتسحا أرض السودان لكي يستنزف ثرواتها الطبيعية والتاريخية، بعد أن حباها الله بأخصب الأراضى، وأنهار وأودية تفيض بخيراتها بلا انقطاع على الأمة العربية كلها وكأنها سلة غذاء العرب.

لقد وقع السودان فريسة تحت نير أغلال واستعباد عصابة سفك الدماء والسلب والنهب وجرائم ترتكبها ضد الإنسانية، مع ابتلاع معادن ثرواته النفيسة وخصوصاً «الذهب»، من قبل قبائل «الجنجويد» التى تقوم بترويع السكان الآمنين واحتلال مساكنهم وطردهم منها، ولها ضحايا نازحون بأعداد كبيرة خارج البلاد، غير القتل والجرح وتشريد الآلاف من الأحياء، كأن اتساع مساحة السودان جريمة تستوجب العقاب، وهى مؤامرة تقسيمه وانسلاخ أجزاء ومساحات كبيرة من أراضيه، وفقد استقلاله وسيادته وجعله ميدانا خصبا للفوضى وتأجيج الصراعات والمعارك المسلحة، وقد كانت تقدر مساحته قبل فصل الجنوب عن الشمال بربع مساحة قارة أوروبا، وتعتبر قوات الدعم السريع أحد مخلفات مآسى عمر البشير، وأحد أسباب انهيار وسقوط السودان، ما يكون لها تأثير كبير ومباشر على أمن مصر القومى لأن الجنوب امتداد لها وروح حياتها، بعد أن بدأت دول الشر الكبرى فى خلق صراع عنيف، والعمل على زيادة التوتر المستمر فى منطقة القرن الإفريقى، فلم تجد أنسب من إثيوبيا وإقليم أرض الصومال وقوات الدعم السريع، لتنفيذ مآربها الشيطانية فى استعباد الدول ووقوعها تحت سيطرتها، من أجل استنزاف ثرواتها المادية والتاريخية والتحكم فى مياه النيل، ويمتد هذا النفوذ حتى يصل إلى التحكم فى البحر الأحمر وإلى مقال لاحق بخصوص هذا الصدد.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السودان التقسيم والمأساة 3 3 حميدتي ل داخل المؤسسة العسكرية الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يُعلن السيطرة على قاعدة"الزرق" شمال دارفور

أعلن الجيش السوداني والقوة المشتركة من حركات "سلام جوبا"، اليوم السبت، عن بسط سيطرتهم على قاعدة "الزرق" بولاية شمال دارفور.

ماكرون يدعو طرفي النزاع في السودان إلى إلقاء السلاح برنامج الغذاء العالمي: مقرا للأمم المتحدة بجنوب شرق السودان تعرض لقصف جوي


وبحسب"سبوتنيك"، أضاف الجيش السوداني، في بيان، أنه تمكن كذلك من "السيطرة على عدد مقدر من المركبات القتالية في "الزرق"، فضلا عن كمية من مواد تموين القتال، وقتل العشرات ومطاردة عناصر قوات الدعم السريع بعد هروبهم منها.
وتتخذ قوات الدعم السريع من بلدة "الزرق" الواقعة في شمال دارفور، قاعدة عسكرية استرتيجية، إذ بدأت منذ عام 2017، في إنشاء مشاريع بنى تحتية ضخمة في المنطقة، شملت مستشفيات ومدارس، فضلا عن معسكرات ضخمة لقواتها، كما أنها شرعت في إنشاء مطار في البلدة.
و"الزرق" هي منطقة نائية بولاية شمال دارفور، وتقع عند الحدود الثلاثية الرابطة بين السودان وتشاد وليبيا.
فيما قال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، عن السيطرة على قاعدة "الزُرق" بعد أن كانت لقوات الدعم السريع: "(We got it)، أي لقد حصلنا عليها"، وذلك عبر منشور له على "فيسيوك" (أنشطة شركة "ميتا"، التي تضم شبكتي التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"إنستغرام"، محظورة في روسيا، باعتبارها متطرفة).

مقالات مشابهة

  • البرهان يطالب الأمم المتحدة بموقف حاسم حيال الدول المساندة لـ الدعم السريع
  • السودان..« قوات الدعم السريع» تسيطر على قاعدة عسكرية في دارفور
  • ماذا تعني سيطرة الجيش على أكبر قواعد الدعم السريع بدارفور؟
  • قوات الدعم السريع السوداني يسيطر على قاعدة عسكرية شمال دارفور
  • بالفيديو.. والي الخرطوم المعين بواسطة الدعم السريع يحرض على قصف المدنيين ويهدد بارتكاب جرائم ضد اثنيات قبلية معينة في السودان
  • الجيش السوداني يُعلن السيطرة على قاعدة"الزرق" شمال دارفور
  • السودان...إصابات بقصف مدفعي للدعم السريع على أم درمان
  • المبعوث الأميركي للسودان: الدعم السريع متورطة في تطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية
  • قوات الدعم السريع تعتزم التعاون مع حكومة جديدة وتثير مخاوف بتقسيم السودان
  • السودان يطلب من الولايات المتحدة الضغط على الإمارات بشأن الدعم السريع