السودان.. التقسيم والمأساة (3-3)
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
بعد أن قويت شوكة قوات الدعم السريع تحت قيادة «حميدتي»، وأصبحت لها غطرسة القوة والنفوذ، واندماج متغلغل داخل المؤسسة العسكرية، حتى صار سوداناً تهيمن عليه قوتان، قوة الجيش الوطنى تحت قيادة الفريق الركن عبدالفتاح البرهان، والأخرى قوات الدعم السريع جماعة دخيلة على الجيش جعلها البشير تسخيراً لأهدافه ومآربه الخبيثة، لسحق أى تمرد مسلح يقع ضده والتخلص من خصومه السياسيين، إلا أنَّ وحدة ترابطهما لم تدم طويلاً، وسرعان ما كشفت جماعة «الجنجويد» ،عن وجهها القبيح وانعدام وطنيتها ونوازع توسعها الخبيث، لبسط النفوذ والسيطرة على مناطق الذهب والثروات المادية الأخرى، حتى بات الوضع ينذر بالخطر على مستقبل السودان ومصلحة شعبه، وسرعان ما حدث الانقسام ونشبت الخلافات بين قيادات الجيش وقوات الدعم السريع، حتى انسلخت الأخيرة عنه وزاد خطرها على البلاد، مما نجم عن تمردٍ وعدوانٍ أفضى إلى نزاع مسلح يعيش الشعب السودانى فى غماره إلى الهاوية، منذ بداية الخامس عشر من نيسان/ إبريل 2023 م من العام المنصرم.
واندلعت الاشتباكات المسلحة بين الجيش النظامى وقوات الدعم السريع، انطلقت شرارة لهبها الأولى فى عمق السودان (العاصمة الخرطوم )، واشتد الصراع حول محيط القصر الرئاسى ومطار الخرطوم الدولى، ثم بعد ذلك انفرطت المعارك على مصراعيها، وتمتد لكى تصل إلى بواقى المدن والولايات السودانية فى الشمال والجنوب والشرق والغرب وخصوصاً «دارفور»، ما يمهد الطريق إلى نكبة ونكسة سودانية أخرى لفصلها عن جسد وطنها الأم، وينطلق سعار التقسيم ويشمل ما تبقى من وحدة السودان، وهذه هى خفايا المخطط الصهيوأمريكى فى خلق سودان محطم ممزق، يتسع فيه ميدان القتال لكي يصل إلى إشعال حرب أهلية يتحرك عملاؤها خلف مخطط غربى، ينتهز فرصة قيامها لكى يغزو بجيوشه الجرارة مكتسحا أرض السودان لكي يستنزف ثرواتها الطبيعية والتاريخية، بعد أن حباها الله بأخصب الأراضى، وأنهار وأودية تفيض بخيراتها بلا انقطاع على الأمة العربية كلها وكأنها سلة غذاء العرب.
لقد وقع السودان فريسة تحت نير أغلال واستعباد عصابة سفك الدماء والسلب والنهب وجرائم ترتكبها ضد الإنسانية، مع ابتلاع معادن ثرواته النفيسة وخصوصاً «الذهب»، من قبل قبائل «الجنجويد» التى تقوم بترويع السكان الآمنين واحتلال مساكنهم وطردهم منها، ولها ضحايا نازحون بأعداد كبيرة خارج البلاد، غير القتل والجرح وتشريد الآلاف من الأحياء، كأن اتساع مساحة السودان جريمة تستوجب العقاب، وهى مؤامرة تقسيمه وانسلاخ أجزاء ومساحات كبيرة من أراضيه، وفقد استقلاله وسيادته وجعله ميدانا خصبا للفوضى وتأجيج الصراعات والمعارك المسلحة، وقد كانت تقدر مساحته قبل فصل الجنوب عن الشمال بربع مساحة قارة أوروبا، وتعتبر قوات الدعم السريع أحد مخلفات مآسى عمر البشير، وأحد أسباب انهيار وسقوط السودان، ما يكون لها تأثير كبير ومباشر على أمن مصر القومى لأن الجنوب امتداد لها وروح حياتها، بعد أن بدأت دول الشر الكبرى فى خلق صراع عنيف، والعمل على زيادة التوتر المستمر فى منطقة القرن الإفريقى، فلم تجد أنسب من إثيوبيا وإقليم أرض الصومال وقوات الدعم السريع، لتنفيذ مآربها الشيطانية فى استعباد الدول ووقوعها تحت سيطرتها، من أجل استنزاف ثرواتها المادية والتاريخية والتحكم فى مياه النيل، ويمتد هذا النفوذ حتى يصل إلى التحكم فى البحر الأحمر وإلى مقال لاحق بخصوص هذا الصدد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السودان التقسيم والمأساة 3 3 حميدتي ل داخل المؤسسة العسكرية الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
السودان: هجوم للدعم السريع يقتل 6 ويصيب 7 في النيل الأبيض”
أعربت الشبكة عن قلقها من توسع عمليات القتل والتهجير التي تنفذها قوات الدعم السريع في ولايتي الجزيرة والنيل الأبيض، محذرة من تفاقم الأوضاع الإنسانية واندلاع كارثة إنسانية
التغيير: الخرطوم
أعلنت شبكة أطباء السودان، الأربعاء، عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 7 آخرين في هجوم نفذته قوات الدعم السريع على قرية “شكيري” بولاية النيل الأبيض.
وفي بيان نشرته الشبكة على صفحتها الرسمية في “فيسبوك”، أكدت أن الهجوم أدى إلى مقتل 6 أشخاص، فيما تعرض 7 آخرون لإصابات، وصفت حالتهم بأنها مستقرة.
وأعربت الشبكة عن قلقها من توسع عمليات القتل والتهجير التي تنفذها قوات الدعم السريع في ولايتي الجزيرة والنيل الأبيض، محذرة من تفاقم الأوضاع الإنسانية واندلاع كارثة إنسانية نتيجة هذه الممارسات.
ودعت الشبكة المنظمات الدولية والإقليمية إلى اتخاذ خطوات حاسمة لإيقاف الهجمات المتزايدة ضد المدنيين العزل، مطالبة بفتح مسارات إنسانية عاجلة للمناطق المحاصرة في ولايات الجزيرة والنيل الأبيض والفاشر.
ومنذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وجّهت اتهامات للطرفين بارتكاب جرائم حرب، منها استهداف المدنيين، وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية، واستخدام التجويع كوسيلة حرب.
وقد أجبر النزاع نحو 11.3 مليون شخص على النزوح، بينهم قرابة 3 ملايين فروا إلى خارج السودان، بحسب مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، التي وصفت الوضع الإنساني بأنه “كارثة”.
كما يعاني حوالي 26 مليون شخص من انعدام حاد في الأمن الغذائي، فيما أُعلِنت المجاعة في مخيم زمزم بإقليم دارفور.
في الأسابيع الأخيرة، تصاعدت وتيرة العنف، حيث أبلغت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روزماري ديكارلو، أن كلا الطرفين يعتقد أن بإمكانه حسم الصراع عسكرياً.
الوسومالسودان انتهاكات الدعم السريع حرب الجيش والدعم السريع ولاية النيل الأبيض