مسقط- الرؤية

وقعت جامعة التقنية والعلوم التطبيقية اتفاقية تعاون مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو"، لاستضافة كرسي الإيسيسكو البحثي لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي.

وتسعى جامعة التقنية والعلوم التطبيقية من خلال استضافة كرسي الإيسيسكو لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي إلى مواكبة آفاق وتحديات المستقبل والمرتبطة بمجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة والحراك التكنولوجي المتسارع، وما ينتج عن ذلك من اعتبارات أخلاقية وآثار اقتصادية وتحديات تقنية، ستحتم على الكثير من الدول والأقطار أن تتبنى وبشكل متزايد منهجية العمل المشترك، وتعزير مجالات التعاون الدولي لضمان تطوير وتوطين تقنيات الذكاء الاصطناعي بصيغة مسؤولة وأخلاقية.

وقال سعادة الدكتور سعيد بن حمد الربيعي رئيس الجامعة: "تتمثل أهمية هذا الكرسي في العديد من الجوانب، إذ أنه يعدُّ إطارًا أخلاقيًا عاما يهدف إلى تعزيز قيم العدل والإنسانية والتشاركية في استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، مما يعزز شموليته وعالميته وانعكاساته الإيجابية على منظومة القيم المجتمعية، إذ يهدف الكرسي إلى وضع إطار تصوري وميثاق أخلاقي يرتكز على سياسات وتشريعات منظمة، لتحكم العلاقة بين البشر والآلات والخوارزميات، لضمان الاستخدام الأمثل لأدوات الذكاء الاصطناعي والاستفادة القصوى من التطور التقني، وتعزيز دور الانسان في إدارة التكنولوجيا وحفظ حقوقه وخصوصيته، إضافة إلى تأكيد هذا الإطار على أهمية تعزيز مبادئ الشفافية والمساءلة فيما يتعلق بأنظمة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال توثيق عمليات التحليل وجمع البيانات وتصميم النماذج واتخاذ القرارات، وتفعيل هذه النماذج في البيئات والقطاعات المختلفة".

وأوضح سعادة الدكتور علي بن عامر الشيذاني وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للاتصالات لتقنية المعلومات: "يمثل هذا الكرسي خطوة مهمة في سبيل حوكمة الذكاء الاصطناعي ودراسة المبادئ والأخلاقيات المنظمة لاستخداماته السليمة في مختلف القطاعات والمجالات".

ويذكر  الدكتور سعيد بن سالم جعبوب نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي والابتكار: "يسعى هذا الكرسي لتحقيق جملة من الأهداف الجوهرية والتي يمكن تلخيصها في تشجيع البحث والتطوير وزيادة السعة البحثية والابتكارية في مجال أخلاقيات وخوارزميات الذكاء الاصطناعي، وفي دعم الجهود الأكاديمية من أجل تطوير برامج بحثية مواكبة للتحديات التي تطرحها الثورة التكنولوجية على صعيد الذكاء الاصطناعي، إلى جانب البحث في أفضل الممارسات المتبعة لتطبيق وحوكمة تطبيقات الذكاء الاصطناعي، بشكل يضمن الحقوق والحريات الأساسية للبشر، إضافة إلى البحث في مختلف المخاطر والتحديات التي يطرحها الاستعمال غير الأخلاقي للذكاء الاصطناعي".

وأضاف: "إن الهدف التنموي البعيد المدى لإنشاء كرسي الإيسيسكو لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، هو تعزيز فهمنا واستخدامنا للذكاء الاصطناعي بشكل أخلاقي ومسؤول، وتطوير المعايير الأخلاقية والقوانين واللوائح التي تحكم استخدام التكنولوجيا في المجتمع، وزيادة غزارة النتاج البحثي والابتكاري في مجال الذكاء الاصطناعي المبني على معايير وأسس أخلاقية رفيعة، وبالإضافة إلى الأهداف التنموية بعيدة المدى، فإنَّ هناك أهدافا تنموية قصيرة المدى للكرسي، ومنها: تعزيز الوعي والتوعية بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي في المجتمعات المحلية والإقليمية والدولية، وتوفير الموارد التعليمية والتدريبية للمهتمين بهذا المجال".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ذبح الخنازير.. كيف يحوّل الذكاء الاصطناعي الاحتيال المالي إلى كارثة عالمية؟

رغم أن العالم يشهد تقدما تقنيا مذهلا في ظل الذكاء الاصطناعي، فإن هذه الثورة تأتي بجانبها المظلم الذي يهدد سلامة الأنظمة المالية والشخصية. فما بين الفوائد الكبيرة التي يقدمها هذا الذكاء، وبين مخاطر الاحتيال المتزايدة، تزداد الحاجة إلى التأهب لمستقبل أكثر تعقيدا.

لقد شهدنا عام 2024 لمحات عن قدرات الذكاء الاصطناعي في التزييف العميق، واستنساخ الصوت، وعمليات الاحتيال، لكنها كانت مجرد عجلات تدريب للمحتالين أثناء اختبارهم للأوضاع.

ومع دخولنا عام 2025، المليء بالتطورات التقنية المثيرة، يظهر الذكاء الاصطناعي كسلاح ذي حدّين. ففي حين يعزز من قدراتنا، يضعنا أمام خطر داهم قد يجعل من هذا العام نقطة تحول، حيث تصبح العمليات الاحتيالية المدعومة بالذكاء الاصطناعي قوة مهيمنة تهدد الأنظمة المالية والبنوك العالمية، إضافة إلى سمعة البشر ومصداقية الأحداث ومن أبرز هذه العمليات الجديدة عمليات "ذبح الخنازير" (pig butchering scams).

تهديدات مالية غير مسبوقة.. الذكاء الاصطناعي يعيد تعريف الاحتيال

وفقا لتقرير مركز "ديلويت للخدمات المالية" (Deloitte Center for Financial Services)، من المتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي التوليدي في تحقيق خسائر قد تصل إلى 40 مليار دولار بحلول عام 2027، بزيادة ملحوظة عن 12.3 مليار دولار في عام 2023، وهو ما يمثل معدل نمو سنوي مركب يبلغ 32%.

إعلان

وقد جذب هذا الارتفاع الملحوظ في الخسائر انتباه مكتب التحقيقات الفدرالي، الذي حذر في وقت سابق من ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي من أن المجرمين يستغلون الذكاء الاصطناعي لتنفيذ عمليات احتيال على نطاق أوسع، بهدف تعزيز مصداقية مخططاتهم.

الاحتيال كخدمة.. كيف انتقلت الجرائم الإلكترونية إلى مستوى جديد؟

في عالم الاحتيال المدعوم بالذكاء الاصطناعي، ظهرت شركة "هاوتيان إيه آي" (Haotian AI) التي تقدم برامج تغيير الوجه عبر "تليغرام"، في إعلان يظهر أن فريقهم جادّ في عمله، حيث صرحوا علنا: "لدينا فريق بحث وتطوير مكون من مئات المبرمجين وعشرات الخوادم لخدمتكم".

حيث يروج الإعلان لبرامج تغيير الوجه العميقة التي يصعب تمييزها بالعين المجردة، والمصممة خصيصا للمكالمات الخارجية، وهو ما يتناسب تماما مع المحتالين الذين يرغبون في جعل عمليات الاحتيال الرومانسية أكثر مصداقية.

ومع ازدهار هذه التكنولوجيا، شهدت القنوات المخصصة للجريمة الإلكترونية باستخدام الذكاء الاصطناعي والتزييف العميق على "تليغرام" نموا ملحوظا في المحادثات، وهو ما يعكس انتشار هذه الظاهرة.

ووفقا لتحليل أجرته شركة "بوينت برودكتيف" (Point Predictive) في عام 2023، كان هناك حوالي 47 ألف رسالة في تلك القنوات، بينما تجاوز عدد الرسائل عام 2024 أكثر من 350 ألف رسالة، مسجلا زيادة بنسبة 644%.

هجمات الاختراق الإلكتروني للأعمال التي تستخدم التزييف العميق ستصبح تهديدا كبيرا في عام 2025 (شترستوك) عمليات "ذبح الخنازير".. الذكاء الاصطناعي يدخل عالم الاحتيال الجماعي

تخيل جدارا من الهواتف المحمولة، يدير آلاف المحادثات الوهمية لخداع ضحايا من جميع أنحاء العالم في كل دقيقة.

إنه ليس مشهدا من فيلم خيال علمي، بل واقع تكشفه مقاطع الفيديو المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات مثل "تليغرام". بل إنها تقنية جديدة تستخدم لتوسيع نطاق عمليات الاحتيال بشكل غير مسبوق.

أحد الأمثلة البارزة هو برنامج ذكي يعرف باسم "معجبو إنستغرام التلقائيون" (Instagram Automatic Fans)، الذي يرسل آلاف الرسائل في الدقيقة لإيقاع المستخدمين في مصيدة عمليات احتيال "ذبح الخنازير" (pig butchering scams).

إعلان

حيث تبدأ الرسائل عادة بجمل بسيطة مثل "صديقي أوصاني بك. كيف حالك؟"، ويتم إرسالها بشكل متكرر لإغراء الضحية.

ومع دخول عام 2025، يتوقع الخبراء أن تستفيد العصابات الإجرامية المتورطة في عمليات "ذبح الخنازير" من تقنية التزييف العميق المدعومة بالذكاء الاصطناعي في مكالمات الفيديو، واستنساخ الصوت، والدردشة الآلية لتوسيع نطاق عملياتها.

لكن ما عمليات احتيال "ذبح الخنازير"؟

وفقا لـ"مكتب المفتش العام" (Office Of Inspector General – OIG) -وهو هيئة مستقلة تشكل داخل الوكالات الحكومية في الولايات المتحدة، مسؤولة عن مراقبة نزاهة وكفاءة العمليات داخل هذه الوكالات- فإن عمليات "ذبح الخنازير" هي نوع من الاحتيال يتعلق بالثقة والاستثمار.

حيث يتم استدراج الضحية تدريجيا لتقديم مساهمات مالية متزايدة، عادة في شكل عملات مشفرة، لصالح استثمار يبدو موثوقا، قبل أن يختفي المحتال بالأموال التي تم تقديمها.

حوالي 53% من المحترفين في مجال المحاسبة تعرضوا لهجمات بالذكاء الاصطناعي المزيف العام الماضي (شترستوك) كيف يستهدفك هذا النوع من الاحتيال كمستهلك؟ قد يتواصل المحتالون معك عشوائيا عبر الرسائل النصية، أو تطبيقات المواعدة، أو منصات التواصل الاجتماعي، ثم يتحولون لاحقا إلى استخدام تطبيقات الدردشة عبر الإنترنت "في أو آي بي" (VOIP). يحاولون بناء علاقات ذات مغزى معك لكسب ثقتك، ثم يعرضون عليك فرصا استثمارية ذات عوائد عالية في أصول افتراضية مثل العملات المشفرة. يطلبون منك فتح حسابات على مواقع استثمار عبر الإنترنت، ويوجهونَك لتحويل الأموال عبر الحوالات المصرفية إلى شركات وهمية، أو عن طريق التحويل المباشر إلى مقدمي خدمات الأصول الافتراضية "في إيه إس بي إس" (VASPs) الشرعيين أو منصات تداول العملات المشفرة. يمارسون ضغوطا عليك للاستثمار بمبالغ أكبر، مهددين بأن العلاقة معهم ستنتهي إذا لم تقم بذلك. إذا نجح الاحتيال، من المحتمل أن يتم خداعك، وسينتهي الأمر بفقدان أموالك. عندما تحاول سحب أموالك، قد تطالبك المواقع بدفع رسوم إضافية لإتمام السحب، أو قد يتم حظر حسابك بالكامل من دون أي استجابة من المحتالين. وفي النهاية، يختفي المحتالون ومعهم جميع أموالك. إعلان

مقالات مشابهة

  • الأهلي يسخر من قرعة الذكاء الاصطناعي
  • ذبح الخنازير.. كيف يحوّل الذكاء الاصطناعي الاحتيال المالي إلى كارثة عالمية؟
  • "جامعة التقنية" تناقش سياسة إدارة الأصول وإجراءات الاستثمار بالجامعة
  • إطلاق كرسي الدراسات المغربية في جامعة القدس بفلسطين
  • جامعة الأمير سلطان تحصد براءة اختراع للكشف المبكر عن سوسة النخيل الحمراء باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • رئيس هيئة الرعاية الصحية يبحث مع سفير كوريا الجنوبية تعزيز التعاون في التكنولوجيا الطبية
  • الخبرات النادرة والمعادلة الجديدة في الذكاء الاصطناعي
  • الخوارزمية الأولى: أساطير الذكاء الاصطناعي
  • وزير الاتصالات يبحث تعزيز التعاون مع عمالقة التكنولوجيا في معرض MWC 2025
  • «مكتب ولي عهد الفجيرة» و«جامعة حمدان بن محمد الذكية» يطلقان مبادرة «نشء الفجيرة: رواد التقنية»