عبر عدد من رواد مواقع التواصل عن حزنهم على عدم مقدرتهم على دفن جثامين الشهداء والمفقودين التي لم يتمكن أحد من الوصول إليها بعد، لأنهم مدفونون تحت الركام والأنقاض نتيجة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وخلال عدوانها المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي أزهقت إسرائيل عمدا أرواح أكثر من 24 ألف إنسان حي، ولكن هؤلاء من دُفنوا بالفعل، وسُجلوا في الوثائق الرسمية.

وتشير تقارير إلى أن مأساة أهل غزة لم تنته عند هذا الحد فهناك أكثر من 8 آلاف شخص بين طفل وامرأة ورجل وشاب وفتاة مفقودين تحت الأنقاض طبقا للأرقام المسجلة، وسط توقعات بأن تكون الحصيلة أرقاما مضاعفة.

ووفاء لذكرى المفقودين شرع الأهالي في كتابة أسماء أقربائهم وأحبائهم فوق الركام، وعلى أنقاض المباني المدمرة على أمل أن يستطيعوا الوصول إليهم بعد انتهاء الحرب واستخراج جثثهم ودفنها.

ورصد برنامج شبكات -في حلقته بتاريخ (17/01/2024) تعليقات جمهور المنصات التي تراوحت بين الحزن على عدم المقدرة على استخراج جثث الشهداء من تحت الأنقاض وبين الذهول من ضخامة عدد المفقودين خلال هذه الحرب.

فالناشط محمود لم يستطع إخفاء ذهوله وعدم قدرته على استيعاب أن يبلغ عدد المفقودين هذا العدد الكبير وغرد "كلما قرأت رقم المفقودين في غزة فقدت صوابي وقدرتي على الفهم والاستيعاب، أعرف أن معظم الشهداء تحت الأنقاض والركام أو مدفونين في الشوارع والمدارس، لكن كيف يمكن للعقل استيعاب فقدان 8 آلاف إنسان؟".

أما ريم، فأشارت إلى عدم إدراك المجتمع الخارجي حقيقة ما يجري داخل غزة، وقالت "غالبا ما زلتم غير مستوعبين لما يحدث بغزة من إجرام وجوع وعطش وقلة الأدوية وبرد وفش (ولا يوجد) جرافات ولا أدوات لإخراجهم من تحت الأنقاض".

من جهتها، أشارت الناشطة دعاء إلى أن أكثر ما يؤلم في هذه الحرب تحديدا أنه لا يوجد وداع أخير "ولن تعانق جثثهم، لأنه سيأتي لك الخبر، فإما أن يكون قد مات أشلاء أو تحت الأنقاض".

ومن جانبه، دعا محمد في تغريدته إلى تخيل أوضاع سكان غزة وغرد "تخيل أنك مع أولادك في مدينة اسمها غزة، أزيز طائرات وانفجارات وتهدم مبان، أمك تحت الأنقاض، وابنك ينزف دما، والبقية جثث هامدة".

الناشطة مها تساءلت بدورها "لما تخلص الحرب كم نحتاج وقتا لنطلع الشهداء من تحت الأنقاض وندفنهم؟ وكم يستغرق نقل الشهداء الذين دفنوا في كل مكان بالميادين والأسواق والبيوت والشوارع والمدارس والمشافي؟"

ومن الجدير بالذكر، أن تقارير صحفية أشارت إلى أن عدد المباني المدمرة كليا أو جزئيا في غزة بلغت أكثر من 118 ألف مبنى، أي ما يصل نسبته إلى 54% من إجمالي مباني القطاع.

كما وصلت نسبة المباني المدمرة في شمال قطاع غزة إلى 68%، في حين تقول وزارة الصحة في قطاع غزة إن طواقهما الطبية ورجال الدفاع المدني لا يستطيعون الوصول إلى الضحايا تحت الركام لقلة المعدات، ولا للذين في الطرقات بسبب الاشتباكات المستمرة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: تحت الأنقاض قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

غاز الطهي والوقود.. أزمات تعمق مأساة سكان غزة في رمضان رغم التهدئة

تقف سميرة ذات الثمانية والعشرين عامًا على أنقاض منزلها المهدم في شمال غزة، تحاول أن تستخرج بعض الأخشاب من بين الركام بينما يقوم أطفالها الصغار بحمل الأخشاب المجمعة والذهاب بها إلى المخيم الذي تسكن فيه، ترتسم على وجهها ملامح الإرهاق والتعب وهي تخاطبني قائلة: "أقضي معظم وقتي في هذا الشهر الكريم وأنا أمام النار المشتعلة، أعد الطعام لأطفالي الصغار غير الصائمين صباحًا ثم أعود لإشعالها بعد العصر لتجهيز ما تيسر من طعام للصائمين، الحياة صعبة للغاية لا يوجد لدينا غاز للطهي منذ بداية الحرب، عندما دخل الغاز لشمال غزة طرت فرحًا، لكن فرحتي لم تكتمل فقد تم إغلاق المعابر قبل أن يصدر الكشف السادس الذي يتواجد به اسم زوجي للحصول على حصتنا المخصصة من غاز الطهي".

وأضافت قائلة: "لم ينته الوضع عند هذا الحد، بل ما زاد الطين بلة هو عدم وجود مخابز في شمال قطاع غزة بعد أن قام الاحتلال الإسرائيلي بقصفها وتدميرها بالكامل لذلك اعتمد بشكل كامل على أفران الطين البدائية في الحصول على الخبز مما يضاعف دوري في تجميع الحطب اللازم من بين ركام المنازل المدمرة بسبب غلاء سعر كيلو الحطب الذي تجاوز 2 دولار ثمن الكيلو الواحد".

لم يكن وضع أم جمال السعودي (46) عاما، النازحة في مخيم دير البلح أفضل حالا، كانت تحمل أسطوانة فارغة، قالت: "بعد جهد كبير تمكنت من شراء أسطوانة غاز وتعبئتها لتسهيل الطهي في خيمتي في شهر رمضان، لكن الاحتلال الإسرائيلي قرر منع إدخال الغاز مجددًا، حاولت شراء الغاز من السوق فوجدت أن سعر الكيلو تجاوز 140 شيكل أي ما يعادل 35 دولارا بعد أن كانت تعبئة الأسطوانة بالكامل يعادل 70 شيكل أي 19 دولارا مما اضطرني للعودة إلى استخدام الحطب".

واستطردت قائلة: "في غياب الغاز، تزداد الحاجة إلى الحطب، لكن سعره بات أيضًا يفوق قدرة معظم الناس على شرائه في ظل ارتفاع أسعاره بالتزامن مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية".

ولا تقتصر الأزمة على الطهي فقط، بل تمتد إلى نقص الخبز مع توقف المخابز العاملة على الغاز. وفي هذا السياق، قال عبد الناصر العجرمي، رئيس جمعية أصحاب المخابز في غزة "إن جميع المخابز التي تعمل بغاز الطهي في خانيونس قد توقفت عن العمل، ويبلغ عددها خمسة، منها مخبزان آليان، بينما البقية نصف آلية. وأوضح أن كميات السولار المتبقية لتشغيل بقية المخابز تكاد تكفي لأسبوعين فقط، مما يهدد بتوقفها جميعًا.

وأكد العجرمي أن المخازن لا تحتوي على كميات كافية، سواء من السولار أو المواد الغذائية، حيث لا تكفي لأكثر من المدة المقدرة بأسبوعين، وربما أقل. ودعا إلى ضرورة التدخل العاجل لفتح المعابر وإنهاء الأزمة، محذرًا من أن استمرار الوضع يهدد بتجويع سكان القطاع، مما يتطلب تحركًا سريعًا لإنقاذ الحياة الإنسانية.

أمام سوبرماركت ريان في بيت لاهيا يصطف العديد من الرجال يحاولون الحصول على ما تبقى من مواد تموينية وسلع أساسية من داخل السوبرماركت الذي بدأ يفرغ، خرج علاء معروف (33) يحمل بعض الأشياء داخل كيس صغير وعلامات القلق تبدو على ملامحه "بعد عناء استطعت الحصول على كيلو سكر وزجاجة زيت، هناك اختفاء للعديد من السلع الأساسية من السوق رغم غلائها الفاحش، وهناك سلع لا توجد مطلقًا مثل اللحوم والدواجن وبعض الخضروات، لعدم سماح إسرائيل بدخولها إلى قطاع غزة".

وفي خطوة من شأنها أن تؤثر كثيرا على أوضاع السكان المعيشية، أجبرت العديد من "تكايا" الطعام، التي تقدم وجبات طعام مطبوخة للسكان الذين يعانون من ويلات الحرب والفقر، على التوقف، لنفاد مخزونها من الأطعمة ولعدم توفر غاز الطهى، والتي كانت تحصل عليه بالأصل من منظمات أممية، للمساهمة في الحد من انتشار المجاعة.

وبات في هذه الأوقات غالبية السكان يعتمدون على تحضير الطعام على مواقد الحطب، بعد نفاد كميات الغاز التي كانت توزع عليهم بشكل مقنن حتى قبل قرار الإغلاق الكامل لمعابر غزة.

وفي هذا الشأن صرح المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ️إنه بعد أسبوعين من جريمة منع المساعدات، وإطباق الحصار على قطاع غزة بإغلاق المعابر، بدأت تداعيات هذه الجريمة تظهر بشكل واضح، ويمكن رصدها عبر الشح الكبير والأزمة الخانقة في مياه الاستخدام المنزلي، والأزمة الأكبر في مياه الشرب، بسبب منع الوقود الذي تُشغل به الآبار ومحطات التحلية، وأشار كذلك إلى بدء نفاد السلع التموينية والمواد الغذائية الأساسية من الأسواق والمحال التجارية، وتوقف غالبية "التكيات" الخيرية عن العمل، بسبب عدم توفر المواد التموينية، ما حرم آلاف الأسر التي كانت تعتمد عليها في توفير قوت يومها، وكذلك عودة آلاف الأسر لاستخدام الحطب بدلا من غاز الطهي، مع ما يسببه ذلك من أثر صحي وبيئي.

وفي سياق متصل حذر برنامج الأغذية العالمي من أن أكثر من مليون شخص يعانون من الجوع في غزة مع نفاد إمدادات الغذاء والمياه، حيث دمرت الغارات الإسرائيلية والقصف المخابز في جميع أنحاء القطاع، في حين أن العديد من المخابز المتبقية غير قادرة على العمل بسبب نقص الوقود والدقيق.

وقالت الناطقة باسم برنامج الأغذية العالمي عبير عطيفة، في حديث لها "إن كافة المخابز في قطاع غزة توقفت عن العمل لأنه لا يوجد أي وقود لتشغيلها".

وأضافت عطيفة أن "أزمة المخابز مزدوجة، فجزء منها تم استهدافه جراء القصف الإسرائيلي، والمخابز التي نجت من القصف توقفت حيث لا توجد وفرة من الوقود لإمدادها بها، وبالتالي لا يستطيع أحد أن يعود لإنتاج الخبز".

لقد وصل الوضع الإنساني في قطاع غزة إلى حد المجاعة لدى بعض الأسر، بعد تحسن طفيف خلال فترة الهدنة ودخول بعض المساعدات، خصوصًا إلى شمال غزة، ولكن ومع استمرار الإغلاق منذ أكثر من أسبوعين، تم فقدان العديد من السلع من الأسواق وارتفاع أسعار المتبقي منها بشكل مبالغ فيه جعل الكثير من الأسر غير قادرة على شراء احتياجاتها، ناهيك عن أن الكمية المتبقية لا تكفي لتلبية الحد الأدنى من احتياجات المواطنين، الأمر الذي يزيد من معاناة الناس ويؤدي إلى تفاقم حالة المجاعة في قطاع غزة، خصوصاً في شهر رمضان المبارك.

مقالات مشابهة

  • محافظ بني سويف يشهد حفل إفطار «إفطارنا واحد» بحضور أكثر من 10 آلاف مواطن|صور
  • الدفاع المدني بغزة: فرقنا تعاني نقص المعدات الثقيلة ولا إمكانات لانتشال الشهداء
  • كان : الإيعاز للجيش الإسرائيلي بالاستعداد لإخلاء سكان شمال غزة
  • لجنة تحقيق توثق أكثر من 3 آلاف انتهاك في اليمن خلال عام واحد
  • ارتفاع عدد الشهداء في قطاع غزة إلى 436
  • جيش الإحتلال يطالب سكان عدد من أحياء مدينة خان يونس بالإخلاء الفوري
  • مصر والبحرين: على المجتمع الدولي حماية سكان غزة
  • أكثر من 10 آلاف.. هذا عدد الفارين من الساحل السوري
  • غاز الطهي والوقود.. أزمات تعمق مأساة سكان غزة في رمضان رغم التهدئة
  • من درعا "مهد الثورة السورية".. أهالي المفقودين يطالبون بالكشف عن مصير ذويهم وتحقيق العدالة