زمن الضياع.. معاناة في الحل والترحال
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
قرأت رواية "زمن الضياع" للكاتب العراقي الدكتور سليمان رشيد سلمان، لتترك الرواية انطباعا طويل المدى، تخيل أن تعيش غربة مرة في بلدك الذي ولدت فيه لكي تحقق أمنياتك، أو أنك تدافع عن وطن بكل ما أوتيت من قوة وتعيش معاناة الأسر بداخل قضبان سجون الدولة المعادية لتذوق مرارة التعذيب بكل أنواعه القاسية وعندما يفرج عنك تعود لوطنك باشتياق ويضيع أملك عندما تراه عكس ما توقعته وما هو إلا فتيل من الفتن.
تمنى البطل أن يحتضنهُ بلدهُ من جديد بعد غربة أسر وضياع، فمن يكون الملاذ للذي عاش وكابد مرارات العذاب في غياهيب السجن سوى ذلك الوطن المنتظر. ولكن حين عاد تمنى لو لم يفرج عنه أو أنه استشهد بشيء من الرصاصات التي يطلقها العدو.
توقع قبل وصوله لأرض الوطن أن يكرم بشيء من الأوسمة أو النياشين فتفاجئ بإحالته للتقاعد والأدهى والأمر ذلك الشخص المسلح الذي جاء يطرده من المنزل بعدما كان يتوقعه الملاذ.
تغيرت نفسيات عائلته وتهجروا خارج الدولة ليفروا من الموت الذي يرافق أنحاء الوطن المخيف وثمة أحداث مؤسفة ذكرها الكاتب في هذه الرواية الشيقة.
مدرسة الصبر التي نستلهمها من زوجة الأسير و أن لا شيء مستحيل حين نتفاءل بالخير في كل حياتنا، فقد صبرت على فراق زوجها تسعة عشرة سنة وأصرت أن تجاهد في تعليم أولادها وانجبرت أن تشتغل في بعض الأعمال الصعبة لكي لا ينقص أبناؤها شيئا أبدا ولتكفي نفسها عن حاجة الناس.
يتذكر ضياء الماضي الجميل بصحبة والده والأمان الذي كان يسود البلد قبل سنين وكيف كان مفعمًا بالخيرات وصار مختلفًا حين تدهورت الحياة وانقلبت رأسا على عقب وعاش الفقر والجوع والضيم حاول ضياء تقبل وضع زوجته المزري وعاشا في العراق تحت ظل الذعر.
كيف لا يضيق القلب في أرض أحتلها الغزاة وأصبحت غربة صعبة قرر الزوجان أن يلملما جراحهما وينتشلا بعضهما ويرحلا إلى وطنٍ آخر.
أما الحروب فهي دمار والكل يتوقع أن يكون معتقل لدى القوة المعادية لحظة ما تدق طبول الحرب أوزارها أو أنه يخر صريعا من أحدى رصاصات العدو.
تميزت الرواية بعقدتها المحبوكة وبتراجيديتها التي تلامس المشاعر فقد وصف الكاتب الأوضاع المؤسفة في العراق فمن خلال قراءتي استمد منها الصبر الذي اعترى أم وسيم أثناء أسر زوجها وكذلك الإيمان الذي رافق ضياء في كل حياته.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
موعد ومكان عزاء عادل الفار.. رحل بعد معاناة مع المرض
رحل عن عالمنا خلال الساعات الماضية، الفنان عادل الفار، بعد معاناة مع المرض، إذ قضى الساعات الأخيرة من حياته داخل العناية المركزة، بعد تدهور حالته الصحية في الفترة الماضية، وشيع جثمانه من إحدى المساجد بمدينة نصر عقب صلاة الجمعة.
مكان وعزاء عادل الفارتحدد موعد ومكان عزاء الفنان عادل الفار، غدا السبت، في مسجد الحامدية الشاذلية، بحسب ما صرح به الفنان مصطفى كامل نقيب المهن الموسيقية، لـ «الوطن».
وحرص كامل، على نعي الراحل من خلال بيان رسمي قائلا: «تنعى نقابة المهن الموسيقية برئاسة الفنان مصطفي كامل، ببالغ الحزن والأسى، الفنان عادل الفار، والذي رحل عن عالمنا بعد صراع مع المرض، وتتقدم النقابة وأعضاء مجلس الإدارة بخالص التعازي لأسرته، داعين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون».
أبرز أعمال عادل الفارجدير بالذكر، أن عادل الفار هو مونولوجست مصرى، بدأ مسيرته الفنية في أواخر الثمانينيات من خلال تقديم دور المونولوجست، وانتقل بعدها للدراما والسينما، تاركَا بصمة قوية وتاريخ فن كبير.
ومن بين أعمال الراحل «حارة البنات، بون سواريه، هيستيريا، شجيع السيما، زكية زكريا في البرلمان، الكومي، صاحب السعادة»، وكان آخر أعماله مشاركته في مسلسل الفتوة مع الفنان ياسر جلال عام 2020.
ومن أهم مسلسلاته 9 شارع السلام 2003، ودائرة الاشتباه 2006 وصاحب السعادة 2014.