بالأرقام.. هكذا تلاحق إسرائيل المحتوى الفلسطيني على شبكات التواصل
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
رام الله- بالتوازي مع الحرب المدمرة على أرض الواقع في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، يخوض الاحتلال الإسرائيلي والقوى الداعمة له حربا شرسة على المحتوى الفلسطيني بشبكات التواصل الاجتماعي في العالم الافتراضي.
ومع استمرار محاولات إخفاء الرواية الفلسطينية، يُطْلَق العنان للرواية الإسرائيلية بما في ذلك التحريض العنيف الذي يصل إلى حد التهديد بالقتل واستخدام عبارات مليئة بالكراهية والعنصرية.
وتظهر أرقام صادرة عن مراكز متخصصة ملايين خطابات التحريض والكراهية باللغة العبرية تحديدا، في مقابل التشديد على المحتوى الفلسطيني وملاحقة وحذف وتقليص الوصول للحسابات الداعمة لفلسطين.
تغطية صحفية: وثق المركز انتهاكات رقمية للمحتوى الفلسطيني في شهر أكتوبر 2023.https://t.co/aAh9qkpVGq
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) November 1, 2023
توثيق ورصدوطور المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي (حملة)، ومقره مدينة حيفا، نموذجا لغويا يقوم على تقنية الذكاء الاصطناعي من أجل رصد انتشار خطابات الكراهية والعنف على منصات التواصل الاجتماعي باللغة العبرية ضد المناصرين للحقوق الفلسطينية.
ويقول مدير المركز نديم الناشف، للجزيرة نت، إن المرصد الفلسطيني لانتهاكات الحقوق الرقمية الفلسطينية (حر) يعد أول منصة إلكترونية مفتوحة لرصد وتوثيق ومتابعة انتهاكات الحقوق الرقمية للفلسطينيين.
وتوفر المنصة أداة للتبليغ المباشر عن الانتهاكات، وأداة بحث في قاعدة بيانات الحقوق الرقمية وفق الفترة الزمنية التي يختارها الباحث، كما تعرض مؤشرات بيانية فورية لحجم الانتشار والتوزيع والتفاعل مع الخطابات العنيفة باللغة العبرية، ويجري تحديثها يوميا، بهامش خطأ طفيف، وفق مطوري المنصة.
ويظهر "المؤشر الفوري" للمحتوى العنيف باللغة العبرية على منصات التواصل الاجتماعي أكثر من 3 ملايين و200 ألف خطاب كراهية غالبيتها الساحقة على منصة تويتر، حظيت بعشرات ملايين التفاعلات "مما يظهر العدائية مع اللغة العربية والتساهل مع اللغة العبرية" وفق الناشف.
وتحدث مدير مركز "حملة" عن مئات حالات تخفيض الوصول وإغلاقات حسابات بشكل مكثف وغير عادي "تصلنا مئات حالات إغلاق الحسابات وتقليص الوصول، كما مُنع هاشتاغ (وسم) #طوفان-الأقصى وإغلاق حسابات كبيرة كشبكة قدس الإعلامية، وحجب التعليقات لغير المتابعين أو الأصدقاء، وكلها إجراءات القصد منها إسكات الصوت الفلسطيني، وتخفيض وصوله والتفاعل معه" معتبرا ذلك "قرارا سياسيا".
وبمراجعة الجزيرة نت للانتهاكات المرصودة في منصة "حر" بلغ مجموع الانتهاكات 4 آلاف و747 انتهاكا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول وحتى 16 يناير/كانون الثاني، منها 1924 إزالة وتقييدا لـ2811 محتوى اعتبر ضارا، 12 انتهاكا يعكس تمييزا بين المنصات الرقمية.
يراقب صدى سوشال حملة انتهاكات رقمية للمحتوى الفلسطيني، تطال بشكلٍ مخصوص، نشطاء فلسطينيين ومناصري للقضية الفلسطينية ذوي المتابعات المليونية، مثل معتز عزايرة وشاون كينيغ (Shaun King) على منصة انستغرام، ومحمد الكرد على منصة إكس.
تحاول المنصات حجب الصوت الفلسطينية، بطلباتٍ منها ما… pic.twitter.com/DrlcHI8aBr
— صدى سوشال – Sada Social (@SadaSocialPs) December 25, 2023
رقابة وملاحقةمن جهته كشف مدير مركز "صدى سوشيال" للحقوق الرقمية إياد الرفاعي للجزيرة نت عن أكثر من 17 ألف انتهاك بحق المحتوى الرقمي الفلسطيني بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، وأكثر من 30 ألف محتوى تحريضي، 55% منها بحق الصحفيين.
وقال إن "20% من الشكاوى المتعلقة بالانتهاكات جاءت من عرب ومناصرين للقضية الفلسطينية حول العالم".
وأضاف أن إنفاذ الرقابة على المحتوى المناصر لفلسطين شهد توسعا "وصلتنا بلاغات عن حذف صفحات باللغة الإنجليزية، ومنها حساب الناشط الأمريكي "شون كينغ" الذي يتابعه أكثر من 6 ملايين متابع على إنستغرام، وحذف صفحات باللغات التركية والإسبانية والإندونيسية".
وقال الرفاعي "منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يراقب مركز صدى سوشال للحقوق الرقمية نشر إسرائيليين وداعمي إسرائيل، حول العالم، محتوى تحريضي يدعو إلى القتل والإبادة وحرق الأطفال، وتهجير الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، بلغات عبرية وأجنبية، وصادرة عن المستويات الإسرائيلية، والإعلامية، والشعبية الإسرائيلية".
وأضاف أنه تم رصد أكثر من 1400 مرة استخدمت فيها جملة "من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها" كتبرير للإبادة الجماعية في قطاع غزة، ودعوة إلى استمرارها، وصولا إلى دعوات وزير التراث الإسرائيلي عميخاي إلياهو بإيجاد "طرق أكثر إيلاما من الموت للفلسطينيين"، بعد أن دعا في بداية الحرب إلى إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة.
#فيسبوك حظر حسابي..
12 مليون متابع طاروا مع هذا الحظر التعسفي والظالم للحسابين الشخصي والعام بسبب المحتوى الفلسطيني..
ما العمل ؟
— خديجة بن قنة khadija Benganna (@Benguennak) December 5, 2023
جهود تقابل بالتعنتهذا الواقع دفع مؤسسات فلسطينية وعربية إلى محاولة مواجهته بمختلف الطرق، لكن الحمل أثقل من إمكانياتها.
عن هذا التحرك يقول الناشف إن "المركز أخذ على عاتقه الدفاع عن الرواية الفلسطينية ومواجهة حملات التحريض، والتواصل مع إدارات مختلف المنصات لتحقيق فضاء أكثر عدلا للمحتوى الرقمي الفلسطيني".
وأضاف أن شركة "ميتا" تحديدا، ونتيجة ضغط دولي، كانت قد وعدت قبل الحرب على غزة بمراجعة سياساتها تجاه المضامين العربية والعبرية وطريقة إدارة اللغتين، في حين أظهر فحص خارجي وجود تمييز ضد المضمون العربي وبالأخص فلسطين، بعكس المضمون العبري.
"ميتا تقمع المحتوى الفلسطيني".. هيومن رايتس ووتش ترصد "أكبر موجة" من إلغاء المحتوى المتعلق بفلسطين #الجزيرة_مباشر #غزة_لحظة_بلحظة pic.twitter.com/9rOO5MVYlZ
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) December 21, 2023
وتابع المتحدث ذاته أن الشركة وعدت بتغييرات مختلفة لتكون إدارة المضمون أكثر عدلا تجاه اللغتين، لكن الوعود لم تتبخر فحسب، إنما قررت إداراتها أن المشكلة هي عند الطرف الفلسطيني، وحملته مسؤولية 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وأشار مدير حملة إلى توجيهات صريحة من المديرين الكبار في "ميتا" لمحاربة المضمون الفلسطيني وإسكات صوته واعتباره تحريضا، وفق وثائق ومراسلات داخلية مسربة نشرتها وول ستريت جورنال نهاية أكتوبر/تشرين الأول.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: أکتوبر تشرین الأول المحتوى الفلسطینی باللغة العبریة قطاع غزة أکثر من
إقرأ أيضاً:
وكيل «عربية النواب»: دعم الأمم المتحدة للحق الفلسطيني يُزيد من عزلة إسرائيل دوليا
رحب الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، مقرر محور أولويات الاستثمار بالحوار الوطني، بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي اتخذته بأغلبية ساحقة بتأكيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، إذ حصل القرار على تأييد 172 دولة، بينما عارضته 7 دول فقط، من بينها إسرائيل والولايات المتحدة، فيما امتنعت 8 دول عن التصويت، موضحا أن القرار يعتبر حق تقرير المصير أساسيا وغير قابل للتصرف، ومُعترفا به في ميثاق الأمم المتحدة، فضلا عن الإشارة إلى الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الذي يؤكد ضرورة إنهاء الاحتلال غير الشرعي للأراضي الفلسطينية.
القرار يُمثل رسالة واضحة لإسرائيل بضرورة إنهاء سياساتها في غزةوقال محسب في بيان له، إن القرار يطالب إسرائيل بشكل صريح بالوفاء بالتزاماتها، وعدم إعاقة الشعب الفلسطيني عن ممارسة حقه في تقرير المصير، وهو الأمر الذي بات مدعوما بتأييد دولي يعكس عدالة القضية الفلسطينية، في مقابل عزلة واضحة لإسرائيل وحلفائها، الأمر الذي هو يُشكل ضغط على دولة الاحتلال، مشيرا إلى أن القرار يُمثل رسالة واضحة لإسرائيل بضرورة إنهاء سياساتها التي تعيق تحقيق الفلسطينيين لحقهم في تقرير المصير، خاصة في ظل استمرار الاستيطان والانتهاكات.
قرار الأمم المتحدة يعزز الموقف الفلسطيني في المحافل الدوليةوأشار، إلى أن قرار الأمم المتحدة يعزز الموقف الفلسطيني في المحافل الدولية، ويُشكل أساسا قانونيا لمطالبة المجتمع الدولي باتخاذ خطوات عملية لإنهاء الاحتلال، والالتزام بمبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان، من خلال تنفيذ القرارات السابقة المتعلقة بالقضية الفلسطينية، داعيا المجتمع الدولى للتكاتف من أجل تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني، معتبرا القرار خطوة تدعم الإطار السياسي لحل الدولتين، لكنه بحد ذاته لا يُمهد الطريق بشكل مباشر لمسار سياسي جديد، إنما يُعزز الأساس القانوني والشرعي لهذا الحل في مواجهة الرفض الإسرائيلي لأي خطوات من شأنها تعزيز فرص إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
ضرورة توحيد الصف الفلسطيني والقضاء على الانقسام الداخليوشدد على ضرورة توحيد الصف الفلسطيني والقضاء على الانقسام الداخلي من أجل صياغة رؤية سياسية موحدة تمثل الجانب الفلسطيني لدفع المسار السياسي الذي يدعم إقامة دولة فلسطينية وفقا لمقررات الأمم المتحدة في هذا الشأن، مؤكدا أن القرار يُشكل أرضية قانونية وأخلاقية تُعزز من شرعية المطالبة بحل الدولتين، وهو ما يتطلب استغلال هذا القرار بالتنسيق مع دعم دولي وجهود فلسطينية موحدة، لتحريك المياه الراكدة في هذا الملف الذي يظل مرهونا بالإرادة السياسية للأطراف المعنية.