لماذا تفتح ألمانيا مخازنها لتزويد إسرائيل بالسلاح؟ خبير عسكري يجيب
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
قال الخبير العسكري والإستراتيجي بمركز راسام للدراسات حاتم الفلاحي إن ألمانيا تفتح مخازنها من أجل دعم إسرائيل بعد الاتهامات التي وُجهت إليها بالتخاذل والتباطؤ في دعم أوكرانيا، فضلا عن اتهامها التاريخي بالهولوكوست، لذلك تقدم أقصى ما يمكنها من دعم لتثبت أنها تغيرت.
وأضاف الفلاحي -في تصريحات للجزيرة نت- أن مبيعات الأسلحة الألمانية لإسرائيل ارتفعت بعد عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 10 أضعاف الصادرات في العام نفسه، ووصلت بعد الحرب إلى 323 مليون دولار.
يذكر أن مجلة دير شبيغل الألمانية قالت -في تقرير نشر أمس الثلاثاء- إن الحكومة تدرس تسليم قذائف مدفعية لإسرائيل لدعمها في قتال حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من 100 يوم.
وذكر التقرير أن قطاع تصنيع الأسلحة لا يمكنه تسليم الذخائر دقيقة التوجيه المنشودة على الفور، وأن السلطات تدرس خيار إرسال ذخائر من مخزونات الجيش الألماني من أجل سرعة الاستجابة للطلب الإسرائيلي.
وأشار الخبير العسكري إلى أن هذه الكمية ليست الأولى التي تطلبها إسرائيل؛ فسبق أن طلبت ما يقارب 45 ألف قذيفة من الولايات المتحدة، لكن واشنطن لم توافق إلا على 14 ألفا فقط، وكانت قيمة الصفقة ما يقارب 106.5 ملايين دولار، وبالتالي يبدو أن إسرائيل بحاجة إلى مثل هذه الأسلحة التي تستخدم بشكل مفرط في ساحة المعركة، وهذا يعطي دلالة واضحة على ضراوة المعركة في قطاع غزة.
وهذا النوع من القذائف مخصص للدبابات، ويبدو أن ألمانيا أرسلت الكثير من هذه الأنواع إلى أوكرانيا في الفترة الماضية، ولذلك لا يتوفر لديها العدد الكافي الذي تطلبه إسرائيل، وبالتالي هي تعمل على فتح مخازنها من أجل سرعة إرسالها إلى إسرائيل، حسب الفلاحي.
إلحاح إسرائيلي
وعن أسباب إلحاح إسرائيل في الحصول على هذا النوع من القذائف، قال الخبير الإستراتيجي إن إسرائيل تجد نفسها اليوم مهددة من جبهات متعددة؛ فالمعارك ضارية في قطاع غزة، وهي تحتاج هذا السلاح من أجل استمرار المعركة وإطالة أمدها لتحقيق الأهداف التي انطلقت من أجلها العملية العسكرية في القطاع.
ثم تأتي الجبهة الشمالية الآن مع لبنان، التي أصبحت ساخنة جدا، خاصة بعد اغتيال إسرائيل صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الضاحية الجنوبية من بيروت مطلع الشهر الجاري والقيادي بوحدة الرضوان بحزب الله وسام طويل، وهذا ما جعل الحزب يصعّد العمليات، مما يستدعي أن تكون لدى إسرائيل حسابات الدخول في حرب جديدة بالمنطقة. وكل هذا يتطلب وجود كميات كبيرة من الأسلحة التي لا تتوافر لديها الآن.
بالإضافة إلى الحسابات الداخلية المتمثلة في الضفة الغربية، فهي أيضا مهيئة للانفجار؛ وبالتالي يشكل تعدد الجبهات هذا تهديدا للأمن القومي الإسرائيلي، وهذا ما يجعل تل أبيب تتحسب بشكل كبير جدا لاحتمالات المستقبل من أن يتطور النزاع، لا سيما أن المخزون الإستراتيجي لديها بدأ ينفد بشكل كبير نتيجة الإفراط في استخدام هذه الأسلحة في قطاع غزة.
وختم الفلاحي بأن هناك تغيرا واضحا في السياسة الألمانية، ففي السابق كانت تتحفظ على مسألة استخدام الأسلحة الألمانية أو توريدها إلى أطراف داخلة في حرب أو نزاعات، لكنها سمحت لإسرائيل باستخدام طائراتها المسيرة من نوع "هيروم بي تي" في هذه الحرب، وذلك "من أجل الدفاع عن نفسها"، كما تقول ألمانيا.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: حزب الله وإسرائيل يصعدان ميدانيا ولا حل سياسيا يلوح بالأفق
قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن حزب الله وإسرائيل لا يزالان متمسكان بنقاط القوة لديهما، واعتبر كلمة الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم "مؤشرا على إظهار القوة" تزامنا مع قصف مطار بن غوريون الدولي بتل أبيب.
وأوضح حنا -في حديثه للجزيرة- أن كلمة قاسم الجديدة تمثل مرحلة جديدة "تفصل بين تصعيد سابق وآخر لاحق" على مستوى استعداد المقاومة وجاهزيتها لمواجهة الجيش الإسرائيلي.
وقال قاسم في كلمته الجديدة، اليوم الأربعاء، إن "الخيار الحصري لحزب الله هو منع الاحتلال الإسرائيلي من تحقيق أهدافه".
وشدد على أن "وقف الحرب العدوانية يتوقف على الميدان"، كما "ستصل صواريخ وطائرات المقاومة إلى كل مكان في إسرائيل".
ولا يكفي الردع بالتصريحات فقط وإنما بإظهار القوة، وفق الخبير العسكري، وهو ما ترجم اليوم بقصف قواعد عسكرية خارج نطاق حيفا، وسقوط صاروخ على مطار بن غوريون في تل أبيب.
وأكدت القناة الـ12 الإسرائيلية توقف حركة الطيران في مطار بن غوريون عقب سقوط الصاروخ، في حين أكدت الشرطة الإسرائيلية سقوط شظايا صواريخ في منطقة تل أبيب الكبرى دون وقوع إصابات.
وقال حنا إن حزب الله يستهدف مثلثا إستراتيجيا إسرائيليا "فيه كل شيء"، في إشارة منه إلى حيفا وتل أبيب والقدس، في حين تستهدف إسرائيل مثلثا حيويا لحزب الله ممثلا بجنوب لبنان والضاحية الجنوبية ببيروت ومنطقة البقاع.
وقال الخبير العسكري إن كلمة نعيم قاسم شددت على التمسك بجنوب نهر الليطاني، "وانتظار الالتحام مع الجيش الإسرائيلي واستنزافه في حرب طويلة وعدم الخسارة أولا".
ويمتد نهر الليطاني على طول 170 كيلومترا من منبعه شرقا إلى مصبه غربا، ويبعد حوالي 30 كيلومترا عن الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
في الجهة المقابلة، تستخدم إسرائيل نقاط القوة لديها على مستوى الاستعلامات وسلاح الجو، من أجل رفع "كلفة الردع العقابي لدرجة متقدمة، لكي يقبل حزب الله بالرضوخ"، وفق حنا.
وخلص الخبير العسكري إلى أن الطرفين "لا يزالان بمرحلة ليست قريبة للوصول إلى حل سياسي".
ووسّعت إسرائيل، منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي، حربها على حزب الله لتشمل جل مناطق لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية غير مسبوقة عنفا وكثافة، كما بدأت توغلا بريا جنوبه معتمدة على 5 فرق عسكرية تعمل على طول الحدود مع لبنان.