أثـيـر – مـحـمد الـعـريـمـي

 

شكّلت ظاهرة وسائل التواصل الاجتماعي تحديًا لدى الأسر في عملية التنشئة خصوصًا مع الأطفال في ظل تطور التكنولوجيا وتزايد وسائل التواصل المعاصرة.

وتطرّق جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – أيده الله – في خطاباته السامية إلى ظاهرة وسائل التواصل الاجتماعي وآثارها السلبية على النشء، مؤكدًا جلالته أهمية تربية الأبناء بقيم المُجتمع العُماني الأصيلة بعيدًا عن تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي.

واستجابة للخطابات والتوجيهات السامية وجّه مجلس الوزراء بتأسيس مختبر وطني للتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، فماذا تعرف عن هذا المختبر؟

“أثير” تواصلت مع المُكرّم أ.د. عبدالله الكندي رئيس قسم الإعلام بجامعة السلطان قابوس المشرف العام على الفريق الفني المعني بالبحث والدراسات في المختبر، ليُحدثنا عن “المختبر الوطني للتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي”.

تأسيس المختبر

أوضح المكرّم لـ “أثير” بأن فكرة تأسيس المختبر الوطني جاءت استجابة من مجلس الوزراء لتوجيهات جلالة السلطان -أيده الله- بدراسة هذه الظاهرة والتعامل معها وتشخيصها التشخيص المناسب خصوصًا بعد أن تكرر حديث جلالته وتوجيهاته في أكثر من لقاء وخطاب للاهتمام الأسري في تربية الأبناء بعد التطورات والاستخدام الخاطئ للتقنية ووسائل التواصل الاجتماعي.

وأضاف بأن حديث جلالته أيضًا عن منظومة القيم التي من الممكن أن تتأثر نتيجة الاستخدام الخاطئ لمثل هذه الوسائل، وتكرار الإشارة لهذا الموضوع من لدن جلالته، دفع بمجلس الوزراء للتفكير في تأسيس مختبر، إذ صدر أول توجيه من قِبل مجلس الوزراء بتأسيس المختبر في نهاية عام 2022م، ثم بدأ العمل على فكرة التأسيس.

الأهداف

أشار الكندي إلى أن الهدف من المختبر هو إعداد إطار وطني مكتوب يضم مبادرات وبرامج عمل للتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، ويركز على أكثر من اتجاه من ناحية الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي وتعظيم الإيجابيات الموجودة منها وتوظيفها في صناعة محتوى محلي جاذب في الاستثمار والتعليم والبحث العلمي وجميع الجوانب الإيجابية المتوقع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي فيها، إلى جانب تشخيص الظواهر السلبية المرتبطة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وكيفية مواجهتها والتعامل معها.

وأضاف: يهدف المختبر كذلك إلى دراسة الظاهرة بتحليل كمي وكيفي لتشخيصها ومعرفة تأثيراتها وحدودها وتحديد إيجابياتها وسلبياتها وأبعادها والاطلاع على التجارب الدولية في هذا المجال، وتقديم تشخيص وتحليل ونقاش موضوعي حر ومفتوح في موضوع ظاهرة وسائل التواصل الاجتماعي، أما الهدف الأسمى والأهم لهذا المشروع فيتمثل في إعداد وثيقة “إطار وطني للتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي”.

مراحل العمل

وأوضح المكرّم الدكتور لـ “أثير” بأن المناقشات الأولى والاجتماعات التي ضمّت الكثير من مؤسسات الدولة، من بينها مؤسسات البحث العلمي وتحديدًا جامعة السلطان قابوس قد عُقدت مباشرةً بعد التوجيه من مجلس الوزراء، مضيفًا: حضرت أول الاجتماعات حتى توصلنا إلى تحديد شكل واضح ومحدد لموضوع المختبر وعناصر وتشكيله وهيكلته وخطة العمل الخاصة به، أما العمل الفعلي فقد بدأ بجمع المواد وعقد ندوة أولى ضمت الكثير من الخبراء والمختصين من بداية عام 2023، والآن نحن في طور جمع المزيد من البيانات والمعلومات وإجراء المسوحات على المستوى الوطني.

وبيّن المكرّم الدكتور بأن المختبر الآن في مرحلته الثانية من مراحل العمل، موضحًا: هي مرحلة إعداد البيانات والمسوحات ومؤشرات النتائج الأولى قبيل الانتقال إلى المرحلة الثالثة والأخيرة وهي إعداد وثيقة “إطار وطني للتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي”، وما يزال لدينا في هذه المرحلة أعمال سننجزها قبل الانتقال للمرحلة الثالثة.

الإطار الوطني

أوضح المكرّم بأنه من المتوقع أن يتم البدء في إعداد وثيقة الإطار الوطني للتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي في شهر مارس من العام الجاري، مضيفًا: سيستغرق العمل على إعداد الوثيقة قرابة الشهرين حتى تنتهي بشكل نهائي، وستشهد هذه المرحلة المزيد من النقاشات واللقاءات وحلقات العمل والتعرف على بعض التجارب الدولية واستقطاب الخبرات الدولية التي لها علاقة بهذا الموضوع.

وفي الختام بيّن المكرّم الأستاذ الدكتور عبدالله الكندي لـ “أثير” بأن المختبر تُشرف عليه لجنة إشرافية أساسية، تضم على رأسها وزارة الإعلام، ووحدة متابعة تنفيذ رؤية عُمــان 2040، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ووزارة الثقافة والرياضة والشباب وغيرها من المؤسسات الحكومية، إلى جانب لجنة مركزية تضم خبراء ومختصين وممثلين لبعض الجهات الحكومية، كما يوجد فريق بحثي مختص بإعداد المادة العلمية والبحثية الخاصة بالمختبر وفيما بعد ستكون هناك فرق عمل ستكتب الإطار الوطني في المرحلة الثالثة.

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: مجلس الوزراء المکر م

إقرأ أيضاً:

هل مواقع التواصل الاجتماعي ستُنهي مشاهدة التلفزيون؟.. ياسر عبد العزيز يجيب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الدكتور ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامي، إن وسائل التواصل الاجتماعي كانت اللاعب الرئيسي المؤثر الكبير والوسيط الإعلامي في الانتخابات الأمريكية، وكثير من أفراد الجمهور خصوصا الأصغر سنًا يتزودون بالأخبار والآراء من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وبالتالي يتراجع الاعتماد على الوسائط التقليدية مثل التليفزيون والصحيفة والإذاعة، وأصبحت فاعل رئيسي في صياغة التوجهات لدى الناخبين وقراراتهم التصويتية.
وأضاف عبدالعزيز ، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "كل الزوايا" مع الإعلامية سارة حازم طه، المُذاع على قناة "أون"، أن مشاهدة المحتوى عبر وسيط مثل التليفزيون والتليفون والراديو ستكون إلى زوال، لأن المستقبل يتجه إلى زراعة العدسات في العيون وأن يكون التلقي مباشر بدون الاعتماد على وسائط.
وأشار إلى أن الناس التي تنتج محتوى وتوصله للجمهور باقية ولن تفنى، ولكن أن يكون الوسيط هذا جريدة أو صحيفة مطبوعة أو مجلة فهذا لن يستمر، والآن الصحف الورقية تحتضر.
وتابع عبدالعزيز : "كل يون بنشوف تطورات تكنولوجية، لكن المُعد والمصور والمذيع وظائف موجودة إلى أبد الآبدين، ولكن الوسيط هو من سيتغير".
 

مقالات مشابهة

  • اتصالات النواب: سندرس حظر وسائل التواصل الاجتماعي لمن تقل أعمارهم عن 16 عامًا
  • مي إيهاب تناقش تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية في «إيه المشكلة»
  • خطبة الجمعة بالمسجد الحرام: يجب الحذر من وسائل التواصل الاجتماعي لامتلائها بما يفسد دين المسلم ودنياه
  • ماسك ينتقد خطط أستراليا لحظر "التواصل الاجتماعي" على الأطفال
  • أستراليا تقدم مشروع قانون يحظر الأطفال من وسائل التواصل الاجتماعي
  • هل مواقع التواصل الاجتماعي ستُنهي مشاهدة التلفزيون؟.. ياسر عبد العزيز يجيب
  • أستراليا تقدم مشروع قانون لحظر وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون 16 عامًا
  • اتصالات النواب تدرس حظر وسائل التواصل الاجتماعي لمن تقل أعمارهم عن 16 عامًا
  • دولة تعلن حظر وسائل التواصل الاجتماعي لمن تقل أعمارهم عن 16 عامًا
  • «الملك جيمس» يعتزل «التواصل الاجتماعي»!