د. إبراهيم السيابي
"لن نسامحكم"
فأنتم من استعمر بلداننا سنوات طويلة، وأنتم من أذاق شعوبنا الويل والذل والهوان، وأنتم من نهب ثرواتنا وخيراتنا، وأنتم من تسبب في تخلفنا وفقرنا وجهلنا، وأنتم من قتل أبناء شعوبنا فأصبحت مقابر شهدائنا في كل بقعة من بقاع أرضنا.
"لن نسامحكم"
فأنتم من تدّعون الديمقراطية وحكم الشعوب، وتصنفون الأوطان على أساس الدين والأعراق، وأنتم من صنّفتم بلادنا بالجهل والتخلف، وأنتم من يحاول طمس تاريخنا وحاضرنا.
"لن نسامحكم"
فأنتم من حارب ديننا وعقيدتنا منذ قرون، وسيّرتم الحملات والجيوش على أرضنا وبلادنا، وما تزالون تحاولون اصطياد حرياتنا وإرادتنا، وتمنعوننا من العيش بكرامة حتى على أرضنا وبلادنا، وتحاولون لعب دور المصلحين، وأنتم من أصبحت أجنداتكم معروفة ومكشوفة، وتمشي على حسب مصالحكم وأهوائكم، فكم فتيل للحروب قد أشعلتم، وكم من الفتن قد أوقدتم لمصالحكم ومصالح ربيبتكم.
"لن نسامحكم"
فكيف لنا أن نسامحكم وأنتم من منحتم لمن لا يستحق أرض فلسطين؛ فهذه الأرض لا تعنيكم، فهي أرض أمة، وتخص كل عربي ومسلم بما فيها من مقدسات، وكل شبر فيها لكل عربي ومسلم، هي تاريخ وحضارة، منحتموها لغاصبين لا حق لهم ليقيموا دولة تقتل وتغدر، وتنكل بأبناء الأرض الأصليين وتصادر أرضهم، وتدنس مقدساتهم بما فيها المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين، الذي بارك الله فيمن حوله.
"لن نسامحكم"
وأنتم تدعمون هؤلا الغاصبين بكل ما تملكون، وتتجاهلون أصحاب الحق والأرض وهم يطالبون فقط بما تبقى لهم من حقوق؛ ليعيشوا على أرضهم بحرية وكرامة.
"لن نسامحكم"
ونحن نعلم يقينًا أنكم السبب الرئيس في كل ما أصابنا طوال السنين والعقود الماضية، فكل شيء هو من تدبيركم، وكل الدماء التي أريقت وكل التدمير فى البنى هو في رقابكم، وكل محاولتكم أن نبقى مع ركب الفقر والتخلف بلا إرادة هو من تدبيركم، ولكن انفضح أمركم في حقيقة التزوير وإخفاء الحقائق عن الشعوب في ظل العالم المفتوح والسلطة الرابعة، وغدا سوف يسجل لكم التأريخ كما سجل تاريخ أسلافكم، ولم ينسَ التأريخ حملاتكم وجنودكم كما لم ينسَ صلبانكم.
"لن نسامحكم"
لن نسامح من يقتل بدم بارد مع سبق الإصرار والترصد أطفالنا ونسائنا وشيوخنا أمام أنظاركم، وبدعمكم وتشجيعكم.
"لن نسامحكم"
على كذبكم وخداعكم للشعوب بادعائكم باهتمامكم بالإنسان وحقوقه، والحرية والمساواة وهي في الحقيقة بعيدة عنكم.
"لن نسامحكم"
لن نضع أيدينا أبدا في أيديكم أو أيادي ربيبتكم، فأيديكم ملوثة بدمائنا، وعهودكم مدونة بأقلام الكذب والخداع.
"لن نسامحكم"
إلا حين تعيدون لنا حريتنا وإرادتنا وحقوقنا، وتحترمون عقائدنا، وترجعون أرضنا المغتصبة، وتمنحون شعب فلسطين أرضهم ليقيموا عليها دولتهم دون مصادرة لرغباتهم وإرادتهم.
"لن نسامحكم"
إلا إن أقمتم محاكم العدالة، ونصبتم المشانق لهؤلاء القتلة المجرمين الذين قتلوا أبناء شعوبنا، وهجروهم ودمروا بيوتهم ومستشفياتهم ودُور عبادتهم.
شرطنا واضح، وإن لم تقوموا بهذا فتأكدوا أن صوت بنادق المقاومة لثلة من المؤمنين المجاهدين الصابرين الذين ذاقوا الويل والدمار لن تكون وحده هذه المرة، وسيأتي يوم لا تستطيعون الإفاقة أمام شعوب بأكملها، ستنهض وتنتزع حقوقها منكم.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
رسالة من أردوغان لنساء لبنان وفلسطين.. هذا ما جاء فيها
اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المؤسسات الدولية بإدارة ظهرها لنساء فلسطين ولبنان في الإبادة التي ترتكبها إسرائيل، وتتعامى عن رؤية الجرائم الإسرائيلية المتواصلة.
وقال في كلمة ألقاها بمناسبة "اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة" في العاصمة التركية أنقرة اليوم الاثنين، إن "إسرائيل قتلت في غزة نحو 50 ألف فلسطيني، منهم نحو 70% من النساء والأطفال.. وجرائم إسرائيل تمتد بنفس الصيغة إلى لبنان".
وأشار إلى أن نتنياهو وحكومته المجرمة يقتلون كل يوم الرجال والنساء والأطفال والشيوخ، وهذه المجازر تجري أمام نظرات العالم غير المكترثة. وأضاف: "أمام هذه البربرية والهمجية الإسرائيلية، فإن نساء فلسطين ولبنان الشريفات الصابرات، كن ولازلن يشكلن أمثلة يحتذى بها للعالم في العالم". ورأى أن "المؤسسات الدولية التي تتحدث عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة، مرة أخرى أدارت ظهرها لنساء فلسطين في الإبادة التي ترتكبها إسرائيل، وتعامت عن رؤية الجرائم الإسرائيلية المتواصلة منذ نحو 14 شهرا".
وتابع: "أقول لنساء فلسطين ولبنان، إن "كل تركيا وكل نساء تركيا تنبض قلوبهن معكن. من كانوا يتشدقون ويستأسدون بالحديث عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة والديمقراطية، يستعمون، ويتظاهرون بالعمى، عما تتعرض له نساء فلسطين ولبنان من جرائم وإبادة من طرف إسرائيل".
وخلص بالقول: "رغم ضغوط اللوبي الصهيوني، فإننا سنواصل الصدح بقول الحقيقة في كل محفل". (روسيا اليوم)