ضبط 5 طلاب حاولوا الغش وتصوير ورقة أسئلة اللغة العربية بسوهاج
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
أكد ياسر محمود، وكيل وزارة التربية والتعليم بسوهاج، أن القائمين على أعمال الامتحانات بالفصل الدراسي الأول للشهادة الإعدادية تمكنوا بالتنسيق مع غرف عمليات المديرية والإدارات التعليمية وفريق الرصد الإلكتروني بالمديرية من إحباط محاولات الغش الإلكتروني والإخلال بالنظام العام للامتحانات، كما تم ضبط 5 طلاب حاولوا الغش الإلكتروني بلجان جهينة وأخميم.
وأوضح مدير تعليم سوهاج، أنه في إطار الإجراءات المشددة التي تتخذها المديرية لضبط أعمال الامتحانات بلجان الشهادة الإعدادية بالمحافظة، وإتاحة مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الطلاب، فقد تمكن فريق الرصد الإلكتروني بالمديرية المكلف بمتابعة امتحانات الشهادة الإعدادية، عن طريق الأكواد الموجودة على أوراق الأسئلة من تتبع وإحباط جميع محاولات الغش الإلكتروني.
وضبط 4 طلاب بلجان جهينة وطالب آخر بإحدى لجان أخميم، لقيامهم بتصوير ورقة الأسئلة لامتحان اللغة العربية اليوم الأربعاء، عقب بدء الامتحان بحوالي ربع ساعة، وأنه تم تحرك المسئولين بالمديرية والإدارتين على الفور وتم إحباط محاولات الغش وتحريز هواتف هؤلاء الطلاب، وإحالة الواقعة للشئون القانونية لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيالها.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: سوهاج طلاب امتحانات الإعدادية غش ورقة أسئلة اللغة العربية
إقرأ أيضاً:
افتتاحية.. لحظة اللغة العربية الفاصلة
احتفل العالم العربي هذا الشهر بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، وربط الاحتفال هذا العام باستكشاف مستقبل اللغة العربية مع الذكاء الاصطناعي وكيف يمكن أن تستفيد لغتنا من ثورة الذكاء الاصطناعي.
ورغم ما تمتلكه اللغة العربية من عذوبة في مفرداتها وفي استعاراتها البديعة وفي قدرتها على استيعاب القرآن الكريم، والشعر العربي من العصر الجاهلي إلى زمن قصيدة النثر إلا أنها اليوم تقف على أعتاب مرحلة جديدة من التفاعل مع العقل الاصطناعي الذي قد يُعيد تشكيل أساليب استخدامها وتوسيع رقعة تأثيرها.
وتبدو اللغة العربية من أكثر اللغات القادرة على الاستفادة من ثورة الذكاء الاصطناعي الذي يقوم على توظيف الخوارزميات الرياضية في التفكير وإنتاج المحتوى الجديد وسبب ذلك أن اللغة العربية نفسها قائمة على المنطق الرياضي سواء في علم النحو الذي يحكمها أو في علم الصرف والأوزان الذي تشكل بنية الكلمات العربية. ولنا أن نتصور كيف مزجت اللغة العربية بين علم الرياضيات والمنطق وبين سحر كلماتها وعذوبتها لنتبين عظم هذه اللغة وعبقريتها.
وهذه اللحظة استثنائية جدا في تاريخ اللغة العربية لا بد أن تستغلها وتستثمر تقنيات الذكاء الاصطناعي لتكون لغتنا العذبة في طليعة لحظة التقدم العالمية. ومن نافل القول إن أي تقدم حضاري لا يمكن أن يتم في معزل عن اللغة وأي نهضة ثقافية لا تستقيم دون لغة، ومتى ما أرادت الأمة العربية أن تحقق نهضتها وأن تلحق بركب الأمم فعليها أن تعتني بلغتها لا بلغة غيرها. والآن وأمام هذه الثورة التكنولوجية والثقافية التي حققها الذكاء الاصطناعي فإن الفرصة تبدو ذهبية أمام لغتنا لتطوير أدوات الترجمة الآلية ذات الدقة المتناهية من اللغة العربية وإليها، وتعزيز تقنيات التعرف على الصوت ومعالجة النصوص، وصولاً إلى إنشاء محتوى متقن يخدم أهداف التعريف بالعالم العربي وتاريخه.
يحتاج هذه الأمر مع وجود الإرادة والأدوات إلى رؤى مستنيرة تحافظ على أصالة اللغة وقيمها، دون أن تفقد مرونتها في التفاعل مع ما هو حديث. فالذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة، بل هو شريك يتطلب منّا أن نمده ببيانات تعكس عمق تراثنا وجماليات لغتنا. كيف يمكن أن نجعل الذكاء الاصطناعي يتذوق جمال البديع والطباق والجناس والاستعارات؟ وكيف يمكننا أن نحمي لغتنا من التشويه وهي تعبر جسر التقنية؟
هذه الأسئلة مهمة جدا في بناء العلاقة بين اللغة العربية وبين الذكاء الاصطناعي ولكن الأمر لا يبدو أنه مجرد خيار مطروح أمامنا ولكنه ضرورة لاستمرار نبض لغتنا بالحياة في عالم متجدد تتقن أجياله لغة العصر وأدواتها. واللغة العربية قادرة عبر استثمار هذه الأدوات الجديدة والتقنيات لتكون حاضرة في السياق العالمي ومتحدثة بمفرداتها وجمالها وبالتالي بالعقلية الثقافية التي تكمن خلف ظلال كلماتها الساحرة.
لكن هذا الأمر يحتاج إلى جهود كبيرة في أوقات عمل حقيقية وليس في مناسبات احتفائية ومنبرية والجهد الكبير سيكون على عاتق الجامعات العربية والمراكز البحثية والمؤسسات المتخصصة في علوم اللغة العربية كما أنه جهد جمعي يلقى بشكل عام على عاتق الأمة العربية جمعاء.. وهذا مشروع لا يحفظ الإرث والتاريخ العربي عبر تطوير اللغة ومواكبتها مع مستجدات العصر ولكنه مشروع لبناء بواباتنا نحو المستقبل.
إنها لحظة اللغة... ولحظة التقنية.. لحظة تلاقي الماضي والمستقبل في حضن الحرف العربي الخالد.