جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-11@05:35:41 GMT

النصر مع الصبر

تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT

النصر مع الصبر

 

محمد رامس الرواس

لقد كانت عملية طوفان الأقصى بتدبير خالص من قادة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والفصائل الفلسطينية المساندة وبعون من الله تعالى؛ حيث انتفضوا بعملية عسكرية نوعية تم التدريب عليها بمهنية فائقة، بعدما أعدوا ما استطاعوا لها من عتاد وسلاح ورجال مقاومة بواسل، شاهدنا أداءهم الرجولي الذي أذهل العالم، وما قاموا بتلك العملية العظيمة إلا بسبب ما يرتكبه الكيان الإسرائيلي في المسجد الأقصى مسرى الرسول عليه الصلاة والسلام، من جرائم وانتهاكات لا يمكن السكوت عليها، هذا بجانب تعدياته المستمرة على كافة المدن الفلسطينية.

لقد كانت انتفاضة المقاومة بعملية طوفان الأقصى ردًا على ما كانت ترتب له إسرائيل من طمس للهوية الفلسطينية والتآمر على القضية الفلسطينية من أجل تصفيتها.

ومنذ اليوم الأول لعملية طوفان الأقصى حصلت تل أبيب على دعم وتأييد لا محدود من الدول الغربية والولايات المتحدة فتم إنشاء تحالف شنت من خلاله حرب شعواء وجرائم إبادة جماعية ومورست من خلاله سياسات التجويع والحصار بطريقة غير مسبوقة، وبرغم ذلك لم يستطيع الجيش الإسرائيلي وحلفاؤه مجتمعين أن يحققوا خططهم وأهدافهم المعلنة بالميدان منها القضاء على حماس وتحرير الأسرى واغتيال قادة حماس وفك شفرة ولغز الأنفاق، بل ظهر للعالم الوجه القبيح للكيان الإسرائيلي ومن معه خلال قصفهم للشعب الفلسطيني عبر غارات جوية متواصلة على المدنيين طالت المدنيين من أطفال ونساء غزة وألحقت الدمار شبه الشامل بالبنية التحتية حيث تم التركيز على المستشفيات والمساجد والمدارس فاتضح للمجتمع الدولي كم هي مسعورة دولة إسرائيل التي أضحى قادتها مجرمي حرب بأفعالهم وتصريحاتهم.

بعد أكثر من 100 يوم من طوفان الأقصى، تكبد جيش الضلال الكثير من الهزائم الميدانية والخسائر الفادحة في المال والاقتصاد والعتاد، حتى وصل عدد ما دمرته المقاومة أكثر من 1000 آلية عسكرية، بجانب حصد المقاومة لأرقام كبيرة من الجنود؛ سواء قتلى أو مصابين، ولم يتم الإعلان عن الأرقام الحقيقية للقتلى والمصابين مخافة ردة فعل الرأي العام الإسرائيلي، وحفاظا على معنويات جنود الاحتلال في الميدان.

حركات المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حماس، تخوض معركة فاصلة عنوانها "أكون أو لا أكون" وليس لديها خط رجعة سوى خضوع الكيان الاسرائيلي للشروط التي وضعتها لوقف الحرب والقصف الجوي وإطلاق كافة الأسرى الفلسطينيين وإعادة تعمير غزة.

لقد أنهك التعب جيش الكيان الإسرائيلي وقادته نفسيًا وبدنيًا وأصبحوا يجرون أذيال الخيبة والفشل، متشردين متحاربين بين بعضهم البعض، يُخونون ويتهمون أنفسهم، وبرغم ذلك لا يزالون يعتقدون أن الاغتيالات التي يسعون لتدبيرها لقادة حماس واكتشافهم سر الأنفاق وإعادتهم للأسرى هي منقذهم مما هم فيه من التخبط والإذلال والهوان، وبرغم كل ذلك يسعون نحو نصر موهوم وكافة التقارير العسكرية تشير بأنهم غارقون في وحل وحرب وخيمة نتائجها مخيفة للعقلاء العسكريين والقادة السياسيين، ولقد أكدت لهم الولايات المتحدة ذلك وحذرتهم منه مرارًا وتكرارا بأن يضعوا أوزار الحرب لكن تعنت قادة إسرائيل ولم يصغوا للنصيحة ويعارضون وقف الحرب لدرجة أن أمريكا هددتهم بسحب دعمها.

هناك مقولة مأثورة وهي "يمكن إشعال الحرب لكن يصعب بعد ذلك إيقافها"، ورقعة الحرب اليوم امتدت إلى اليمن، وقبل ذلك على الحدود اللبنانية، وهناك مناوشات بالعراق وغدًا يعلم الله ماذا سيحصل!

لا يزال الكيان الإسرائيلي دافنًا وجهه بالرمال كالنعامة ليخفي الحقيقة المرة عن شعبه بأنه أصبح في حرب استنزاف، والجميع يعلم أن الوقت يمضي وكلما طال أصبح تدارك الموقف لدى جنرالات الحرب الإسرائيلي متأزماً على صعيد القيادة السياسية بتل أبيب فالجميع هناك يضع مصلحته أولًا لأن الوقف الفوري للحرب يعني حدوث تغيرات في الحكومة وسقوط رؤوس الحرب، وحين تتم هدنة وإيقاف للحرب فإن حماس ستعيد أسراهم الذين سيطلقون الحكايات عن المعاملة الحسنة لفصائل المقاومة لهم، وبالمقابل سيجري إطلاق الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية ليخبروا العالم ولجان حقوق الإنسان الدولية ما كانوا يعانونه من تعذيب ممنهج، بينما قادة إسرائيل بمجلس الحرب يعلمون ما ينتظرهم من محاكمات ومساءلات داخلية ودولية بانتظارهم وخياراتهم صعبة أما الهروب أو اللجوء إلى المصحات النفسية والطبية.

ختامًا.. لقد قيّض الله دولة جنوب أفريقيا وفريقها القانوني لتتصدر المشهد الإنساني العظيم في الكشف عن أكبر جريمة بالتاريخ الحديث يرتكبها الكيان الإسرائيلي في قطاع غزة ألا وهي الإبادة الجماعية الموثقة والمكتملة الأركان بالصوت والصورة داحضة لكافة الأكاذيب التي سردتها إسرائيل للدفاع عن نفسها في اليوم التالي للمحكمة 12 يناير الجاري، بينما قادة حماس والفصائل لا يزالون واقفين شامخين كالجبال وهم يخططون لمرحلة ما بعد معركة طوفان الأقصى التي ستنتهي قريبًا بإذن الله تعالى.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تخرج الدفعة الثالثة من دورات طوفان الأقصى بجامعة ذمار

الثورة نت | أمين النهمي

تخرجت بجامعة ذمار، اليوم، الدفعة الثالثة من دورات طوفان الأقصى، بتطبيق عملي على التعامل مع عدد من أنواع الأسلحة وتنفيذ المهام اللازمة لقوات التعبئة العامة.

وخلال الدورة الثقافية العسكرية التي نظمتها جامعة ذمار وملتقى الطالب الجامعي، بالتنسيق مع التعبئة العامة في المحافظة بمشاركة عدد ألف طالب، تلقى المشاركون في الجانب النظري والعملي التطبيقي معلومات ومعارف واسعة للحرب العسكرية والتعامل مع السلاح.

وعكس المتدربون من خلال التطبيق الميداني، ما اكتسبوه من مهارات في التعامل مع السلاح بمختلف أنواعه، وكذا الجغرافيا، وتنفيذ المهام التي تواجهها قوات التعبئة العامة في ساحة المواجهة مع الأعداء.

وتهدف الدورات إلى تنمية الوعي والاستعداد الشامل لأي تصعيد عدواني ضد بلدنا وتعزيز الصمود والثبات في مواجهة العدوان، ونصرة غزة والقضية الفلسطينية.

وفي العرض الذي حضره وكيلا وزارة الشباب والرياضة علي هضبان، ومحافظة ذمار أحمد علي الضوراني، ونائب رئيس الجامعة لشؤون الطلاب الأستاذ الدكتور عبدالكافي الرفاعي، وأمين عام الجامعة الدكتور محمد حطرم، وعميدا كلية الهندسة الدكتور فؤاد الجرموزي والتعليم المستمر الدكتور نبيل المخلافي، ومستشار رئيس الجامعة للشؤون الثقافية حسن الموشكي، ونواب، وأمناء عموم الكليات، ومسؤول ملتقى الطالب الجامعي، وعدد من مدراء عموم المكاتب التنفيذية، بارك رئيس جامعة ذمار الأستاذ الدكتور محمد الحيفي، للطلبة تخرجهم من الدورات العسكرية.. مؤكداً أن أبناء الجامعة من طلبة وأكاديميين وإداريين لديهم المسؤولية مضاعفة لا سيما والعدوان مستمر والمجازر في غزة مستمرة والمؤامرات مستمرة وتخاذل الأنظمة العربية والإسلامية مستمراً.

وأكد أن هذا الموقف يغيض الأعداء ويؤكد أهمية الدور الذي يقوم به الشعب اليمني وقيادته الثورية وقواته المسلحة لنصرة الشعب الفلسطيني والذي تظهر أهميته من خلال تحركات أمريكا وبريطانيا لمحاولة عرقلة هذا الدور الكبير للشعب اليمني.

وأشار الدكتور الحيفي إلى أن هذا العرض الطلابي يؤكد اقتران العلم بالجهاد والتضحية، وأهمية دور مخرجات الجامعة في رفع الوعي وشحذ الهمم والتحلي بروح المسؤولية الجهادية والإيمانية والتمسك بالمشروع القرآني الذي أطلقه الشهيد القائد.

ولفت إلى أن مسؤولية الجامعة كمنبر للعلم والمعرفة ومركز إشعاع توجيه الفكر والدورات العسكرية المباشرة فكل فرد بالمجتمع معني باليقظة والاستعداد للمواجهة كون العدو الصهيوني لا أخلاق له ولا دين ولا مبادئ ولا إنسانية.

وأكد الدكتور الحيفي ضرورة الانتصار لمظلومية الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع حرب إبادة عرفها التاريخ وحصار وتجويع يفتك بأطفال ونساء وسكان قطاع غزة على مرأى ومسمع العالم الخانع لأنظمة الامبريالية العالمية وفي مقدمتها أمريكا وإسرائيل.

فيما أعرب المشاركون من طلاب جامعة ذمار عن ارتياحهم للالتحاق بالدورة التي تبني المجتمع إيمانياً وثقافياً وعسكرياً وأمنياً، وفي مختلف المجالات.

وأكدوا جاهزيتهم للمشاركة الفاعلة مع قوات التعبئة في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”؛ إسناداً للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، ومواجهة العدو الأمريكي والصهيوني والبريطاني.

مقالات مشابهة

  • أسامة حمدان: المقاومة أسقطت مخطط الاحتلال لتصفية القضية الفلسطينية
  • ثروت الخرباوي: طوفان الأقصى تم باتفاق وقدم خدمة لإسرائيل لتوسيع بطشها
  • حشود كبيرة من الحسيني .. دعم المقاومة ووقف الحرب واجب عربي إسلامي / فيديو وصور
  • طوفان الأقصى رفع الغطاء السياسي عن التطبيع
  • تخرج الدفعة الثالثة من دورات طوفان الأقصى بجامعة ذمار
  • السيد القائد: ما تقوم به السلطات الفلسطينية هو نتاج الاختراق الإسرائيلي والفهم الخاطئ لمشروعية المقاومة
  • محللون إسرائيليون: حماس استعادت قوتها وعدم مغادرة غزة تعني حربا بلا نهاية
  • من طوفان الأقصى إلى الثورة السورية.. ماذا بعد عربيا ودوليا؟
  • جامعة الحديدة تنظم وقفات تضامنية مع الشعب الفلسطيني
  • هاليفي يتوعد من جباليا بمواصلة الحرب في غزة