موقع النيلين:
2024-11-25@23:35:17 GMT

دردشة قبل موسم الدراما

تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT


هل اقتربت ساعة انطلاق مسلسلات الشهر الفضيل؟ معذرةً، فالأعمال المعنيّة ليست رمضانيةً في شيء، ثم إن المُشاهد لا يعجبه العجب، فهو لا يرى في جلّ الإنتاج الفني أيّ عجب. قد تكون هذه النقطة بالذات مدخلاً مناسباً بالسؤال: ما علّة قِصر أعمار أغلبية المسلسلات؟ لا داعي إلى التحليل، فواضح أن المنتجين لا يضعون في الحسبان الإبداع الذي يدوم.

استطراد مفيد: روائع المسرح اليوناني، التراجيدية والساخرة، التي أبدعها سوفوكليس، تعود إلى خمسة وعشرين قرناً. تخيّل عرب سنة 4524 يشاهدون هذا الإنتاج الذي تتجرعه جماهير المشاهدين في زماننا. شكسبير لا يزال شاغل الذوق المسرحي عالميّاً منذ القرن السابع عشر. القرن نفسه شهد ثلاثي المسرح الكلاسيكي الفرنسي: راسين، كورناي وموليير. هذا الاستشهاد لا يعني أن القلم يُدخل شعبان بدائع الأدب الكلاسيكي، في رمضان الإنتاج التلفزيوني المسلوق سلقاً.

من بديع العبارة في معاجمنا القديمة، شرحها الإبداع بأنه «الصنع على غير مثال»، أي ذلك الذي ليس فيه تقليد، فهو جديد وتجديد، ولا اختلاس يوجب الاحتراز والاحتراس، خشية الالتباس. نحن لا نطالب الشركات بأن تُفجّر عيون إنتاج تلفزيوني خالد، لكن، في الأقل أن تأتي بأعمال «قابلة للحياة»، كتلك الدولة التي وُعد الفلسطينيون، دولة في غرفة الإنعاش. مسلسلاتٌ تاريخ ميلادها هو شهادة النفس الأخير. المسألة جلية، فالأعمال الرديئة أقوى دليل على أن الشركة، بدافع تقليص النفقات، تجنّبت المبدعين المتميزين، الذين تكون أجورهم عالية. المطلوب حينئذ، القصة والسيناريو والحوار الزهيدة، المخرج المتواضع، الممثلون الناشئون والحجة عندها فولاذية: تشجيع المواهب ورعايتها. الكوميديا، هي أن هذا البنيان الهش يستمر إنتاجه حتى بعد منتصف رمضان أحياناً، فمن المنتج إلى المستهلك. لا تعميم في الأمر، فالمقادير لا تبخل علينا ولو بقطرات من ماء حياة الفن الذي يروي الظمأ إلى الإحساس بالجمال.

من غرائب أكثرية الأعمال الدرامية الرمضانية وحتى غيرها، انعدام علاقتها بالواقع العربي. في حين أن مقاربة القضايا الاجتماعية والثقافية والنفسية والاقتصادية، في الديار العربية، تنفخ فيها روح التألق والتأثير والتفاعل، وتُكسبها احتراماً ومكانةً وتقديراً بلا حدود. على وسائط الإعلام ومراكز الدراسات، أن تُجري استطلاعات رأي دقيقةً، لكي تدرك شركات الإنتاج موقعها من النفوس والأفهام.

لزوم ما يلزم: النتيجة الأسفيّة: الفضائيات ترتكب أخطاءً مشينةً حين تبثّ مسلسلات تركيةً ومكسيكيةً، أنتجتها بلدانها لمجتمعاتها. أين البحوث الاجتماعية والنفسية والتربوية؟

عبداللطيف الزبيدي – صحيفة الخليج

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

موسم المهرجانات

ما هذا الكم غير المسبوق من مهرجانات السينما والمسرح الذى ظهر بصورة غير معقولة وغير مبررة فى السنوات الأخيرة لدرجة أنه أصبح هناك مهرجان كل أسبوع تقريبًا يستقطع من ميزانية وزارة الثقافة بصورة أو أخرى، وفى الوقت ذاته لا تقدم أى تطوير أو إنتاج جديد فى مجال السينما أو المسرح، وهل هناك خطة من الوزارة لمتابعة أعمال ونتائج هذه المهرجانات الرسمية والخاصة والمحلية والإقليمية على مدار العام لنرى ماذا قدمت هذه الفاعليات إلى الإنتاج السينمائى المصرى أو المسرحى، وكيف ساهمت فى تقدم صناعة السينما والمسرح ووصلت إلى الجمهور المصرى وتخطت حدود المحلية إلى العالمية وأصبحت بحق قوة ناعمة ثقافية وفنية ؟! وزارة الثقافة عليها أعباء ومسؤوليات جسام فى هذه المرحلة الفاصلة والحاسمة من تاريخ مصر الحديث بعد ظهور كيانات ثقافية وفنية عربية تتعامل مع الفن والثقافة من منطلق رأس المال وشراء كل شيء وأى شيء بالمال والسطوة والنفوذ واحتكار الأصوات والنجوم وإقامة فاعليات وحفلات وتكريمات لفنانين راحلين، وأيضا دعوة العديد من الفنانين المصريين الذين لم يقدموا أى إنتاج فنى أو ثقافى فى السنوات الأخيرة سوى إعلانات وصور على السجادة الحمراء والصفراء والخضراء والظهور المستمر على شبكات التواصل والدعاية المبالغ فيها من قبل شراء إعلانات وأصوات تروج لثرواتهم وزيجاتهم وملابسهم وعظمتهم وجمالهم... لم يعد للفنان رسالة حقيقية فى المجتمع ولم يعد الفن يهتم حتى بالمضمون والقيمة وإنما المهم الشكل والمظهر والتقنيات الحديثة، ويبرر الفنانون ما يفعلونه بأنهم بشر ويحتاجون إلى استكمال متطلبات الحياة الرغدة الهنية، لذا فالكثير منهم يحضرون افتتاح محلات الكبدة والمخ والكشرى ومحلات الأتراك والأخوة السودانين والسوريين كنوع من الدعاية وجذب الانتباه، ومنهم من اتجه إلى التجارة فى الأكل والشرب والشيشة والمزاج المباح وغيره من مطاعم وكافيهات ومحلات المهم الفلوس والمصارى والأخضر والحساب فى البنوك كما حساب شبكات التواصل وأعداد المتابعين والمحبين والمغرمين ليزيد السعر فى بورصة الفن والتفنن !!

ما هو حال السينما والمسرح ؟ وهل لدينا نهضة مسرحية وكتاب مسرح ومخرجون وعروض مسرحية ترقى إلى مستوى المهرجانات العالمية أو حتى تحظى بالإقبال الجماهيرى لتحقق أرباحًا ويستقبلها النقاد بالحفاوة والتقدير والنقد الموضوعى العلمى وليس مجرد تحية إعجاب أو نقد للرفض والهجوم، لم يعد لدينا إنتاج درامى مسرحى يستوجب الدراسة النقدية العلمية الأكاديمية مثله مثل السينما التى تلاشت وتوارت وصار النقد السينمائى يسمى النقد الفنى الصحفى ومن يقيمون الأعمال الفنية ما هم إلا أصحاب المهن دون الرجوع إلى الخبراء والأكاديمين المتخصصين، ومن ثم فإن الإنتاج السينمائى هو الآخر يعانى من الفقر الفنى والسطحية الفكرية والفنية ولا يهتم إلا بمغازلة الشباك أو التقوقع على الذات والتعمق فى قضايا داخلية فردية أكثر منها قضايا مجتمعية فكرية إنسانية.. وتعتمد كل المهرجانات على الأفلام الأجنبية من دول أوروبا الشرقية وشرق آسيا وبعض الدول الأفريقية أما السينما الأوروبية والأمريكية فهى لا تتواجد إلا بأقل عدد فى المهرجانات الحالية... القضية هى ما هو المردود الفعلى لهذه المهرجانات على مستوى الإنتاج وعلى مستوى الثقافة والفن ؟! هذا هو السؤال الذى يحتاج من القائمين على الوزارة بحثه بجدية ومهنية وحيادية وموضوعية. من أجل النهوض الفعلى بالسينما والمسرح المصرى.. مصر هى الفن والثقافة على مستوى الشرق الأوسط ولكن إذا أردنا هذا بحق.

 

 

مقالات مشابهة

  • الهلال‬ يتجه لتجديد عقد البليهي
  • موسم المهرجانات
  • غزة والعلوم الاجتماعية.. سبر أغوار المسألة الاجتماعية زمن الحرب
  • بيان عاجل بالبرلمان ضد مسلسل "وتر حساس": يسيء للمجتمع
  • عمرو سعد: "لأول مرة أشارك كضيف شرف وهذه علاقتي بشقيقي" (حوار)
  • رمضان 2025.. تفاصيل مسلسل «الكابتن» لـ أكرم حسني
  • لمحات من التحولات الاجتماعيـــــــة في عهد الدولة البوسعيدية
  • مسلسلات رمضان 2025.. كريم فهمي يشارك أول كواليس تصوير «وتقابل حبيب»
  • أفضل أفلام جديدة لموسم أعياد 2024.. مزيج من الدراما والرومانسية والخيال
  • سلاف فواخرجي تكشف سر ابتعادها عن الدراما المصرية لسنوات