قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن العديد من المؤشرات تظهر سير بلاده على الطريق الصحيح في الاقتصاد. جاء ذلك في خطاب عقب ترؤسه اجتماعا للحكومة في المجمع الرئاسي بأنقرة مساء أمس الثلاثاء.

وأوضح أن العديد من الدلائل مثل انخفاض علاوة المخاطر والاهتمام المتزايد من المستثمرين الأجانب بالسوق التركية والنظرة الإيجابية لوكالات التصنيف الدولية تظهر "أننا نسير على الطريق الصحيح".

وكانت وكالة موديز للتصنيف الائتماني قد أعلنت الجمعة الماضية، رفع نظرتها المستقبلية لتصنيف تركيا من "مستقر" إلى "إيجابي".

وأكدت موديز في بيان أن السبب الرئيسي لتغيير النظرة المستقبلية إلى إيجابي يتمثل في "التغيير الواضح في السياسة الاقتصادية، وخاصة العودة إلى السياسة النقدية التقليدية".

وأضاف أردوغان أن قوة المنافسة التركية المتزايدة في الأسواق العالمية تسمح لها بتنفيذ برنامجها الاقتصادي بشكل ناجح.

وشدد الرئيس التركي على أن بلاده ستواصل العمل والإنتاج و النمو الاقتصادي دون توقف حتى تصل إلى هدفها "بأن تكون ضمن أكبر 10 اقتصادات في العالم".

وذكر أنه "رغم تكاليف الأزمات العالمية والإقليمية والآثار السلبية للمكائد الاقتصادية التي تتعرض لها تركيا، فإنها تواصل الاستثمارات في كافة المجالات وتزيد من الاحتياطي الأجنبي".

ولفت أردوغان إلى أن تركيا دخلت العام الجديد باحتياطي أجنبي بلغ نحو 146 مليار دولار، معربا عن تطلعه إلى زيادة الرقم بأكبر من ذلك.

وأشار إلى أن الصادرات تعد من أهم الموضوعات في البرنامج الاقتصادي المتوسط الأمد، لافتا أن قيمة الصادرات التركية تجاوزت 256 مليار دولار في العام الماضي وحققت رقما قياسيا في تاريخ الجمهورية.

رفع الصادرات

وذكر أردوغان أنهم يهدفون إلى رفع قيمة الصادرات التركية من السلع والخدمات إلى 375 مليار دولار في 2024.

يشار إلى أن مؤشر علاوة المخاطر في تركيا انخفض إلى دون 300 نقطة أساس في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعد أن كان عند مستوى 700 نقطة في مايو/أيار 2023.
ويعد مؤشر علاوة المخاطر (مقايضات التخلف عن سداد الائتمان) شكلا من أشكال التأمين ضد التخلف عن سداد السندات من قبل شركة أو مُصدر للديون السيادية.

وفي نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلن وزير التجارة التركي عمر بولات أن بلاده أصبحت أسرع الاقتصادات نموا بين دول مجموعة العشرين ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية خلال الربع الثالث من عام 2023.

وحقق الاقتصاد التركي نموا بنسبة 5.9% في الربع الثالث من 2023، وفق بيانات رسمية عن هيئة الإحصاء التركية، وهو ما فاق التوقعات مدفوعا بإنفاق الأسر.

وأوضح بولات حينها أن الاقتصاد التركي حافظ على أداء نموه المرتفع لمدة 13 ربعا متتاليا مع ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5.9% خلال الفترة المذكورة. وذكر أن الاقتصاد حقق نموا بنسبة 4.7% في الأشهر الـ9 الأولى من عام 2023.

وأضاف أن أنقرة تهدف، عبر السياسات الرامية إلى زيادة الاستثمار والإنتاج والصادرات، إلى تعزيز الاستقرار المالي الكلي من خلال ضمان تحسن دائم في الحساب الجاري بالفترة المقبلة من ناحية، ومواصلة النمو المرتفع المستدام من ناحية أخرى.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

مصادر لـعربي21: تركيا كانت مطلعة على اتفاق قسد ودمشق.. تفاصيل هامة

كشف مصدر خاص لـ"عربي21"، الثلاثاء، اطلاع تركيا على وثيقة الاتفاق الموقع بين قوات سوريا الديمقراطية "قسد" والدولة السورية، لافتا إلى أن أنقرة تشعر بالارتياح لهذا التطور.

ومنذ سقوط نظام بشار الأسد في سوريا أواخر العام الماضي، دأب المسؤولون الأتراك على التلويح بعملية عسكرية ضد "قسد" شمالي شرق سوريا، لكن خطاب زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون في تركيا عبد الله أوجلان الداعي إلى حل التنظيم وإلقاء السلاح فتح الباب أمام العملية السياسية.

وكان حزب المساواة وديمقراطية الشعوب "ديم" المناصر للأكراد في تركيا كشف عن إرسال أوجلان ثلاث رسائل قبل خطابه "التاريخي" واحدة منها إلى "قسد"، التي تعتبرها انقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني المدرج على قوائم الإرهاب لديها.

ومساء الاثنين، وقع الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مظلوم عبدي على اتفاق دمج الأخير في مؤسسات الدولة، وذلك ضمن مساعي دمشق لحل كافة الفصائل المسلحة وبسط سيطرتها على كافة التراب الوطني.


قبل ذلك بساعات، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمة له عقب اجتماع للحكومة في العاصمة أنقرة إن الشرع  ينتهج سياسة شاملة منذ سقوط نظام المخلوع بشار الأسد في أواخر العام الماضي دون الوقوع في "فخ الانتقام"، مشيرا إلى أنه "إذا استمرت هذه القوة في التزايد، فستفسد المكائد ضد سوريا".

وشدد على أن أنقرة لن تسمح بإعادة رسم الخرائط في سوريا، موضحا أن "من ينظر إلى سوريا ولا يرى فيها إلا الطوائف والمذاهب والأعراق فهو حبيس التعصب الأعمى"، بحسب وكالة الأناضول.

وقال باحث في الشؤون السورية، طلب عدم الكشف عن هويته، إن التطورات في تركيا بخصوص إمكانية إلقاء حزب العمال الكردستاني سلاحه ساهمت في دفع "قسد" لتوقيع الاتفاق مع دمشق.

في سياق متصل، كشف مصدر آخر لـ"عربي21" إن الولايات المتحدة أخبرت حلفائها الأكراد أنها ستنسحب من سوريا.


وتعد قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، حليفا رئيسيا للولايات المتحدة في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

كما تحظى هذه القوات التي تسيطر على مساحات شاسعة من شمال شرقي سوريا، بدعم عسكري من واشنطن.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعا في تصريحات أدلى بها في كانون الثاني /يناير الماضي، الجميع إلى رفع أيديهم عن سوريا، في إشارة إلى القوات الأمريكي في سوريا.

وشدد أردوغان على قدرة بلاده على "سحق" التنظيمات "الإرهابية" في سوريا، بما في ذلك تنظيم الدولة الإسلامية والمقاتلون الأكراد، الذين تراهم أنقرة خطرا على أمنها القومي.

مقالات مشابهة

  • مصادر لـعربي21: تركيا كانت مطلعة على اتفاق قسد ودمشق.. تفاصيل هامة
  • «غرف دبي» تبحث استراتيجية النمو الاقتصادي
  • احتجاجات في تركيا تنديدًا بالمذابح ضد العلويين في سوريا
  • الحكومة تخطط لإعطاء مخصصات أكبر لدعم قطاع تصنيع السيارات ودعم الصادرات
  • الاقتصاد السعودي يحقق أعلى «معدل نمّو» خلال عامين
  • الاقتصاد السعودي يفوق التوقعات.. أعلى معدل نمو ربعي خلال عامين
  • المناطق الصناعية في مصر.. محركات النمو الاقتصادي وجذب الاستثمار
  • تقرير: تركيا وإسرائيل تقتربان من التصادم في سوريا
  • تونس.. قانون الصكوك البنكية الجديد يلقي بثقله على النمو الاقتصادي
  • لوموند: تركيا شريك لا غنى عنه لأوروبا الضعيفة