الدبلوماسية بين الشريعة والقانون (1)
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
بقلم: هيثم السحماوي
القاهرة (زمان التركية)_ يسعدني ويشرفني أن أقدم لحضراتكم هذا العام سلسلة مقالات جديدة، عن الدبلوماسية في الشريعة الإسلامية والقانون الدولي، وهي السلسلة الثالثة، بعد تقديم الأولى على مدار العام الأسبق (2022) بعنوان “الأمم المتحدة وقضايا العصر”، ثم الثانية على مدار العام السابق (2023) بعنوان “المُجرمُون الجُدُد”.
وبداية أستأذن القارئ الفاضل في تقديم كامل الشكر وخالص العرفان للسادة الأساتذة المسؤولين عن جريدة زمان التركية، على رقيهم الدائم ومهنيتهم العالية ودماثة خلقهم المعهودة، وأصحاب الفضل في تواصلي مع حضراتكم عبر مقالاتي، وهي المسؤولية التي أُقدرها جيدًا، وأدعو من الله أن يوفقني علي أدائها على أكمل وجه.
واسمحوا لي أن أشير إلى أمرًا آخر؛ وهو سعادتي في استقبال أي تساؤل أو تعليق أو وجهة نظر مختلفة عن طريق بريدي الإلكتروني المكتوب دائمًا أسفل كل مقال، فكما قال سقراط ( تبادل الآراء خير مُعلم) وأنا يشرفني أن أتعلم من حضراتكم .
وأخيرًا وليس آخرًا كل عام وحضراتكم والأمة الإنسانية جمعاء بكل حب وسعادة ورضًا من الله.
عودة للمقال ولسلسلة “الدبلوماسية بين الشريعة والقانون” التي أحاول أن أجيب فيها علي أسئلة كثيرة تتعلق بالموضوع، ومعلومات هامة جدًّا عن تاريخ الدبلوماسية وواقعها المعاصر في كلأ من الشريعة الإسلامية والقانون الدولي، وسرد لبعض الوقائع والأحداث الهامة ذات الصلة. مثل أهمية الدبلوماسية في النظامين؟ وكيف ساهمت الدبلوماسية في التاريخ الإسلامي؟ وما هو أساسها؟ وأنواعها؟ وما هي الوقائع والأحداث الدبلوماسية التي أثرت في تاريخ الإسلام؟ وكيف ساهمت الشريعة في تطور الدبلوماسية؟ وعلى الجانب الآخر ماذا عن وضع الدبلوماسية الآن في القانون الدولي؟ وماذا يستفيد المواطنين من الدبلوماسيين؟ ووضع هؤلاء وحقوقهم وواجباتهم؟ وأشكال وأنواع المشتغلين بالعمل الدبلوماسي؟ وكيف هم مميزون عن غيرهم من الأشخاص الأخرى؟ ولماذا؟ وماذا عن تاريخ استغلال بعض الدبلوماسيين لحصانتهم التي يتمتعون بها وقيامهم بجرائم مثل التهريب والقتل؟ وماذا عن القضايا الشهيرة الخاصة بالدبلوماسيين مثل قضية كلاس ديون؟ وقضية السفير الروسي في لاهاي؟ وقضية السفير الذي قتل زوجته وأحرقها؟ والسفير الذي قتل فتاة فرنسية؟ وقضية وزير النفط النيجيري الذي حاولت دولته تهريبه مُخدر في حقيبة دبلوماسية؟ والسفير الذي كان يستغل السفارة في أعمال منافية للآداب…؟
وما هي حقيقة حياة الدبلوماسيين وما يتعرضون له من ضغوط ومشاكل وتحديات؟… الخ ذلك من موضوعات وقضايا دبلوماسية أخرى.
وهذه الدراسة نوع من الدراسات يسمى بالدراسة المقارنة، أقدمه لحضراتكم بشكل مختلف، حريصًا كل الحرص على الالتزام وأخلاق وأصول الكتابة الصحفية والأمانة العلمية بشكل عام. أملًا أن تكون رحلة مفيدة وشيقة، اصطحبكم فيها إلى هذا العالم لنكتشف ما في داخله من حقائق وأسرار.
واتساقًا مع القاعدة الشهيرة التي تقول الحكم على الشيء فرع عن تصوره، نبدأ بالحديث مفهوم الدبلوماسية.
تعني الدبلوماسية وفقًا لما ورد في قاموس المعاني (التمثيل السياسي للبلاد وتصريف شؤونها الخارجية لدى الدول الأجنبية)، وكذلك تعني فن إدارة العلاقات السياسية السلمية بين الدول.
أما عن معنى الدبلوماسية في القانون الدولي فمن تعريفاتها، الذي قاله برادية فودبريه أنها ذلك الفرع من القانون الدولي الذي يتناول بصفة خاصة تنسيق العلاقات الخارجية للدول.
وكلمة دبلوماسي هي كلمة لاتينية جاءت من كلمة (diploma) أي شهادة وبالتالي الدبلوماسي هو حامل هذه الشهادة من حاكم دولته إلى حاكم دولة أخرى.
[email protected]
Tags: الدبلوماسيةالشريعة الإسلاميةالقانون!المصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: الدبلوماسية الشريعة الإسلامية القانون الدبلوماسیة فی
إقرأ أيضاً:
عمارة الأوطان من منظور شرعي ندوة علمية نظمتها كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الشارقة
نظمت كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الشارقة ندوة علمية بعنوان: “عمارة الأوطان من منظور شرعي”، بمناسبة احتفالات الدولة بعيد الاتحاد ال 53 لدولة الإمارات العربية المتحدة، وقد جاءت الندوة بهدف تعزيز الوعي بأهمية عمارة الوطن في بعديها المادي والروحي، استلهاماً من سيرة قادة الدولة الذين قدموا نموذجاً فريداً في بناء وطن قوي ومزدهر.
بدأت الندوة بكلمة سعادة الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة، رحب خلالها بالمشاركين والحضور، ووجه الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مؤسس جامعة الشارقة، الذي يُعد رمزاً من رموز إعمار هذا الوطن وقدوة في تعمير الأوقات بالخير، كما وجه الشكر إلى سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، رئيس جامعة الشارقة، على أياديه البيضاء في خدمة الوطن وتفانيه في رعاية الجامعة، مؤكداً أن الجامعة اليوم تعد رافداً من روافد إعمار هذا الوطن بما تبذله من جهود حثيثة في إنشاء أجيال محصنة بالمعرفة والمهارات، وواعية بمتطلبات الواقع والمستقبل، وصناعة قيادات في المجالات الطبية والهندسية والإعلامية والدينية، وذلك من خلال تقدمها في ميدان التدريس والبحث العلمي وخدمة المجتمع، وتبوؤها المراتب العليا في التصنيف العالمي، مضيفاً أن هذه الندوة جاءت لتربط بين المناسبة الوطنية وروح الشريعة ولرفع مستوى الوعي بالمسؤوليات الاجتماعية والوطنية، بما يتماشى مع رؤية الدولة في تحقيق التنمية المستدامة.
ومن جانبه أشار سعادة اللواء عبد الله مبارك بن عامر، القائد العام لشرطة الشارقة، إلى أن القيادة تسعى جاهدة لتحقيق الأمن والأمان في المجتمع، ماضية قدماً في تحسين جودة حياة أفضل وفق استراتيجية واضحة ومعايير عالية من الجودة بتوجيهات من القيادة الرشيدة على تطوير أدوات العمل الأمني، وتبني أحدث التقنيات والابتكارات لضمان بيئة آمنة ومستقرة، مؤكداً أن عمارة الأوطان تعد من المقاصد التي حث عليها الدين الإسلامي، وأنها مسؤولية مشتركة يتقاسمها جميع أفراد المجتمع، قائلاً: “لا عمارة للأوطان دون الأمن، ولا أمن متحقق دون مشاركة الجميع”، ومشدداً على أن التعاون المجتمعي والمشاركة الفعالة في تعزيز الأمن هما الركيزتان الأساسيتان لتحقيق استقرار الوطن ورفعة شأنه.
وأكد سعادة الدكتور عمر الخطيب، المدير التنفيذي لقطاع الشؤون الإسلامية بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، على أهمية شكر الله على نعمة الوطن والأمن والأمان، والاعتراف بفضل الحكام وولاة الأمر الذين يعملون على الحفاظ على أمن الوطن وعمارته، مشيراً إلى أن عمارة الأوطان تتجسد في جوانب مادية ومعنوية؛ فبناء المستشفيات والمساجد والبيوت هو جزء من العمارة المادية، بينما يعتبر بناء الإنسان هو العمارة المعنوية التي تساهم في بناء مجتمع قوي ومتقدم، موضحاً أن دولة الإمارات تمثل نموذجاً حقيقياً يجمع بين العمارة المادية والمعنوية في سبيل رفعة الوطن وتقدمه.
وأكد الدكتور قطب الريسوني، عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية خلال الندوة، أن الكلية تحتفل سنوياً بعيد الاتحاد، وتحرص على ربط هذه المناسبة الوطنية الجليلة بالمقاصد الشرعية، من خلال تنظيم فعاليات علمية تُناقش موضوعات هامة تتناول جوانب في عمارة الأوطان من منظور شرعي، ويعرضها نخبة من الباحثين في الجامعة والمؤسسات المحلية، بهدف تعزيز الوعي الوطني لدى الطلبة والمجتمع، والمساهمة في تحقيق رؤية الدولة في تعزيز الهوية الوطنية وتعليم الأجيال قيم العمل والإسهام في إعمار الوطن في مختلف المجالات.
كما تضمنت الندوة عرضا لمجموعة من الأوراق البحثية في جلستين علميتين، الأولى أدارها الأستاذ الدكتور محمد العموش، رئيس قسم الفقه وأصوله بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالجامعة، حيث قدم الدكتور سالم الدوبي مدير إدارة الوعظ والإفتاء بدائرة الشؤون الإسلامية بالشارقة ورقة بحثية بعنوان: “نماذج من أعمال الصحابة في عمارة الأوطان”، ثم عرض الأستاذ الدكتور حسن هبشان رئيس قسم أصول الدين بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية ورقه بعنوان: “زايد الخير: جهود رائدة في عمارة الوطن”، وقدم الدكتور مهدي قيس الجنابي مدير منتدى الأمن الفكري في الإسلام بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية ورقته البحثية بعنوان: “غرس الانتماء وثمار العطاء: رؤية شرعية في بناء الأوطان وفق نموذج دولة الإمارات”، وعرض الدكتور عبدالله الكمالي مستشار أول بإدارة التثقيف والتوجيه الديني بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي ورقته بعنوان: “دور الشباب في عمارة الأوطان من منظور شرعي”، كما قدم العقيد الدكتور أحمد آل علي عضو هيئة التدريس بأكاديمية شرطة دبي ورقته بعنوان: “الأمن وعمارة الأوطان في الإسلام”.
أما الجلسة الثانية أدارها الأستاذ الدكتور قذافي الغنانيم نائب عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، وعرض خلالها الأستاذ الدكتور خالد بني أحمد رئيس قسم الفقه وأصوله بالجامعة القاسمية ورقة علمية بعنوان: “العمل التطوعي في الإسلام ودوره في عمارة الأوطان”، أما الأستاذ الدكتور محمد سماعي أستاذ أصول الفقه بقسم الفقه وأصوله بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية فقد استعرض ورقته العلمية حول الوطنية وأثرها في الحماية من الانحرافات الفكرية، كما شارك خلال الندوة الدكتور محمد عبد الله باحث بدائرة الشؤون الإسلامية بالشارقة في مداخلته بورقة علمية بعنوان: “لا دين إلا بعمارة الأوطان”، وقدم الدكتور تركي القحطاني أستاذ مساعد بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية ورقته بعنوان: “عمارة الأوطان بالعلم والمثابرة: مهارات التعلم والتحصيل العلمي”، أما الدكتور رضا إبراهيم أستاذ مساعد بقسم أصول الدين بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالجامعة فقد عرض ورقته بعنوان: “ثنائية بناء الإنسان وعمارة الأوطان في الإسلام: مبادئ وواجبات”، واختتمت الجلسة بعرض من الدكتور عبدالرحمن عبداللطيف أستاذ مساعد بقسم الفقه وأصوله بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالجامعة حول المقومات المعنوية لعمارة الأوطان.
وفي ختام الندوة كرم الدكتور حميد مجول النعيمي كل من اللواء عبد الله مبارك بن عامر، والدكتور عمر الخطيب. كما قدمت شرطة الشارقة هدية تذكارية لجامعة الشارقة.