مناقشة تحديات الإغاثة الإنسانية في غزة بمكتبة الإسكندرية
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
شهدت مكتبة الإسكندرية صباح اليوم ندوة «تحديات الإغاثة الإنسانية في قطاع غزة»، والتي نظمها مركز الدراسات الاستراتيجية التابع لقطاع البحث الأكاديمي حول الدور المصري في دعم عمليات الإغاثة الإنسانية لقطاع غزة والتحديات التي تواجهها المنظمات الأممية والإقليمية، وأيضًا المنظمات الأهلية.
لماذا غيرت فرنسا من سياستها تجاه قطاع غزة؟ (شاهد) الجيش الأردني يرسل 20 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة
افتتح الندوة الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، وأكد أن موقف مصر واضح منذ بداية الأزمة، بداية من إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن معبر رفح مفتوح بشكل دائم وبلا انقطاع، كما أكدت العديد من التصريحات الرسمية أن مصر تجمع المساعدات وتطالب بتسهيل عملية إدخالها وعدم عرقلتها، إلا أن إسرائيل عطلت دخول المساعدات وأصرت على تحقيق أهداف محددة بصرف النظر عن احترام القوانين والمواثيق الدولية.
وقال الدكتور أحمد الشربيني؛ مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بمكتبة الإسكندرية، إن منظمات الإغاثة تقوم بدور بطولي لإدخال المساعدات إلى غزة، حيث إنها تعمل في ظل مشهد معقد للغاية. ولفت إلى أن هذا المشهد يتسم بعدة عناصر؛ منها انتقائية القانون الدولي الإنساني، وتماهي القوى الغربية مع السردية الإسرائيلية بشكل مطلق. وأضاف أن ما يحدث في غزة يؤدي لزيادة المعارضة العربية لاندماج إسرائيل في المنطقة، كما أنه سيؤدي لتولد دورات عنف وانتقام أخطر من قبل، ولن تكون قاصرة على المنطقة بل ستكون عابرة للحدود.
وأشاد الشربيني بموقف الدولة المصرية في مواجهة سيناريو التهجير، حيث أكدت القيادة السياسية أنها لن تسمح بحدوث ذلك، وذلك بتأييد الشعب المصري الذي تجلى في الانتخابات الرئاسية، إلى جانب الدور الكبير الذي تقوم به منظمات المجتمع المدني لإيصال المساعدات إلى قطاع عزة.
أدار الندوة السفير الدكتور محمد العرابي؛ وزير الخارجية الأسبق، وأكد أن الإغاثة لا تمثل إطارًا إنسانيًا فقط بل سياسيًا أيضًا، فمصر هي شريان الحياة للشعب الفلسطيني. وحيا عرابي صمود الشعب الفلسطيني البطل، مؤكدًا أن جريمة الإبادة ستظل عالقة في التاريخ، تلاحق مرتكبيها، وستبقى نقطة سوداء في تاريخ الإنسانية.
من جانبها، أكدت السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة؛ الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الشئون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، أن الوضع الإنساني في قطاع غزة كارثي، وأن مصر تلعب دورًا حيويًا في عمليات الإغاثة والدعم. ولفتت إلى أن جامعة الدول العربية قامت بالعديد من الحملات بالتعاون مع الهلال الأحمر المصري الذي يتعاون بدوره مع الهلال الأحمر الفلسطيني، كما تمت زيارة معبر رفح والأطفال الخدج الذين أنقذتهم مصر.
وتقدمت بالشكر للدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي على جهود التنسيق السياسية والإنسانية لدخول المساعدات الطارئة للشعب الفلسطيني.
من جانبه، قال النائب الدكتور طلعت عبد القوي؛ عضو مجلس النواب المصري ورئيس الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية وعضو التحالف الوطني لتنمية العمل الأهلي التنموي، إنه بتوجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسي يوم 8 أكتوبر 2023 استطاع التحالف الوطني لتنمية العمل الأهلي التنموي تجهيز 108 قاطرة محملة بالأغذية والمياه والملابس والخيام، إلا أنها بقيت في رفح لمدة عشرة أيام بسبب رفض الجانب الإسرائيلي دخول المساعدات، إلى جانب قصف الجانب الفلسطيني للمعبر.
ولفت إلى أن العديد من المنظمات المصرية تساهم في تجهيز المساعدات، ويصل عددها إلى 65 قاطرة أسبوعيًا، كما أن آخر قافلة تحركت كانت تضم 575 قاطرة. وشدد على أن منظمات الإغاثة تعمل في ظروف بالغة الصعوبة، كما أن الشعب المصري له مواقف كريمة ومشرفة حيث يساهم المواطنين البسطاء بالتبرع في ظل الظروف الاقتصادية التي يمرون بها.
وأكد النائب الدكتور طلعت عبد القوي أن التحالف الوطني مستمر في القيام بدوره في تقديم المساعدات لغزة، كما تستقبل الحكومة المصرية الجرحى والمرضى للعلاج في مصر، لافتًا إلى أن 82% من جملة المساعدات التي دخلت قطاع غزة دخلت من مصر.
وفي كلمته، تقدم الدكتور أيمن الرقب؛ أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس المفتوحة، بالشكر لمصر قيادة وشعبًا على الموقف السياسي والإنساني الذي أخذته منذ اللحظة الأولى لمناصرة القضية الفلسطينية. وأضاف أن مصر أدخلت ستة آلاف شاحنة إلى قطاع غزة، وفتحت الأبواب أمام المرضى والجرحى للعلاج، وذلك في ظل تعنت إسرائيلي وعرقلة لإدخال المساعدات، والإصرار على التفتيش وتحديد نوع الأغذية التي تدخل القطاع.
وتحدث الرقب عن معوقات الإغاثة في غزة، ومنها استهداف الاحتلال لشاحنات مؤسسات الإغاثة التي تعمل داخل غزة، وصعوبة نقل المساعدات بين الشمال والجنوب، ومحدودية كمية الغذاء والأدوية، والتفتيش الدقيق من جانب الاحتلال، وقطع الكهرباء الذي يعرقل نقل المواد الغذائية، والاكتظاظ في منطقة رفح وعدم وجود طواقم كافية لاستلام المعدات وتوزيعها.
وأكد على وجود عدد من المتطلبات داخل القطاع والتي تستلزم وجود تعاون دولي لتحقيقها، ومنها توفير الاحتياجات الخاصة بالنساء والأطفال، وإنشاء الخيام، وإدخال المساعدات لشمال قطاع غزة عبر حاجز إيرز، والسماح بدخول قدر أكبر من المساعدات، وضرورة توفير مياه صالحة للشرب، وتوفير العلاج المزمن، وإنشاء مناطق عازلة لوضع خيام مؤقتة حتى لا يحدث تكدس في منطقة رفح.
من جانبه، قال الأستاذ علاء شلبي؛ رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان، إن إسرائيل سعت بشكل معلن للحيلولة دول دخول المساعدات إلى غزة، مما يتناقض مع أحكام اتفاقية جنيف الرابعة، التي تقضي بحظر العقاب الجماعي، وحظر التهجير القسري للسكان، وعدم فرض قيود على مواد الإغاثة. ولفت إلى أنه وفقًا للقوانين الدولية فإن مسئولية إدخال المساعدات لا تقتصر على دول الجوار فقط، مؤكدًا على وجود ازدواجية في المعايير عند تقديم المساعدات خاصة بالمقارنة مع دعم العالم للمنكوبين في أوكرانيا.
وفي كلمته، تحدث الدكتور محمد الرفاعي؛ الرئيس التنفيذي لمؤسسة مصر الخير، عن دور المؤسسة في العمل الإغاثي في قطاع غزة، حيث ساهمت في تجهيز المواد الغذائية للمشاركة في أول قافة خرجت من مصر، والتي واجهت إعاقات كبيرة من الجانب الإسرائيلي، والتعنت الكبير خلال عمليات التفتيش، ورفض دخول عدد كبير من المواد والمستلزمات الطبية.
وأشاد بوعي المجتمع المصري الذي تجلى في حجم التبرعات المقدمة لصالح غزة، إلى جانب دور المدارس والنقابات، كما ثمن دور الجيش المصري في تيسير دخول المساعدات إلى قطاع غزة.
جدير بالذكر أن هذه الندوة تأتي ضمن سلسلة الفعاليات والندوات التي يقدمها مركز الدراسات الاستراتيجية انطلاقًا من مسئوليته، كأحد مراكز الفكر المصرية، بمناقشة التحولات الجارية على الساحتين العربية والعالمية وآثارها على المجتمعات العربية، وفي إطار دور مكتبة الإسكندرية كمركز للتميز في إنتاج ونشر المعرفة، ومكانًا للتفاعل بين الشعوب والحضارات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تحديات الإغاثة الإنسانية في قطاع غزة قطاع غزة مركز الدراسات الاستراتيجية الدور المصري دعم عمليات الإغاثة الإنسانية المنظمات الأهلية دخول المساعدات المساعدات إلى قطاع غزة إلى قطاع من جانب إلى أن
إقرأ أيضاً:
أرقام صادمة.. كم بلغت حجم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي؟
مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لأكثر من 440 يومًا، تتكشف ملامح الكارثة الإنسانية غير المسبوقة، التي طالت جميع مناحي الحياة.
أرقام وإحصائيات صادمة تؤكد حجم الدمار والخسائر البشرية والمادية، وسط استمرار الحصار الإسرائيلي الخانق، وغياب أي أفق لإنهاء الأزمة.
خسائر بشرية ضخمةوفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، ارتكب الاحتلال أكثر من 9،941 مجزرة، منها 7،172 استهدفت عائلات فلسطينية. وأسفرت هذه الجرائم عن:
56،289 شهيدًا ومفقودًا، بينهم 45،129 شهيدًا وصلوا إلى المستشفيات.
17،803 من الشهداء كانوا أطفالًا، بينهم 238 رضيعًا ولدوا واستشهدوا في الحرب.
12،224 شهيدة من النساء، و1،060 شهيدًا من الطواقم الطبية.
استهداف الإعلاميين أدى إلى استشهاد 196 صحفيًا وإصابة 399 آخرين.
تدمير البنية التحتية والخدمات
بلغت نسبة الدمار في قطاع غزة 86%، مع استهداف الاحتلال:
161،500 وحدة سكنية دُمرت بالكامل.
34 مستشفى و80 مركزًا صحيًا خرجت عن الخدمة.
821 مسجدًا و3 كنائس دمرت كليًا أو جزئيًا.
213 مقرًا حكوميًا، و206 موقعًا أثريًا دُمرت.
3،130 كيلومترًا من شبكات الكهرباء و330،000 متر طولي من شبكات المياه والصرف الصحي دُمرت.
أزمات إنسانية غير مسبوقة
مع استمرار الحصار، باتت الأوضاع الإنسانية أكثر خطورة:
2 مليون نازح يعيشون في ظروف قاسية، بينهم 35،060 طفلًا فقدوا أحد والديهم.
60،000 سيدة حامل في خطر بسبب نقص الرعاية الصحية.
12،500 مريض سرطان يواجهون الموت بسبب غياب العلاج، إضافة إلى 3،000 مريض بأمراض أخرى بحاجة للعلاج في الخارج.
أكثر من 350،000 مريض مزمن مهددون نتيجة منع الاحتلال دخول الأدوية.
خسائر اقتصادية مهولة
قدرت الخسائر الاقتصادية المباشرة في قطاع غزة بنحو 37 مليار دولار، نتيجة تدمير البنية التحتية والمرافق الحيوية، مع حاجة ماسة لمليارات الدولارات لإعادة الإعمار.
نداءات متكررة لإنقاذ القطاعتطالب المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية بضرورة التدخل العاجل لوقف العدوان، وفتح الممرات الإنسانية لتخفيف معاناة السكان.
ومع استمرار الانتهاكات، يبدو أن قطاع غزة بحاجة إلى تحرك عالمي لإنهاء الحصار والعدوان، وإعادة بناء ما دمره الاحتلال.
غزة ما زالت تنزف، وسط صمت عالمي يفاقم المعاناة، ويبقي القطاع في حالة إنسانية هي الأسوأ في التاريخ الحديث.