كيف تحولت صورة البطيخة (الرقي) إلى رمز لدعم فلسطين؟
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
يناير 17, 2024آخر تحديث: يناير 17, 2024
المستقلة/- على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، انتشرت على لافتات وقمصان وبالونات ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، صورة في جميع أنحاء العالم خلال الاحتجاجات ضد الحرب بين إسرائيل وحماس، هي صورة البطيخة.
شرائح البطيخ، الداخل الأحمر والقشرة الخضراء والبيضاء والبذور السوداء، هي نفس ألوان العلم الفلسطيني، وأصبحت رمزا للتضامن، حيث أجمع عليها نشطاء لا يتحدثون نفس اللغة أو ينتمون إلى نفس الثقافة، لكنهم يشتركون في قضية واحدة.
السياق التاريخي
بعد حرب 1967، قامت الحكومة الإسرائيلية بمنع عرض العلم الفلسطيني في غزة والضفة الغربية.
وفي رام الله عام 1980 أغلق الجيش معرضا يديره ثلاثة فنانين لأنهم عرضوا أعمالا فنية وسياسية بألوان العلم الفلسطيني، الأحمر والأخضر والأسود والأبيض.
واستدعى ضابط اسرائيلي الثلاثة لاحقا، وبحسب الفنان ومنظم المعرض سليمان منصور، قال له الضابط الاسرائيلي “أولا: محظور تنظيم معرض دون الحصول على إذن من الجيش، وثانيا: ممنوع الرسم بألوان العلم الفلسطيني”.
وضرب الضابط مثال البطيخة على الفن الذي ينتهك قواعد الجيش، حسبما قال منصور لـ”لأسوشيتدبرس” الأسبوع الماضي.
واحتجاجا على ذلك، بدأ الناس في التلويح بالبطيخ في الأماكن العامة.
وكتب الكاتب مهدي صباغ “هناك قصص عن شبان ساروا في الشوارع بتحد حاملين شرائح من البطيخ، معرضين أنفسهم لخطر الاعتقال من الجنود الإسرائيليين.. عندما أرى البطيخ، أتذكر على الفور روح شعبنا التي لا تنكسر.”
منذ منتصف التسعينيات، عندما توصل الإسرائيليون والفلسطينيون إلى اتفاقيات سلام مؤقتة، وحتى تولي الحكومة الإسرائيلية القومية المتطرفة الحالية السلطة قبل عام، تراجعت قضية رفع العلم الفلسطيني، وقال منصور إنه بعد ثلاثة عقود “أصبح رمزا وطنيا” مرة أخرى.
قبل عام، حظر وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير رفع العلم الفلسطيني في الأماكن العامة، وردا على ذلك، قامت مجموعة النشطاء العرب واليهود الإسرائيليين، بإلصاق ملصقات كبيرة على شكل بطيخة على سيارات الأجرة في تل أبيب كتب عليها “هذا ليس علما فلسطينيا”.
وقالت المجموعة في بيان نصي “رسالتنا إلى الحكومة واضحة: سنجد دائما طريقة لتجاوز أي حظر سخيف، ولن نتوقف عن النضال من أجل حرية التعبير والديمقراطية – سواء كان ذلك يتعلق بعلم الفخر أو العلم الفلسطيني”.
رمز البطيخة
تربك الرموز التعبيرية الخوارزميات التي يقول مؤيدون إن شركات التكنولوجيا تنشرها لقمع المنشورات التي تحتوي على كلمات مثل “غزة” وحتى “فلسطين”.
وتقول جيليان يورك، مديرة حرية التعبير الدولية في مؤسسة الحدود الإلكترونية: “أعتقد أن هذه هي المرة الأولى التي أرى فيه رمزا يستخدم على نطاق واسع كبديل، ويدل هذا على ارتفاع ملحوظ في الرقابة على المحتوى الفلسطيني”.
البطيخة ليست الرمز الوحيد الذي يحظى باهتمام النشطاء، ومن العلامات الأخرى للتضامن الفلسطيني العالمي المفاتيح والملاعق والزيتون والحمام والكوفية.
صور البذور
سبب آخر لانتشار رمز البطيخة هو أنها تحتوي على بذور.
هناك مقولة، منسوبة في الغالب إلى الشاعر اليوناني دينوس كريستيانوبولوس، تحظى بشعبية كبيرة بين النشطاء، تقول “لقد أرادوا دفننا، لم يعرفوا أننا بذور”.
قول شون إسكارسيغا، الفنان الذي ابتكر التصميم “قد تكون قادرا على تحطيم البطيخة، لكن سحق البذور أصعب، إنه أمر قوي حقا أن تخرج الحياة من شيء صغير للغاية ومرن للغاية، ويمكن أن ينتشر بهذه السهولة”.
وأدى الهجوم الجوي والبحري والبحري الإسرائيلي على غزة إلى مقتل أكثر من 24 ألف شخص، حوالي 70 بالمئة منهم من النساء والأطفال، وفقا وزارة الصحة في القطاع، التي لا يفرق إحصاؤها بين المدنيين والمقاتلين.
المصدر: سكاي نيوز عربية
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: العلم الفلسطینی
إقرأ أيضاً:
سرّ الكمادات العشبية. باحثون في تايلاند يستكشفون العلم الكامن وراء هذه العلاجات
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تمتزج رائحة عشبة الليمون العطرية برائحة الزنجبيل الترابية والتمر الهندي اللاذع، والكافور الحاد. إنها رائحة مألوفة لرواد المنتجعات الصحية، الذين يستخدمون كمادات عشبية تايلاندية تقليدية.
تُجمع الأعشاب في قطعة قماش قطنية، تلف على شكل كرة مضغوطة، ويتم تبخيرها لمدة 10 دقائق تقريبًا قبل أن يضعها المعالج على الجسم، عادةً بعد التدليك.
استُخدمت الكمادات العشبية لقرون من الزمن من أجل علاج آلام العضلات والمفاصل، وتقليل الالتهابات. لكن من غير الواضح مدى الفائدة المتأتية من الأعشاب.
وتوصّلت ورقة مراجعة بحثية وُضعت في عام 2015، إلى أنّ التأثيرات كانت مرتبطة بشكل أساسي بالحرارة، ما يزيد من تدفق الدم ويُقلّل الألم.
يتم تسخين الكمادات العشبية، عادةً في قدر بخاري، قبل استخدامه.بينما يمثل الطب العشبي صناعة تُقدّر بمليارات الدولارات وتنتشر في جميع أنحاء العالم، فإن الممارسات الثقافية، والمعتقدات، والمعرفة المتنوّعة جعلت من الصعب توحيد المعايير أو تنظيمها.
ذكر تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية في عام 2018، أنه لم يكن لدى قرابة نصف عدد الدول الأعضاء سياسة وطنية بشأن الطب التقليدي، ولم يكن لدى 64٪ فقط لوائح بشأن الأدوية العشبية.
ورأت منظمة الصحة العالمية، أن نقص بيانات البحث يشكّل أحد أكبر العوائق أمام التنظيم الفعّال لهذا القطاع.
قالت مديرة مركز التميّز بأبحاث الطب التقليدي التايلاندي التطبيقي (CEATMR) في جامعة ثاماسات بباثوم ثاني، أرونبورن إيثارات، إن الأبحاث حول الخصائص الفريدة للأعشاب المستخدمة في الكمادات العشبية، تجعل الوصول إلى هذا العلاج القديم أسهل.
يتم تحضير الأعشاب، ضمنًا الكركم، وعشب الليمون، والتمر الهندي، لعمل كرة عشبية مضغوطة.وأوضحت إيثارات أنه على غرار دول أخرى في جنوب شرق آسيا، تحظى العلاجات البديلة بشعبية في تايلاند، حيث وجدت الدراسات الاستقصائية أن استخدام الأدوية العشبية شائع بين السكان، لا سيّما في المناطق الريفية. غير أنّ هناك الكثير من المعرفة التقليدية التي تحتاج إلى إثبات علمي.
وأشارت إلى أن "خصائص الأعشاب مختلفة جدًا، وهذا التباين يشكّل أحد التحديات الرئيسية التي نواجهها. نحن بحاجة إلى التحقق من صحة الآلية (الاقتطاف) لضمان الاتّساق في كل دفعة".