سلطت الخبيرة في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية وسياسة الشرق الأوسط، سارة نيومان، الضوء على ما اعتبرته "انتصارا" لروسيا وحركة حماس في حربيهما على أوكرانيا وإسرائيل، مشيرة إلى أن "الغرب يخسر أرضه أمام منافسيه بمرور الوقت".

وذكرت سارة، في مقال نشره موقع "مودرن دبلوماسي" وترجمه "الخليج الجديد"، أن الوضع في أوكرانيا راكد، وأن إرهاق تكاليف الحرب أدى إلى إعاقة المساعدات المقدمة إلى كييف، بل وتوقفها في بعض الأحيان، فيما يلوح احتمال إعادة انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة في أوكرانيا باعتباره احتمالا مخيفا، إذ قد يعني توقف دعم الغرب لكييف.

 

وأضافت أن الحرب في غزة لا تسير على ما يرام بالنسبة لإسرائيل وحلفائها الغربيين، وستستغرق عمليات إسرائيل البرية وتدمير الأنفاق وقتاً طويلاً، بينما يريد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، والقادة الأوروبيون، إنهاء الحرب ووقف إطلاق النار، لأسباب انتخابية وجيوسياسية.

 لكن مرور الوقت يصب في صالح روسيا وحماس، وأي نتيجة تؤكد صحة ادعاءاتهما بالنصر ستقوض مصداقية الغرب وتضعف معاييره، فضلاً عن تقليص نفوذه في أوروبا الشرقية والشرق الأوسط، بحسب سارة، مشيرة إلى أن استمرار الاتجاه الحالي لمسار الأحداث يعني أن 2024 سيكون العام الذي سيدفع فيه الغرب، وخاصة أوروبا، ثمن خسائره.

وفي هذا السياق، تبتعد أوكرانيا عن هدفها المتمثل في استعادة سيادتها على الأراضي التي تحتلها روسيا، وتقترب روسيا من هدفها المتمثل في تأمين الأراضي التي استولت عليها، ما يعزز الخطر الذي تمثله روسيا بالنسبة للغرب، ويقوض مصداقية حلف شمال الأطلسي وأوروبا وقدرتهما على حماية حلفائهما.

كما أن التفوق الكاسح الذي تتمتع به إسرائيل على حماس في العتاد لن يُترجم إلى نصر سريع في غزة، والحرب المطولة في القطاع مع استمرار الانتهاكات الصارخة التي ترتكبها إسرائيل للقوانين الإنسانية الدولية من شأنها أن تزيد من الضغوط التي يمارسها الرأي العام الدولي والمجتمعات الإسلامية في الولايات المتحدة وأوروبا لحملها على وقف إراقة الدماء في أقرب وقت.

كما سيسلط استمرار الحرب الضوء على "المعايير المزدوجة" التي يستخدمها الغرب تجاه أوكرانيا وفلسطين، وفي هذا السيناريو فإن الولايات المتحدة وأوروبا والكتلة الغربية برمتها ستفقد مصداقيتها المعيارية والقيمية المزعومة في عيون أجزاء كثيرة من العالم، وخاصة العالم العربي، بحسب الخبيرة في العلاقات الدولية.

اقرأ أيضاً

لماذا طلب نتنياهو من بوتين توسط روسيا لدى حماس بقضية الأسرى؟.. وما علاقة أوكرانيا؟

 وبينما لا تزال الولايات المتحدة تتمتع ببعض النفوذ لإبقاء الدول العربية معتمدة عليها في المجالين العسكري والأمني، فإن العلاقات بين أوروبا ودول الشرق الأوسط ستتضرر بشدة.

وتصف سارة نيومان الواقع الجاري بأنه كان "أسوأ السيناريوهات التي تصورها الغرب لنفسه فيما يتعلق بالحربين في أوكرانيا وغزة"، وبعبارة أخرى، فإن كابوس أوروبا والغرب يصبح أكثر واقعية كل يوم، وهو الكابوس الذي تعيشه أوروبا بسبب "جمودها" من جانب و"الهيمنة الأمريكية" من جانب آخر.

وخلصت الخبيرة في الشؤون الأمنية إلى أن التحول في استراتيجية الولايات المتحدة تجاه روسيا والصين، من الردع والتوازن العسكري إلى الاحتواء والإضعاف، لم يؤد إلى تقويض الردع الغربي فحسب، بل فشل أيضاً في احتواء روسيا والصين.

وأكدت سارة نيومان أن روسيا على وشك تحقيق نصر كبير، وأن الصين استفادت من أجواء عدم الثقة تجاه الغرب وبرزت كزعيمة للجنوب العالمي، وبالتالي فإن "أي شيء أقل من انتصار أوكرانيا وتدمير حماس سيعني هزيمة الغرب في صراعه الجيوسياسي مع روسيا والصين، وهو صراع يبدو أن الغرب قد خسره بالفعل على الجبهة المعيارية والسردية".

وإزاء ذلك فإن أوروبا ستعاني من عواقب طموحات الهيمنة الأمريكية واعتمادها على واشنطن، وهذه المرة سيكون الثمن أعلى من أي وقت مضى، وسيؤدي إلى تآكل سمعة دول القارة العجوز ونفوذها في أجزاء كثيرة من العالم، بل وحتى داخل قارتها.

واعتبرت الخبيرة في العلاقات الدولية أن حربي أوكرانيا وغزة حلقة جديدة من "القصة المألوفة لإخفاقات أوروبا في السنوات الأخيرة، والفشل الناتج عن اتباع واشنطن بشكل أعمى".

اقرأ أيضاً

وفد من حماس يزور روسيا لبحث مستجدات الأوضاع على الساحة الفلسطينية

المصدر | سارة نيومان/مودرن دبلوماسي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: روسيا حماس غزة إسرائيل أوكرانيا الغرب الولایات المتحدة الخبیرة فی

إقرأ أيضاً:

باحث سياسي: تأخير الإفراج عن الأسرى جزء من حرب الرسائل بين حماس وإسرائيل

علق الدكتور شفيق التلواني، الباحث السياسي الفلسطيني، على الوضع الراهن في ظل المرحلة الأولى من صفقة الأسرى، مشيرًا إلى أن التأخير في الإفراج عن الأسرى هو جزء من حرب تبادل الرسائل بين حماس وإسرائيل.

موضحًا أن كل طرف يسعى للضغط على الآخر ليثبت قدرته على التحكم في سير الصفقة، خصوصًا مع قرب انتهاء المرحلة الأولى التي تشمل الدفعة السابعة من الأسرى.

حماس تسعى لضمان مستقبلها السياسي

وأشار التلواني، خلال مداخلة على قناة القاهرة الإخبارية، إلى أن حماس لا ترغب في خسارة ورقة الأسرى دون ضمان مستقبلها السياسي، خاصة مع اقتراب المرحلة الثانية من الصفقة التي قد تحمل استحقاقات سياسية أكبر من الاستحقاقات الأمنية التي تم التعامل معها في المرحلة الأولى.

مضيفًا أن نتنياهو حاول مرارًا عرقلة تنفيذ الصفقة، لاسيما فيما يتعلق بالضغوط المتعلقة بالمساعدات الإنسانية مثل المنازل المتنقلة لقطاع غزة، في محاولة منه لفرض المزيد من الاشتراطات على حماس.

نتنياهو يعطل الصفقة ويضغط على حماس

وتابع التلواني، بأن تأخير الإفراج عن 620 أسيرًا كان جزءًا من استراتيجية نتنياهو لرفع الضغوط وابتزاز الطرف الآخر، كما أشار إلى الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها نتنياهو داخليًا من الشارع الإسرائيلي، هو ما دفعه في النهاية للقبول بإتمام الصفقة.

مشيرًا إلى أن الضغط الدولي، خاصة من الولايات المتحدة ومصر وقطر، يزيد من صعوبة عرقلة الصفقة.

الضغوط الداخلية والخارجية على إسرائيل

فيما يتعلق بتأثير العمليات العسكرية في الضفة الغربية على مجريات الصفقة، أكد التلواني أن الضفة الغربية أصبحت أولوية بالنسبة لحكومة نتنياهو، والتي تسعى لتحقيق السيطرة الإسرائيلية عليها، وهو ما قد يؤثر على مجريات الصفقة.

موضحًا أن الاحتلال الإسرائيلي في الضفة يجب أن يكون جزءًا من أي اتفاق شامل، مشيرًا إلى ضرورة عودة الإطار الفلسطيني إلى الواجهة، مع تأكيده على أن السلطة الفلسطينية مهددة في الضفة الغربية بسبب الضغوط الإسرائيلية المستمرة.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يعلن تأجيل موعد الإفراج من الأسرى الفلسطينيين وحماس ترد
  • باحث سياسي: تأخير الإفراج عن الأسرى جزء من حرب الرسائل بين حماس وإسرائيل
  • حماس: تعاملنا مع الأسرى إنساني .. وإسرائيل ترد بالوحشية
  • تسليم جديد في غزة.. وحماس تؤكد إعلانها حول الأسرى.. هل تبدأ المرحلة الثانية؟
  • لم يشر إلى انسحاب روسيا..روبيو يطالب الأمم المتحدة بدعم اقتراح أمريكي للسلام في أوكرانيا
  • بيلاوسوف: روسيا تعيش اللحظة الحاسمة في مواجهتها مع الغرب
  • جثة مجهولة تشعل أزمة بين حماس والاحتلال..نتنياهو يتوعد وحماس ترد
  • رغم جدل "جثة شيري بيباس"..تبادل أسرى جديد بين حماس وإسرائيل غداً
  • نتنياهو: سنتحرك لاستعادة جثمان شيري بيباس.. وحماس ستدفع ثمن خرق الاتفاق
  • فانس: الهجرة غير الشرعية تهدد الغرب.. والسلام في أوكرانيا "على الطاولة"