سيناريو كابوس الغرب.. هكذا تنتصر روسيا وحماس على أوكرانيا وإسرائيل
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
سلطت الخبيرة في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية وسياسة الشرق الأوسط، سارة نيومان، الضوء على ما اعتبرته "انتصارا" لروسيا وحركة حماس في حربيهما على أوكرانيا وإسرائيل، مشيرة إلى أن "الغرب يخسر أرضه أمام منافسيه بمرور الوقت".
وذكرت سارة، في مقال نشره موقع "مودرن دبلوماسي" وترجمه "الخليج الجديد"، أن الوضع في أوكرانيا راكد، وأن إرهاق تكاليف الحرب أدى إلى إعاقة المساعدات المقدمة إلى كييف، بل وتوقفها في بعض الأحيان، فيما يلوح احتمال إعادة انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة في أوكرانيا باعتباره احتمالا مخيفا، إذ قد يعني توقف دعم الغرب لكييف.
وأضافت أن الحرب في غزة لا تسير على ما يرام بالنسبة لإسرائيل وحلفائها الغربيين، وستستغرق عمليات إسرائيل البرية وتدمير الأنفاق وقتاً طويلاً، بينما يريد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، والقادة الأوروبيون، إنهاء الحرب ووقف إطلاق النار، لأسباب انتخابية وجيوسياسية.
لكن مرور الوقت يصب في صالح روسيا وحماس، وأي نتيجة تؤكد صحة ادعاءاتهما بالنصر ستقوض مصداقية الغرب وتضعف معاييره، فضلاً عن تقليص نفوذه في أوروبا الشرقية والشرق الأوسط، بحسب سارة، مشيرة إلى أن استمرار الاتجاه الحالي لمسار الأحداث يعني أن 2024 سيكون العام الذي سيدفع فيه الغرب، وخاصة أوروبا، ثمن خسائره.
وفي هذا السياق، تبتعد أوكرانيا عن هدفها المتمثل في استعادة سيادتها على الأراضي التي تحتلها روسيا، وتقترب روسيا من هدفها المتمثل في تأمين الأراضي التي استولت عليها، ما يعزز الخطر الذي تمثله روسيا بالنسبة للغرب، ويقوض مصداقية حلف شمال الأطلسي وأوروبا وقدرتهما على حماية حلفائهما.
كما أن التفوق الكاسح الذي تتمتع به إسرائيل على حماس في العتاد لن يُترجم إلى نصر سريع في غزة، والحرب المطولة في القطاع مع استمرار الانتهاكات الصارخة التي ترتكبها إسرائيل للقوانين الإنسانية الدولية من شأنها أن تزيد من الضغوط التي يمارسها الرأي العام الدولي والمجتمعات الإسلامية في الولايات المتحدة وأوروبا لحملها على وقف إراقة الدماء في أقرب وقت.
كما سيسلط استمرار الحرب الضوء على "المعايير المزدوجة" التي يستخدمها الغرب تجاه أوكرانيا وفلسطين، وفي هذا السيناريو فإن الولايات المتحدة وأوروبا والكتلة الغربية برمتها ستفقد مصداقيتها المعيارية والقيمية المزعومة في عيون أجزاء كثيرة من العالم، وخاصة العالم العربي، بحسب الخبيرة في العلاقات الدولية.
اقرأ أيضاً
لماذا طلب نتنياهو من بوتين توسط روسيا لدى حماس بقضية الأسرى؟.. وما علاقة أوكرانيا؟
وبينما لا تزال الولايات المتحدة تتمتع ببعض النفوذ لإبقاء الدول العربية معتمدة عليها في المجالين العسكري والأمني، فإن العلاقات بين أوروبا ودول الشرق الأوسط ستتضرر بشدة.
وتصف سارة نيومان الواقع الجاري بأنه كان "أسوأ السيناريوهات التي تصورها الغرب لنفسه فيما يتعلق بالحربين في أوكرانيا وغزة"، وبعبارة أخرى، فإن كابوس أوروبا والغرب يصبح أكثر واقعية كل يوم، وهو الكابوس الذي تعيشه أوروبا بسبب "جمودها" من جانب و"الهيمنة الأمريكية" من جانب آخر.
وخلصت الخبيرة في الشؤون الأمنية إلى أن التحول في استراتيجية الولايات المتحدة تجاه روسيا والصين، من الردع والتوازن العسكري إلى الاحتواء والإضعاف، لم يؤد إلى تقويض الردع الغربي فحسب، بل فشل أيضاً في احتواء روسيا والصين.
وأكدت سارة نيومان أن روسيا على وشك تحقيق نصر كبير، وأن الصين استفادت من أجواء عدم الثقة تجاه الغرب وبرزت كزعيمة للجنوب العالمي، وبالتالي فإن "أي شيء أقل من انتصار أوكرانيا وتدمير حماس سيعني هزيمة الغرب في صراعه الجيوسياسي مع روسيا والصين، وهو صراع يبدو أن الغرب قد خسره بالفعل على الجبهة المعيارية والسردية".
وإزاء ذلك فإن أوروبا ستعاني من عواقب طموحات الهيمنة الأمريكية واعتمادها على واشنطن، وهذه المرة سيكون الثمن أعلى من أي وقت مضى، وسيؤدي إلى تآكل سمعة دول القارة العجوز ونفوذها في أجزاء كثيرة من العالم، بل وحتى داخل قارتها.
واعتبرت الخبيرة في العلاقات الدولية أن حربي أوكرانيا وغزة حلقة جديدة من "القصة المألوفة لإخفاقات أوروبا في السنوات الأخيرة، والفشل الناتج عن اتباع واشنطن بشكل أعمى".
اقرأ أيضاً
وفد من حماس يزور روسيا لبحث مستجدات الأوضاع على الساحة الفلسطينية
المصدر | سارة نيومان/مودرن دبلوماسي - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: روسيا حماس غزة إسرائيل أوكرانيا الغرب الولایات المتحدة الخبیرة فی
إقرأ أيضاً:
سارة الأميري: حريصون على اتخاذ القرارات التي تضمن جودة المنظومة التعليمية الوطنية
أكدت معالي سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة التربية والتعليم أن الوزارة تعمل بشكل مستمر على مواءمة وتطوير سياساتها بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بما يدعم الطلبة في مسيرتهم التعليمية في مراحلهم الدراسية المختلفة، سواءً في مرحلة التعليم العام أو العالي، وذلك عبر اتخاذ القرارات الكفيلة التي تضمن جودة ومرونة مخرجات المنظومة التعليمية الوطنية وتقدمها وريادتها على المستوى العالمي.
وأعلنت وزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، إلغاء اختبار الإمارات القياسي "الإمسات" لطلبة الصف الثاني عشر بدءاً من اليوم، ومنح الجامعات مرونة أكبر في تحديد معايير القبول بحيث يمكن للجامعات استقطاب الطلبة وفق تطلعاتهم الأكاديمية والمهنية، وذلك بموافقة مجلس التعليم والتنمية البشرية والمجتمع.
ويأتي القرار ضمن الجهود المبذولة لتطوير المنظومة التعليمية الوطنية وتأهيل الطلبة لمرحلة التعليم الجامعي وسوق العمل وفق أفضل الممارسات والمعايير المتبعة، بما يتناسب مع احتياجات المجتمع والتطلعات المستقبلية.
ولفتت معاليها في هذا السياق إلى اهتمام الوزارة بتطوير ودعم مهارات الطلبة في المواد الدراسية المختلفة والعمل على تنميتها وقياسها بشكل دقيق، وذلك من خلال منظومة قياس أداء الطلبة التي قامت الوزارة بتحديثها مؤخراً، والتي ستتمكن من خلالها من التعرف على المستوى الحقيقي لمهارات الطلبة والارتقاء بها وفق منهجية مدروسة تتيح حيزاً كبيراً لقياس مهاراتهم وصقلها بالشكل الأمثل.
وبينت معاليها أنه لن يتم، وبموجب القرار وبالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، اشتراط الاختبار كجزء من معايير قبول طلبة الصف الثاني عشر في مرحلة التعليم العالي، والاكتفاء بتلبية متطلبات مؤسسات التعليم العالي وما تضعه من شروط فيما يخص قبول الطلبة فيها، مشددةً على أهمية مواءمة السياسات بين جميع الجهات ذات العلاقة بما يضمن تأمين انتقال الطلبة لمرحلة التعليم العالي بسلاسة ويسر، ودعمهم لتحقيق طموحاتهم المستقبلية خلال مسيرتهم الأكاديمية والعملية بما يتواءم مع احتياجات سوق العمل والمجتمع.
من ناحيته أكد معالي الدكتور عبد الرحمن العور، وزير الموارد البشرية والتوطين، وزير التعليم العالي والبحث العلمي بالإنابة، على رؤية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الهادفة إلى زيادة فرص التحاق الطلبة بالتعليم العالي بحيث تتاح إمكانية الانضمام لكل طالب من خريجي الصف الثاني عشر إلى برامج البكالوريوس أو الدبلوم العالي أو الدبلوم أو برامج شهادات المهارات، وبما يسهم في إعدادهم لسوق العمل بطريقة مناسبة.
وأوضح معاليه أن الرؤية الجديدة ستمنح الجامعات مرونة أكبر في تحديد معايير القبول، بحيث يمكن للجامعات استقطاب الطلبة الذين لم يحققوا شرط اللغة الإنجليزية من خلال تسجيلهم في مساقات تؤهلهم للوصول إلى الكفاءة المطلوبة، كما ستتاح للجامعات إمكانية قبول الطلبة وتسجيلهم في مواد استدراكية تخصصية في حالة عدم حصولهم على الدرجة المطلوبة في المواد المطلوبة لدراسة التخصص.
ولفت معالي الدكتور عبد الرحمن العور، إلى أن شروط القبول في التخصصات الطبية والهندسية ستركز بشكل أكبر على درجة المواد العلمية المرتبطة بالتخصص عوضاً عن التركيز على النسبة الإجمالية للصف الثاني عشر، منوهاً إلى أن مقترحات تطوير معايير قبول الطلبة في الجامعات تهدف إلى توفير مسارات أكاديمية متنوعة تناسب إمكانات الطلبة وترتبط في الوقت ذاته باحتياجات سوق العمل، بحيث يتم تخريج أجيال من المتخصصين والمحترفين المؤهلين للتنافس بفعالية في سوق العمل بقطاعيه العام والخاص.
وبين معاليه أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ووزارة التربية والتعليم، تعملان على تحقيق المرونة في سياساتهما التعليمية واشتراطاتها لاستقبال الطلبة في مساراتهم التعليمية والأكاديمية المتنوعة، إلى جانب فتح آفاق التميز والريادة أمام الطلبة بما يلبي طموحاتهم المستقبلية ومستهدفات دولة الإمارات في كوادرها البشرية المتسلحة بأفضل المعارف والمهارات، لافتاً إلى أن الوزارة ستتواصل مع الجامعات من أجل مشاركة تفاصيل المرحلة القادمة وإطلاعها على آخر المستجدات في هذا الشأن.
ودعت وزارتا التربية والتعليم، والتعليم العالي والبحث العلمي، الطلبة وأولياء الأمور إلى ضرورة التعرف على اشتراطات القبول الخاصة بكل جامعة وبحسب التخصص الدراسي الذي يرغب الطالب في دراسته، من خلال التواصل المباشر مع مؤسسات التعليم العالي المعنية، وتلبية تلك المتطلبات وفق القواعد والنظم المطبقة، موضحةً أن إلغاء الاختبار لن يؤثر على متطلبات معادلة شهادات مناهج المدارس الخاصة سوى تلك التي تطبق المنهاج الأميركي، حيث يجب على الطلبة في هذا المنهاج التسجيل لتقديم الاختبارات المعيارية البديلة لاختبار الإمسات مثل اختبار السات (SAT) لمادة الرياضيات والتوفل (TOEFL) لمادة اللغة الإنجليزية، وغيرها من المتطلبات ذات الصلة بالقبول.
وعلى ضوء ذلك حدثت وزارة التربية والتعليم متطلبات خدمة معادلة شهادات طلبة المدارس الخاصة بعد إلغاء اختبار "الإمسات" لطلبة الصف الثاني عشر وفق عدة اشتراطات منها طلب الشهادة الدراسية لآخر ثلاث سنوات دراسية وإلزامية دراسة اللغة العربية للطلبة من الجنسية العربية للسنوات الدراسية الثلاث الأخيرة، وكذلك إلزامية دراسة مادة الدراسات الإسلامية آخر ثلاث سنوات للطلبة المسلمين في المدارس الخاصة، وذلك انسجاماً مع توجهات الدولة في تعزيز مكانة اللغة العربية وترسيخاً للقيم الدينية السمحة، مؤكدةً على ضرورة مراجعة طلبة المدارس الخاصة متطلبات المعادلة بما يتماشى مع المناهج الدراسية الخاصة بكل منهم.
وأكدت وزارتا التربية والتعليم، والتعليم العالي والبحث العلمي، أن هذه الخطوة جاءت لتلبي تطلعات القيادة والمجتمع من قطاع التعليم، وأهمية دوره في تطوير منظومة إيجابية تحول التحديات إلى فرص وتفتح المجال أمام الطلبة ليكتسبوا المهارات والقدرات التي تمكنهم من الإسهام في بناء مستقبل الوطن وازدهاره.