فاتن حمامة| قصة الانطلاق والختام مع ولد السينما الشقي أحمد رمزي
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
تأتي اليوم الذكرى التاسعة لرحيل سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة التي امتلكت سجلًا فنيًا بارعًا في السينما والدراما لا زلنا نتمتع بجمالها حتى الآن، أثرت شاشة الفن المصري بأعمال درامية وسينمائية ذهبية، ما زلنا نعيش في ظلالها إلى يومنا هذا.
ثنائيات لا تعرف الزمن بين فاتن حمامة وأحمد رمزيقدمت فاتن ثنائيات فنية بارزة طوال مسيرتها السينمائية، مع أشهر رجال السينما الذين كانوا يلقبونه بالـ"دنجوان"، التي كانت تعطي للعمل بهجته وتميزه لدى متابعيه، بالإضافة إلى حصوله على علامة تسويقية تضمن نجاحه، وعلى رأسهم "أحمد رمزي، عمر الشريف، أحمد مظهر، محمود ياسين".
وفي البحث في الطيات السينمائية بين فاتن حمامة والولد الشقي أحمد رمزي كما لقبوه صُناع السينما، نجد مصادفة غريبة، فقد وقف أمامها في أول عمل سينمائي له، وختم مسيرته الفنية بمسلسل "وجه القمر 2000 معها أيضًا، والذي كان آخر ظهور فني له.
وفي هذا الصدد نعرض لكم أهم الثنائيات الفنية لـ فاتن حمامة وأحمد رمزي أمام جمهورهما، والتي لا زالت تحتفظ برونقها وحماس مشاهدتها إلى اليوم:
فيلم أيامنا الحلوة 1956 كان أول ظهور سينمائي لـ أحمد رمزي، من بطولة “فاتن حمامة، عبدالحليم حافظ، عمر الشريف، فردوس محمد حسين رياض، عزيزة حلمي، وإخراج يوسف شاهين”.
وفي العام، ظهرا سويًا في فيلم "القلب له أحكام"، عام 1956، بمشاركة “عبد السلام النابلسي، زينات صدقي، عبد الفتاح القصري، زوزو نبيل”، ومن إخراج حلمي حليم.
وفي 1961 تألقا سينمائيًا في "لا تطفئ الشمس"، مع “شكري سرحان، عقيلة راتب، عماد حمدي، ليلى طاهر، ومن إخراج صلاح أبو سيف”.
بجانب فيلم “لن أعترف”، في العام ذاته مع “ أحمد مظهر، شريفة ماهر، صلاح منصور، نظيم شعراوي”، ومن إخراج كمال الشيخ.
وبعد 4 سنوات جاء فيلم "حكاية العمر كله" عام 1965، مع " فريد الأطرش، ليلي فوزي ، عبد المنعم إبراهيم , مها صبري . قام بالإخراج رؤوف كامل.
وكان عام 1979 آخر تعاون سينمائي بينهما في فيلم “حكاية وراء كل باب”، مع “ أحمد مظهر، صفية العمري، جميل راتب”، ومن إخراج سعيد مرزوق.
وفي 2000 التقت فاتن حمامة مع أحمد رمزي في المحطة الفنية الأخيرة له ولكنها كانت في الدراما من خلال مسلسل “وجه القمر”، واتصفت تلك الثنائية بالاستثنائية، كونها عودة قوية لأحمد رمزي للدراما بعد غياب أكثر من 25 عامًا، ومصاحبتهم لأجمل الوجوه الفنية الشبابية آنذاك، والذين يتربعون الآن على عرش الفن المصري والعربي مثل “ غادة عادل، نيللي كريم، وائل نور، علا غانم”، ومع المشاركة المميزة لـ جميل راتب وحسن حسني".
رحلت فاتن حمامة يوم السبت 17 يناير 2015 عن عمر ناهز 83 عامًا إثر أزمة صحية مفاجئة باغتتها مرتين، حيث تعرضت للأولى في المنزل ونقلت فورًا إلة أحد المستشفيات الكبرى للقلب تحت إشراف زوجها الطبيب محمد عبد الوهاب، وعادت لمنزلها بعد أيام من تماثلها للشفاء لكنها عادت الازمة مرة أخرى وتوفيت في الحال.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فاتن حمامة بوابة الوفد فاتن حمامة 2024 فاتن حمامة أحمد رمزی ومن إخراج
إقرأ أيضاً:
مقدمة لدراسة صورة الشيخ العربي في السينما الأمريكية «16»
يقول جاك شاهين، موضحًا سبب (أو لا سبب) استخدام فكرة الـ «كاميو» فـي الأفلام الأمريكيَّة التي تصوِّر العرب فـي السِّينما الأمريكيَّة على النَّحو السَّلبي الذي تُصَوِّرهم به إن الأمر يتعلَّق بـ «الأشرار اللاأخلاقيِّين الفظيعين، والعذارى، والشُّيوخ، والمصريين [القدماء]، والفلسطينيين... فـي أفلام لا علاقة لها أبداً بالعرب أو الشَّرق الأوسط» (1). يعني شاهين، بكلمات أخرى، الظهور المجاني والإقحام القسري فـي سرديات سينمائية لا تعني ما كان عبدالمجيد حاجي قد أسماه «النوع السينمائي الشرقي». ويتحكم فـي خطاب شاهين فـي كتابه هذا، كما هو الحال فـي أعماله الأخرى، خطاب مضَّاد للصُّور التنميطيَّة، عاطفـي لا يفتقر إلى النداءات المشبوبة وجدانيًّا ومنطقيًّا موجه فـي الغالب إلى جمهور من عامَّة القُرَّاء وليس للمُنْجَمَع النَّقدي الفكري والأكاديمي الذي تجاوزت أطروحاته ثنائيَّة «الجيِّد/ السيئ». وربما يكون هذا هو السبب فـي انه -أي شاهين- يرى لمعات من الأمل والمراهنة هنا وهناك فـي «تحسُّن» التَّمثيلات (representations) السِّينمائيَّة للعربي. وفـي ذينك الأمل والمراهنة يُمَوضِع فـي عدد من أفلام هوليوود المتعلِّقة بالأمر ما يدعوه «الإيجابي» من الأفلام الذي يقسِّمها بدوره إلى درجتين اثنتين. أما الأولى من تينك الدرجتين فهي ما يسميِّه «مُزَكَّى/ مُوصى به» من أفلام (وسأعترف باستغرابي من انه يضِّمن فـي هذه الدرجة الحائزة على رضاه فـيلماً مثل فـيلم «قِسْمَت» [kismet] من إخراج وِليَم ديترلي William Dieterle، 1944، على الرغم من استشراقيَّته الصَّريحة. وكذلك فـيلم «الخرطوم» [Khartoum] من إخراج Basil Deardon، 1966؛ مع ملاحظة أن هذا فـيلم بريطاني وليس أمريكيًّا). والدرجة الثانية هي ما يدعوه شاهين «القائمة الأفضل» من الأفلام. وتتضمن هذه «القائمة»، بصورة إشكاليَّة للغاية، واحداً من أكثر الأفلام الأمريكيَّة تأسيسًا للاستشراق السِّينمائي برمَّته، وهو فـيلم «لص بغداد» [The Thief of Bagdad] لراؤول وولش Raoul Walsh، 1942، وفـيلم آخر تدور أحداثه فـي سياق حرب الخليج (عاصفة الصحراء) هو «ثلاثة ملوك» [Three Kings] لديفد أو رَسِل David O. Russell، 1999. وفـي أية حال فإن كتاب شاهين يأتي باعتباره عملاً أكثر توسُّعًا وشموليَّة من النّواة العربيَّة التي كان قد أصدرها محمد رضا، والتي سبق التطرُّق إليها. وعلى الرغم من تحفظاتي على مقاربة شاهين الميثودولوجيَّة والنَّظريَّة -فـي الحقيقة، سيصدق الزعم بغياب كامل لهكذا مقاربة، وهذا كذلك ما اتسمت به أعماله الأخرى المبكِّرة- وكذلك تعامله الأخلاقي الثُّنائي، فإن كتابه يعتبر مصدراً هاماً ومرجعاً لا غنى عنه لأي دراسة تسعى لبحث صورة العربي فـي السينما الأمريكيَّة، وهو خطوة إلى الأمام بالتأكيد.
لكن على النقيض من المقاربة «الأخلاقيَّة» و«العاطفـيَّة» للموضوع التي يتخذها شاهين بحماس، فإن جون سي آيلي John C. Eisle يأخذ الأمر خطوة أبعد، وذلك بأن يعمد إلى توظيف مفاهيم مستعارة من علم اللسانيَّات الإدراكيَّة وصولاً لما يسميه الفـيلم «الشَّرقي» (eastern) نقيضًا (أو حتى معادلًا) لـ«الوسترن» (western) أو أفلام الغرب الأمريكي. ويتفرع نوع (genre) الفـيلم «الشَّرقي» الرئيس لدى آيلي إلى خمسة أنواع أصغر هي: نوع أفلام الشَّيخ، ونوع أفلام ألف ليلة وليلة، ونوع أفلام الفـيلق الأجنبي، ونوع أفلام التشويق والإثارة والمكائد الأجنبيَّة، ونوع أفلام الإرهاب. وفـي هذا فإنه يحدِّد عشر خصائص سرديَّة للفـيلم «الشَّرقي» وهي: الانتهاك، والفصل، والاختطاف، والتَّقليص، والتَّخليق، والغواية، والخلاص، والبوح، وإعادة التوكيد، والبتر (2). ومع أن «الأنواع العربيَّة» التي اقترحها شاهين لا تتطابق بصورة كاملة مع «الأنواع الفرعيَّة للنوع الشَّرقي الرئيس» التي يرتئيها آيلي، فإن كليهما يشتركان فـي التوكيد على أهمية أفلام الشَّيخ وطغيان حضوره عبر الأفلام والعقود الزمنيَّة منذ بدايات السينما الأمريكيَّة وحتى وقتها الحاضر.
إن دراسة نقديَّة متأنيَّة تشمل كافة تمثيلات (representations) العربي فـي كل تاريخ السينما الأمريكيَّة تبدو فكرة طموحة من الناحية المبدئيَّة، ولكنها، فـي الوقت نفسه، غير عمليَّة وغير ممكنة للعديد من الأسباب. غير أن دراسة شخصيَّة الشَّيخ (وهو «الصُّورة الصَّغيرة» micro) من خلال متابعة وقراءة تشكلها وتطورها عبر المراحل التاريخيَّة، والثقافـيَّة، والسينمائيَّة المختلفة، ستكون بالنَّتيجة، من الناحية العمليَّة، دراسة للتمثيلات السينمائيَّة للعربي (من حيث هو، هذه المرة، «الصُّورة الكبيرة» macro)؛ بالنظَّر إلى أن شخصيَّة الشَّيخ قد تبدَّت وتجلَّت تاريخيًّا باعتبارها العربي الجوهراني، وخلاصة الغيريَّة والاختلاف. وفـي هذا فإن نقطة بداية دراسة الشَّيخ العربي الهوليوودي ينبغي أن تكون عام 1921؛ أي العام الذي اقتبست فـيه الشَّاشة السينمائيَّة الأمريكيَّة رواية إدِث هل Edith Hull المعمَّدة «الشَّيخ»The Sheik بنفس العنوان (3).
--------------------------------
(1). Jack Shaheen, Reel Bad Arabs, 27. مصدر مقتبَس سابقاً
(2). John C. Eisele, “The Wild East: Deconstructing the Language of Genre in the Hollywood Eastern,” Cinema Journal 41, no. 4 (Summer 2002), 73.
(3). Edith Hull, The Sheik (Boston: Mall, Maynard, 1921). جدير بالذكر إنه فـي إثر نشر رواية «الشَّيخ» وإنجاز نسختها السينمائيَّة، فإن نفس المؤلفة قد نشرت رواية أخرى هي «ظِل الشَّرق» The Shadow of the East (New York: Small, Maynard, and Co., 1921). كما أنها نشرت لاحقاً، من باب الاستثمار التجاري والثقافـي، رواية أخرى من نفس النَّوع بعنوان «أبناء الشَّيخ» The Sons of the Sheik (New York: A. L. Burt, 1925)، والتي اقتبِست بدورها إلى السينما فـي فـيلم بعنوان «ابن الشَّيخ» The Sun of the Sheik (بإخراج جورج فِتسمورِس George Fitzmaurice، 1926). وبعد ذلك نشرت هَل كتاباً رحليًّا صحراويًّا بعنوان «التخييم فـي صحارى» Camping in the Sahara (New York: Dodd, Mead, and Co., 1927)، إضافة إلى روايات أخرى مستلهمَة من الصحارى والغابات وهي: «مروِّض الأسود» The Lion-Tamer (New York: Dodd, Mead Co., 1928)، و»أسير صحارى» The Captive of the Sahara (New York: Dodd, Mead and Co., 1931)، و»أسير الغابة» and Jungle Captive (Dodd, Mead and Co., 1939).
عبدالله حبيب كاتب وشاعر عماني