الصينييون يعزفون عن الإنجاب وتكوين أسرة لهذا السبب
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
يزداد تردد الشباب في الصين في تأسيس عائلات نتيجة وضع اقتصادي يثير لديهم قلقهم، وتفاقمه التقاليد الاجتماعية الصارمة المرتبطة بالإنجاب، وإن كانت الحكومة تحاول جاهدة الدفع باتّجاه زيادة معدلات الولادة وتجنّب أزمة ديموغرافية.
تسارع تراجع عدد السكان في الصين عام 2023، وفق ما أظهرت بيانات نشرت الأربعاء، إذ انخفض بأكثر من مليوني نسمة.
وفي ظل قلقها حيال تراجع معدلات الخصوبة، خففت الحكومة في السنوات الأخيرة القيود ضمن سياسة الطفل الواحد التي فرضتها على مدى عقود لتسمح بثلاثة أطفال لكل عائلة، بموازاة إقرار تدابير دعم وحض النساء على تأسيس عائلات.
لكن الحوافز والمناشدات لا تغيّر كثيرا ما يصفه خبراء الديموغرافيا بأزمة اقتصادية تتشكّل، فيما يتراجع عدد البالغين الذي يعملون ويضغط تزايد عدد المتقاعدين على صناديق الضمان الاجتماعي.
يأتي الإنجاب في الصين عادة بعد عملية مكلفة للغاية تقضي بشراء منزل والعثور على زوج أو زوجة وتغطية تكاليف حفل زفاف باذخ، علما بأن الحكومة تعاقب على الإنجاب خارج إطار الزواج، رغم تحرّكات في بعض المناطق مؤخرا لدعم الأمّهات غير المتزوجات.
يسارع الوالدان بعد ذلك لضمان تحقيق أطفالهم نتائج متميّزة في المدارس والجامعات للنجاح في سوق توظيف يشهد منافسة حادة.
وصل معدل كلفة تربية طفل في الصين من الولادة حتى سن الـ18 إلى 485 ألف يوان (68 ألف دولار) عام 2019، بحسب مركز "يو وا للأبحاث السكانية" ومقره بكين.
وبلغ هذا الرقم سبعة أضعاف إجمالي الناتج الداخلي للفرد في ذلك العام، وهي نسبة تتجاوز بشكل كبير تلك المسجلة في الولايات المتحدة (4,11 ضعف) أو أستراليا (2,08 ضعف).
لا يشمل المبلغ الشقة التي يُتوقع من الآباء عادة مساعدة أبنائهم على شرائها ليتمكنوا من العثور على زوجة.
"لا زواج، لا أطفال"
أوضح الخبير الصيني المستقل المتخصص في الديموغرافيا، "هي يافو" لفرانس برس، أن "الجيل الأصغر سنا بدّل بشكل جوهري مفهومه للخصوبة ولا يرغب بالمجمل في إنجاب مزيد من الأطفال".
ويتباهى عدد متزايد من الشباب على وسائل التواصل الاجتماعي بأنماط الحياة التي يعيشونها من دون أطفال.
ويحظى موضوع تحت عنوان "لا زواج، لا أطفال" بشعبية واسعة على موقع "دوبان"، حيث يتبادل آلاف المستخدمين وجهات النظر ويسعون للحصول على تطمينات بشأن اختيارهم العيش من دون أطفال.
وسألت إحداهم مؤخرا "هل يمكن لك حقا أن تقدّمي كل هذه التضحيات فقط لتسمعي شخصا ما يناديك (أمي)؟".
وتؤكد كاو، وهي أم لطفل واحد في الثلاثينات من عمرها من مدينة شيآن الغربية، أن العديد من أصدقائها هم أزواج يحصلون على دخلين ولكنهم لا ينجبون الأطفال.
وأشارت إلى المخاوف الاقتصادية كسبب يدفع الناس للتردد في الإنجاب.
وقالت "قبل أن تنجب الأطفال عليك التفكير في تعليمهم يرغب الناس بالتأكد من أن أطفالهم سيرتادون أفضل المدارس".
وبينما تعد رسوم التعليم في القطاع الحكومي ميسورة الكلفة نسبيا في الصين، إلا أن المدارس المرموقة تمنح أولوية لقبول الأطفال الذين يقطنون على مسافة قريبة، ما يؤدي إلى ارتفاع كبير في تكاليف المساكن المكتظة والقديمة الواقعة في مناطق قريبة من تلك المدارس.
عمل المرأة
عام 2021، حصل 63,7 في المئة من الأطفال الصينيين تحت سن الثالثة على الرعاية بشكل أساسي من أمهاتهم خلال فترات النهار، وفق تقرير للأمم المتحدة.
وكرّست النساء العاملات ضعف الوقت الذي كرّسه الرجال لأفراد العائلة.
ورغم الجهود الحكومية لزيادة مشاركة الآباء في رعاية الأطفال، تبلغ مدة إجازة الأبوة على الصعيد الوطني حوالى أسبوعين، فيما تبلغ إجازة الأمومة ثلاثة أشهر.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الصين الأطفال الصين الإنجاب تأخر الإنجاب معدل الإنجاب الصين الأطفال أخبار الصين فی الصین
إقرأ أيضاً:
نقيب التمريض: لدينا نسبة تسريب 20-30% من مرحلة التكليف لهذا السبب
كشفت الدكتورة كوثر محمود، نقيب التمريض وعضو مجلس الشيوخ، أنه لأول مرة ومع الإقبال الكبير على كليات ومعاهد ومدارس التمريض، سيُسجل عدد كبير من الخريجين بعد انتهاء مرحلة التكليف.
وقالت خلال لقائها مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج "كلمة أخيرة" على قناة ON:"في السابق، كان عدد الخريجين يتراوح بين 300 إلى 400 خريج فقط على مستوى كل جامعة، لكن هذا العام، ولأول مرة، لدينا نحو 13 ألف خريج حاصل على درجة البكالوريوس على مستوى الجامعات الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى 18-20 ألف خريج من المعاهد الفنية أو مدارس التمريض بنظام الخمس سنوات."
وأوضحت أن مرحلة التكليف بعد التخرج تمتد لأربع سنوات، مقسمة إلى نظام (2+2)، حيث يثبت التمريض على الدرجة الوظيفية التي حصل عليها أثناء هذه الفترة إذا لم يتم ا الانتقال.
وأشارت نقيب التمريض إلى أن التكليف يُنهي بالتسجيل في النقابة، موضحة:"التكليف إلزامي مثل الخدمة العسكرية، إلا إذا قرر الخريج عدم الالتحاق. لدينا نسبة تسرب تتراوح بين 20% إلى 30% بسبب السفر للخارج لتحسين الدخل، أو الالتحاق بالقطاع الخاص."
وأضافت أن التسرب نوعان:تسرب داخلي (للقطاع الخاص داخل مصر)وتسرب خارجي (للدول الأجنبية)، والذي كان لا يتجاوز 5%، لكنه بدأ في التزايد بعد جائحة كورونا، مع ارتفاع الطلب العالمي على الكوادر التمريضية المصرية.
وأكدت أن عدة دول فتحت أبوابها للتمريض المصري دون شروط معقدة، مثل:ألمانيا وإيطاليا وسنغافورة إلى جانب زيادة الطلب من الدول الخليجية، وعلى رأسها السعودية والإمارات.
واختتمت حديثها قائلة:"التمريض المصري عاد بقوة إلى ازدهاره، ودائمًا أؤكد أن التمريض المصري إذا توفرت له بيئة العمل المناسبة سيخرج أفضل ما لديه، فهو من أفضل الكوادر التمريضية على مستوى العالم."