العيدروس يرأس اجتماعا لمناقشة مستجدات الأوضاع المحلية والإقليمية وتداعياتها الإعلامية
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
الثورة نت|
ناقشت لجنة الإعلام والثقافة والشباب والرياضة بمجلس الشورى في اجتماعها اليوم، برئاسة رئيس المجلس محمد حسين العيدروس، عددا من المواضيع المتعلقة بمستجدات الأوضاع المحلية والإقليمية الناجمة عن العدوان الأمريكي البريطاني وتداعياتها الإعلامية.
وأكد الاجتماع الذي ضم نائب رئيس المجلس محمد حسن الدرة، ورئيس لجنة الإعلام والثقافة فاطمة محمد، أهمية مواكبة المستجدات على الصعيدين المحلي والإقليمي والرفع بالمقترحات المناسبة للموجهات والنشاط الإعلامي والتواصل الخارجي لتعزيز وتوضيح الموقف الثابت لليمن من القضية الفلسطينية في وسائل الإعلام المختلفة.
وشدد الاجتماع على سرعة وضع آلية تنفيذية لموجهات قائد الثورة المتعلقة بتفعيل نشاط المجلس في جانب تقديم الدراسات والمقترحات الإعلامية بما يتناسب مع معطيات المرحلة ومستجدات الوضع في الساحتين المحلية والعربية.
ودعا إلى عقد لقاء مشترك مع اتحاد الإذاعات العربية والإسلامية لمحور المقاومة للخروج برؤية إعلامية موحدة تسهم في دعم خيارات مواجهة العدوان الصهيوني على فلسطين والعدوان الأمريكي البريطاني على اليمن.
وفي الاجتماع أكد رئيس مجلس الشورى، أهمية دور وسائل الإعلام الرسمية في مواجهة الهجمة الإعلامية التي تشنها قنوات الإعلام المعادية لتشويه الموقف اليمني وإجراءاته المتخذة في سبيل دعم ومساندة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
وأشار إلى أهمية تضافر الجهود في هذه المرحلة الاستثنائية والعمل وفق رؤية إعلامية موحدة تسهم في مواجهة تداعيات العدوان السافر على اليمن والشعب الفلسطيني.
بدورها أكدت رئيس لجنة الإعلام والثقافة والشباب والرياضة، أهمية تكثيف حملات التوعية للشباب اليمني لتعزيز دوره في مواجهة العدوان، والتعريف بمخاطر تداول محتوى الإعلام الإلكتروني غير الدقيق في تناول الأحداث الناجمة عن العدوان دون الاستناد إلى المصادر الرسمية.
وأقر الاجتماع عقد لقاء موسع مع وزارة الإعلام ومسؤولي الإعلام الرسمي لمناقشة السبل الكفيلة بتوحيد الجهود في مواجهة تداعيات العدوان الأمريكي البريطاني الصهيوني على اليمن وفلسطين.
وكان الاجتماع قد استعرض تقرير اللجنة حول أوضاع قطاع الإذاعة البرنامج العام، والسبل الكفيلة بتطوير بثها الإذاعي، وكذا ما تم إنجازه وما تبقى من خطة اللجنة للعام الجاري، ومشاريع اللجنة في مصفوفة الرؤية الوطنية لبناء الدولة.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: رئيس مجلس الشورى صنعاء فی مواجهة
إقرأ أيضاً:
رؤية واقعية “لطبيعة الصراع في اليمن ومسارات الحلول الممكنة”
عندما تندلع حرب داخلية في أي بلد، فإن الحل الواقعي والمنطقي يتمثل في بناء عملية سياسية شاملة تستوعب جميع أطراف الصراع، من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية تُجسِّد مبدأ التوافق وتكفل المشاركة في صناعة القرار السياسي خلال مرحلة انتقالية، تمهيدًا لإجراء انتخابات حرة ونزيهة.
هذه الرؤية الواقعية سبق أن طرحناها خلال مؤتمر الحوار الوطني، وقدّمناها مكتوبة لكل شركاء الحوار، ثم عملنا على ترجمتها إلى واقع عملي بعد انتصار ثورة 2014، من خلال تحويلها إلى مشروع سياسي تمثّل في اتفاق السلم والشراكة الوطنية، الذي وقّعت عليه جميع الأطراف السياسية دون استثناء.
ورغم أن أنصار الله كانوا الطرف المنتصر، إلا أن الاتفاق لم يمنحهم أي امتيازات خاصة، التزامًا بمبدأ الشراكة الوطنية والتوافق السياسي.
تكمن المشكلة في أن الطرف المهزوم ظلّ مصرًّا على الانفراد بالقرار السياسي، ولعجزه عن تحقيق ذلك بإمكاناته الذاتية، لجأ إلى الاستقواء بالخارج الذي كان يسعى لإبقاء اليمن تحت الوصاية الدولية وفقًا للمبادرة الخليجية.
ومنذ ذلك الحين، عملوا على تعطيل تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية القائم على مبدأ الشراكة والتوافق، مطالبين بانسحابنا من مناطق سيطرتنا وتسليم سلاحنا، تمهيدًا لعودة السفير الأمريكي ليمارس حكم اليمن عبر واجهته المتمثلة في عبدربه منصور هادي.
اليوم، وبعد مرور أكثر من عشر سنوات على العدوان على اليمن، ومع ما كشفته معركة طوفان الأقصى من حقائق ومعادلات جديدة في المنطقة، نعيد طرح السؤال مجددًا: ما هو الحل المنطقي والمفترض لليمن في هذه المرحلة؟
وقبل الإجابة على هذا السؤال الجوهري والمصيري، لا بد من التوقف عند جملة من الحقائق الأساسية التالية:
الحقيقة الأولى:
لم تعد المشكلة في اليمن تعبّر عن صراع داخلي على السلطة، بل تحوّلت إلى صراع إقليمي ودولي يهدف إلى إبقاء اليمن تحت الوصاية الخارجية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية. وهذا ما يؤكده سلوك عملاء الداخل وأعداء الخارج الذين ما زالوا يصرّون على تبنّي عملية سياسية تقوم على أساس المبادرة الخليجية التي كرّست الوصاية الدولية، وعلى قرارات مجلس الأمن التي وضعت اليمن تحت طائلة العقوبات الدولية.
ويكفي للدلالة على حجم الارتهان أن عبدربه منصور هادي اعترف بأنه لم يكن على علم بعملية عاصفة الحزم إلا في صباح اليوم التالي لبدء العدوان، وهو ما يثبت أن دول العدوان لم تكلف نفسها حتى عناء إبلاغ عملائها في الداخل، فضلًا عن استشارتهم أو إشراكهم في قرار العدوان.
اعتراف رشاد العليمي بأن التدخل العسكري السعودي–الإماراتي هو الذي حال دون سيطرة أنصار الله على كامل الأراضي اليمنية، يؤكد أن الصراع المسلح في اليمن كان قد حُسم فعليًا لصالح طرف داخلي يؤمن بمبدأ الشراكة ولا يسعى للانفراد بالقرار السياسي.
وهذا بدوره يشير إلى أن اليمن كان مهيّأً آنذاك لبناء عملية سياسية مستقرة تقوم على مبدأ الشراكة لا على منطق الغلبة والقوة. ولولا ذلك التدخل الخارجي، لكانت اليمن اليوم دولة مستقلة، مستقرة، وذات سيادة كاملة.
اعتاد معظم قادة المرتزقة على تحريض الدول الإقليمية والقوى الكبرى على التدخل العسكري في اليمن، بزعم أن خطر أنصار الله لا يقتصر على الداخل، بل يمتد ليشمل الإقليم والعالم بأسره.
وهذا في جوهره اعتراف ضمني بأن اليمن، بقيادة أنصار الله، سيكون مؤهَّلًا للعب دور إقليمي ودولي فاعل، ولن يظل مجرد حديقة خلفية للسعودية كما يريد الأمريكيون وأدواتهم في المنطقة، وهو ما أقرّ به صراحةً سلطان البركاني في احد تصريحاته.
كل ذلك يؤكد أن الحرب في اليمن لم تعد تعبّر عن صراع داخلي، بل حربًا استباقية شنّتها الولايات المتحدة وبريطانيا عبر أدواتهما في المنطقة، بعد أن استنفدت أدواتهما في الداخل قدرتها على تحقيق أهدافهما.
الحقيقة الثانية:
أي حل سياسي في أي دولة لا يمكن أن يتحقق إلا بين أطراف الصراع في الداخل، الذين يمتلكون مناطق سيطرة فعلية على الأرض ولديهم القدرة على اتخاذ القرار.
أما في اليمن، فقد فقد المرتزقة تلك القدرة، إذ لم يعد لديهم مناطق سيطرة حقيقية، ولم يعد القرار بيدهم، بل أصبح خاضعًا لإشراف الضباط السعوديين والإماراتيين، مما أفقدهم أي تأثير فعلي على القرار السياسي.
ويكفي في هذا السياق أن بن سلمان جمع جميع المرتزقة في الرياض وأجبرهم على التوقيع على مشروع حل قضى بعزل هادي، وتنصيب رشاد العليمي، وتشكيل مجلس قيادة من ثمانية أعضاء، بالإضافة إلى اعتماد لائحة تنظيمية بديلة عن دستور الجمهورية اليمنية.
الحقيقة الثالثة:
يفتقر المرتزقة إلى لغة المنطق، مما جعل التوصل إلى حل معهم أمرًا مستحيلاً، حتى وإن تعاملنا معهم كأطراف صراع حقيقيين. فهم لا يزالون يطالبوننا بإعلان الاستسلام، لتتاح لهم الفرصة للانفراد بالقرار السياسي، على الرغم من أن حلفاءهم قد فشلوا في تحقيق اهداف المعركة الإقليمية والدولية، كما انهم أنفسهم قد خسروا المعركة الداخلية.
وهذا يؤكد ما نكرره دائمًا: أنهم فقدوا القدرة على استشعار الواقع من حولهم، وينتقلون للعيش في عالم متخيل، بعيد عن مجريات الأحداث وقوانين المنطق.
بعد استعراض هذه الحقائق، يمكن الآن الإجابة على السؤال الجوهري والمصيري: ما هو الحل المفترض في اليمن؟
وفي سياق ذلك، سُئل محمد حسنين هيكل في بداية العدوان على اليمن عن توقعاته لنتائج عملية عاصفة الحزم، فأوضح أن اليمن يمثل حالة استثنائية. وأشار إلى أن السعودية كانت مضطرة لدفع أموال طائلة لشراء ولاء المشايخ بهدف احتواء اليمن وتحييده، محذرًا من أن اليمن يشبه البركان النائم، وإذا ما أيقظه التدخل الخارجي، فسينفجر ويجتاح المنطقة بأسرها.
إنّ صمود اليمن الأسطوري أمام العدوان ونجاحه في إسناد غزة في مواجهة مباشرة مع امريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني يؤكِّدان صدق تحذيرات محمد حسنين هيكل.
ونظرًا لأن الحل في اليمن لم يعد ممكنا عبر الاتفاقات السياسية، ولا مفضلا عبر الحسم العسكري, فإن الخيار الثوري القائم على صحوة الشعب اليمني من صعدة إلى المهرة للمشاركة في شرف تحرير الوطن وانتزاع حقوقه واستعادة عمقه الجغرافي والديموغرافي في جزيرة العرب يعد هو الخيار الافضل والانسب. خصوصا بعد ان ادرك الشعب اليمني حقيقة اهداف دول العدوان وارتباط مرتزقتهم بالمشروع الصهيوني في المنطقة.