تماضر الخالد: الذكاء الاصطناعي محور رئيسي في تقدم العمل وتحسين الإنتاجية والكفاءة في «القطاع النفطي»
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
أكدت مديرة العلاقات العامة والإعلام في وزارة النفط الشيخة تماضر خالد الأحمد الجابر الصباح ان الذكاء الاصطناعي يعتبر لغة العصر ومحور رئيسي في تقدم العمل وتحسين الإنتاجية والكفاءة وتحسين سلامة الموظفين.
وخلال الحلقة النقاشية التي نظمتها وزارة النفط أمس بعنوان (الحلول الرقمية لخدمة المنشآت النفطية)، بالتعاون مع شركة زين للاتصالات، قالت ان وزارة النفط نجحت في إنشاء جسر للتعاون بين شركات الاتصالات المحلية وإمكانياتها الكبيرة والمتمثلة في شركة زين بمجالات التحول الرقمي والاستفادة منها في قطاع النفط والغاز، حيث ان التكامل السريع بين الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في قطاع الطاقة، يفتح آفاقا كبيرة لصناعة النفط والغاز.
النفط يرتفع في ظل تصاعد الصراع بالشرق الأوسط وتحويل الناقلات لمسارها منذ يوم الكويت تخفّض سعر نفطها لآسيا منذ يوم
وبينت أن الذكاء الاصطناعي نجح في تعزيز السلامة وتقليل التكاليف التشغيلية وتحسين الاستدامة وتسريع العمليات وتنفيذ الأعمال بكل دقة وسرعة في مختلف المجالات.
مركز الحلول الرقمية
من جانبه، قال رئيس قطاع تطوير الأعمال للطائرات المسيرة والروبوتات في شركة «ZainTECH» زين تك محمد هادي أبل، أنه من المقرر أن تصبح زين تك واحدة من أكبر التحولات الرقمية ومنصات الحلول الرقمية في الكويت والمنطقة، لاسيما وان الشركة تعتبر مركز الحلول الرقمية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الإقليمي الذي يوحد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لمجموعة زين لتقديم قيمة فريدة من الحلول الرقمية الشاملة والخدمات تحت سقف واحد.
وأوضح أبل أن شركة زين تعتبر الأسرع نمواً في تقديم خيارات الحلول المدارة للخدمات السحابية، الأمن السيبراني، خدمات البيانات، الحلول الرقمية، والطائرات من دون طيار والروبوتات، وأنها تركز على تنفيذ التقنيات الناشئة، والاستدامة لتمكين قاعدة عملائها من المؤسسات بتقنيات وحلول تواكب التطور في الأعمال والطلب المتزايد مستقبلا.
وذكر أن شركة «زين» تتمتع بمكانة فريدة تمكنها من دفع عجلة التحول للعملاء من المؤسسات والحكومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خلال توفير مركز للتميز والحلول المدارة عبر قطاعات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المتعددة بما في ذلك السحابة والأمن السيبراني والبيانات الضخمة وإنترنت الأشياء الذكاء الاصطناعي والمدن الذكية والطائرات بدون طيار والتقنيات الناشئة.
وأشار أبل إلى ان «زين تك» تستفيد من انتشار مجموعة زين العالمي وبصمتها الإقليمية الفريدة وبنيتها التحتية عبر عملياتها في الكويت والمملكة العربية السعودية والبحرين والأردن والعراق والمملكة العربية المتحدة الإمارات وكذلك بالعديد من الأسواق الرئيسية الأخرى في منطقة الشرق الأوسط.
وبين ان «زين تك» تشكل ركيزة أساسية في تطور أعمال «زين» لتعظيم القيمة في أن تصبح مزودا رائدا لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ونمط الحياة الرقمي.
وبين ان الخدمات التي تقدمها الشركة تتمثل في قطاعات الطاقة والاتصالات والزراعة والانشاء، حيث ان محفظة الشركة تقنية واسعة عبر السحابة والأمن السيبراني والحلول الرقمية والطائرات بدون طيار والروبوتات والبيانات والذكاء الاصطناعي.
انترنت الأشياء في النفط
واستعرض أبل جهود «زين» في قطاع النفط والغاز واستخدام انترنت الأشياء (IOT ) حيث قال انها توافر نظاما أساسيا شاملا يسمح للشركات بإدارة البيانات وتحليلها من الأجهزة المتصلة، وتساعد الشركات على اتخاذ قرارات مستنيرة وتحسين الكفاءة التشغيلية وتعزيز تجارب العملاء.
وشدد على ان إنترنت الأشياء يعمل على تحسين الكفاءة حيث يمكن لحلول إنترنت الأشياء أتمتة العمليات والمهام، مما يقلل من الحاجة إلى التدخل البشري ويحسن الكفاءة، بالإضافة الى راحة محسنة والتي يمكن لحلول إنترنت الأشياء أن تجعل المهام اليومية أسهل وأكثر ملاءمة، واتخاذ قرارات أفضل حيث يمكن أن توافر حلول إنترنت الأشياء رؤى قيمة للبيانات يمكن أن تساعد الأفراد والمؤسسات على اتخاذ قرارات مستنيرة، وتوفير السلامة والأمان إذ يمكن استخدام حلول إنترنت الأشياء لمراقبة وتأمين المنازل وأماكن العمل والبيئات الأخرى، فضلا عن انخفاض التكاليف حيث يمكن أن تساعد حلول إنترنت الأشياء في تقليل التكاليف من خلال تحسين العمليات وتقليل النفايات، وتحسين نوعية الحياة إذ يمكن لحلول إنترنت الأشياء تحسين نوعية الحياة من خلال توفير قدر أكبر من إمكانية الوصول والراحة والملاءمة.
وقال ان الكاميرات المرئية فائقة الدقة يمكنها من تصوير أدق التفاصيل في خطوط الانابيب والمداخن، كما ان الروبوتات المتقدمة الرباعية يمكنها إجراء عمليات تفتيش وصيانة منتظمة في منشآت النفط والغاز، ويمكنها الوصول إلى المناطق التي يصعب أو تشكل خطورة أو حتى يستحيل على العمال البشريين الوصول إليها، مبينا ان تلك الأجهزة يمكنها من كشف السقوط الذي قد يتعرض له عمال النفط وإجراء تشغيل آلي للاتصال بالسلطات فور اكتشافه حتى يتمكن العامل من تلقي الرعاية العاجلة والضرورية.
وذكر ان كاميرات المراقبة الحرارية نجحت خلال جائحة كورونا من كشف درجة الحرارة واتباع إرشادات السلامة مع الكشف عن درجة الحرارة بدون تلامس عند مداخل المنشأة وقراءة درجات الحرارة أثناء مرور الموظفين بسرعة المشي وكشف مراقبة درجة حرارة سطح الماكينة وتلقي إشعارات في الوقت الفعلي عبر لوحة معلومات تنبيه الذكاء الاصطناعي الفيديو.
كما انه يمكن كشف الدخان والحريق وتحقيق أقصى قدر من السلامة مع الكشف الفوري عن كل من الدخان والنار وتلقي تنبيهات في الوقت الحقيقي عند اكتشاف الدخان أو الحريق في مشهد الكاميرا والعمل قبل إنذار كاشف الحريق.
وبين ان هناك تقنيات متقدمة لكشف التسلل الذكي حيث يتم من خلاله أتمتة مراقبة المحيط وخطوط الأنابيب باستخدام محرك قواعد قائم على الذكاء الاصطناعي وتلقي إشعارات في الوقت الفعلي عبر لوحة معلومات تنبيه GIS، عند اكتشاف كائن مستهدف / وجه غير مرغوب فيه ويساعد هذا الأمر على إنشاء أسوار افتراضية قائمة على الكاميرا ووضع علامة على الأصول الهامة حول مناطق الإنتاج المهمة.
القوى العاملة الرقمية
ونوه إلى أن استخدم الأدوات الرقمية لدعم العاملين في البيئات القاسية والخطرة، حيث يستخدم العمال حاليًا عمليات التفتيش العادي والأدلة الورقية، مما قد يؤدي إلى حوادث تتعلق بالسلامة وعمليات غير فعالة، ولمواجهة ذلك، يتم استخدام الوسائط الرقمية والسجلات الإلكترونية وتقنيات الواقع المعزز/الواقع الافتراضي لالتقاط البيانات وتوفير مراجع مرئية في الوقت الفعلي للإبلاغ عن الحوادث وأنشطة الصيانة بشكل سلس، تتضمن محركات القيمة الرئيسية انخفاض تكاليف الصيانة، وعمليات أكثر أمانًا، وحل المشكلات بشكل أسرع.
وذكر ان شركة «زين تك» لديها القدرة على تحويل عمليات النفط والغاز إلى رقمية بالكامل ويمكن من خلالها تحسين عمليات استخدام الأصول عبر المباني والمرافق الخاصة، وجني العديد من فوائد الرقمنة.
وأضاف:«يتضمن التحول الرقمي في قطاع النفط والغاز اعتماد الأدوات والتقنيات الرقمية عبر سلسلة القيمة بأكملها لتحسين نتائج الأعمال. تعتبر العديد من القدرات والتقنيات أساسية بطبيعتها وهي أساسية لرقمنة النفط والغاز، بما في ذلك إنترنت الأشياء، وتحليلات الفيديو، والأتمتة، والبيانات، والتوائم الرقمية، والروبوتات، والطائرات بدون طيار، والسحابة، والأمن السيبراني، وغيرها».
وحول الأهداف الرئيسية لتحويل قطاع النفط والغاز رقمياً استعرض أبل تلك المزايا في خفض التكاليف وتعزيز الإنتاج وتجنب الانقطاعات المكلفة والصيانة غير المخطط لها وزيادة الكفاءة وتبسيط العمليات وتحسين السلامة والأمن وتعزيز مساحات العمل والمعيشة لتحسين الإنتاجية ونوعية الحياة.
واستضافت الحلقة النقاشية ممثلي شركة زين، وحضرها موظفي الشؤون الفنية والضيوف من الهيئة العامة للبيئة ووزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة ومعهد الأبحاث العلمية ومنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (الأوابك) والإعلاميين.
المصدر: الراي
كلمات دلالية: المعلومات والاتصالات قطاع النفط والغاز الذکاء الاصطناعی الحلول الرقمیة إنترنت الأشیاء فی الوقت شرکة زین من خلال فی قطاع
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي في المسرح
لستُ من القلقين حول توظيف الذكاء الاصطناعي فـي المسرح على المستويات جميعها، لكن قلقي ينبع ككثيرين (المؤلف والمخرج والسينوغراف) من الاعتماد الكامل فـي توجيه الذكاء الاصطناعي للقيام بمهمات عديدة كزرع نواة الحكاية وتأليفها وتسليمها إلى المخرج الذي بدوره سوف يعدلها وحصر عدد ممثليها، فعلى سبيل الشاهد عوضَ أن تكون المسرحية متضمنة عددا من الممثلين أو الجوقة بتعبير الكلاسيكيين، يمكن للذكاء الاصطناعي اقتراح اختزالها فـي مونودراما أو ديودراما. ولا يقف الأمر بالاستفادة من قدرة الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته عند هذا الأمر، بل يُمكنه التمدد إلى مستويات متعددة كاختيار نوع الإضاءة والأزياء والموسيقى المناسبة والقاعة المثالية الصالحة لتقديم العرض وكذلك قدرته على انتخاب الجمهور الملائم، من الأعمار والشرائح .
أعود إلى سؤال قديم سألته نفسي بعد قراءاتي لقصة حُلم الحكيم الصيني (جوانج زو)، وكان السؤال: هل يُمكن تحقيق حلم جوانج زو فوق خشبة المسرح على وجه الحقيقة، لا وجه المجاز؟ أمّا الحلم فتروى قصته كما يلي: «رأيتُ أنا جوانج زو مرّةً فـي منامي أنّني فراشةٌ تُرفرفُ بجناحيها فـي هذا المكان وذاك، أنا فراشةٌ حقا من الوجوه جميعها، ولمْ أَكنْ أُدركُ شيئا أكثرَ منْ تتبعي لخيالاتي التي تُشعرني بأنّني فراشة، أمّا ذاتي الإنسانيّة، فلم أكنْ أُدركها البتّة، ثُمَّ استيقظتُ على حينِ غفلة وها أنا ذا مُنطرحٌ على الأرض رجلا كما كنت، ولستُ أعرفُ الآن هل كنتُ فـي ذلكَ الوقتِ رجلاً يحلمُ بأنّه فراشة، أو أنّني الآن فراشةٌ تحلمُ بأنّها رجل».
لم أخفِ دهشتي أو متعتي بحلم جوانج زو. منطلقات الحلم ليس صراعا بين الأنا والذات فحسب، أو بين الحقيقي وغير الواقعي، أو المحسوس واللامحسوس، بل أعدّه درسا تأسيسيا فـي تربية الخيال الإبداعي وتنمية مستوياته، ومحفزا للابتكار وآلية أوليّة لتشريح التفكير الناقد.
منذ اختراع الأساطير، والإنسان يسعى باحثًا عن تفسير الماورائيات والموجودات من حوله. كانت الأفكار الغريبة وتشظياتها تحفر فـي داخله، فلا يستكين، ولا يهدأ. فلماذا وصل بنا الخوف أن نرى ما نتخيله مجسدا فوق الخشبة؟ هل سببه الخوف لمجرد الخوف؛ لأن الإنسان عدو ما يَجهل؟ فـي سياق الابتكار والإبداع والطموح بالذهاب مع الخيال إلى عوالم غير مُدركة ولا ملموسة، لم يكن مثلا صانعا أول طائرة حقيقية (الأخوان رايت - 1903م) إلا تراكما لحق بأفكار مَن سبقهم من محاولات فـي الطيران بدأها (عباس بن فرناس 810 - 887م) الذي حاول «الطيران عن طريق القفز من مكان مرتفع عن طريق أجنحة من الحرير وريش الطيور».
هذه المحاولات وغيرها الكثير كانت دافعا لتطوير البحث فـي مجالات العلوم التي من بينها علم الحاسوب، حتى جاء اكتشاف الذكاء الصناعي Artificial Intelligence- AI الهادف «إلى إنشاء أنظمة وبرامج قادرة على محاكاة القدرات العقلية البشرية، مثل التفكير والتعلّم واتخاذ القرارات وحل المشكلات. يعتمد الذكاء الاصطناعي على خوارزميات وتقنيات تمكّن الآلات من أداء مهام تتطلّب ذكاء بشريا».
الناظر إلى الذكاء الاصطناعي المُنطلق من فعل المُحاكاة Mimesis يعيدنا إلى المعلم الأول أرسطو. فالمحاكاة نقلا عن (معجم المصطلحات المسرحية - للدكتور أحمد بلخيري - ص396) هي «تقليد أو عرض شيء. وفـي الأصل تعتبر المحاكاة تقليدا لشخص بوسائل فـيزيقية أو لغوية؛ هذا الشخص يمكن أن يكون شيئا أو فكرة، كما يمكن أن يكون بطلا أو إلها. وفـي شعرية أرسطو يتحدد الإنتاج الفني انطلاقا من كونه تقليدا للفعل».
ليس من شك فـي أن موضوعة المحاكاة هي منطلق جميع الفنون والأفكار والإبداع، وأن السعي البشري بالتقدم العلمي إنما يهدف إلى السيطرة على الوجود والتمركز فـي العالم والتحكم فـي المسار البشري والهيمنة عليه بتعطيل أجزاء من قدراته الحيوية، فالعقل البشري الجامح الذي لا يعترف بوجود إله يُنظم الكون، لا تُهمه الأخلاق ولا القوانين ولا الأعراف التي وضعها الإنسان لتنظيم العلاقات بين الناس على امتداد الحضارات المنتجة.
أعود من جديد إلى أرسطو، ولكن هذه المرة فـي فلسفته التي نظر من خلالها إلى الوجود، الفلسفة التي شكلّت أساسا لنظرية الدراما فنيا لا تاريخيا. فـي كتابها (المسرح بين الفكر والفن) تناقش الأكاديمية الراحلة الدكتورة نهاد صليحة بتوسع المسرح بين النظرية الدرامية والنظرة الفلسفـية متتبعة فـي أحد فصوله أسباب هيمنة النظرية الدرامية الأرسطية على المسرح الغربي حتى القرن العشرين، متمثل ذلك كما تقول فـي وجود «تشابه الأيديولوجيا التي بطنت النظرية الأرسطية للدراما مع جوهر الأيديولوجيات التي تلتها»، فنظرية أرسطو بحسب قولها لم «تكن فلسفته مجرد بحث موضوعي غير مغرض فـي الحقيقة والوجود، بل كانت طرحا على مستوى الوعي أو اللاوعي- لتصور نظري، أو رؤية للعالم تتضمن تأصيل نظام سياسي - اجتماعي - أخلاقي معين». إن نظرة أرسطو إلى الوجود بجعل العالم يتحرك نحو غاية مسبقة محسوبة لا دخل فـيها للإنسان تجعل من وجود تشابه بين نظريته عملا أو فكرا يستعاد بفعل الذكاء الاصطناعي. صحيح أن هذا الأخير ينطلق من وفرة المعلومات والخوارزميات لدى الإنسان ومحاولة محاكاتها وابتكار لحظات جديدة أو قدرات خارقة، فـي حين أن نظرية المحاكاة تتمظهر أو تتمركز فـي القدرة على إنتاج وتقليد الفعل البشري.
إن المنطلق الأخلاقي وعلاقته بالذكاء الاصطناعي كسؤال مرحلي هو أحد منطلقات الملتقى الفكري المصاحب للدورة الخامسة عشرة لمهرجان المسرح العربي التي أقيمت فـي مسرح العرفان بالعاصمة مسقط للفترة من 10-15 يناير 2024م. حمل الملتقى على مدى يومين العنوان التالي: (المسرح والذكاء الاصطناعي بين صراع السيطرة وثورة الإبداع)، وبين عناوين الأوراق النقدية التي قدمها الباحثون: «المساحة الرمادية بين الإبداع البشري والذكاء الاصطناعي: تجربة مسرحية كونتراست»، للدكتور أسامة لاذقاني، وورقة بعنوان «حول التصميم»، للدكتور محمد مبارك تسولي، وورقة «الإضاءة المسرحية البديلة: استكشاف إمكانيات الذكاء الاصطناعي فـي التصميم الإبداعي»، للدكتور عماد الخفاجي، وورقة «قناع الفـيروفـيوس... برامج وسائطية فـي الدراما: قناع فـيروفـيوس لدمج حركة الممثل والتكنولوجيا والإنترنت»، للدكتور أيمن الشريف، وورقة «الذكاء الاصطناعي وتوليد النص المسرحي» للأستاذ عبداللطيف فردوس، وورقة «الصوت... المؤثرات الخاصة: الصوت المحيطي والهولوجرافـي والمؤثرات البصرية التفاعلية بين الآلة والممثل»، للأستاذين وسام قطاونة وحسن حينا، وورقة «التصميم المسرحي والذكاء الاصطناعي.. البديل الغامض»، للدكتور خليفة الهاجري، وورقة «التصميم والابتكار - الإبداع» للباحث Shen Qian، وورقة «تصميم إضاءة نحو المستقبل» للباحث Guo Jin Xin، فإن العناوين تضعنا أمام تحديات عدة أهمها: محاولة الذكاء الاصطناعي محاكاة (العقل) البشري لا (الفعل) فـي ظل الخوارزميات التي تعمل بآلية معقدة تستطيع أن تفـيد الإنسان فـي مناحي الحياة العلمية والطبية والفنية، وأنها تقدر أن توجهه التوجيه الذي يراه الذكاء الاصطناعي بأنه «الأمثل»، فـي المقابل قصور الذكاء الاصطناعي عن معرفة المشاعر والأحاسيس من جهة، والحاجة إلى ضوابط أخلاقية صارمة تحفظ للإنسان خصوصيته من جهة مقابلة، هي مسائل فـي غاية الصعوبة. فهل هناك حدود للذكاء الاصطناعي لا يستطيع تجاوزها؟ إن الصانع بتعبير الفلاسفة للذكاء الاصطناعي هو الإنسان، وكما قدم الدكتور يوسف عيدابي فـي افتتاحية الملتقى الفكري بالقول: «المسرح والتقانة صنوان، تأتي التكنولوجيا بجديدها الذي يذهب بعد حين إلى قديم، ويأتي جديد آخر. ولكن ما يثير هو أن الذكاء الاصطناعي يصادم فـي (الخَلق)، هو يكتب ويُخرج ويُمثل وينتج ويفعل بنا ما يشاء، هو لا مخيّر ولا مسيّر، هو لا يؤمن إلا بقدرته وأقداره... هو الهو! - ولكنه من خلق الإنسان الفاني - مع هذا الذكاء يتراجع المؤدي/ الإنسان إلى المرتبة الثانية - الآلة تكون لها الأولوية، وهذا إشكال وجوهره فـي هذا الجدل الذي لن ينتهي.