الكيان المحتل يتخبط.. ومصر شوكة في الحلق
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
تابع العالم كله منذ أيام انطلاق جلسات محكمة العدل الدولية في لاهاي للنظر في الدعوى التي تقدمت بها دولة جنوب إفريقيا ضد الكيان الصهيوني المحتل، تتهمها فيه بارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وإنها المرة الأولى في تاريخ الاحتلال التي يواجه فيها الكيان الصهيوني اتهامات بجرائمه عبر ملف مكثف وواضح وشارح تقدمت به جوهانسبرج، بعد ما يقرب من مئة يوم من الحرب الإجرامية الشعواء على قطاع غزة والتي راح ضحيتها ما يقرب من 25 ألف شهيد وعشرات الآلاف من الجرحى والمصابين والهدم والتدمير والتهجير والدفع للنزوح في أجواء من الصقيع وندرة الطعام والماء، وبعد أن شهد العالم كله وخصوصًا الشعوب قبل الحكومات على هذه الفضيحة الإنسانية التاريخية وانتهاك سلامة وأمن مجموعة من البشر بعد احتلال أراضيهم لأكثر من سبعين عامًا.
وحول هذه الخطوة ومع استمرار الحرب القذرة، التي لا هدف من استمرارها سوى محاولات نتنياهو البائسة البقاء في مأمن من جميع الاتهامات التي تطاله أطول وقت ممكن، ومن ثم كان الهدف المعلن الذي يعرفون صعوبة تحقيقه هو القضاء على المقاومة واجتثاث حماس، كانت هناك العديد من المناورات والأصداء، منها الضربات الأمريكية والبريطانية، الموجهة لمواقع باليمن، وكانت وزارة الدفاع الأمريكية، قد أعلنت أن مقاتلات تابعة لسلاح الجو الأمريكي والبريطاني نفذت غارات بوابل من الصواريخ والطائرات بدون طيار يوم الثلاثاء الماضي، استهدفت مواقع تابعة للحوثيين في اليمن، وأكدت مصادر أن الغارات استهدفت عدة مدن يمنية من بينها الحديدة وصنعاء وتعز وصعدة، وذلك ردًا على استهداف السفن التي تعبر البحر الأحمر، والتي أعلن الحوثي من قبل أنها تأتي ردًا على انتهاك الإنسانية والقانون وعلى استمرار الحرب من الكيان الصهيوني المحتل على غزة.
ومن المفارقات في هذه الدائرة أن واشنطن لا تزال تحتفظ بالبرود الغربي والمماطلة والتزييف، والدفاع الضمني عن الكيان ورفض وقف إطلاق النار طوال الوقت، وهو ما أكده البيت الأبيض، حيث قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي في تصريحات له “لا نؤيد وقفا لإطلاق النار في غزة لأنه سيكون في صالح حماس”، تلت التصريحات التي جاءت بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لتل أبيب في خامس زيارة منذ اندلاع العدوان على غزة، والتي صرح من خلالها في مؤتمر صحفي بعد محادثات في تل أبيب، بأن الولايات المتحدة تعتقد أن دعوى الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل “بلا أساس”، لكن العدد اليومي للقتلى المدنيين بغزة مرتفع للغاية.
إذن بلينكن والبيت الأبيض وأمريكا وشعب أمريكا يعترفون ويقرون ويشهدون على ارتفاع عدد الشهداء والضحايا من الأطفال والنساء والشباب ومن الطواقم الصحفية والطبية، ومع ذلك يرى أن دعوى جنوب إفريقيا في محكمة العدل بلا أساس. لكن مع كل هذا ترافعت جنوب إفريقيا ضد الاحتلال بارتكاب إبادة جماعية في غزة، وطالب الفريق القانوني في أوراق الدعوى، المكونة من 84 صفحة، بأن يمتنع الاحتلال عن أي إجراءات أو قرارات تشمل التهجير القسري أو النزوح أو الحرمان من الوصول للمياه والغذاء، وعليها الكف عن قتل الفلسطينيين وإلحاق أي أذى جسدي أو نفسي بهم، ومنع تدمير الأدلة وعدم وضع أي قيود على بعثات تقصي الحقائق، وتعليق عملياتها العسكرية فورا في غزة، كما طالب بفرض تدابير مؤقتة بما في ذلك إصدار أمر للكيان المحتل بتعليق العمليات العسكرية فورا في غزة، ومؤكدا بأن هذه القضية مهمة جدا لمستقبل القانون الدولي مقارنة بأي قضية أخرى، ومشددًا على أن محكمة العدل الدولية يجب أن تتحرك فورا لمنع الإبادة الجماعية في القطاع.
ومن المفارقات أيضًا، عندما وجد الاحتلال نفسه متهمًا بأدلة موثقة بهذه الجرائم، وفي محاولات الإفلات من مسئولياتها كدولة احتلال، لجأ إلى إلقاء اتهامات مضحكة على مصر، زاعمًا مسئولية مصر الكاملة عن معبر رفح، وأن السلطات المصرية هي المسئولة عن دخول المساعدات دون موافقة تل أبيب، في محاولة للتنصل من اتهامات الإبادة الجماعية بحق أهالي غزة، وفي محاولة للهروب من الإدانة المرجحة من جانب المحكمة، وهي محاولة بائسة بالقطع من جانب الكيان المحتل الذي يشهد إذلالًا تاريخيا بهذه الإدانة المتوقعة بعد جرائمه التي نددت بها شعوب العالم أجمع، وهي محاولة بائسة من حيث تشير جميع التقارير، إلى أن معبر رفح مفتوح من الجانب المصري بشكل كامل لعبور المصابين والأفراد، وكذلك لإدخال المساعدات، وخلال 95 يوما دخل 7 آلاف طن أدوية ومستلزمات طبية، و4 آلاف طن من الوقود، و50 ألف طن مواد غذائية، و20 ألف طن من المياه، فضلا عن 12 ألف طن من الخيم ومواد الإعاشة، و88 سيارة إسعاف، فضلا عن زيارات مؤكدة منها زيارة الأمين العام للأمم أنطونيو جوتيريش الذي عبر عن حزنه الشديد بشأن الوضع الإنساني في غزة، وقال إن وراء المعبر الذي يفصل مصر عن القطاع، يوجد مليونا شخص يعانون بشكل هائل بدون ماء أو غذاء أو دواء أو وقود، وعلى هذا الجانب هناك الكثير من الشاحنات محملة بالماء والغذاء والدواء، هي الفارق بين الحياة والموت بالنسبة لسكان غزة، ونحتاج لتحريكها إلى الجانب الآخر بأسرع وقت ممكن وعلى نطاق واسع، وقال في مستهل اجتماع طارئ لمجلس الأمن إن العمليات العسكرية في غزة تحد من إمكانية وصول المساعدات للمحتاجين، وإن على المجتمع الدولي إنهاء معاناة سكان القطاع فوراً، وفي تفنيدها لتلك المزاعم أوضحت مصر أن الرئيس الأمريكي بايدن في الثامن من ديسمبر طلب من إسرائيل فتح معبر كرم أبوسالم من أجل مرور المساعدات التي تأتي إلى مصر حيث تفتش هناك.
إذن هو التخبط الذي يعانيه الاحتلال ورئيس حكومته المتطرفة، الذي يتبع منهج المناورة لإطالة أمد مواجهة مستقبله الغامض والسجن، وآخر هذه المناورات ادعاءاته بالتفكير في السيطرة على الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة، والمعروف باسم محور فيلادلفيا أو طريق صلاح الدين، بحجة منع تدفق الأسلحة إلى غزة، وهو يعرف تمامًا أن مصر التي يريد أن يزج بها في المسئولية تضبط وتسيطر على حدودها بشكل كامل، وهي عمود الخيمة والشوكة التي ستظل في حلقه إلى أن يسترد الشعب الفلسطيني كامل حقوقه وأن يحاكم نتنياهو والكيان المحتل على كل تلك الجرائم.
د. خالد قنديل – بوابة الأهرام
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: جنوب إفریقیا فی غزة
إقرأ أيضاً:
الخارجية : سورية تؤكد على أن إمعان هذا الكيان الغاصب بالاستهتار المنقطع النظير بالقوانين الدولية، وعدم اكتراثه بكل المطالبات الدولية لوقف عدوانه وانتهاكاته، يأتي جراء عدم اتخاذ مجلس الأمن لموقف حازم وحقيقي لردعه عن جرائمه، التي شملت أيضاً الاعتداء على قوا
2024-11-14SAMERسابق الخارجية : استمرار الكيان الإسرائيلي اليوم في اعتداءاته على سورية يأتي بعد يومين فقط من صدور إدانة واسعة عن القمة العربية – الإسلامية المشتركة في الرياض لعدوانه الغاشم والمتصاعد على الأراضي السورية ،وتحذيرها من خطورة هذا التصعيد الذي يعصف بالمنطقة وما له من تبعات إقليمية ودوليةالتالي وحدة الدفاع الجوي في المقاومة اللبنانية تسقط طائرة مسيّرة للعدو الإسرائيلي من نوع “هرمز 450” في أجواء القطاع الشرقي بصاروخ أرض جو انظر ايضاًفي اليوم العالمي للسكري… أهمية زيادة الوعي وتحسين الوقاية وتعزيز عافية المرضى
دمشق-سانا يتيح اليوم العالمي للسكري والذي يحتفل به سنويا في الـ 14 من تشرين …
آخر الأخبار 2024-11-14وزارة الخارجية : سورية تدين الجرائم الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني والتي سقط ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين 2024-11-14الحرارة أعلى من معدلاتها غداً وأجواء باردة ليلاً 2024-11-14في معمل زيوت النيرب بحلب… عصر 2700 طن من بذور القطن 2024-11-14الرئيس الأسد يلتقي لاريجاني والمباحثات تتناول التطورات في المنطقة والعلاقات الثنائية 2024-11-14البدء بأعمال صيانة وإصلاح الطرق المتضررة جراء العدوان الإسرائيلي في القصير بريف حمص 2024-11-14نقل طرطوس تبدأ بتركيب لوحات جديدة للمركبات 2024-11-14الرئيس الأسد يصدر ثلاثة قوانين تسهم في تطوير آليات العمل بالقطاع السياحي 2024-11-14بوريل يقترح تعليق الحوار السياسي بين الاتحاد الأوروبي و”إسرائيل” بسبب استمرار مجازرها في غزة 2024-11-14برعاية الرئيس الأسد… تخريج دفعة جديدة من طلبة الكلية الجوية بمعاهدها الثلاثة 2024-11-14الجلالي خلال لقائه اتحاد غرف الصناعة: القطاع الصناعي الخاص شريك حقيقي في الاقتصاد الوطني
مراسيم وقوانين الرئيس الأسد يصدر ثلاثة قوانين تسهم في تطوير آليات العمل بالقطاع السياحي 2024-11-14 الرئيس الأسد يصدر مرسوماً بتنفيذ عقوبة العزل بحق قاضية في النياية العامة التمييزية 2024-11-02 مرسوم بتحديد الـ 7 من كانون الأول القادم موعداً لإجراء انتخابات تشريعية لمقعدين شاغرين في دائرتي حلب وطرطوس 2024-11-02الأحداث على حقيقتها عدوان إسرائيلي يستهدف جسوراً وطرقات على الحدود مع لبنان بريف حمص 2024-11-13 تدمير عشر طائرات مسيرة للتنظيمات الإرهابية بريفي حلب وإدلب- فيديو 2024-10-30صور من سورية منوعات انبعاثات الكربون العالمية تصل إلى مستوى قياسي خلال العام الجاري 2024-11-13 دعوى قضائية ضد ميتا تتعلق باستحواذها على “إنستغرام” و”واتساب” 2024-11-13فرص عمل الخارجية تعلن عن برنامج تدريب المقبولين للتقدم إلى المرحلة الثالثة من مسابقتها 2024-11-06 التعليم العالي تسمح للجامعات الخاصة فتح التسجيل المباشر لملء الشواغر في كلياتها 2024-11-04الصحافة ما بين المفهوم والهوية.. بقلم: أ. د بثينة شعبان 2024-11-11 أميركا والاستثمار بالإرهاب.. بقلم: شعبان أحمد 2024-11-09حدث في مثل هذا اليوم 2024-11-1414 تشرين الأول 1908- عالم الفيزياء ألبرت أينشتاين يعلن عن نظرية كمية الضوء 2024-11-1313 تشرين الثاني 1935- اندلاع انتفاضة شعبية في مصر ضد الاحتلال البريطاني والحكومة التي يرأسها محمد توفيق نسيم باشا 2024-11-1212 تشرين الثاني 1847 – الطبيب البريطاني جيمس يانج سيمبسون يستخدم الكلوروفورم في التخدير لأول مرة في التاريخ 2024-11-1111 تشرين الثاني 1918 – انتهاء الحرب العالمية الأولى بالهدنة التي وقعتها ألمانيا مع قوات الحلفاء 2024-11-1010تشرين الأول 1975 – رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات يلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في مقرها بمدينة نيويورك لأول مرة في تاريخ القضية الفلسطينية 2024-11-099 تشرين الثاني 2005- تفجيرات إرهابية تهز فنادق في العاصمة الأردنية عمّان.
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |