عربي21:
2025-03-06@23:29:48 GMT

الفرق بين الخسائر والهزائم

تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT

غاب الملثم أبو عبيدة قرابة سبعة أسابيع، ولما خرج علينا بكامل هيئته ولياقته ساق لنا أخبارا؛ لعل أبرزها ليس تدمير 1000 آلية عسكرية، بل سلامة منظومة الأنفاق وكذب مزاعم تدميرها، ومعلوم أهمية هذه المنظومة لبدء عملية الطوفان وللخطة الدفاعية.

خرج الرجل في خطاب اليوم المئة من العدوان الصهيوني على قطاع غزة، ليوضح الواقع وصَيُّورَه، والجَلِيُّ لكل ذي عينين أن القطاع عانى من تدمير فاق التصور، كما خسر عشرات الآلاف من عُمَّارِه وساكنيه، إما بالشهادة أو الإصابة أو الإخراج القسري من المأوى الذي جاء بعد كدِّ السنين.

. نعم خسر الفلسطينيون كثيرا، لكن هُزم الصهاينة هزيمة تحتاج إلى التذكير بها دوما لأننا أمام آلة إعلامية تشوه الفلسطينيين وانتصاراتهم دوما.

أحدثُ دلائل الهزائم، قدرة المقاومة الفلسطينية على الاستمرار في قصف المغتصبات، وإطلاق الصواريخ بعد أكثر من مئة يوم من العدوان على قطاع محدود المساحة سهل التضاريس وتحت حصار خانق منذ عام 2007، خاصة القصف من شمال القطاع الذي أعلن جيش الاحتلال انتهاء المهمة فيه، لا يعني سوى أن جيش الاحتلال لا يستطيع التواجد على الأرض في قطاع غزة ليمنع الإطلاق الذي يكون علنيا للغاية ويحتاج إلى وقت لإعداده، كما يشير إلى مساحات نفوذ كل طرف، أو يشير إلى ما نحب أن نَصِفَه بـ"مَنْ صاحب الأرض ومن الدخيل".

إطلاق الصواريخ بعد أكثر من مئة يوم من العدوان على قطاع محدود المساحة سهل التضاريس وتحت حصار خانق منذ عام 2007، خاصة القصف من شمال القطاع الذي أعلن جيش الاحتلال انتهاء المهمة فيه، لا يعني سوى أن جيش الاحتلال لا يستطيع التواجد على الأرض في قطاع غزة ليمنع الإطلاق الذي يكون علنيا للغاية ويحتاج إلى وقت لإعداده، كما يشير إلى مساحات نفوذ كل طرف
أعلن جيش الاحتلال في اليوم التالي من كلمة "أبو عبيدة" انسحاب الفرقة الـ36 من قطاع غزة، وبحسب اللواء فايز الدويري، فإن انسحاب فرقة قتالية يكون عقب خسارتها لـ40 في المئة من قوتها، وتكون العودة إلى القتال مرهونة بمدى قدرتها على ترميم قواتها. ومفهوم أن فترة الترميم تخضع لحجم الأضرار. وهذه الفرقة تضم لواء غولاني.

بالتزامن مع إعلان سحب القوات، قال وزير الحرب غالانت "إن نهاية الحرب يجب أن تكون مقترنة بجهود دبلوماسية، ويجب بعد ذلك ترك القيادة في غزة للفلسطينيين"، كما نقلت القناة الـ13 العبرية أن رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي "حذر الحكومة من تراجع إنجازات الجيش في غزة بسبب غياب خطة المرحلة التالية بعد الحرب"، وأخبر هاليفي كلا من نتنياهو وغالانت بأن الجيش "قد يضطر للعودة إلى مناطق انتهى فيها القتال، بسبب إعادة تجمع مقاتلي حماس في شمال قطاع غزة".

هذه التصريحات تبدو متخبطة رغم صدورها من أكبر رتبتين في جيش الاحتلال. وعلى المستوى السياسي فإن التخبط يبدو أشد بين المطالبين باستمرار العدوان والمطالبين بإيقافه، بل حتى تصريحات مجرم الحروب نتنياهو تتضارب مع بعضها، ما يعكس هشاشة الموقف السياسي والعسكري للاحتلال، وصلابة المقاومة الفلسطينية التي أربكتهم.

الهزيمة الأخرى وُجِّهت للنظام لا المجتمع، ووجَّهَهَا الحليف الأقرب له، إذ حمّل فريق دفاع الاحتلال الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية، السلطات المصرية المسؤولية عن منع دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، وخلال جلسة مرافعة الفريق المشؤوم قال أحد محاميهم إن مصر هي المسؤولة عن معبر رفح، وبإمكانها إدخال المساعدات، وهي التي تتحمل تفاقم الأوضاع في غزة
على الجانب الآخر من الحدود الفلسطينية، نجد هزيمة أخرى تسبب بها النظام المصري للمجتمع، وبلغت الهزيمة أوجها بطواف الأطفال الفلسطينيين النازحين على السياج الحدودي الفاصل بين فلسطين ومصر، وهم يهتفون: "يا مصري يلّا، مشان الله". فهؤلاء الأطفال لا يهتفون ضد مصر، لكنهم على الأقل يدركون أنها لا تنصرهم، وإذا كان قادة المقاومة اليوم تعلموا في مصر وتربوا فيها لسنوات فحملوا محبتها في قلوبهم، فهذا الجيل لم ير سوى الحصار والتجاهل في أعتى أزماتهم الحياتية. وهذه الكارثة مسؤولية الشخصيات الوطنية الحريصة على ما بقي من كرامة ومكانة هذا الوطن، ونرجو أن يكون لهم دور في تغيير ما يقوم به النظام الحالي.

الهزيمة الأخرى وُجِّهت للنظام لا المجتمع، ووجَّهَهَا الحليف الأقرب له، إذ حمّل فريق دفاع الاحتلال الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية، السلطات المصرية المسؤولية عن منع دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، وخلال جلسة مرافعة الفريق المشؤوم قال أحد محاميهم إن مصر هي المسؤولة عن معبر رفح، وبإمكانها إدخال المساعدات، وهي التي تتحمل تفاقم الأوضاع في غزة، وإن الاحتلال لم يمنع دخول المساعدات، وكان بإمكان مصر إدخال المساعدات إلى غزة من اليوم الأول للحرب.

بالطبع أنكر النظام ذلك بتبرير متكرر منذ بدء العدوان، مستندا إلى أن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين تؤكد رفضهم إدخال المساعدات إلى القطاع منذ بدء العدوان، وهو نوع من التصريحات التي نسميها في مصر "شغل الثلاث ورقات"، في إشارة إلى النصابين الذين يخدعون الناس. فالمعبر مصري من جهة وفلسطيني من جهة أخرى، فما شأن إسرائيل بالمعبر؟ حتى اتفاقية المعابر عام 2005 لا تعد مبررا للتراجع، خاصة أن جميع أطراف الاتفاقية غير موجودين في الجانب الفلسطيني، فإذا كانوا انسحبوا طواعية فلماذا تتمسك مصر بشرط وجودهم لعمل المعبر؟! هذا التمسك بوجود شيء غير موجود ولن يكون موجودا هو "شغل الثلاث ورقات".

منذ بدء العدوان على قطاع غزة، خسر الفلسطينيون كثيرا لكنهم لم ينهزموا، بينما انهزم عدوهم ألف مرة، وانهزم العرب ألف ألف مرة بتواطؤهم لا تخاذلهم. وللأسف ستبقى ضريبة التحرر كبيرة على مدار التاريخ، ونحن أصحاب قضية نؤمن بحقنا فيها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة المقاومة الإسرائيلي إسرائيل غزة المقاومة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إدخال المساعدات جیش الاحتلال على قطاع قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

غزة.. خمسة أيام على إغلاق المعابر وسط تحذيرات سوء الأوضاع الإنسانية

يواصل الاحتلال “الإسرائيلي”، اليوم الخميس ، إغلاق معبر كرم أبو سالم جنوب شرقي قطاع غزة، ومنع دخول المساعدات الإنسانية والبضائع إلى القطاع، لليوم الخامس على التوالي، وسط تحذيرات متواصلة من تفاقم الأوضاع الإنسانية جراء ذلك. ويأتي إغلاق المعبر، عقب قرار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وقف جميع البضائع والإمدادات إلى قطاع غزة بدءًا من يوم الأحد الماضي. ويستخدم نتنياهو وقف المساعدات كورقة ابتزاز وضغط، في محاولة للتهرب من الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، التي كان من المفترض البدء بها في الثالث من شباط/فبراير الماضي. ومع استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات، يتفاقم الوضع الإنساني في القطاع، ويزيد من معاناة أكثر من مليونيْ فلسطيني يعيشون أصلًا أوضاعًا معيشية مأساوية، بفعل حرب الإبادة الإسرائيلية والتي استمرت 15 شهرًا. وشنت “إسرائيل” بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود. ​​​​​​

مقالات مشابهة

  • شهيد وإصابات في الشجاعية بقصف للاحتلال.. كم بلغت إحصائية العدوان؟
  • غزة.. خمسة أيام على إغلاق المعابر وسط تحذيرات سوء الأوضاع الإنسانية
  • جنوب إفريقيا: “إسرائيل” تستخدم التجويع سلاحا في العدوان على غزة
  • أحدث إحصائية لأعداد شهداء غزة
  • وقفة احتجاجية في الرباط دعما للفلسطينيين وتنديدا بجرائم الاحتلال الإسرائيلي (شاهد)
  • حماس: منع المساعدات جريمة حرب يرتكبها الاحتلال الإسرائيل أمام العالم
  • تحذير فلسطيني من اتساع دائرة المجاعة مرة أخرى في قطاع غزة
  • 3 أيام من منع إدخال المساعدات.. شبح المجاعة يهدد قطاع غزة مجدداً
  • 3 أيام على وقف الاحتلال إدخال المساعدات إلى غزة.. ابتزاز رخيص
  • 3 أيام على وقف الاحتلال لإدخال المساعدات إلى غزة.. ابتزاز رخيص