اضطراب بحري لم يحدث منذ عقود.. الاقتصاد العالمي في قبضة الحوثيين
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
نشرت صحيفة "التايمز" مقالا لروجر بويز، أشار فيه إلى أن أزمة البحر الأحمر بسبب عمليات جماعة أنصار الله "الحوثيين" اليمنية، تذكر بأزمة السويس في منتصف القرن الماضي، معتبرا أن "الحوثيين يمسكون بالاقتصاد العالمي في قبضتهم".
وقال في المقال الذي ترجمته "عربي21"، إن الأمن كان مشددا أكثر من اللازم في "دافوس" بسويسرا، وربما "لأن فلسا وقع"(أي فهموا ما كان عليهم فمهمه من قبل) بالنسبة للنخبة الاقتصادية: أصبحت العولمة عقيدة المؤتمر في مرمى الهدف.
أضاف أن هذا لا يعني أن المشاركين في دافوس يعيشون منذ نصف قرن في فقاعة ثلجية، فهم يلوكون الحديث عن أثر الحرب في الشرق الأوسط على أسعار النفط والإرهاب، واستثمروا في الطائرات الخاصة، بحيث يستطيعوا الطيران بأمان إلى جبال الألب بدون خوف من الاختطاف، وعبروا عن قلق من الأنظمة المراوغة التي تسيطر على المصادر المعدنية العالمية.
إلا أن هذا العام مختلف، فعالم "دافوس" المقام بعناية بدأ يفهم أن الحوثيين في اليمن يحتفظون باقتصاد العالم في أيديهم مقابل فدية من خلال ضرب القوارب العابرة لمضيق باب المندب. وزادت كلفة نقل سفن الحاويات والسفن التجارية من آسيا إلى أوروبا وحولت طرقها إلى رأس الرجاء الصالح. وزادت أسعار التأمين للمرور عبر البحر الأحمر، حسب المقال.
وأشار الكاتب إلى أن "تجار الجملة تحدثوا عن نقص في المواد، ولا تزال هناك قدرة فائضة، وأن قليلة في أسواق النفط والحاويات، لكن الإشارات عن تفاقم الأزمات التي قد تقود إلى أزمة سياسية وتحولها إلى ركود اقتصادي، فالاقتصاد الألماني ينكمش وقد يتبعه الآخرون. وتتخمر أزمة البحر الأحمر منذ وقت طويل، وهناك نقص في الماء والنفط في اليمن، وهو بلد فاشل منذ سنين. وكان نقطة انطلاق لعائلة بن لادن، أرض طبيعية للتجنيد لابنها الضال أسامة. ولوقت بدا الفرع اليمني مستقبل القاعدة. فقد كان مدفوعا بالغضب والمهندسين الذي تعلموا كيفية تفجير الطائرات. وبعد ذلك ضرب ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان اليمن بالطائرات، لكنه فشل في تحويله إلى بلد جار موال. ولم تهزم القنابل التي أمطرت على الحوثيين الذين دعمتهم إيران. ولم تكن أثرى دولة في العالم العربي قادرة على تدجين أفقرها".
ولفت إلى أن "الحوثيين طوروا قدراتهم العسكرية التي دعمها الحرس الثوري الإيراني ومدربين من حزب الله، وشنوا أسرابا من الطائرات ضد المنشآت النفطية السعودية. وهذا يفسر سبب عدم انضمام الرياض للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الحوثيين في البحر الأحمر وتأمين التجارة فيه وقناة السويس".
لقد عاد الحوثيون ولكن حكماء "دافوس" والجميع قرروا تجاهلهم، فدماغ دافوس له مدى تذكر تاريخي قصير. فهل يتذكرون السويس 1956؟ معظمهم لم يكونوا ولدوا حين ذلك. وكانت تلك الأزمة مهمة في تغيير خطوط الصدع لعالم كان في مرحلة انتقالية، حسب كاتب المقال.
ولفت الكاتب إلى أن "الأزمة بدأت عندما أمم جمال عبد الناصر قناة السويس لتشديد الحصار على إسرائيل، وأصدرت بريطانيا وفرنسا تحذيرا نهائيا له، وبخاصة أن القناة هي أقصر طريق من البحر المتوسط إلى المحيط الهندي، وجزء من سلاسل الإمداد الاستعمارية، لكنه رفض وأغرق سفنا. وتم الضغط على فرنسا وبريطانيا من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي حيث تراجعتا".
وأشار إلى أن "أزمة الخمسينات كانت هي أزمة متقاطعة؛ وإعادة تشكيل الحرب الباردة بين أمريكا والإتحاد السوفييتي، ولم يتدخل أحد عندما سحقت الانتفاضة الهنغارية في عام 1956، إلى جانب حرب باردة بين الدول العربية وتصاعد في القومية العربية والتوتر الدائم بين الدول العربية وإسرائيل".
وقال إن "الموازاة بين العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين وتلك الأزمة ليست تامة وتعتمد على من سينتخب للرئاسة الأمريكية. وإذا حدثت حرب باردة، فستكون في ظل دونالد ترامب، وقد تكون بين واشنطن وبيجين. ولو حدث، فستكون نقطة الاختناق البحري هي مضيق ملقة. ولكن أزمة البحر الأحمر، تترك أثرها على التجارة الصينية مع أوروبا. وظهر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي يوم الثلاثاء في دافوس، حيث ناشد الغرب باتخاذ خطوات قوية ضد النفط الروسي".
وأضاف أن "معضلة زيلينسكي هي أنه يطالب الغرب بإلحاق آلام اقتصادية ضد روسيا وتقديمها في الوقت نفسه كقوة منكمشة يمكن التغلب عليها. ولا يزال المشاركون في دافوس قلقين حول ما سيحدث حالة فتح المجال فلاديمير بوتين المجهض لشيء أسوأ من هذا. ومثل هنغاريا 1956، يمكن للغرب أن يحرف نظره ويقبل أن أوكرانيا تنتمي بطريقة أو بأخرى لعالم التأثير الروسي".
وعلى صعيد التوتر بين الدول العربية والاحتلال، فقد أشار الكاتب إلى أنه "ليس سهلا ولا يمكن مقارنته بعام 1956، والكثير يعتمد على الطريقة التي ستستخدم فيها إيران اخطبوطها، وجماعاتها الوكيلة التي استخدمتها طهران للمواجهة وممارسة الضغط على إسرائيل والداعمين لها. وقال غرانت شابس، وزير الدفاع البريطاني في خطاب له هذا الأسبوع إن العالم يتحول من عالم ما بعد الحرب إلى عالم ما قبل الحرب العالمية الثانية. وهو أمر يستحق المناقشة على قمة جبال سويسرا".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية اليمنية دافوس الاقتصادية اقتصاد غزة اليمن دافوس البحر الاحمر صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة البحر الأحمر إلى أن
إقرأ أيضاً:
بيان من زيزو بشأن أزمة تجديد عقده مع الزمالك: ما يحدث أمر مؤسف: عاجل
أصدر أحمد مصطفى زيزو، لاعب الفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك، بياناً عاجلاً، لتوضيح بعض النقاط الخاصة بشأن تجديد تعاقده مع القلعة البيضاء، لا سيما أن عقده ينتهي بنهاية الموسم الحالي.
نص بيان زيزو وجاء بيان أحمد مصطفى زيزو على النحو التالي: «احتراما وتقديرا لجماهير الزمالك، أود توضيح ما يلي، لا أحب الخوض في التفاصيل وأفضل الرد والتركيز داخل أرض الملعب لأن هذا عملي ومع ذلك انتشرت العديد من الأخبار المغلوطة التي لا أعرف سببها وما زال هناك من يحاول استغلال اسمي لإثارة الجدل هدفي الأول والأخير هو الحفاظ على استقرار النادي».
وأضاف: «أرى أن نادي الزمالك وجماهيره يستحقان الأفضل دائما كما أعتقد أن العلاقة بين نادي كبير وأحد لاعبيه يجب أن تكون قائمة على الاحترام المتبادل خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها النادي حاليا».
وأكمل: «في هذا السياق أجد ان الحديث عن هذا الملف أمر محزن ومؤسف للغاية ويجب إيقافه، وجميعنا ندرك الظروف التي يمر بها النادي ولا يجوز الإساءة لأي طرف أو إلقاء اللوم دون أدلة واضحة».
وأوضح زيزو في بيانه :«فيما يتعليق بهذا الموضوع لا طالما أثبت مدى حبي وإخلاصي لنادي الزمالك وجماهيره ولا أحتاج إلى تبرير ذلك كما أنني على دراية تامة من المعاناة التي يتحملها مجلس الإدارة بسبب الأعباء المالية المتراكمة والمصاريف الكبيرة التي تكبدها النادي خلال الأزمة».
وأردف:«إذا أراد نادي الزمالك استمراري فسأبقى حتى تنتهي الأزمة المالية، وإذا كنت الملف الأخير الذي سينظر فيه بعد صرف مستحقات اللاعبين وتجديد العقود وجلب لاعبين جدد، فأنا مستعد للانتظار وإذا رأى النادي أن الاستفادة من الجوانب المادية المتعلقة بي تصب في مصلحته فسأكون جاهزًا للتعاون بأي طريقة ممكنة في النهاية، هدفي الوحيد هو رؤية نادي الزمالك وجماهيره في أفضل حال ومكانة، شكرا لكم جميعا».