موقع النيلين:
2024-11-24@07:26:39 GMT

حوكمة المياه كآلية لتحقيق الأمن المائي

تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT


يشكل الماء عنصرا طبيعيا هاما في الحياة البشرية وازدهارها الاقتصادي والاجتماعي وفي التوازن الإيكولوجي للمجال الطبيعي، وعليه فالنقص الحاد في المياه وما ينتج عن ذلك من جفاف أو فيضانات من شأنه أن يعرقل التنمية بعدد كبير من دول العالم، الشيء الذي قد يؤثر سلبا وبصفة مستديمة على السكان وعلى حياتهم الطبيعية وظروفهم الاقتصادية والاجتماعية أيضا، كما هو الشأن بالنسبة لظاهرة تلويث المياه، فهي تهدد صحة الإنسان والتنمية الاقتصادية لهذا الجيل وللأجيال الموالية، لأن تداعيات فقدان الموارد المائية ستترتب عنه آثار وخيمة في السنوات القادمة، منها ما يتصل بالجانب البيئي؛ الجانب الصحي؛ الجانب الاقتصادي… وبدون إيجاد الحلول الملائمة وبشكل استعجالي لتجاوز أزمة المياه وإشكالية تدبيرها، سيعاني الكثيرون من تفشي الأمراض والفقر وحتى النزوح بسبب ندرة المياه.

ولا شك أن الانكباب كل من موقعه “مؤسسات حكومية – مجتمع مدني…” على محاولة إيجاد حلول تتناسب مع السياق الصعب الذي تطبعه حالة الطوارئ المائية، لمواجهة النقص الكبير في الثروة المائية بالموازاة مع التزايد المطرد للطلب عليها يشكل أهمية بالغة في إنجاح الجهود المبذولة وتحقيق الغايات المنشودة، ولئن كانت العوامل الطبيعية تتطلب دراسات وأبحاثا، لمواجهتها على المديين المتوسط والطويل، فإننا نعتقد أنه من الممكن إحداث تغيير على نحو أكثر فعالية وسرعة عبر التأثير في العوامل البشرية المسؤولة عن استنزاف الموارد الطبيعية غير المتجددة.

وما دام أن الأمن المائي يرتبط ارتباطا وثيقا بالأمن الغذائي، وهذا الأخير له اتصال بالجانب الاقتصادي إلا أنه يواجه العديد من التحديات الناجمة عن سوء تدبير الموارد المائية، الشيء الذي يستدعي الاستعانة بمبدأ الحوكمة كآلية من آليات تحقيق الأمن المائي، خاصة وأن كميات المياه المستعملة تزداد بوتيرة متوالية بسبب الزيادة في الكثافة السكانية وارتفاع مستوى المعيشة، وما صاحب ذلك من استخدام المياه في كافة الصناعات مما يساهم في زيادة الضغط على الموارد المائية المتاحة التي هي في الأصل ضئيلة، ويخلق وضعا بيئيا حرجا نتيجة زيادة مياه الصرف الصحي الملوثة.

وينطوي الأمن المائي المحافظة على الموارد المائية المتوفرة واستخدامها بالشكل الأفضل وعدم تلويثها وترشيد استخدامها في الشرب والري والصناعة، والسعي بكل السبل للبحث عن مصادر مائية جديدة وتطويرها ورفع طاقات استثمارها، من خلال إعادة استخدام مياه الصرف الصناعي وخلق محطات لتحلية المياه المالحة عن طريق دعم وتشجيع الاستثمارات التي تروم العمل في هذا المجال لتأمين التوازن بين الموارد المائية المتاحة والطلب المتزايد عليها، ولهذا نجد الأمن المائي كهدف استراتيجي مثله في ذلك مثل الأمن العسكري والأمن الاقتصادي والغذائي.

وبناء عليه، ولتجاوز الصعوبات المتصلة بالإجهاد المائي يتوجب التعامل بحزم مع التدابير الواجب اتخاذها انطلاقا من حوكمة المياه باعتبارها مجموعة من النظم المؤثرة في عملية اتخاذ القرارات الخاصة بإدارة استخدام المياه وتطوير الموارد المائية وخدمة التزويد المائي، أو ببساطة هي تحديد من يحصل على المياه ومتى يحصل عليها وكيف ينبغي استغلالها…؟

وبرز مفهوم حوكمة المياه منذ العقد الأخير من القرن العشرين، وتزايدت أهميته منذ تبني المنتدى العالمي الثاني للمياه الذي عقد في لاهاي سنة 2000، والذي اتفقت فيه الأطراف المشاركة على أن مشكلة المياه في العالم هي مشكلة إدارة وليست مشكلة ندرة فقط، كما تعرف بكونها مجموعة من العمليات التي تشجع الناس على المشاركة في تصميم وتخطيط وتطبيق نشاطات تسيير إدارة المياه بالتوازي مع دعم قدرة المجتمعات المحلية على الابتكار والتكيف مع الظروف المتغيرة كالجفاف والفيضانات، وبالتالي تعتبر حوكمة المياه من بين الآليات الناجعة للتخفيف من ندرتها.

ومن تجليات ضعف حوكمة قطاع المياه نجد عدم استقرار القطاع الحكومي المشرف على تدبيره، وضعف الالتقائية بين المتدخلين مما يجعل الرؤى تتعدد بتعدد الفاعلين وتتغير بتغير الأشخاص، وتؤدي هذه العوامل مجتمعة إلى غياب رؤية واضحة وبعيدة المدى لتدبير هذا القطاع على الرغم من وجود مخطط وطني للماء، والذي يعرف تنفيذه على أرض الواقع عدة تعثرات في ظل غياب تقييم موضوعي للوقوف على العراقيل التي تقف حائلا في وجه الأهداف المنشودة منه.

وما تجدر الإشارة إليه هو أن معظم دول العالم يعانون من مشكلة الأمن المائي، ولكن حدة المشكلة تظهر بوضوح في الدول النامية وبصفة خاصة في الوطن العربي الذي تتفاوت فيه آثار هذه المشكلة من قطر لآخر، وللتخفيف من حدة هذه المشكلة وآثارها الوخيمة التي تهدد الإنسانية جمعاء نوصي بما يلي:

+ دعم وتشجيع الاستثمارات الهادفة لترشيد وعقلنة المياه أو تحلية المياه أو معالجتها؛

+ التعامل مع البحث العلمي كخيار استراتيجي ينبغي أن يراهن عليه المغرب لتطوير قدراته في المجالات الحيوية، من قبيل تحلية المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي إلى جانب تطوير تقنيات الري؛

+ إشراك المؤسسات الجامعية والمعاهد الكبرى والمؤسسات ذات الصلة في إعداد وتنفيذ السياسة المائية؛

+ تفعيل المخطط الوطني للماء، وإخضاعه للتقييم وفتحه للنقاش المجتمعي وإشراك كل الفاعلين فيه، مع تفعيل المقتضيات القانونية المضمنة في القانون 36-15 وتحيينه ليواكب التسارع الذي يعرفه استنزاف الموارد المائية للبلاد؛

+ ترشيد السلوك الاستهلاكي للأفراد بما يضمن التعامل مع الموارد المائية بحكمة؛

+ التفكير في التدابير والإجراءات الكفيلة بتغيير السلوك الاستهلاكي للماء عبر تصحيح فكرة العلاقة بين ثمن الماء وقيمته الحقيقية التي لا تقدر بثمن، استحضار لقوله تعالى “وجعلنا من الماء كل شيء حي”؛

+ مكافحة تلوث المياه عبر تعميم قنوات الصرف الصحي ومعالجة المياه العادمة، والضرب بيد من حديد كل من سولت له نفسه إلقاء النفايات -الصناعية- في الطبيعة أو في مجاري المياه؛

+ تسريع وتيرة إتمام مشاريع بناء محطات خاصة بتحلية المياه ومعالجتها، مع ضمان توزيعها مجاليا لتغطية العجز المائي؛

+ اعتماد سياسات مائية مستدامة قائمة على ضمان الحق في الماء لكل الأجيال القادمة وفق رؤية استراتيجية بعيدة المدى لتدبير الموارد المائية.

أحمد الدشري – هسبريس المغربية

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الموارد المائیة الأمن المائی

إقرأ أيضاً:

عفريت الماء.. أعجوبة الخلق الذي يملك ما يحلم به البشر

مع خياشيم ريشية تنبت من رأسه بشكل عجيب، وأقدام مكفوفة، وزعانف ظهرية تمتد على طول جسمه، وذيل ليس أقل غرابة، كان عفريت الماء أو سَمَنْدل المكسيك محل اهتمام البشر منذ قدم الزمن، سواء قبل آلاف السنوات حينما كانت له مهام كبيرة في أساطير حضارة الأزتك، أو الآن حيث يعتبره العلماء أعجوبة طبية نحاول التعلم منها.

حاليا، ينتشر عفريت الماء في مناطق عدة حول العالم حيث تتم تربيته كحيوان أليف، إلا أن موطنه الأصلي هو مجمع بحيرة زوتشيميلكو، قرب مدينة مكسيكو، وهو مهدد بالانقراض بشدة، ويُقدر أن ما تبقى من هذا الكائن يتراوح بين 50 إلى 1000 سمندل فقط.

السمندل المكسيكي آكل للحوم، ويتغذى على الأسماك الصغيرة والقشريات والحشرات، ينمو الفرد البالغ من هذه العائلة عادة إلى حوالي 15-45 سم في الطول، لكنه يظل محتفظا بسماته الشابة لا تتغير.

كائن بسيط بقدرات خارقة

وما لفت انتباه العلماء في هذا الكائن منذ عقود، القدرة العجيبة على تجديد الأطراف بالكامل، بما في ذلك العظام والعضلات والأوعية الدموية والأعصاب والجلد الذي يغطيها، كما يمكنه تجديد الأعضاء بالكامل بما في ذلك عضلات القلب، وحتى أجزاء من الدماغ والحبل الشوكي، واستعادة الوظيفة العصبية إلى مستوى ما قبل الإصابة.

فقط فكر في الأمر، فهو يشبه قدرات أفلام الخيال العلمي، إذا جرح البطل في أي مكان بجسمه تعود الأنسجة لتلتئم بلا ندب، وإذا قطعت يداه أو قدماه تنمو من جديد، وإذا ضرب بسكين شفي جسمه وكأننا نرجع بالزمن للخلف.

ينتشر عفريت الماء في مناطق عدة حول العالم حيث تتم تربيته كحيوان أليف (بيكسابي)

في الواقع، يمكن لخلايا عفريت الماء العودة إلى حالة تشبه الخلايا الجذعية بعد الإصابة، وهي خلايا غير متخصصة تتميز بقدرتها الفريدة على الانقسام والتجدد لتكوين خلايا جديدة، بالإضافة إلى قدرتها على التحول إلى أنواع مختلفة من الخلايا في الجسم.

تلعب هذه الخلايا دورا محوريا في النمو، تجديد الأنسجة، وإصلاح الأضرار، مما يجعلها محط اهتمام كبير في مجالات الطب والأبحاث.

ورغم العودة إلى حالة تشبه الخلايا الجذعية، تحتفظ هذه خلايا عفريت الماء "بالذاكرة الموضعية"، بمعنى أنها تتمكن من النمو لتجديد أنسجة معينة في المواقع الصحيحة، فإذا فقد الكائن قدما أمامية، فإن خلايا تلك المنطقة تنمو لتصنع قدما أمامية تمثل تقريبا نسخة من القدم المفقودة.

ولذلك، فإنه على عكس البشر والعديد من الحيوانات الأخرى، تلتئم جروح هذه الكائنات دون تكوين ندبة، مما يعني خلاص كامل وتام من أثر الإصابة بشكل يعد الأكثر مثالية في عالم الحيوان.

وإلى جانب ذلك، يتمتع سمندل المكسيك بجهاز مناعي يدعم عملية التجدد، حيث تعمل الخلايا البلعمية (نوع من الخلايا المناعية) على إزالة الحطام وبقايا التلف بشكل نشط وبذلك تعزز نمو الأنسجة، على عكس البشر، حيث تؤدي الاستجابات المناعية غالبا إلى الالتهابات.

وعلى عكس العديد من الأنواع الأخرى، يحتفظ السمندل المائي بقدراته التجديدية طوال حياته. في معظم الحيوانات، تقل القدرة التجديدية مع تقدم العمر، لكن السمندل المائي يظل قادرا على تجديد حتى الهياكل المعقدة مثل الحبل الشوكي أو أجزاء من الدماغ في أي مرحلة من مراحل الحياة.

سعي للفهم

في عام 2018، تم تحديد تسلسل الحمض النووي لعفريت الماء لأول مرة بشكل كامل، في قفزة علمية رائدة مثلت أولى الخطوات الهامة لفهم هذا الكائن، وتم الكشف عن أنه يحمل أكبر جينوم حيواني تمت دراسته على الإطلاق، وفورا بدأ العلماء في دراسة هذا الجينوم العملاق لفهم أسباب قدرة هذا الكائن على التجدد.

وفي عام 2020، حدد الباحثون الجينات التي يعتقدون أنها مسؤولة عن تجديد أنسجة سمندل المكسيك، وفي عام 2023 حقق باحثو جامعة ستانفورد قفزة إضافية إلى الأمام في فهم ما يميز السمندل عن الحيوانات الأخرى.

وبحسب الدراسة، التي نشرها الفريق في دورية نيتشر، ظهر أن السمندل لديه نسخة شديدة الحساسية من جزيء "إم تور"، الذي يعمل كمفتاح تشغيل وإيقاف لإنتاج البروتين.

ومثلما يفعل الناس في حالة الكوارث، عندما يملؤون أقبية منازلهم بأطعمة غير قابلة للتلف للأوقات الصعبة، تخزن خلايا السمندل جزيئات الحمض النووي الريبي، التي تحتوي على تعليمات وراثية لإنتاج البروتينات.

بعد الإصابة يفعّل هذا الجزيء، فيعطي إشارة لاستخراج الحمض النووي المخزن، واستخدامه لإنتاج البروتينات اللازمة لتجديد الأنسجة بسرعة.

على عكس البشر والعديد من الحيوانات الأخرى، تلتئم جروح هذه الكائنات دون تكوين ندبة (بيكسابي)

ولفهم الفكرة، لا بد من معرفة ما تعنيه هذه الجينات، وهي ببساطة شفرات الحياة التي ترثها عن أبويك ويرثها السمندل عن أبويه، تخيل الجسم كفيلم سينما معروض على الشاشة، هذا الفيلم بالأصل يتكون من شريط طويل مشفر عليه المشاهد، هنا يلتقي البطل بحبيبته لأول مرة، وهنا يعترف لها بحبه، وفي موضع ثالث على الشريط تتركه لأحزانه وحيدا.

كذلك تحتوي خلايا كل كائن حي على شريط طويل من الوحدات الكيميائية الممثلة لما يعرف باسم "الحمض النووي"، يوجد في نواة كل خلية من خلاياه، وكل مجموعة من تلك الوحدات تمثل جينا، هنا جين يعبر عن لون الجلد، وهنا جين آخر يعبر عن طبيعة العينين، وهناك جين يعبر عن طول العظام.. إلخ، وصولا إلى أدق التشكلات الجزيئية والتفاعلات الكيميائية في أجسامها.

لكن مثلما يترجم شريط السينما على الشاشة إلى فيلم، فهناك طريقة في أجسادنا تترجم خلالها تلك الشفرات الجينية إلى بروتينات.

البروتين هو كل شيء في جسم الكائن الحي، بداية من مكونات العضلات والأجهزة ووصولا إلى أدق التكوينات العاملة في الخلايا الصغيرة، ولبنائه تترجم الخلية جزءا محددا من الشفرة الوراثية الموجودة داخل نواتها إلى بروتينات، عبر عملية النسخ عن طريق ما يسمى الحمض النووي الريبي، فكر في هذا المركب كرسول، يحمل المعلومات من الحمض النووي (الموجود في النواة) إلى أجزاء الخلية التي تترجمها لتصنع البروتينات.

أمل للبشرية

لكن ما سبق ليس كل شيء، فالأمر معقد للغاية، والخطوات الواقعة ما بين الإصابة وتجديد الأنسجة تتضمن الكثير من الإشارات والمسارات الكيميائية التي تحفز تكاثر الخلايا وتمايزها وتنظيم الأنسجة بشكل شبه مثالي.

كما يعتمد التجديد في عفريت الماء على وجود الأعصاب، وهو أمر ما زال يخضع للدراسة، حيث تطلق الأعصاب عوامل نمو محددة توجه نمو الأنسجة، وإذا تضررت الأعصاب أو غابت، فقد يضعف التجديد، مما يدل على التفاعل الحاسم بين الجهاز العصبي والعمليات التجديدية.

وفي حال تمكن العلماء من فك شفرة قدرة هذا الكائن المدهشة، فإن ذلك سيفتح الباب للكثير من الإنجازات في مجال الطب التجديدي، والذي يهدف إلى إصلاح أو استبدال الأنسجة والأعضاء التالفة أو المريضة أو التي تواجه أعراض الشيخوخة.

ومن الأمثلة على ذلك، تعديل الجينات لعلاج الأمراض الوراثية أو تعزيز قدرة الجسم على الشفاء، وتطوير أدوية تحفز الجسم على تجديد أنسجته بشكل طبيعي، مثل الأدوية التي تعزز نمو العظام أو الغضاريف، واستخدام الخلايا الجذعية لإعادة بناء الأنسجة التالفة، مثل إصلاح القلب بعد النوبات القلبية، أو علاج أمراض الأعصاب كالتصلب المتعدد.

مقالات مشابهة

  • "على القد".. الري والأوقاف يدًا بيد لترشيد المياه
  • معالجة مشكلة تسريب المياه من أحد الخطوط بجوار مول جرابة
  • مشاريع الماء مهددة بالتوقف في ذي قار وبرلماني يناشد السوداني وذياب: واسط تجاوزت علينا
  • عفريت الماء.. أعجوبة الخلق الذي يملك ما يحلم به البشر
  • وزارة الزراعة.. ركيزة أساسية لتحقيق الأمن الغذائي في مصر
  • وزيرة البيئة: مصر والإمارات تواجهان مشكلة ندرة المياه
  • وزير الري يتابع إجراءات حوكمة المياه الجوفية في محافظة الوادي الجديد
  • وزير الري يتابع جهود حوكمة وإدارة المياه الجوفية بالوادي الجديد
  • وزير الري يتابع إجراءات حوكمة المياه الجوفية والإدارة الرشيدة لها بالوادي الجديد
  • وزير الري يتابع إجراءات حوكمة المياه الجوفية بالوادي الجديد