حذر وزير الخارجية المصري سامح شكري من مغبة التصرفات الإثيوبية الأحادية، وذلك خلال دورة غير عادية للمجلس الوزاري لجامعة الدول العربية لدعم الصومال.

إقرأ المزيد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب بشأن أزمة "صومالي لاند"

وصرح السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية، بأن الوزير شكري أكد في بيانه على عمق وجدية الاهتمام العربي بالتطورات الأخيرة في دولة الصومال، والاستعداد لتوفير ما يلزم لها من دعم على المستويين الرسمي والشعبي، مشيرا إلى دفع بعض الأطراف المتربصة للسعي بسوء نية لإبطاء مسيرة النجاحات التي حققتها القيادة السياسية الصومالية حرصا منها على استمرار استنزاف الصومال في دائرة التحديات الأمنية والاقتصادية.

وأردف المتحدث الرسمي أن وزير الخارجية أشار إلى سابق تحذير مصر من مغبة السياسات الأحادية لإثيوبيا المخالفة لقواعد القانون الدولي، وكذا لمبادئ حسن الجوار، والتي تهدف للعمل على فرض سياسة الأمر الواقع دون الاكتراث بمصالح الحكومات والشعوب الإفريقية، مضيفا بأن التطور الأخير - بتوقيعها على اتفاق بشأن النفاذ إلى البحر الأحمر مع إقليم صومالي لاند – جاء ليثبت صحة وجهة النظر المصرية بشأن أثر تلك التحركات والسياسات على استقرار الإقليم وزيادة حدة التوتر في العلاقات بين دوله، حيث باتت إثيوبيا مصدراً لبث الاضطراب فى محيطها الإقليمي.

من جانبه، شدد حمزة عبدي بري رئيس وزراء الـصومال على أن اقليم أرض الصومال – الواقع شمال غرب الصومال- هو جزء لا يتجزأ من أراضي جمهورية الصومال الفيدرالية، مستنكرا إبرام مذكرة التفاهم غير القانونية بين إثيوبيا وإقليم ارض الصومال، والذي يمثل انتهاكا صارخا لسيادة ووحدة أراضي البلاد ومبادئ القانون الدولي وعلاقات حسن الجوار والتعايش السلمي والاستقرار في المنطقة، ومطالبا وزراء الخارجية العرب بالتكاتف والوقوف صفا واحدا  لمواجهة هذا المخطط الإثيوبي، والتضامن مع الصومال في مواجهة هذا التحدي الكبير، والخروج بقرارات صارمة ضد المطامع الإثيوبية العدوانية ومن يقف وراءها.

وقال إن إثيوبيا أقدمت على خطوة تتنافى مع كافة القوانين والأعراف والقواعد الدبلوماسية الراسخة بإبرامها مذكرة تفاهم مع إقليم أرض الصومال، تستحوذ بموجبها على شريط بحري بطول 20 كيلومتر في شواطئ الصومال، في انتهاك صارخ لسيادة ووحدة جمهورية الصومال الفيدرالية على أراضيها، وهو الأمر الذي نرفضه جملة وتفصيلا بكل ما أوتينا من قوة، ولايضر بمصالح الصومال الوطنية وسيادتها ووحدتها فحسب وإنما يشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي العربي والملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

ولفت إلى أنه في ظل التوترات المتسارعة في منطقة البحر الأحمر والتي تشكل تهديدا لحركة الملاحة التجارية، فإننا نعتقد بأن الخطوة التي أقدم عليها الجانب الإثيوبي هو مخطط مدروس يفاقم الأوضاع في مضيق باب المندب، وينذر  بعواقب وخيمة لدولنا. وهو ما يحتم علينا توحيد جهودنا لتفعيل آليات العمل العربي المشترك واتخاذ خطوات جادة للتصدي للتدخلات في شؤون دولنا العربية، واحترام سيادة الدول والقوانين الدولية.

وقال: "لا يخفى على مجلسكم الموقر، إن الأطماع الاثيوبية الفجة تستهدف الدول العربية المتشاطئة على البحر الأحمر في مسعى لخلق واقع ديموغرافي جديد في المنطقة عبر تنفيذ مخطط خطير للسيطرة على مداخل البحر الأحمر والاضرار بحركة التجارة والملاحة العالمية؛ وإننا إزاء هذه التحركات، ندعوكم إلى التكاتف والوقوف صفا واحدا  لمواجهة هذا المخطط الاثيوبي، والتضامن مع الصومال في مواجهة هذا التحدي الكبير، والخروج بقرارات صارمة ضد المطامع الاثيوبية العدوانية ومن يقف وراءها".

وأضاف: "أنه تأتي هذه التطورات في وقت تشق فيه الصومال طريقها نحو التنمية والبناء والاستقرار، وقد خطونا خطوات ملموسة في هذا الاتجاه وآخرها انضمام الصومال إلى مجموعة شرق إفريقيا الشهر الماضي لتعزيز الروابط الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وتسريع التنمية في منطقتنا، وقد نجحت بلادي في القضاء على الإرهاب، حيث تخوض قواتنا المسلحة حربا شرسة ضد جماعة الشباب الإرهابية، وقد نجحت في تحرير مناطق واسعة من الصومال بنسبة كبيرة تجاوزت 80%، ولا زلنا نسعى لتحرير كامل أراضينا من تلك الأفكار المتطرفة والهدامة، ولكن إقدام إثيوبيا على تلك الخطوة بالالتفاف على سيادة الصومال من خلال إبرام هذه المذكرة مع إقليم صومالي يعرقل جهود الصومال نحو التنمية والاستقرار، ويؤجج الصراع ليس في الصومال فحسب، وانما سيلقي بظلاله الكارثية على المنطقة بأكملها وخاصة القرن الإفريقي، ولن تثنينا إثيوبيا عن هدفنا بالارتقاء بالصومال نحو مستقبل واعد للشعب الصومالي".

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أخبار مصر أخبار مصر اليوم القاهرة غوغل Google البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

عهد جديد .. شراكة وتعاون عسكري بين مصر والصومال لا يهدد أحدا

أطلقت مصر والصومال عهدا جديدا من التعاون يرفع العلاقات الثنائية لمستوى الشراكة الاستراتيجية، بما يشمله من محاور عدة؛ سياسية كانت أو عسكرية، أو غيرها.

وفق تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال مؤتمر صحفي مشترك، عقده مع نظيره الصومالي، حسن شيخ محمود، في العاصمة القاهرة، على هامش قمة ثنائية عقدها القائدان اليوم الخميس.

شهد اللقاء عقد مباحثات ثنائية تلتها مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين، ووقع الرئيسان على الإعلان السياسي المشترك لترفيع العلاقات بين مصر والصومال إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، إلى جانب عدد من مذكرات التفاهم بين البلدين وقعهم وزيرا خارجية الدولتين.

وعقد الرئيسان مؤتمراً صحفياً في ختام الاجتماعات، قال خلاله الرئيس السيسي إنه بحث ونظيره الصومالي، مختلف القضايا والتطورات الإقليمية، بما في ذلك الأوضاع الأمنية والسياسية في منطقة القرن الإفريقي، وأمن البحر الأحمر، مشيرًا إلى أنهما توافقا على ضرورة تكثيف الجهود، للحفاظ على السلم والأمن في تلك المنطقة الحيوية، المؤثرة على الأمن العالمي.

الرئيس السيسي: حان الوقت لدعم الصومال بعد سنوات من الألمالرئيس السيسي: أمن الصومال جزء لا يتجزأ من أمننا القومي

كما اتفق الرئيسان على ما مثلته قمة أسمرة بين مصر والصومال وإريتريا، التي عقدت في 10 أكتوبر 2024، من نقلة نوعية في العلاقات والتنسيق بين البلدين، حيث شهدت المباحثات، سبل تعزيز التنسيق في الموضوعات الإقليمية، في إطار الحرص على دعم الصومال، كركيزة أساسية في استقرار منطقة القرن الأفريقي، وأضاف الرئيس السيسي أنه اتفق ونظيره الصومالي على أهمية عقد قمة ثلاثية ثانية، لتعزيز هذه الشراكة.

ووفق الرئيس السيسي، فإن مباحثاته مع نظيره الصومالي تناولت مجمل تطورات العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث ناقشنا التقدم المحرز في المجال الاقتصادي، بعد تسيير خط مصر للطيران بين القاهرة ومقديشو، واتفقنا على ضرورة الحفاظ على الزخم القائم، وتدعيم علاقاتنا الثنائية خلال الفترة المقبلة، بإجراءات إضافية ومحددة، في مجالات الصحة، والتعاون القضائي، وبناء القدرات، وغيرها من المجالات.

تعاون عسكري لا يهدد أحدا

وفيما يخص المجال العسكري، قال الرئيس السيسي: اتفقنا على مواصلة العمل المشترك، تفعيلا لبروتوكول التعاون العسكري، الموقع بين البلدين بالقاهرة، في أغسطس 2024 .. بهدف تدعيم قدرات الدولة الصومالية ومؤسساتها الوطنية، لحفظ الأمن والاستقرار، ومكافحة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة.

وأضاف الرئيس السيسي: ناقشنا باستفاضة، مسألة مشاركة القوات المصرية، في بعثة الاتحاد الأفريقي الجديدة في الصومال، واسمحوا لي أن أتحدث عن مشاركتنا في هذه البعثة، التي تهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار في الصومال، ولا تهدف إلى تهديد أي دولة.. مشاركتنا إيجابية، فعلى مدار أكثر من 30 عاما ونحن نتألم لما يحدث في الصومال… مشاركتنا تهدف في الأساس للتضامن مع الأشقاء في الصومال.

التعاون العميق بين مصر والصومال

وأشار السيسي إلى إطلاق عهد جديد من التعاون العميق بين مصر والصومال، حيث وقعت والرئيس حسن شيخ محمود، إعلانا سياسيا مشتركاً، لترفيع العلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية.. بما يشمله ذلك من محاور سياسية، وعسكرية، وثقافية، واقتصادية أخرى.. حيث يقضى الإعلان، بإجراء مشاورات سياسية سنوية على مستوى القمة، لمتابعة مجمل تطورات العلاقات بين بلدينا، واستشراف إجراءات تعزيز التعاون في مختلف المجالات.

وتابع: يسعدني أن أشهد اليوم - مع رئيس الصومال - مراسم التوقيع على مذكرة التفاهم بين وزارتي الخارجية في مجال التدريب الدبلوماسي.. فضلا عن اتفاق تبادل الإعفاء من تأشيرات الدخول، لحاملى جوازات السفر الدبلوماسية من بلدينا، بما يعزز من آليات المشاورات والتنسيق السياسى، بين مصر والصومال.

واختتم الرئيس السيسي كلمته، قائلا: إن مصر ستظل دائما، داعمة للصومال، وسنعمل معا لتحقيق المزيد من الإنجازات.. فأمن واستقرار بلدكم.. جزء لا يتجزأ من أمننا القومي.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية: الجهود المصرية نجحت في وقف إطلاق النار بغزة ونطالب بوقف استهداف السفن بالبحر الأحمر
  • خبير سياسي: مصر أحسنت إدارة ملف الصومال لتعزيز استقرار البحر الأحمر
  • العربي للدراسات : مصر أحسنت إدارة ملف الصومال لتعزيز استقرار البحر الأحمر
  • الخارجية الروسية: تصرفات إدارة بايدن ليست أخطاء بل جرائم
  • عهد جديد .. شراكة وتعاون عسكري بين مصر والصومال لا يهدد أحدا
  • حسن شيخ : العلاقات بين مصر والصومال عميقة على مدار التاريخ
  • السيسي يعلّق على وجود قوات مصرية في الصومال
  • الرئيس السيسي: ناقشت مع الرئيس الصومالي قضايا القرن الإفريقي وأمن البحر الأحمر
  • محافظ البحر الأحمر: افتتاح مول العرب نقلة نوعية في تطوير الأسواق بمدينة الغردقة
  • شركات أمن بحري تحذر أي خروقات سيؤدي لتجدد الهجمات من اليمن