قال البابا فرنسيس بابا الفاتيكان: “إننا نجد أمامنا اليوم عالما ممزقاً يتألم فيه ملايين الأشخاص، لاسيما بسبب الصراعات المستمرة والحروب، وما يزيد الطين بلة أن الحروب المعاصرة لا تُخاض فقط على أرض المعركة ولا تتعلق بالمقاتلين وحسب، إذ يبدو أنه لا يوجد اليوم تمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية، ولا يوجد صراع لا يستهدف السكان المدنيين العزل".

وأضاف البابا فرنسيس خلال الكلمة التي بعث بها إلى المشاركين في المنتدى الاقتصادي العالمي الذي تستضيفه مدينة دافوس السويسرية وتستمر اعماله حتي  التاسع عشر من الجاري، وقامت بنشرها الصفحة الرسمية للفاتيكان - منذ قليل - “أن السلام الذي تتوق إليه الشعوب ينبغي أن يكون ثمرة العدالة، لذا فهو لا يمكن أن يقتصر على التخلي عن أدوات الحرب، إذ لا بد من مواجهة الظلم الذي يكمن غالباً وراء الصراعات، لاسيما آفة الجوع التي ما تزال تعاني منها مناطق عديدة من العالم”. 

ولفت إلى “أن استغلال الموارد الطبيعية ما يزال يعود بالفائدة على قلة من البشر، تاركاً الجزء الأكبر من السكان في حالة من الفقر والعوز، وتوقف أيضا عند مشكلة استغلال العديد من الرجال والنساء والأطفال الذين يجبرون على العمل مقابل أجر زهيد ويُحرمون من فرصة التقدّم الشخصي والنمو المهني”.

وأشار البابا فرنسيس إلي أن ظاهرة العولمة التي أظهرت بوضوح مدى اعتماد الأمم والشعوب على بعضها البعض، ولديها أيضا بعد خلقي لا بد أن يكون حاضراً في النقاشات الاقتصادية والثقافية والسياسية والدينية المتعلقة بمستقبل الجماعة الدولية. وكتب أنه في عالم مهدد من قبل العنف والاعتداءات والتفتت من الأهمية بمكان أن تعمل الدول والشركات على تطوير نماذج للعولمة بعيدة النظر وسليمة خلقياً، وتوجّه نحو الخير العام للعائلة البشرية، مولية اهتماما خاصاً بالفقراء ومن يعيشون في أوضاع من الهشاشة.

وشدد بابا الفاتيكان، على أهمية ألا يقود الشركاتِ منطقُ البحث عن الربح المادي وحسب إذ لا بد أن تتمتع بمعايير خلقية رفيعة، لاسيما فيما يتعلق بالبلدان الأقل نمواً، وأكد أن هذه المقاربة ضرورية من أجل التوصل إلى هدف التنمية البشرية المتكاملة في إطار التضامن.

وأشار بابا الفاتيكان إلي الحاجة إلى نشاط سياسي دولي يسعى إلى إحلال السلام العالمي والنمو الأصيل، لافتا إلى أن هذا الهدف يتطلب جهداً من قبل المنظمات الدولية لأنه يتخطى إمكانيات الدول منفردة، كما عليها أن تضمن حق الجميع في المشاركة في عملية النمو هذه.

واختتم البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، بتذكير المشاركين في المنتدى الاقتصادي العالمي بالمسؤوليات الخلقية في التصدي لآفة الفقر، من خلال التوصل إلى نمو متكامل لجميع الأخوة والأخوات والتعايش السلمي بين الشعوب، وكتب أن هذا هو التحدي الأكبر المطروح اليوم أمامنا، متمنيا أن تتكلل أعمال المنتدى بالنجاح وابتهل لجميع المشاركين في الأعمال فيض البركات الإلهية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: البابا فرنسيس بابا الفاتيكان المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس دافوس السويسرية الحرب بابا الفاتیکان البابا فرنسیس

إقرأ أيضاً:

البطريرك يشارك في الرياضة الروحية الاستعدادية لسينودس الأساقفة الروماني في الفاتيكان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يشارك البطريرك مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، في الرياضة الروحية الاستعدادية للدورة الثانية من الجمعية العامّة السادسة عشرة لسينودس الأساقفة الروماني، وذلك في الفاتيكان.

كما ينضم للمشاركة في هذه الرياضة الروحية جميع أعضاء سينودس الأساقفة الروماني، من بطاركة الكنائس الكاثوليكية الشرقية، وكرادلة، وأساقفة، وكذا المدعوون إلى المشاركة في السينودس من كهنة ورهبان وراهبات وعلمانيين وعلمانيات من مختلف أنحاء العالم.

ويشارك من الكنيسة السريانية الكاثوليكية في الرياضة الروحية وفي السينودس، هدى فضّول من رهبانية دير مار موسى الحبشي في النبك - سوريا، وسعد أنطي، مدير مركز مار أسيا الحكيم في أبرشية الحسكة ونصيبين.

وتتخلّل الرياضة الروحية أوقات للصلاة والتأمّل والإصغاء إلى كلمات وتأمّلات روحية، فضلًا عن حلقات مشتركة للحوار وتبادُل الخبرات.

وسيتمّ افتتاح السينودس اعتبارًا من صباح يوم الأربعاء الموافق 2 أكتوبر بقداس حبري احتفالي يترأّسه قداسة البابا فرنسيس في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان.

مقالات مشابهة

  • البابا فرنسيس يفتتح الدورة الثانية للجمعية العامة العادية السادسة عشر لسينودس الأساقفة
  • رئيس الدولة يستقبل المشاركين في ورشة “أداء شرطة الأمم المتحدة” الـ3 التي تستضيفها وزارة الداخلية
  • رئيس الدولة يستقبل المشاركين في ورشة أداء شرطة الأمم المتحدة الـ3 التي تستضيفها الداخلية
  • البطريرك يشارك في الرياضة الروحية الاستعدادية لسينودس الأساقفة الروماني في الفاتيكان
  • البابا ثيودروس الثاني يعلن تفاصيل الاحتفال بمرور عشرين عاما من الخدمة
  • البابا فرنسيس يدين الاستخدام «غير الأخلاقي» للقوة في لبنان وغزة
  • هكذا وصف بابا الفاتيكان قصف الاحتلال للمدنيين في غزة ولبنان
  • البابا فرنسيس: الغارات الاسرائيلية على لبنان “تتجاوز الاخلاق”
  • بابا الفاتيكان يصف الاستخدام المفرط للقوى في غزة ولبنان بالعمل غير الأخلاقي
  • تعليق البابا فرنسيس على الأحداث في غزة ولبنان.. ماذا قال؟