قصة حب دلال عبد العزيز وسمير غانم| تركت وصية مؤثرة لبناتها
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
استطاعت الفنانة الراحلة دلال عبد العزيز أن تكسب جمهور ضخم يتذكرها حتى الآن ويشتاق لأعمالها ولطلتها على الشاشة، فتميزت بملامحها الجذابة وخفة دمها، فهي الفتاة الرقيقة والأم الحنونة، وصديقة وفية، وفي ذكرى ميلادها الـ 64، نقدم لك أبرز محطات في حياة الراحلة وقصة حبها بالفنان الراحل سمير غانم.
برعت الراحلة في تقديم جميع أدوار الكوميديا والدراما، وكسبت قلوب الجمهور بأعمالها الفنية والإنسانية، فضلًا عن مواقفها مع زملائها وبخاصة في وقت الحزن والألم، فكانت أول الحاضرين في العزاء.
وولدت دلال عبدالعزيز في محافظة الشرقية بقرية "فرغان"، وحصلت على درجة البكالوريوس من كلية الزراعة جامعة الزقازيق، وبكالوريوس من كلية الإعلام جامعة القاهرة، كما حصلت على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية من كلية الآداب جامعة القاهرة، وكذلك دبلوم في العلوم السياسية من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، واكتشفها المخرج نور الدمرداش ليفتح لها باب الشهرة والنجومية.
وأثرت النجمة الراحلة دلال عبد العزيز على السينما المصرية والعالمية بعدد كبير من الأعمال التي وصلت قرابة 220 عملًا متنوعاً بين السينما والدراما والمسرح والاذاعة، ليعدها الجمهور واحدة من عمالقة الفن في العالم العربي.
دلال عبد العزيز ومطاردتها لسمير غانم
وكانت قصة حب سمير غانم ودلال عبد العزيز من القصص التي يحبها جمهورهم، لصدق مشاعرهم وتعلقهم ببعض، فكانت دلال تتفاخر بمطاردتها للنجم الكبير في كل مكان بسبب حبها له، بالرغم من فارق العمر بينهما، لتنجح في الزواج منه، حتى في الوفاة لم تستطع الابتعاد عنه، لتفيض روحها إلى بارئها بعد أشهر قليلة من رحيله بسبب تداعيات إصابته بفيروس كورونا.
وفتحت دلال عبد العزيز قلبها لجمهورها خلال لقاء تلفزيوني لها، لتكشف كيف تعرفت على "فطوطة" سمير غانم، فكان اللقاء الأول لهما بالصدفة وقت طفولتها، عندما كانت تتمشى على كورنيش مدينة الإسكندرية رفقة المربية الخاصة بها، أثناء تقضية إجازة المصيف السنوية.
وأشارت المربية بابتهاج إلى سمير، وقالت لدلال إنه النجم سمير غانم أحد نجوم ثلاثي أضواء المسرح، وهرولت الطفلة الصغيرة نحو نجم المسرح لتصافحه، وما كان منه إلا أن وضع يده على رأسها بمشاعر أبوية.
وعلقت دلال عبد العزيز على تلك الصدفة قائلة: "سبحان الله طفلة تجري خلف نجم كبير، ثم يجمعهما القدر فيما بعد".
اللقاء الثاني لسمير غانم ودلال عبد العزيز
أما عن اللقاء الثاني، وكان في بداية ثمانينيات القرن الماضي، قالت دلال عبد العزيز أنها عندما أنهت دراستها الجامعية التحقت للعمل في مسلسل "أصيلة" من بطولة كريمة مختار وجورج سيدهم، وما كان من سيدهم إلا أن أعجب بأدائها ورشحها لبطولة مسرحية "أهلا يا دكتور".
ورتب سيدهم مقابلة بين دلال عبد العزيز والمخرج حسن عبد السلام وسمير غانم لتجري معهما مقابلة وتنضم بعدها لفريق عمل المسرحية.
وعلى مدار 4 سنوات "فترة تقديم المسرحية" بدأت قصة الحب تتشكل بينهما دلال وسمير الذي أعجبت به من اليوم الأول، وبدأ الاهتمام المتبادل، وتقول دلال إن سمير كان يقوم بتوصيلها إلى منزلها بعد العمل، خاصة في أثناء الليل.
وفي عام 1984 تزوجا الثنائي، لتثمر هذه الزيجة ابنتين، أصبحا فنانات يحبهما الجمهور، وتتزوج الأولى "دنيا" من الإعلامى رامى رضوان، وتزوجت الثانية "إيمي" من الفنان حسن الرداد لتسطر العائلة نفسها في كتب تاريخ العائلات الفنية بامتياز.
ومن المعروف عن الفنانة الراحلة دلال عبدالعزيز، أنا كانت "صاحبة واجب"، فتزور زملائها وتتواجد في كل المناسبات وفي الأحزان قبل الأفراح، فقبل وفاتها أوصت ابنتيها، بضرورة الاهتمام بالفنانة لبنى عبدالعزيز، بحسب تصريحات تلفزيونية سابقة للأخيرة: "دلال عبدالعزيز أوصت دنيا وإيمي في أيامها الأخيرة بالسؤال الدائم عني والاطمئنان علي، وهما فعلا بيعملوا كدة".
اخر أعمال الفنانة الراحلة دلال عبد العزيز
وكان آخر فيلم قدمته الفنانة دلال عبد العزيز قبل رحيلها "تسليم أهالي"، وشاركها في العمل: دنيا سمير غانم، هشام ماجد، بيومي فؤاد، لوسي، عمرو وهبة، وعدد من الفنانين، ومن تأليف شريف نجيب، وإخراج خالد الحلفاوي، وإنتاج هشام جمال.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: دلال عبد العزيز الفنانة دلال عبد العزيز سمیر غانم من کلیة
إقرأ أيضاً:
“وصية مريم” اختصار الوجع السوري عبر الخشبة.. تراجيديا السوريين العالقين على الحدود في مهرجان الفجيرة
الإمارات العربية – أتعرفين ما هو الوطن يا مريم؟.. الوطن هو ألا يحدث ذلك كله..
وحيداً مع أحذية الأطفال الذين كان يدفنهم ويحتفظ بأحذيتهم، وهو المدرس السابق يقضي أيامه لا جليس معه إلا الأحذية أو صوت إطلاق النار أو مرور المهربين بين البلدين، وهم مصدر طعامه بإحسانهم إذا شاؤوا أن يحسنوا إليه..
بهذه الكلمات اختصر صنّاع العرض المسرحي مضمون مسرحية “وصية مريم “، من تأليف جمال آدم وتمثيل محمد حداقي وإخراج وسينوغرافيا عجاج سليم، وإنتاج خاص بدعم من دائرة الثقافة في إمارة الفجيرة الإماراتية.
مأساة جليدان
ويؤكد عجاج سليم لـRT أن نص “وصية مريم” له خصوصية مونودرامية كونه يغوص في أعماق بطل العرض “جليدان” واسمه دلالة قوة الجلد والتحمل التي يتمتع بها بطل العرض من خلال أحداث عاشها، ويقدم فيه النموذج الواضح للمواطن السوري الذي حمل ومازال يحمل هموم العالم في بلد يتمتع بوافر الخيرات ولكن نظام الاستعباد الذي امتد ظلامه وظلمه لأكثر من 60 عاما، ضاعت فيها حقوق الشعب وزادت معاناته ثم جاءت سنوات الحرب الـ14 لتعمق الألم وتشتت الأسر ويعم الفقر والذل الممنهج، ويتشرذم الشعب السوري في أرجاء العالم، وتعلق صور الشهداء في كل بيت.. وفي كل قرية ومدينة.. وكل ذلك من أجل أن يستمر حكم الطغيان.
تراجيديا السوريين
ويضيف سليم أن العرض يقدم بطله في ساعاته الأخيرة على كوكب الأرض، وهو الذي يصرخ بالموت أن يحضر وينتشله من آلامه.. هي تراجيديا السوري الذي هرب من الموت وحاول الدخول إلى إحدى الدول الشقيقة، “في العرض جليدان البكل حاول دخول لبنان”.
ولكن بسبب الشروط التعجيزية للسماح بدخول البلد الشقيق يحاول العودة إلى بلده ولايستطيع وهو السجين السابق الهارب من جحيم الحرب. فيعلق على الحدود بين البلدين بانتظار نهاية سعيدة كانت أم حزينة.
وعن اختيار الفنان محمد حداقي لبطولة العرض أكد المخرج سليم أن الاختيار ناجم من الأداء الحساس والمرهف والراقي الذي يتمتع به محمد حداقي، فهو يلتقط أدق الإشارات الصادرة من أعماق الشخصية ويعبر بها من اللاوعي الخاص بها من خلال روحه. ليبدو وكان محمد يجسد معاناته الشخصية، وأنا مؤمن أن كل من سيرى العرض سيكون راضياً رغم ما سيشعر به من تعاطف أو حزن أو حب للشخصية عن الأداء المتميز لحداقي، الذي يعود للمسرح متألقاً ناشراً عطر موهبته وعبير روحه الشفافة.
وعن تجربة العمل الإخراجي للنص المونودرامي أشار سليم إلى أنها تجربة صعبة وامتحان لقدرات أي مخرج لأن عليه أن يتغلغل في روح الممثل وأن تتجسد حلوله الإخراجية من خلال رسم أدق التفاصيل في الحركة أو الفعل التمثيلي أو الحس والشعور الدقيق دون أي فذلكة أو استعراض للعضلات الإخراجية، لأن وقوف ممثل لوحده على الخشبة لا يضمن نجاحه إلا طاقة وجهد وموهبة المخرج التي تظهر من خلال أداء الممثل المتميز.
دراما الجنون
ونوّه الكاتب المسرحي جمال أدم بأن فكرة العرض المسرحي ولدت قبل حوالي سنة تقريباً والتقط مفرداتها بعد أن تابع مشهداً لأحذية أطفال في إحدى المناطق السورية. وقام بتسجيلها كي يعيد كتابتها وتقديمها بطريقة درامية جديدة وقال أدم لـRT بأنه دخل في متاهات كثيرة في هذا العرض متاهات الغربة والفقر والظلم والقهر وكل ماله علاقة بمفردات الحياة السلبية التي يعيشها المواطن السوري.
وأضاف: كنت أود أن تكون المعالجة الدرامية أقل قسوة وأقل قهراً من الحياة التي يعيشها المواطن السوري، ولكن للأسف شعرت أنني دخلت متاهات كثيرة لدرجة انني توقفت عن كتابة النص عدة مرات هذا النص قبل أن أنهيه منذ 3 أشهر.
وأكد أدم أن خياره للعرض المونودرامي كونه يعبّر عن فكرة العرض، فالعرض المونودرامي نبيل جداً ومكثف ومن أصعب أنواع الفنون المسرحية كون الممثل يكون في مواجهة مباشرة مع الجمهور ومع نفسه وبكل المشاكل التي يجب أن يعبر عنها، وهي فن مختلف ومغاير للسائد وصعب للغاية فلا أحد يجلس يتحدث عن نفسه إلا من كان قد عاش الخيبات بعد أمل وهزائم فردية وحزن وقهر وخيبة.
لذلك يوصف ممثل المونودراما بأنه مجنون وأنا أصف هذا الفن بدراما الجنون بكل معنى الكلمة فلا أحد يستطيع أن يلامس هذا الجنون الا من خلال ممثل عبقري ولايقدمه أي كان، وهو يحتاج إلى نص متقن ومخرج يكسر أدوات الملل طول الوقت وشخصيات كثيرة يتم تقديمها عبر شخص واحد وبإحساس مرهف للارتجال.
محمد حداقي ومفاتيح الإرتجال!
ولفت أدم إلى أن حداقي ممثل خاص وهو من الممثلين الذين لا يهتمون بـ”الشو SHOW ” ولاتعنيه البهرجة أو وسائل التواصل الاجتماعي أو أن يكون نجماً بالمعنى السلبي للكلمة هو حريص أن يترك أثرا درامياً في أي عمل يقدمه.
وهذه حقيقة حداقي من الممثلين الذين يتركون بصمة في أي عمل يقدمه، وميزته أنه قادر على توثيق اللحظة الدرامية والتاريخية والإنسانية لأنه في كل مرة يخترع مفتاحاً جديداً ويقدمه وسأكون سعيداً للنتيجة والصدى والأثر الانساني والفني وأتحدث بالصفة الإيجابية وعلى ثقة أن حداقي سينهض بهذا العرض بمعرفة وهمّة سليم.
الجدير بالذكر أن العرض سيُقدم في 16 من الشهر الحالي ضمن المهرجان الدولي للمونودراما الذي تقوم بتنظيمه “هيئة الثقافة والإعلام” في إمارة الفجيرة كل سنتين، ويُعتبر نقطة التقاء لأهم فناني وخبراء المسرح، عبر أنشطته المتنوّعة وفعالياته الثّرية.
المصدر: RT