أعربت منظمات غير حكومية عن "قلقها البالغ" إزاء تأثير التصعيد العسكري في اليمن والبحر الأحمر على العمل الإنساني، مشيرةً إلى أن بعض المنظمات الإنسانية علّقت عملياتها بسبب "مخاوف" أمنية بعد الضربات الغربية على الحوثيين.

وفي الأيام الأخيرة، شنّت الولايات المتحدة وبريطانيا سلسلة ضربات على مواقع عسكرية للحوثيين ردًا على هجماتهم في البحر الأحمر وبحر العرب على سفن تجارية يزعمون أنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إليها، دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة في ظل الحرب الدائرة منذ السابع من أكتوبر بين حركة حماس وإسرائيل.

وأعربت 26 منظمة يمنية ودولية، بينها "سايف ذي تشيلدرن" و"المجلس النرويجي للاجئين" في بيان مشترك مساء الثلاثاء، عن "قلقها البالغ إزاء الآثار الإنسانية للتصعيد العسكري الأخير في اليمن والبحر الأحمر".

وأكدت أن المنظمات الإنسانية "بدأت تشعر بالفعل بتأثير التهديد الأمني في البحر الأحمر، إذ يؤدي تعطيل التجارة إلى ارتفاع الأسعار والتسبب في تأخير شحنات السلع المنقذة للأرواح".

ويغرق اليمن، وهو أصلًا الدولة الأشد فقراً في شبه الجزيرة العربية، بواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة.

واندلع النزاع في اليمن في 2014 مع سيطرة الحوثيين على مناطق شاسعة في شمال البلاد بينها العاصمة صنعاء.

وبعد نحو عامين من إعلان هدنة في أبريل 2022، لا تزال حدّة المعارك منخفضة بشكل ملحوظ، رغم انتهاء مفاعيلها بعد ستة أشهر.

وقالت المنظمات إنه في أعقاب الضربات الأميركية والبريطانية "اضطرت بعض المنظمات الإنسانية إلى تعليق عملياتها بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة والأمن، بينما تقيّم منظمات أخرى قدرتها على العمل".

ولم تحدد المنظمات الموقّعة على البيان ما إذا كانت هي من بين تلك التي علّقت عملياتها أو التي تدرس ذلك.

وتوقّعت أن "المزيد من التصعيد قد يُرغم المزيد من المنظمات إلى وقف عملياتها في المناطق التي تشهد أعمالاً عدائية".

ويعتمد أكثر من 75% من اليمنيين على المساعدات للعيش، وسط أزمة اقتصادية حادة تسبّبت بها الحرب وانهيار العملة والقيود المفروضة على عمليات الاستيراد والتجارة مع الخارج.

وأوضحت أن "ندرة السلع الأساسية وزيادة تكاليفها، مثل الغذاء والوقود، ستفاقم الأزمة الاقتصادية الحادة أصلًا، وستزيد الاعتماد على المساعدات".

وقلّص برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة مساعداته الغذائية في اليمن العام الماضي، بسبب نقص التمويل الدولي وخلافات مع الحوثيين.

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: فی الیمن

إقرأ أيضاً:

صحيفة “ذا هيل”: خبراء يحذرون من مأزق محتمل للبحرية الأمريكية في مواجهة الحوثيين

الجديد برس:

سلطت صحيفة “ذا هيل” الأمريكية الضوء على فشل الولايات المتحدة في ردع قوات صنعاء ووقف هجماتها البحرية المساندة لغزة. وأوضح التقرير أن الخبراء يرون أن نجاح الضربات الأمريكية في تدمير قدرات قوات صنعاء يشكل تحدياً، وأن الاستمرار في هذه الاستراتيجية قد يؤدي إلى مأزق للبحرية الأمريكية.

ووفقاً لتقرير الصحيفة الذي نشرته أمس الأحد، فشلت الولايات المتحدة، بعد نصف عام من الصراع، في منع قوات صنعاء من مهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر، حيث استمرت الهجمات على السفن وإرباك القوات الأمريكية. وقد أطلقت قوات صنعاء أكثر من 190 طائرة بدون طيار وصواريخ منذ بدء الجهود في أواخر أكتوبر.

ونقل التقرير عن بروس بينيت، الباحث في مؤسسة راند، قوله إن قوات صنعاء (الحوثيين) تمتلك إرادة دينية ودافعاً سياسياً يجعل من الصعب السيطرة على تهديداتها. وأضاف أن الجيش الأمريكي مصمم للحرب النظامية، في حين أن قوات صنعاء تمثل تهديداً عسكرياً مختلفاً يصعب التعامل معه.

كما سلط التقرير الضوء على التأثير الإقليمي للوضع في البحر الأحمر، حيث أشار عدنان مزاري، الباحث في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، إلى أن التأثير يمتد إلى تقليل حركة الموانئ لدول مثل “إسرائيل”. وحذر مزاري من أن الوضع قد يتفاقم بشكل كبير في حالة حدوث حرب محتملة بين “إسرائيل” وحزب الله في لبنان.

وأشار التقرير إلى التحدي الذي تواجهه البحرية الأمريكية في مواجهة هذا التهديد، حيث نقل عن القائد إريك بلومبرغ قوله إن الناس قد لا يدركون مدى خطورة الوضع واستمرار تعرض السفن للتهديد. وأكد المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، على صعوبة التعامل مع قوات صنعاء بسبب الحماسة الدينية التي تبنتها.

كما ناقش التقرير استراتيجية الولايات المتحدة في التعامل مع التهديد، حيث نقل عن برايان كلارك، مدير مركز مفاهيم الدفاع والتكنولوجيا في معهد هدسون، قوله إن الولايات المتحدة قد تركز على تدمير مراكز التجميع والتوزيع بدلاً من استهداف مواقع الإطلاق مباشرة.

وأضاف كلارك أن الاستراتيجية الأمريكية قد لا تكون مستدامة على المدى الطويل، محذراً من أن التهديد لن يختفي وأن البحرية الأمريكية قد تجد نفسها في مأزق.

وأضاف التقرير أن “شركات الشحن التجارية تجنبت إلى حد كبير البحر الأحمر منذ ديسمبر، واختارت بدلاً من ذلك سلوك طريق أطول حول رأس الرجاء الصالح في أفريقيا، مما يزيد من وقت الرحلة والتكاليف. وتواجه السفن التي تمر عبر البحر الأحمر أيضاً تكاليف تأمين أعلى، كما أن الاضطرابات أدت إلى تقليل كمية البضائع المشحونة”.

ونقلت الصحيفة عن كارولين فرويند، عميدة كلية السياسة والاستراتيجية العالمية بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو، قولها: “هذا الوضع يؤدي بالتأكيد إلى ارتفاع تكاليف النقل واحتمال ارتفاع الأسعار”. وأضافت فرويند أن “هذا الوضع له تأثيرات واسعة النطاق، حيث أن تقليل كمية البضائع المشحونة يمكن أن يؤدي إلى نقص في السلع وزيادة في الأسعار، مما يؤثر على الاقتصاد العالمي”.

واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى التأثيرات طويلة المدى للوضع الحالي في البحر الأحمر، حيث أكدت فرويند أن “هذا الوضع ليس مستداماً على الإطلاق، ويجب إيجاد حل دائم لضمان أمن وسلامة طرق الشحن التجارية”. مما يعني بحسب كارولين أن تأثيرات العمليات اليمنية قد تستمر لفترة طويلة إذا لم يتم إيجاد حل دائم.

مقالات مشابهة

  • لم نخض مثلها منذ الحرب العالمية.. قبطان أمريكي يكشف خطورة الوضع بالبحر الأحمر
  • صحيفة “ذا هيل”: خبراء يحذرون من مأزق محتمل للبحرية الأمريكية في مواجهة الحوثيين
  • «دبي الإنسانية» و«نقودي» تدعمان المنظمات الإنسانية الدولية
  • انطلاق مبادرة “ديهاد + روما” في جامعة لويس الإيطالية لدعم العمل الإنساني العالمي
  • مدير "أوتشا" في اليمن يثني على دور المملكة الريادي في المجال الإنساني
  • مجلة داون: الاعتقالات التعسفية والاخفاء القسري أصبحت شائعة بشكل مثير للقلق في صنعاء وعدن (ترجمة خاصة)
  • غزة تموت جوعا| اليونيسيف: الوضع كارثي ومطالب بوقف النار لدخول المساعدات الإنسانية.. فيديو
  • حركة يمنية جديدة تُعلن بدء عملياتها العسكرية ضد “إسرائيل” نصرةً لغزة
  • مسيرة فاشلة مع الشباب تطوق عنق آيت منا وجماهير الوداد تدق ناقوس الخطر
  • «الراية» القطرية تحذر من خطورة الوضع الإنساني للأطفال في قطاع غزة