تتجه مسارات الطب والتكنولوجيا في عصرنا الحالي نحو تحقيق تقدم ملحوظ، وتبرز من بين الابتكارات الرائدة جهود عيادة أمراض الذاكرة بمستشفى جامعة السلطان قابوس في تطوير الخدمات التشخيصية لمرضى الشيخوخة واضطرابات الذاكرة من خلال توصلنا لتطبيق على الحاسوب اللوحي يعتمد على برامج الذكاء الاصطناعي لكشف حالات الزهايمر واضطرابات الذاكرة.

ويتيح البرنامج إجراء اختبارات ذكية لقياس مجموعة متنوعة من المهارات، بدءًا من التذكر إلى الاستجابة والانتقال بين العمليات الدماغية المختلفة.

ومن الأهمية قبل كل شيء فهم ظاهرة الخرف بشكل عام، والذي لا يقتصر على خرف الشيخوخة أو الزهايمر كما هو متعارف عليه، حيث أن هناك أنواعٌ أخرى تطرأ بتحديات متعددة عند النظر إلى التشخيص المبدئي كالخرف الوعائي المتعلق بمشاكل الاوعية الدمويه في المخ مثالا.

و قد يظهر الخرف بشكل رئيسي من خلال فقدان الذاكرة، بالإضافة إلى تغيرات في الحالة المزاجية، وضعف في القدرة على التفكير واتخاذ القرارات، كما يمكن البدء بملاحظة تغيرات في الشخصية وفقدان القدرة على أداء الأنشطة اليومية، إلى جانب تغيرات في القدرات اللغوية والحركية.

وتترتب على هذه التحديات آثار سلبية على المريض ومقدمي الرعاية على المستوى الشخصي والاجتماعي. و في هذا السياق، يبرز دور التشخيص المبكر كوسيلة لتحسين جودة حياة المصاب وتسهيل إدارة المرض من خلال فحص الحالة في مراحلها المبكرة، و من خلال ذلك يمكن توفير العلاج المناسب وتطوير خطة رعاية مخصصة، مما يقلل من تأثير وسرعة تطور المرض ويساهم في المحافظة على استقلالية المريض لفترة اطول و بالتالي، يتحقق تأثير إيجابي على التفاعل الاجتماعي والعائلي للمريض.

وما يزيد من أهمية التشخيص المبكر هو أنه يفتح الباب للمشاركة في الأبحاث والتجارب السريرية، مما يسهم في تقدم العلم وتطوير علاجات فعّالة للمستقبل، ويكمن التحدي الرئيسي في تحديد استعداد الفرد العماني لاستخدام تلك البرامج كأداة مساعدة في التشخيص الطبي، خاصة أن مرض الزهايمر يظهر عادةً في كبار السن الذين تختلف قدراتهم التعليمية وتحديدا في القراءة والكتابة، مما يؤثر على دقة المقاييس المعرفيه و النفسيه التي تعتمد عليها اختبارات الذاكرة التقليدية المتوفره حاليا.

ولكن الأمر لا يقتصر على الجانب التشخيصي للمرض فقط، بل يمتد إلى فحص تقبل المجتمع العماني لمثل هذه التقنيات المتقدمة و يعكس هذا التوجه استعدادًا لاستخدام التكنولوجيا كأداة فعّالة في تحسين جودة الحياة وتقديم الرعاية الصحية في المجتمع العماني. تحمل تلك الجهود أبعادًا أخلاقية واجتماعية تتساءل عنها المجتمعات والافراد ، وهي ذات أهمية خاصة في سياق تقدم التكنولوجيا السريع و قد يثير استخدام الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة في التشخيص الطبي تساؤلات حول الخصوصية والأمان، فضلاً عن التحديات التي قد تنشأ نتيجة لاعتماد النظام الصحي على تلك التقنيات.

وهنا يأتي التطبيق الذي توصلنا إليه كمحاولة جادة لتوفير حلاً جديدًا لكشف وتشخيص مرض الشيخوخة باستخدام أحدث التقنيات و يمثل هذا المشروع ركيزة أساسية في تقديم الرعاية الصحية والتشخيص المبكر، محققًا اتزانًا فريدًا بين العلم والتكنولوجيا.

ومع التطور السريع للتكنولوجيا، يتوجب على المجتمع العماني أن يكون جزءًا من هذا التحول، مع مراعاة الأخذ بالاعتبار للقضايا الأخلاقية والاجتماعية لضمان تحقيق الفوائد القصوى للصحة العامة والفرد على حد سواء.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: من خلال

إقرأ أيضاً:

مساعد وزير الخارجية للعلوم والتكنولوجيا المتقدمة يشارك في مؤتمر «الذكاء الاصطناعي والأمن والاستخدام المسؤول»

جنيف (وام)
شارك عمران شرف، مساعد وزير الخارجية للعلوم والتكنولوجيا المتقدمة في المؤتمر العالمي لـ «الذكاء الاصطناعي والأمن والاستخدام المسؤول» مع روبن غايتس، مدير عام معهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح، وتركّز النقاش على المشهد المتطور للذكاء الاصطناعي وتأثيراته على الأمن العالمي، والتحديات التي تواجه التقدم التكنولوجي.
وأشار شرف، خلال الحوار، إلى أن تزايد وصول الجهات والجماعات من غير الدول إلى التقنيات الحساسة، يُؤكد ضرورة تعزيز التعاون الدولي، وأهمية التبادل المعرفي المسؤول بين الدول ووضع لوائح فعالة ومُحكمة لصون الأمن والسلْم الدوليّيْن. ومع استمرار تطور الحوار العالمي بشأن الذكاء الاصطناعي والأمن والاستخدام المسؤول، تظل دولة الإمارات رائدة في مجال الابتكار التكنولوجي، وفي الدعوة إلى الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي، وأهمية ضمان توافق الجهود العالمية مع القيم المشتركة للسلام والأمن والازدهار.
من جانبه، أكد جمال المشرخ، المندوب الدائم للإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، أن «دولة الإمارات تؤمن بأن التعاون العالمي في مجال التقنيات الناشئة في إطار منظومة الأمم المتحدة أمر بالغ الأهمية لضمان أن يخدم الذكاء الاصطناعي المصلحة العامة، ويعزز السلام، ويحمي القيم التي تجمعنا جميعاً.
يشار إلى أن المؤتمر العالمي حول «الذكاء الاصطناعي والأمن والاستخدام المسؤول» ينظّم سنوياً من قبل معهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح، حيث يجتمع الدبلوماسيون مع الخبراء العسكريين، ومع الخبراء في مجالي الصناعة والأبحاث والأكاديميين ومسؤولي منظمات المجتمع المدني للنظر بشكل مشترك في الآثار المعقدة للذكاء الاصطناعي على الأمن، على الأصعدة الوطنية والإقليمية والعالمية، وفي كيفية مواجهة هذه الآثار ومعالجتها.

أخبار ذات صلة طائرات الدرون والذكاء الاصطناعي لرصد هلال شوال في الإمارات بيل غيتس يكشف عن 3 مهن آمنة في عصر الذكاء الاصطناعي

مقالات مشابهة

  • النصر يرصد راتبًا ضخمًا لضم فينيسيوس جونيور
  • كاميرات المراقبة تكشف الجرائم الغامضة في ثوانٍ.. كيف ساهمت التكنولوجيا في حل القضايا؟
  • كاميرات المراقبة تكشف الجرائم الغامضة في ثوانٍ.. كيف ساهمت التكنولوجيا في حل القضايا؟ - عاجل
  • رواية نجوم ورفاقها لصالح أبو أصبع.. الذاكرة المستعادة والبحث عن الخلاص
  • من الأحد للثلاثاء.. مبادرات طبية للكشف المجاني خلال أيام عيد الفطر بسيوة |تفاصيل
  • مساعد وزير الخارجية للعلوم والتكنولوجيا المتقدمة يشارك في مؤتمر «الذكاء الاصطناعي والأمن والاستخدام المسؤول»
  • الرعاية الصحية بالسويس ترفع حالة الطوارئ لاستقبال عيد الفطر
  • الفرق الخيرية.. مرآة تعكس قيم التراحم والتكاتف في المجتمع العماني
  • مصدر عماني: إيران وامريكا أقرب إلى اتفاق من أي وقت مضى
  • الطريق إلى المشنقة يرصد تصاعد أحكام الإعدام بمصر خلال عام 2024