مُصاب برهاب الحشرات يبتكر تطبيقا يوفّر خريطة للبلاغات عن بق الفراش!
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
عندما بدأت تكثر التقارير الإعلامية عن انتشار بق الفراش في كوريا الجنوبية، سارع كانج جاي جو، وهو مهندس حاسوب شاب يعاني رهاباً من الحشرات، إلى إنشاء تطبيق يوفّر من خلاله خريطة لكل الأماكن التي أبلغ عن تسجيل حالات فيها.
وفيما كانت السلطات الكورية الجنوبية تعمل على وقف هذه الظاهرة من خلال تركيب سخانات بخارية في المطار الرئيسي في البلاد والسماح بالاستخدام المنزلي للمبيدات الحشرية الصناعية، بدأ كانج (29 عاما) بوضع خريطة لكل البلاغات.
وشهدت كوريا الجنوبية، التي بقيت لسنوات في منأى عن هذه الظاهرة، زيادة مطّردة في انتشار بق الفراش مع معاودة حركة السفر بعد الجائحة، وأفيد عن أكثر من 100 حالة في البلاد منذ أواخر نوفمبر الماضي، وفقا لأرقام رسمية.
وفيما كانت الضجة تتصاعد في شأن هذه الظاهرة، حقق موقع «بِج بَج بورد.كوم» (begbugboard.com) الذي أنشأه كانج نجاحا كبيرا، إذ راح يتلقّى نحو 50 ألف زيارة يوميا.
وقال كانج: إنه «حساس جداً تجاه الحشرات إلى درجة أنه ينام «تحت ناموسية طوال السنة»، معترفا بأن مجرد النظر إلى صور الحشرات وبيضها في موقعه يسبب له «القشعريرة».
وكان خوفه من بق الفراش عنصراً شجعه على إنشاء خريطة تفاعلية على موقعه للحالات المبلغ عنها في كل أنحاء كوريا الجنوبية، بالإضافة إلى مقالات إعلامية في الوقت الفعلي عن هذا الموضوع.
وبرزت مخاوف مماثلة في الأشهر الأخيرة وخصوصا في باريس، بفعل الزيادة الكبيرة في البلاغات عن هذه الحشرات، أدت إلى إغلاق المدارس، قبل أشهر قليلة من دورة الألعاب الأولمبية سنة 2024.
وفي كوريا الجنوبية، سجِلَت 44 في المائة من الحالات المبلغ عنها في مساكن الـ«جوسيوون» الصغيرة والمتدنية السعر التي لا تتجاوز مساحتها خمسة أمتار مربعة. كذلك طالت الظاهرة أنواعاً أخرى من المساكن المحدودة الحجم ومساكن الطلاب والحمامات العامة.
وبادرت السلطات المحلية في سول حيال هذه الظاهرة إلى تخصيص 700 مليون وون (أكثر من 550 ألف دولار) لشاغلي المساكن المعرّضة في العاصمة.
وتعتزم إدارة مطار إنتشون الدولي، وهو الأكبر في كوريا الجنوبية، تركيب سخانات بخار ذات درجة حرارة عالية جداً هذا الشهر لقتل بق الفراش غير الظاهر.
كذلك سمحت سول في الآونة الأخيرة بالاستخدام المنزلي لمبيدات النيونيكوتينويد الحشرية القوية جداً التي تستخدم عادة في الزراعة.
وقالت المسؤولة في حكومة العاصمة بارك يو مي: «إن بلدية سول تعتبر انزعاج المواطنين وقلقهم الناجم عن بق الفراش مشكلة صحة عامة مهمة». وأضافت أن البلدية «تسعى إلى أخذ زمام المبادرة في تنفيذ الإجراءات المضادة».
وغاب بق الفراش عن الحياة اليومية في خمسينيات القرن العشرين، ثم تكاثر في العقود الأخيرة في البلدان المتقدمة، ويعود ذلك خصوصاً إلى تزايد الكثافة السكانية في المدن، وتنامي حركة السفر، ومقاومة بق الفراش المتصاعدة للمبيدات الحشرية.
ولهذه الحشرات المؤذية التي تمصّ الدم وتسبب لدغاتها عموماً آثاراً حميدة نسبياً على الجلد (كالاحمرار والحكة)، عواقب يمكن أن تكون أكثر حدة، منها الحساسية ونوبات الربو وفقر الدم والاضطرابات النفسية (الإجهاد والقلق والاكتئاب).
وشرح أستاذ الطب المداري في جامعة سول الوطنية كيم جو هيون في مقطع فيديو على شبكة يوتيوب أن «في استطاعة بق الفراش أن يعيش أكثر من مائة يوم من دون أن يتغذى فعليا. فهو صغير ويختبئ بشكل جيد جدا».
ويعتزم كانج الإبقاء على موقعه ما دام غزو بق الفراش لكوريا الجنوبية مستمرا. ومع أنه شخصيا لم يكن يوما ضحية لبق الفراش، قال: إنه يتخيل «مدى التوتر الذي يمكن أن ينجم عن هذا الأمر» إذا حدث له ذلك.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: کوریا الجنوبیة هذه الظاهرة بق الفراش
إقرأ أيضاً:
اعتصام مفتوح أمام إقامة رئيس كوريا الجنوبية وشائعات عن فراره
واصل المئات من أنصار الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول اعتصامهم اليوم الأربعاء أمام مقر إقامته، استعدادا لعرقلة أي محاولة جديدة لتوقيفه، بينما تعمل السلطات على تتبع مكانه في ظل شائعات عن فراره من مقر إقامته.
ويتحدى أنصار الرئيس المعزول ومعارضوه البرد القارس ويعتصمون أمام منزله منذ أيام، ويطالب بعضهم بإلغاء قرار عزل الرئيس من قبل البرلمان، وآخرون يطالبون بتوقيفه بشكل فوري.
وانتقد النائب عن المعارضة يون كون يونغ الوضع قائلا إن مقر إقامة يون "يتحول إلى قلعة" محصنة.
واعتبر أحد مناصريه ويدعى جانغ يونغ هون (30 عاما) أن وضع يون "سيئ" مضيفا "أعتقد أننا سنكون قادرين على منع اعتقاله".
وأفلت يون من محاولة توقيف أولى -يوم الجمعة- ضمن التحقيقات بسبب محاولته إعلان الأحكام العرفية لفترة وجيزة مطلع ديسمبر/كانون الأول، مستفيدا من وجود نحو 200 عنصر من حرسه الذين منعوا المحققين من الوصول إليه وأجبروهم على التراجع.
ولكن هذه المرة، يحظى المحققون بمؤازرة الشرطة التي على الرغم من رفضها تولي تنفيذ مذكرة التوقيف فإنها أكدت أنها ستوقف أي عنصر من حرس الرئيس يحاول عرقلة العملية.
وقد حث تشوي سانغ موك القائم بأعمال الرئيس السلطاتِ اليوم على "بذل قصارى جهدها لمنع تعرض المواطنين لأي إصابات أو نشوب مواجهة بين الأجهزة الحكومية" أثناء تنفيذ مذكرة اعتقال يون.
إعلانووافق القضاء أمس على طلب مكتب مكافحة الفساد -الذي يتولى التحقيقات- إصدار مذكرة توقيف جديدة بعد انتهاء المهلة الأولى، وقال رئيس المكتب أوه دونغ وون "سنستعد بعناية لتنفيذ المذكرة الثانية، مع التصميم الراسخ على أنها ستكون الأخيرة".
شائعات الهروبوقالت الشرطة الكورية الجنوبية اليوم إنها تتتبع موقع الرئيس المعزول وسط شائعات تشير إلى أنه ربما فر من مقر إقامته، وقال أحد مسؤوليها لوكالة أنباء يونهاب للأنباء "لا يمكننا الإفصاح
بشكل محدد عن موقع الرئيس يون. نحن نواصل تتبع موقعه".
وفي رده على سؤال لأحد النواب حول ما إذا كان يون "متواريا أو هرب" قال رئيس مكتب مكافحة الفساد إن ذلك محتمل.
ومن جانبه انتقد يون كاب كيون أحد محامي الرئيس المعزول "الشائعات المغرضة" قائلا إنه ذهب شخصيا أمس إلى المقر الرسمي، والتقى موكله.
وقد شوهد جهاز الأمن الرئاسي هذا الأسبوع يحصن المجمع بالأسلاك الشائكة والحواجز مع استخدام الحافلات لمنع الوصول إلى مقر الإقامة، وهو عبارة عن فيلا على تل بمنطقة راقية تعرف باسم بيفرلي هيلز كوريا.
وتواجه كوريا الجنوبية أزمة سياسية لم تشهد مثيلا لها منذ عقود، بعد إعلان الرئيس المحافظ (يون) في الثالث من ديسمبر/كانون الأول فرض الأحكام العرفية، قبل أن يتراجع عن ذلك بعد ساعات إثر تصويت في البرلمان.
وقد عزل البرلمان يون من منصبه في 14 ديسمبر/كانون الأول، ورُفعت شكوى ضده بتهمة "التمرد" وهي جريمة عقوبتها الإعدام وبتهمة "إساءة استخدام السلطة" وعقوبتها السجن 5 سنوات.
وبرر يون -الذي طالما واجه عملُه السياسي عرقلةً من البرلمان ذي الغالبية المعارضة- هذا الإجراء لكونه يريد حماية البلاد من "القوى الشيوعية الكورية الشمالية، والقضاء على العناصر المعادية للدولة".
واضطرّ الرئيس للتراجع عن خطوته المفاجئة بعد ساعات من إعلانها، وتمكّن النواب من الاجتماع في البرلمان الذي طوّقته القوات العسكرية، والتصويت لصالح رفع الأحكام العرفية، تحت ضغط آلاف المتظاهرين.
إعلانوتعهد يون الأسبوع الماضي في بيان بـ"القتال حتى النهاية". وطعن محاموه في قانونية مذكرة التوقيف واختصاص مكتب مكافحة الفساد.
ورغم عزل البرلمان يون مما أدى إلى كفّ يده عن مزاولة مهماته الرئاسية، فإنه لا يزال رئيسا بانتظار بتّ المحكمة الدستورية بقرار العزل بحلول منتصف يونيو/حزيران.
وفي حال توقيفه، سيكون يون أول رئيس كوري جنوبي يُعتقل وهو لا يزال في منصبه.