يعتبر الاحتفال بيوم الطفل الخليجي، الذي يصادف 15 يناير من كل عام، فرصة لتذكير الآباء بدورهم العظيم في العناية بأطفالهم والاهتمام بهم صحياً ونفسياً وعلمياً، خاصة أمام هذا الكم الهائل من وسائل التواصل الاجتماعي والانفتاح الهائل عبر الإنترنت الذي يعيشون وسطها ويندمجون مع وسائلها. ويوم الطفل الخليجي هو حدث دولي أعلن عنه مجلس الصحة الخليجي ويسعى إلى تسليط الضوء على حقوق الأطفال والتوعية بها في مجالات عدة منها المجال التربوي والنفسي والصحي.

وكون الأطفال هم جيل المستقبل، فالاهتمام بجودة حياتهم هو أحد مسؤولياتنا. فالأطفال مصدر سعادتنا، ووجودهم في حياتنا من أجمل نعم الخالق، فعلينا أن نحسن تربيتهم ونزودهم بكل ما هو طيب وجميل ومفيد ينفعهم. وأن نمد أيادينا لهم في كل مرحلة من مراحل حياتهم حتى نحافظ على شريحة مهمة ومستقبل مجتمع كامل. وبمناسبة هذا اليوم كان حوارنا مع الأخصائيات بجمعية “كيان” للأيتام ذوي الظروف الخاصة لإلقاء الضوء على كل ما يخص “الطفل اليتيم” من احترازات تقيه كل ما يضره في حياته اجتماعيا ونفسيا. حيث التقينا الأستاذة عائشة بنت محمد الحبيب الأخصائية الاجتماعية بجمعية “كيان” للأيتام ودار بيننا هذا الحوار: أ‌. عائشة الحبيب ونحن نعيش مناسبة يوم الطفل الخليجي الذي يصادف 15 يناير من هذا العام 2024م. كيف يمكن أن يرتقي الآباء والأمهات بأفكار أطفالهم، وعلمهم ومهاراتهم في جميع المجالات؟ قالت الحبيب: كون الآباء والأمهات لهم الأثر الأكبر على أطفالهم فإننا نحرص دائما في جمعية “كيان” للأيتام على تثقيف الأمهات والآباء بهذا الجانب وتسليط الضوء على مدى أثر الدعم منهم لأبنائهم، حيث إنه بدعمهم يكبر الطفل ليكون شخصية قوية وناجحة. أ. عائشة كيف يمكننا بناء شخصيات مختلفة للأطفال الأيتام، بأفكار جديدة تواكب العصر، وهم الشريحة المهمة كباقي الأطفال في المجتمع؟ قالت: إن تغيرات هذا العصر سريعة جدا، ومواكبة هذه التغيرات قد يكون بنظر الفئة الأكبر عمرا من المجتمع أمرا صعبا، ولكن جيلنا الصغير نشأ على تلك التغيرات، وقد تكون في نظره أمرا مسلما  به، وهذا ما يصنع منهم شخصيات متأقلمة مع الظروف المختلفة وسريعة التكيف مع أي تغير في حياتهم. أ. عائشة كل طفل بداخله فنان مبدع، كيف يتم استخراج هذا الجزء وتنميته للطفل اليتيم مجهول الأبوين ليظهر البريق ويكبر معه، وتكون له شخصيته المستقلة؟ قالت: انطلاقا من حرص واهتمام جمعية “كيان” للأيتام والدعم غير المحدود في جميع ما يتعلق بمجال التعرف على الموهوبين ورعايتهم، والحاجة إلى توحيد الجهود المبذولة لدعم مواهب الأبناء الناشئة، أتت فكرة تبني برنامج بمسمى “هواة كيان” والذي يهدف إلى تنمية المواهب الناشئة في المجالات المختلفة، كالفنون الحرفية وفنون الأداء، والرياضة، ورعاية ودعم الأبناء الموهوبين، بالتعاون مع مراكز دعم المواهب المختلفة ونشر الوعي بالترويج عن أهمية استثمار المواهب الناشئة وتنميتها. كما كان لنا لقاء مع الأخصائية النفسية بجمعية “كيان” للأيتام الأستاذة ريم بنت فهد البليخي في هذا الحوار: أ‌. ريم كيف ممكن توعية الآباء بطرق التربية السليمة للطفل والحرص على تجنب الأساليب العنيفة التي تصيبه بالعقد النفسية، وتجعله إنساناً حاقداً على مجتمعه؟ قالت الأخصائية النفسية ريم البليخي: إن مرحلة الطفولة تعد المرحلة الأفضل والأهم على الإطلاق في الحياة الخاصة بالإنسان. وتتكون الشخصية الخاصة بالطفل بعد أن يدرك ما حوله ويكتشف العالم المحيط به ويعرف نقاط ضعفه وقوته وقدراته الخاصة به. فلا بد أن يتفهم الآباء أهمية الخمس سنوات الأولى من حياة الطفل، لأنها هي الأساس لغرس الاحترام والحب بداخله وتعلم السلوكيات السليمة فبتلك السنوات الخمس الأولى من حياته يكون الطفل تركيزه عالي جدا، لذلك يتوجب على الوالدين أن ينتبهوا في تعاملهم مع بعض، وعدم النقاش والجدل أمام أطفالهم وعدم استخدام أساليب الحرمان والعقاب كوسيلة لتعديل السلوك، “فهي تعتبر الحل الأخير” عندما تنتهي جميع الأساليب الأخرى، وفي حال صعب عليهم تعديل سلوك الابن لا بد من أخذ الاستشارة من مختص في سلوكيات الأطفال. أ‌. ريم كيف نحافظ على الطفل اليتيم وهو الشريحة المهمة في المجتمع وهم أطفال اليوم ورجال المستقبل؟ قالت: نهتم بالطفل اليتيم عن طريق الاهتمام بتنشئته وبيئته، بإعطائه الدفء والحب الذي يحتاجه، والاستماع إليه في أصغر الأمور، وتوجيهه وإرشاده كأم وأب والاهتمام بتعليمه ومعرفة أصدقائه وكيفية اختيارهم. أ. ريم وضحي للقراء كيفية المحافظة على الصحة النفسية للطفل اليتيم مجهول الأبوين؟ قالت: يتم ذلك من خلال توعية الأسرة بأهمية الصحة النفسية للطفل اليتم، ومعرفة طرق وأساليب التربية الصحيحة، وتزويدهم بمعرفة سلوكيات الأطفال، فنقوم بتوجيه الأسرة بشكل تتابعي، إضافة إلى أن الطفل يحتاج إلى رعاية نفسية ومتابعة من الأخصائي النفسي في حال ظهور سلوكيات غريبة منه. وبعد .. إن هذا اليوم يجعل الوالدين والأسرة والمسؤولين عن الطفل بشكل عام والطفل اليتيم بشكل خاص يدركون أهمية الطفل وتكوينه بالشكل الصحيح لأنهم هم بناة المجتمع مستقبلا وكلما كانوا أقويا وأسوياء يكون المجتمع أفضل.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية الطفل الیتیم

إقرأ أيضاً:

مختصون يروون لـ "اليوم" أسرار تأسيس كيان الدولة السعودية الأولى

أشاد عدد من الأكاديميين والخبراء، في ذكرى يوم التأسيس، بتأسيس الإمام محمد بن سعود كيان الدولة السعودية الأولى، إذ استطاع أن يضع الأسس المتينة لهذه الدولة على مبادئ الكتاب والسنة، وتحقيق العدل والاستقرار في المنطقة.
وشهد عهده العديد من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي كان لها الأثر البالغ في تحويل المنطقة من حالة الفوضى إلى النظام، ومن الخوف إلى الأمن، ومن التفرق إلى الوحدة.
وعُرف الإمام محمد بن سعود بالتدين والشجاعة وبعد النظر، وقاد البلاد نحو مرحلة جديدة من الاستقرار والازدهار، ورسخ مفاهيم الوحدة الوطنية تحت راية الحكم العادل.
وأكدوا في حديثهم لـ "اليوم" بمناسبة يوم التأسيس، أن الإمام محمد بن سعود استطاع بناء دولة قوية ومستقلة امتدت تأثيراتها إلى يومنا هذا، وتمكن من تأمين الاستقرار الداخلي، وتقوية البنية السياسية والاقتصادية للدولة.
وأضافوا أن جهوده العظيمة جعلت من الدرعية مركزًا سياسيًا واقتصاديًا مزدهرَا، وشهدت الدولة في عهده استقرارًا ونهضة واسعة انعكست على جوانب الحياة كافة.
وأشاروا إلى أن ما أسسه الإمام محمد بن سعود كان اللبنة الأولى التي بنيت عليها الدولة السعودية الحديثة، التي لا تزال تواصل مسيرتها اليوم بفضل الإرث الذي تركه.

نموذج يحتذى به في القيادة

واتفق المختصون على أن الإمام محمد بن سعود لم يكن مجرد حاكم، بل كان مؤسسًا لدولة راسخة امتدت تأثيراتها إلى يومنا هذا، فقد استطاع تحقيق الوحدة والاستقرار في نجد، ووضع الأسس التي قامت عليها الدولة السعودية الحديثة.
وظل إرثه السياسي والاجتماعي والاقتصادي حيًا تتناقله الأجيال، ليكون نموذجًا يحتذى به في القيادة الرشيدة، واستمرت الدولة السعودية، بفضل الأسس التي وضعها، في التطور والازدهار حتى يومنا هذا، فأصبحت نموذجًا فريدًا للدولة المستقرة التي تجمع بين الأصالة والتحديث، وتسير بخطى ثابتة نحو مستقبل أكثر إشراقًا.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } د. جملاء المري

أخبار متعلقة رؤية ثاقبة وشخصية ملهمة.. ملامح من سيرة الإمام محمد بن سعوديوم التأسيس.. رحلة دولة عريقة انطلقت قبل ثلاثة قرون نحو الازدهارفرسان المنقية.. نخبة المحاربين في جيش الدولة السعودية الأولىرؤية ثاقبة وبناء مستدام

أوضحت د. جملاء بنت مبارك المري، وكيل الشؤون الأكاديمية في كلية الآداب بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، أن الإمام محمد بن سعود كان قائدًا سياسيًا محنكًا، استطاع أن يوحد القبائل ويؤسس دولة ذات نظام إداري قوي، فحكم الدولة بدءًا من الدرعية منذ عام 1139هـ/1727م وأرسى قواعد الحكم فيها مستندا إلى الشريعة الإسلامية.
وأضافت أن الإمام محمد بن سعود نجح في تأمين طرق التجارة والحج، وتقنين الموارد الاقتصادية للدولة، فضلًا عن تصديه للحملات التي حاولت القضاء على الدولة السعودية، وتمكن من توحيد شطري الدرعية، بعد أن كان الحكم متفرقًا في مركزين، وعزز الأمن الداخلي ونظم الحياة الاقتصادية، ما جعل الدرعية مركزًا سياسيًا قويًا قادرًا على تحقيق الاستقلال وعدم الخضوع لأي قوة خارجية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } د. عبدالعزيز الشبل

جمع شمل أحياء الدرعية

وأكد د. عبدالعزيز بن صالح الشبل أستاذ التاريخ الحديث أن الإمام محمد بن سعود سعى إلى جمع شمل أحياء الدرعية، ووسع نفوذه السياسي، ما جعل الدرعية منافسًا قويًا للمدن المجاورة، إذ وصفها ابن بشر بأنها كانت مدينة تعج بالحركة التجارية والأسواق المزدهرة.
وتابع: ذكر المبعوث البريطاني رينولد بعد سنوات في تقريره عن الدرعية، أنها كانت مركزًا اقتصاديًا متقدمًا، إذ شهدت حركة بيع وشراء مزدهرة، وكانت تعج بالأسواق التي امتدت على مد البصر، وهو ما عكس الازدهار الاقتصادي الكبير الذي حققته الدولة السعودية الأولى.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } د. دلال السعيد

مهد الدولة السعودية الأولى

وذكرت د. دلال بنت محمد السعيد أستاذ التاريخ السعودي وعميد كلية العلوم الاجتماعية بجامعة جدة سابقًا، أن أسرة آل سعود استقرت في الدرعية منذ عام 850هـ/1446م، وكان الاستقرار في الدرعية بداية تأسيس الدولة السعودية.
وأضافت أن الإمام محمد بن سعود تمكن من توحيد معظم مناطق نجد، وأرسى قواعد الاستقلال السياسي، وأسس نظامًا اقتصاديًا متطورًا.
وأردفت: كان للدرعية موقع استراتيجي أسهم في تطورها وتحويلها إلى مركز سياسي مهم، فأصبحت مقصدًا للتجار والعلماء والسكان الباحثين عن الأمن والاستقرار.

نواة الدولة الحديثة

وأشارت د. سماح سعيد باحويرث أستاذ التاريخ الإسلامي والاستشراق في جامعة طيبة، إلى أن الإمام محمد بن سعود لعب دورًا محوريًا في تحقيق الأمن والاستقرار في الجزيرة العربية، إذ وحد البلدات والقبائل ووفر الأمان للحجاج والتجار، ما أدى إلى انتعاش الحركة الاقتصادية في الدرعية، وجعلها مركزًا حضاريًا مزدهرًا.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } د. سماح باحويرث
وأضافت أن الدولة السعودية الأولى شكلت نواة الدولة الحديثة، التي استمرت بقيادة أبنائها حتى عهد الملك عبدالعزيز آل سعود.
وأكدت أن هذه الفترة تميزت بإقامة العدالة وترسيخ القوانين التي ضمنت تحقيق الاستقرار المجتمعي والاقتصادي، ما أسهم في ازدهار العديد من القطاعات الحيوية.

الوحدة السياسية للدرعية

أما د. سارة بنت عبدالله العتيبي أستاذ التاريخ وعلم الآثار في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، فقد أكدت أن الإمام محمد بن سعود نجح في تحقيق الوحدة السياسية للدرعية، ووضع اللبنات الأولى للدولة السعودية التي قامت على مبادئ العدل والاستقرار.
واستطردت أن جهوده في تعزيز الأمن الداخلي وتطوير النظام الاقتصادي كان لها أثر بالغ في بناء الدولة السعودية الحديثة، إذ رسخ مفاهيم الحكم الرشيد والاستقلالية السياسية، وأسهمت هذه الجهود في جعل الدولة قادرة على التصدي لأي تهديدات خارجية أو داخلية، ما ساعد في استدامة الحكم.

مقالات مشابهة

  • مختصون يروون لـ "اليوم" أسرار تأسيس كيان الدولة السعودية الأولى
  • “القسام” تسلّم جثمان الاسيرة “شيري بيباس” إلى الصليب الأحمر 
  • لطيفة تشعل الجدل بقرار عدم الإنجاب: “سعيدة ومش ندمانة”
  • “آيدكس 2025”.. لوكهيد مارتن تؤكد أهمية الذكاء الاصطناعي في تعزيز الأمن
  •  مرّاد: “رئيس الجمهورية يولي أهمية خاصة لولاية غليزان”
  • حقيقة أم خرافة.. ملعقة من الزبدة ستساعد طفلك على النوم خلال الليل؟
  • سيدة تقاضي عيادة تخصيب صناعي بسبب “لون البشرة”
  • بسبب “لون البشرة”.. سيدة تقاضي عيادة تخصيب صناعي
  • نيابة عن أمير منطقة الرياض.. نائب أمير المنطقة يرعى الحفل السنوي لجمعية “كيان” للأيتام بالمنطقة
  • 7 سنوات سجنا لصاحب صفحة ” الشنوي” أشاد بمنشورات وفيديوهات الإرهابي “أمير ديزاد”