زنقة 20 ا الرباط

وجه الملك محمد السادس رسالة إلى المشاركين في الندوة الوطنية المخلدة للذكرى الستين لإحداث البرلمان المغربي، التي افتتحت أشغالها اليوم الأربعاء بمقر مجلس النواب بالرباط.

وقال الملك محمد السادس ضمن الرسالة إن “من أبرز التحديات التي ينبغي رفعها للسمو بالعمل البرلماني، نذكر على سبيل المثال، ضرورة تغليب المصالح العليا للوطن والمواطنين على غيرها من الحسابات الحزبية، وتخليق الحياة البرلمانية من خلال إقرار مدونة للأخلاقيات في المؤسسة التشريعية بمجلسيها تكون ذات طابع قانوني ملزم، وتحقيق الانسجام بين ممارسة الديمقراطية التمثيلية والديمقراطية التشاركية، فضلا عن العمل على الرفع من جودة النخب البرلمانية والمنتخبة، وتعزيز ولوج النساء والشباب بشكل أكبر إلى المؤسسات التمثيلية.

وبموازاة ذلك، يؤكد الملك،  ينبغي التأكيد على الدور الحاسم الذي يجب أن يضطلع به البرلمان في نشر قيم الديمقراطية وترسيخ دولة القانون، وتكريس ثقافة المشاركة والحوار، وتعزيز الثقة في المؤسسات المنتخبة.

وشدد الملك على أنه “تلكم كلها رهانات ينبغي العمل جديا على كسبها، خاصة في سياق ما ينجزه المغرب من أوراش إصلاحية كبرى ومشاريع مهيكلة، سيكون لها بالغ الأثر لا محالة، في تحقيق ما نتطلع إليه من مزيد التقدم والرخاء لشعبنا العزيز”.

وقال الملك محمد السادس إن “تخليد هذا الحدث الهام له ثلاث غايات أساسية. أما الأولى فهي تذكير الأجيال الحالية والصاعدة بالمسار الديمقراطي والمؤسساتي الوطني، وبما راكمه من إصلاحات في إطار التوافق الوطني.”

وأضاف الملك ..”أما الثانية فهي الوقوف على ما أنجزته بلادنا في مجال العمل البرلماني، وعلى مكانة السلطة التشريعية في مسار الإصلاحات المؤسساتية والسياسية والتنموية، التي عرفها المغرب طيلة هذه الفترة من تاريخنا المعاصر.

فيما تتمثل الغاية الثالثة، يؤكد الملك محمد السادس،  في استشراف مستقبل النموذج السياسي المغربي، في أفق ترسيخ أسس الديمقراطية التمثيلية، وتكريس مبدأ فصل السلط، تعزيزا لتقاليدنا المؤسساتية الضاربة جُذورُها في عمقنا الحضاري.

وأكد الملك أن “النموذج البرلماني المغربي أُسس وفق رؤية سياسية متبصرة تقوم على التدرج ومراكمة الإصلاحات الدستورية المتواصلة، والحرص على مشاركة القوى السياسية والاجتماعية والاقتصادية الحية، وذلك إيمانا بأن الديمقراطية ليست وصفة جاهزة، أو نموذجا قابلا للاستيراد، وإنما هي بناء تدريجي متأصل، مستوعبٌ للتعددية والتنوع، متفاعلٌ مع السياق الوطني وخصوصيات كل بلد، دون تفريط في المعايير الكونية للديمقراطية التمثيلية، والتي من بين أسسها الاقتراع الحر والنزيه، والتعددية الحزبية، والتناوب على تسيير الشأن العام”.

وأوضح ملك البلاد أنه “منذ استرجاع المغرب لحريته واستقلاله، حَرَصَ جدنا المقدس، جلالة الملك محمد الخامس طيب الله ثراه، بمشاركة القوى الوطنية، على تمكين البلاد من مجلس وطني استشاري، كلبنة لبناء ديمقراطية تمثيلية. وقد تحقق في عهد والدنا المنعم جلالة الملك الحسن الثاني أكرم الله مثواه، ما أراده بطل التحرير للأمة، من إقامة دولة المؤسسات، وبدخول أول دستور للمملكة بُعَيد الاستقلال حيز التنفيذ، والذي أرسى معالم دولة حديثة، قوامها انتخاب المواطنين لممثليهم في مختلف المجالس التمثيلية، حيث تم انتخاب أول برلمان من مجلسين في 1963، دشنت بلادنا بقيادة جلالة والدنا المنعم، رحمه الله، مرحلة جديدة من حياتها السياسية والدستورية، مؤكدة اختياراتها السيادية في التعددية السياسية والحزبية، والديمقراطية التمثيلية، وحرية التنظيم والانتماء، وحرية الرأي والتعبير، وذلك في الوقت الذي كانت تسود فيه أفكار الحزب الوحيد في أقطار متعددة من دول المعمور”.

وتابع الملك أنه “ورغم التحولات التي عرفتها تلك المرحلة، فإن التعددية الحزبية ظلت قائمة، واستمر التفرد المغربي سائدا بوجود أحزاب سياسية جادة، تحمل مشاريع مجتمعية متنوعة، ومجتمع مدني يقظ، وتنظيمات نقابية مستقلة، أفرزت نقاشات حيوية تمخضت عنها مراجعات دستورية متعاقبة في سبعينيات وتسعينيات القرن الماضي، أدخلت تغييرات جوهرية، ورسخت تعددية التمثيل في المؤسسة البرلمانية”.

وأضاف الملك “وقد كان الرُّبع الأخير من القرن العشرين حاسما في ورش استكمال بناء الصرح الديمقراطي والمؤسسات المنتخبة وطنيا، وعلى المستوى المحلي، وفي تقوية المؤسسات الوطنية وتعزيز سلطاتها، وإعمال إصلاحات كبرى أطَّرَها تعديلان دستوريان هامان في 1992 و1996”.

وقال عاهل البلاد إن “هذه المرحلة الهامة والفاصلة في تاريخ المغرب، كانت أساسية في مسلسل الإصلاح المؤسساتي، وكان من أبرز معالمها العودة، منذ 1996، إلى نظام الثنائية البرلمانية، الذي يتمتع فيه كلا المجلسين بنفس الصلاحيات، مع توسيع اختصاصات المؤسسات المنتخبة، ووضع أسس الجهوية”.

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: الملک محمد السادس

إقرأ أيضاً:

الحصبة تحولت وباء .. قلق في المغرب وعودة للتعليم عن بعد

يشهد المغرب حالا تفشيا غير مسبوق لمرض الحصبة، المعروف محليا بـ"بوحمرون"، حيث سُجلت 25 ألف إصابة و120 حالة وفاة منذ سبتمبر 2023. 

انتشار مرض الحصبة في المغرب 

انتشر مرض الحصبة في المدارس والسجون، مما أثار قلقًا واسعًا، وفقا لما نشر في موقع “pubmed”.

دراسة تكشف منافع ومخاطر عقاقير خفض الوزن.. ضررها أكثر من نفعهالن تصدق .. ماذا يحدث للجسم عند تناول الفشار ؟

واستجابة لهذا الوضع، أعلنت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، عن إجراءات لمكافحة انتشار الحصبة في المؤسسات التعليمية.

وتشمل هذه الإجراءات استبعاد التلاميذ المصابين من المدارس حتى يتماثلوا للشفاء، ومراقبة استكمال التلقيح ضد الحصبة بالتنسيق مع وزارة الصحة. 

في الحالات التي تتحول فيها الإصابات إلى بؤر وبائية داخل المؤسسات التعليمية، سيتم اللجوء إلى إغلاق هذه المؤسسات مؤقتًا وتفعيل نمط التعليم عن بُعد لضمان استمرارية الدراسة.

أنتشار مرض الحصبة في المغرب

ويُعزى تفشي الحصبة في المغرب إلى تراجع معدلات التلقيح، نتيجة انتشار معلومات مضللة حول اللقاحات، وقد دعت السلطات الصحية إلى تعزيز حملات التوعية بأهمية التلقيح لاحتواء انتشار المرض.

يذكر أن الحصبة مرض فيروسي شديد العدوى، وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة وحتى الوفاة.

مقالات مشابهة

  • السكوري: المغرب أصبح يتوفر على تعريف واضح للإضراب بعد أزيد من 63 سنة
  • الملك محمد السادس يهنئ أحمد الشرع بمناسبة توليه رئاسة سوريا في المرحلة الانتقالية
  • الحصبة تحولت وباء .. قلق في المغرب وعودة للتعليم عن بعد
  • الملك محمد السادس يهنئ أحمد الشرع ويؤكد دعم المغرب لاستقرار سوريا ووحدتها
  • الملك محمد السادس يهنئ الشرع بعد توليه رئاسة سوريا
  • نظام المحاولات في مرمى البرلمان: هل يُنقذ طلبة السادس الإعدادي؟
  • جامعة الملك عبد العزيز تشارك في "جسر" بـ46 مقترح بحثي لطلبة الدراسات العليا
  • وفاة سفيان البحري صاحب صفحة تحمل اسم الملك محمد السادس 
  • المرزوقي يدعو التونسيين إلى التوحد للإفراج عن معتقلي الرأي وإعادة الديمقراطية
  • الأمين العام للجامعة العربية يدعو العلماء العرب لوضع وثيقة لتنظيم الذكاء الاصطناعي بما يتماشى مع المصالح العربية