شفق نيوز/ اعتبر معهد "المجلس الأطلسي" الأمريكي أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يرسل رسائل "متضاربة" حول انسحاب أو بقاء القوات الأمريكية في العراق، محذراً من أن العلاقات بين بغداد وواشنطن تقترب بسرعة من ديناميكيات حقبة إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب عندما قرر اغتيال نائب رئيس الحشد الشعبي (أبو مهدي المهندس) وقائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني.

وبداية اعتبر التقرير الأمريكي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، أنه بعد عام من الاستقرار والتسامح المتبادل بين بغداد وواشنطن، فإن العلاقات بين البلدين دخلت منعطفاً نحو الأسوأ خلال الشهرين الماضيين.

وذكّر التقرير بأنه عندما تولى الرئيس الأمريكي جو بايدن منصبه في العام 2021، كان التصور العام هو أن السياسة الأمريكية تجاه العراق ستتحدد من خلال الدبلوماسية، بخلاف النهج الصارم لإدارة ترامب، الذي تضمن التهديد بفرض عقوبات ومصادرة الأموال واستخدام القوة في تصفية الحسابات على الأراضي العراقية من دون موافقة بغداد.

السوداني والكاظمي

وبعدما لفت التقرير إلى أن رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي كان من أشد مؤيدي العمل بشكل وثيق مع الأطراف الفاعلة الدولية كافة، خصوصاً الولايات المتحدة، وأنه قام بتحويل العراق بمثابة لاعب إقليمي وعامل استقرار، أوضح أن العراق تمكن بنجاح من التوسط في نزاعات معقدة، كالنزاع بين إيران والسعودية.

كما أشار إلى أنه كنتيجة لذلك، فإن الكاظمي تمتع بعلاقة قوية مع إدارة بايدن، إلا أن خليفة الكاظمي، أي السوداني، لم يتمتع بدرجة مماثلة من الثقة خلال فترة رئاسته للحكومة منذ بدايتها في تشرين الأول/ أكتوبر 2022.

وأوضح التقرير أنه برغم تمكنه من تأمين هدنة مدتها عام بين الولايات المتحدة والفصائل السياسية والمسلحة العراقية التي ترفض الوجود العسكري الأمريكي في العراق، وتلقيه الدعم المعلن من إدارة بايدن، إلا أن السوداني لم يسافر إلى واشنطن حتى الآن، في حين أن الهدنة الأمنية انتهت بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، مستبعداً أن يتم استقبال السوداني في البيت الأبيض قريباً.

الاغتيالات الأمريكية

ورأى التقرير أنه "لن يكون من المبالغة القول إن العلاقات العراقية الأمريكية تتسارع باقترابها من الديناميكيات التي سجلت في ظل إدارة ترامب في العام 2020، عندما قتلت غارة أمريكية بطائرة مسيرة المهندس وسليماني، وهو ما دفع مجلس النواب إلى إصدار قرار يدعو إلى انسحاب القوات الأمريكية".

والآن، يقول التقرير إن غارة أمريكية في 4 كانون الثاني/ يناير الجاري، قتلت داخل بغداد القيادي في الحشد الشعبي مشتاق جواد السعيدي، وذلك بالتزامن مع ذكرى اغتيال المهندس وسليماني.

وذكّر التقرير بأن الرئاسة العراقية ومكتب رئيس الوزراء ووزارة الخارجية أصدرت ثلاثة بيانات تدين الغارة الجديدة، واصفة إياها بأنها "انتهاك للسيادة وخرق للاتفاق الثنائي بشأن قواعد الاشتباك وشروط تواجد القوات الأمريكية في العراق"، ووصفها المتحدث باسم القوات المسلحة اللواء يحيى رسول، بأنها "عدوان سافر.. وعمل يشبه الأنشطة الإرهابية".

كما أشار إلى تصريح المتحدث باسم البنتاغون عندما قال "موجودون في البلاد بدعوة من الحكومة العراقية متمركزون هناك لسبب واحد، وهو دعم مهمة هزيمة داعش. وأنه عندما تتعرض تلك القوات للتهديد، تماماً كما نفعل في أي مكان آخر في العالم، فسوف نحتفظ بالحق الأصيل في الدفاع عن النفس لحماية قواتنا".

رسائل تهدئة

إلا أن التقرير أشار إلى أن عبارة هذا "الحق الأصيل في الدفاع عن النفس" هي التي كانت تخلق أزمة ثنائية في كل مرة تطبق في العراق، مضيفاً أن ردة فعل الحكومة العراقية عبر عنها السوداني عندما وصف الغارة الأمريكية الجديدة بأنها "جريمة"، متعهداً بإنهاء وجود قوات التحالف الدولي من خلال الحوار في اللجنة الثنائية المشتركة.

إلا أن السوداني وبرغم التصريحات القوية العديدة التي تم الإدلاء بها في الأيام القليلة الماضية، فإنه وجّه رسالة مهدئة إلى الولايات المتحدة عندما قال لوكالة "رويترز" إن المحادثات المقبلة للتفاوض على إنهاء وجود القوات في العراق لا تعني نهاية الشراكة بين العراق والتحالف الدولي، وأنما بداية لعلاقات ثنائية بين العراق والولايات المتحدة ودول أخرى، بما في ذلك العلاقات الأمنية.

وتابع التقرير أن الشهور القليلة المقبلة هي التي ستكشف ما إذا كانت الحكومة العراقية تعتزم التمسك بالموقف الذي أعلنه السوداني وما إذا كان سيقدم طلباً رسمياً بسحب القوات الأمريكية، أم أن تصريحه هذا، مثلما يدعي المشككون، جاء بهدف الاستهلاك المحلي.

وختم التقرير بالقول إنه من الصعب تفسير فشل المسؤولين الأمريكيين الذين يشددون على أن تواجد القوات الأمريكية في العراق قائم على دعوة من الحكومة العراقية، في رؤية المفارقة في الإدانات الجماعية لأفعالهم الصادرة عن أطراف القيادة العراقية كافة.

وتابع التقرير قائلاً إنه في الوقت نفسه، فإن من الصعب أيضاً تفسير سبب فشل الحكومة العراقية، التي تؤكد حماية "ضيوفها" من القوات الأمريكية من الهجمات التي تشنها الفصائل تصفها الحكومة بأنها تنتمي إلى قوات الأمن العراقية، والتي من المفترض أنها تعمل وفق الصلاحيات التي يمنحها لهم القائد الأعلى.

وخلص التقرير الأمريكي إلى القول إن الوقت قد حان بالنسبة إلى حكومتيّ العراق والولايات المتحدة لكي تراجعا التزاماتهما، وتوفيان بها، بدلاً من الخلط ما بين الشراكة والعدوان.

ترجمة وكالة شفق نيوز

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي العراق امريكا جو بايدن محمد شياع السوداني القوات الأمریکیة الحکومة العراقیة فی العراق إلا أن

إقرأ أيضاً:

في عيد ميلادها الـ78.. نجوى إبراهيم أيقونة الإعلام التي صنعت طفولة أجيال (تقرير)

 

 

ولدت الإعلامية والممثلة القديرة نجوى إبراهيم، الشهيرة بـ”ماما نجوى”، في 28 أبريل 1946 بالقاهرة. بدأت مشوارها الإعلامي مبكرًا عام 1963، حين التحقت بالتلفزيون المصري، وتميزت بسرعة لفتت الأنظار بموهبتها وحضورها البسيط والآسر، فجمعت بين الجاذبية الإعلامية والخبرة الفنية على مدار أكثر من ستة عقود.

 

من الشاشة الصغيرة إلى الشاشة الكبيرة

لم تقتصر موهبة نجوى إبراهيم على العمل التلفزيوني؛ بل اقتحمت مجال التمثيل السينمائي بقوة. كانت أولى خطواتها الفنية مع المخرج الكبير يوسف شاهين في فيلم “الأرض” عام 1970، الذي يُعد من علامات السينما المصرية، تتابعت أعمالها السينمائية بعد ذلك، فشاركت في أفلام بارزة مثل “الرصاصة لا تزال في جيبي” مع محمود ياسين، و”فجر الإسلام”، و”المدمن” مع أحمد زكي، مما أثبت تعدد مواهبها وقدرتها على التأثير في مختلف الفنون.

 

“ماما نجوى”.. الحلم الجميل لطفولة أجيال كاملة

رسخت نجوى إبراهيم صورتها في ذاكرة الأطفال العرب عبر برنامجها الشهير “ماما نجوى”، الذي قدمته بمشاركة شخصية “بقلظ”، والذي أصبح رمزًا للبراءة والتعليم الترفيهي في البيوت العربية، كما تميز البرنامج بقيمه الراقية ومحتواه الإبداعي، مما جعله مرجعًا رئيسيًا في برامج الأطفال بالوطن العربي خلال الثمانينات والتسعينات.

 

محطات بارزة في مسيرة التألق

خلال مسيرتها الإعلامية، قدمت نجوى إبراهيم عددًا من البرامج الجماهيرية الناجحة، أبرزها “صباح الخير يا مصر”، “ستة على ستة”، و”فكر ثواني واكسب دقائق” الذي استمر في تحقيق النجاح الجماهيري لمدة خمس سنوات متتالية، وقد عُرفت بمهارتها في إدارة الحوار، وقدرتها الفطرية على التواصل مع مختلف الفئات العمرية.

في عام 1995، حصلت على لقب “المذيعة التلفزيونية الأولى في العالم العربي”، لما قدمته من إسهامات رائدة في الإعلام. كما تولت رئاسة قناة النيل للأسرة والطفل، حيث عملت على تطوير المحتوى الأسري والطفولي حتى عام 2002.

 

عودة إلى الأضواء في الدراما

بعد فترة من التفرغ للإعلام، عادت نجوى إبراهيم إلى التمثيل التلفزيوني، فشاركت في مسلسلات لاقت نجاحًا لافتًا، مثل “عواصف النساء” عام 2005، ومسلسل “أستاذ ورئيس قسم” مع الزعيم عادل إمام عام 2015.

 

معلومات عن نجوى إبراهيم

• حصلت نجوى إبراهيم على جائزة التفوق الإعلامي أكثر من مرة خلال مشوارها.
• درست الأدب الإنجليزي قبل أن تلتحق بالعمل الإعلامي، ما أكسبها ثقافة واسعة ظهرت في أسلوبها الراقي.
• مثلت مصر في العديد من المحافل الإعلامية والثقافية الدولية

مقالات مشابهة

  • قرقاش: تقرير مجلس الأمن يدحض مزاعم الجيش السوداني ضد الإمارات
  • صحة الدبيبة: رفضنا عروضًا كندية وفرنسية.. وأدوية الأورام العراقية آمنة وتطابق المواصفات العالمية
  • شاهد بالفيديو.. تقرير مفصل عن مواصفات الطائرة الأمريكية F18
  • التقرير معنا لا ضدنا.. الإمارات تكسر صمتها بشأن اتهامات الجيش السوداني
  • قرقاش: تقرير مجلس الأمن النهائي يدحض مزاعم الجيش السوداني الباطلة ضد الإمارات
  • في عيد ميلادها الـ78.. نجوى إبراهيم أيقونة الإعلام التي صنعت طفولة أجيال (تقرير)
  • رئيس رابطة المصارف الخاصة العراقية: 63 مليار دولار حجم الاستثمارات العربية والأجنبية في العراق خلال عاميين
  • السوداني: أهمية إسهام الشركات الإيطالية في النهضة الشاملة التي يشهدها العراق
  • سفيرة الأناقة والتراث.. الدار العراقية للأزياء رحلة عبر التاريخ وهوية وطن
  • التجارة: المساعدات العراقية من القمح للسوريين تعكس بداية لعلاقة استراتيجية جديدة