رحمة الله على رفيق الصحبة الفريدة الأستاذ حسن عثمان حاج أحمد
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
دكتور طبيب عبدالمنعم عبدالمحمود العربي
المملكة المتحدة
خلال هذه الليلة الظلماء الباردة السادس عشر من شهر يناير الحالي نعى لي شقيقي مولانا الطاهر رحيل أخ لي وإن لم تلده أمي فكان كما يكون الأخ الشقيق في الحب والمودة والصداقة والصدق ونكران الذات والوفاء ، هو الأستاذ ومعلم اللغة الإنجليزية بالمدارس الثانوية حسن عثمان حاج أحمد
إنا لله وإليه راجعون ، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
من عجيب الخواطر والأحاسيس والله أنني قد تذكرته صباح اليوم وانا فى طريقي إلى المستشفى ، مثل ما كنت كل يوم أدعو كما تعودت عشوائيا على كل ما بخطر على بالي من الأحياء أو الذين ماتوا من الاهل والصحاب وبعض الذين تعلمنا عليهم. ترحمت اليوم على الدكتور المرحوم يس يوسف ابوتركي استشاري الاطفال، واساتذتنا التجاني مصطفى المكي ووراق أحمد وراق ومحي الدين فارس وحسين ابوضامر والأخير هو من ابناء لقاوة والابيض و تذكرت بذكره استاذنا عبدالساتر الذي أكرمنا الله بصحبته فى النصف الاول من السنة الاولى بمدرسة بربر الاهلية الحكومية وعلمنا حينها بكل إحترافية أبجديات اللغة الانجليزية. تذكرت لحظتها أخي حسن عثمان الذي خطرت صورته وهو يجاورني في الصف من ناحية اليمين كان لنا معه والأستاذ عبدالساتر قصة ربما أكون قد ذكرتها سابقا ولا غضاضة من ذكرها هنا وحتى إن كان للأحزان اليوم أجواء مظلمة ففي ذكرى الأصدقاء وقصص الرفقة معهم تخفيف حزننا وتجفيف دموعنا وتهدئة قلوبنا الرهيفة. كان لحسن عثمان صوتا جداً جميلا إذا أنشد وفى زمننا ذاك كانت أغنية الراحل الأستاذ محمد وردي عليه رحمة الله " يا ناسينا" أغنية المواسم وكان حسن كثيرا ما يترنم بها. فوجئنا بأن إدارة المدرسة جمعتنا في طابور غير عادي خلال الفسحة الثانية وكانت لوداع استاذنا عبدالساتر منقولا الي كردفان، والقطار القادم من حلفا كان سيصل بعد ساعة زمن الي محطة بربر التي تجاور المدرسة. كان عبدالساتر شاباً نحيفا طويل القامة جميلا في شكله ولبسه وهندامه وسمراويا ومهذبا لا تفارق الابتسامة محياه وكانت له طريقته الخاصة ومميزة فى تعليمنا تلك اللغة التي كنا فى شوق لتعلمها. بودلت الكلمات والقصائد الوداعية وانصرفنا إلى فصولنا وكنا في غاية التأثر لذلك الفراق الابدي خاصة أن القطار كان سيمر على مقربة من مدرستنا ون كنا دايما نشاهد ركابه عبر الشبابيك، وبالفعل قد توادعنا ذلك اليوم من على البعد . في أغنية للراحل ابراهيم عوض رحمة الله عليه صورة لحظة الوداع مع تحرك القطار " قطارو اتحرك شوية شوية دا من بعيد بي ايدو لوح لي
بكت عينيه وكمان عينيا دا حكمك ياربي يبقى عليا" والدموع عادة ما تتقطر عند ظهور تلك التلويحات المؤثرة وهي تبتعد شوية شوية مع تزايد سرعة القطار وتختفي اليد وفي قبضتها ما يكفي من الحب لتسكن هونا مع مناجاة النفس . المفاجأة أن الأستاذ عبدالساتر قد دخل علينا و قال جيت أودعكم وتقدم إلي مقعد حسن عثمان وهو يبدو أنه قد علم بفن التلميذ النجيب فطلب من حسن أن يغني يا ناسينا حن علينا!. الي يومنا هذا لم ننساكما أستاذنا عبدالساتر الكردفاني و يا رفيق دربنا وصديقنا وحبيبنا حسن عثمان، وبربر كلها سوف لن تنساك ابنا بارا وقمرا منيراً ومثالاً في الأخلاق الرفيعة يحتذى وكابتن فريقها المشهور "بالنهضة" ذاك الزمن. سوف يتذكرك كل تلاميذك في الخرطوم كما نحن لا نزال نتذكر اساتذتنا الابرار وعلى راسهم الاستاذ عبدالساتر والذي اذكر دروسه ونشاطه الجاد كمعلم صادق ومتمكن كلما اتابع الفيلم "To Sir With Love
ألا رحمة الله رحمة واسعة عليك أخي حسن عثمان والله اسأل أن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة وأن يجعل الفردوس الأعلى مسكنك والكوثر الفياض مشربك وصحبتك الخالدة مع الشهداء والصالحين أجمعين. البركة فى ذريتك والله يلزمهم الصبر والسلوان ونحن وكذلك لتلاميذك الذين بالتأكيد وانت معلمهم اللغة الإنجليزية سيدعون لك بالمغفرة وعند ذكرك سيرددونها أنشودة الوفاء To Sir With Love
إنا لله وإليه راجعون - اللهم في مجال الموت صبرا، العزاء الحار لكل الآل والصحاب فى بربر والخرطوم وزملاء الدراسة بقيادة الأخ السيد عبدالعظيم الريح مدثر و الأساتذة عبدالعزيز موسى مدني وعمر مصطفى أبوقيصة ومولانا هاشم حسن يس وشيخنا الاستاذ عبدالله الطيب وعمر موسى حاج حمد ومولانا السر أحمد سعد ومحمد حسن أبوزيد ونصر الدين مصطفى البكري والمهندس يحي مجذوب عبدون والعميد حسن محمد مجذوب وعذرا فالقائمة تطول
عبدالمنعم
On Tue, 16 Jan 2024 at 19:25, attahir alarabi wrote:
الأخ د. منعم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
قرأت اليوم نعيا لصديقكم الاستاذ حسن عثمان فى صفحة عبدالعظيم الريح بالفيسبوك ،، و كان هذا ردى عليه .
تعازينا القلبيه و الرحمه و المغفره للراحل العزيز .
انا لله و انا اليه راجعون و لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم .. رحم الله الأخ العزيز حسن عثمان فقد كان حسينا كله ، ما ان تراه و الا ان يخبرك مرآه جمالا فى المخبر و جمالا فى المظهر يغمرانك بسعادة و راحه ، عرفته معكم و انتم أخوة لشقيقى د. عبدالمنعم عبدالمحمود ايام الطلب فى بربر الثانويه و مازلت أراه كل هذه السنين بذات السمت الآثر الذى ( يتوهط ) فى الوجدان محبة و احتراما .... اللهم انا نشهد ان كل من عرفه احبه و قدره و شهد له بحسن الخلق و حميد السيره .. و العزاء لنا وعد رسولك المصطفى لنا بأن ( وجبت ) اللهم الطف به و أكرمه و عظم شأنه عندك و اشمله بواسع رحمتك و عظيم مغفرتك، اللهم صبرا و سلوانا و بركة تشمل أهله و خاصته و أصدقائه و تلامذته فلا حول و لا قوة إلا بك يا رحيم .
aa76@me.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: حسن عثمان رحمة الله
إقرأ أيضاً:
بأية رهانات تعود رحمة بورقية إلى المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي؟
بعد مغادرتها للمجلس مع نهاية ولاية الرئيس السابق عمر عزيمان ، وظلت عضوة مقيمة بأكاديمية المملكة المغربية ، تعود الدكتورة رحمة بورقية مرة أخرى إلى المجلس بصفة رئيسة خلفا للأستاذ لحبيب المالكي الذي لم يكمل ولاية كاملة على رأس المجلس منذ تعيينه فيها في 14 نونبر 2022 ، والجدير بالذكر أن الأستاذة رحمة بورقية التي جاءت إلى المجلس بتعيين ملكي بصفة مديرة للهيئة الوطنية للتقييم لدى المجلس في مارس 2014 بعد أن شغلت منصب أول رئيسة لجامعة مغربية وهي جامعة الحسن الثاني بالمحمدية ، استمرت في هذه المهمة مدة تفوق ثمان سنوات أصدرت فيها الهيئة عددا من التقارير الهامة حول وضعية المنظومة التربوية المغربية ، وأشرفت على تقارير وطنية هامة في تقييم مكتسبات التلاميذ المغاربة ،
وقد عرفتها عن قرب من خلال عضويتنا معا في مكتب المجلس الاعلى طيلة ثلاث سنوات، حيث واكبنا المشاورات التي عقدها المجلس الاعلى على الصعيد الوطني لإعداد الرؤية الاستراتيجية سنة 2015, وكذا دراسة مشروع القانون الإطار الذي أحالته الحكومة على المجلس سنة 2016 ، وهي على دراية ومعرفة جيدة بفلسفته وتفاصيله، وكذا خلال إدارتي لقطاع التعليم العالي حيث جمعتنا اتفاقية شراكة وتعاون المجلس للتشاور وتبادل المعطيات،
كما أنها تتوفر على علاقات واسعة مع مراكز الإستشارة والتقييم التربوي على الصعيدين الوطني والدولي ، وكذا رؤية واضحة لتعزيز التواصل مع الفاعلين في المجتمع المدني لتدعيم الشراكة والتعاون وغير ذلك من الخبرات،
هذا التعيين الملكي لشخصية بهذا الرصيد خبرت دواليب المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي في موقع قيادته من شأنه أن يعطي نفسا جديدا لعمله في التخطيط والتقييم والاستشراف ، ويمكن من تسريع وتيرة اشتغال لجن المجلس وإدارته ، مع ضمان تواصل بناء مع الحكومة لتزويدها باقتراحات عملية توجهها إلى مفاصل الإصلاح الحقيقية وأولوياته وضوابطه وتفعيل لجانه طبقا لمقتضيات القانون وتفاديا لمزيد من هدر زمن الإصلاح
يذكر أن المجلس في عهدة الحبيب المالكي 2022 – 2025 أصدر خلال ثلاث سنوات الماضية تقارير اتسمت بانتقاد السياسة الحكومية والتنبيه الدائم على انزياحها عن مقتضيات الرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2015-2030 ومقتضيات القانون الإطار 17-51 ، وخاصة في تقرير المجلس الصادر سنة 2023 ، الذي حذر من عدم حصول الاستمرارية والتراكم في تنزيل الإصلاح ، وانتقد تعطيل انعقاد اللجنة الوطنية لتتبع تنفيد الإصلاح والتي يرأسها رئيس الحكومة والتي عقدت بالكاد اجتماعا واحدا طيلة أربع سنوات من أصل 8 اجتماعات ، وكذا الرأي المتعلق بمرسوم الهندسة اللغوية الذي خلص إلى أن الهندسة اللغوية المطبقة في المؤسسات التعليمية غير مؤطرة بمقتضيات القانون الإطار ، وهو ما جعل الحكومة تجمد هذ القانون ولا تخرجه إلى حيز الوجود لحد الساعة ، وانتهاء بتقرير تقييم تجربة مدارس الريادة الذي صدر خلال الأسبوع الماضي والذي خلص بدوره إلى أن هذه التجربة ورغم الرهان الكبير عليها من طرف الحكومة إلا أنها غير قابلة للتعميم بسبب عدد من الصعوبات التي تعترضها ، وفي نفس الأسبوع أصدر المجلس رأيا حول المدرسة الجديدة التي اعتبرها النموذج الذي ينبغي أن يطبق في المدرسة المغربية بمنظور شمولي طبقا لمقتضيات الرؤية الاستراتيجية والقانون الإطار ، ولعل جل هذه التقييمات والاقتراحات قد دقت نقاس الخطر حول سيرورة الإصلاح ، دون أن تجد صدى لدى الفاعل الحكومي ، ودون أن يفعل المجلس نفسه الصلاحيات التي يتيحها له القانون لتتبع مآل آرائه التي يدلي بها إلى الحكومة فيما تحيل إليه من قضايا ونصوص وهو ما يجعل هذه التقارير والآراء دون جدوى وفي حكم التجميد ، ومن ذلك على سبيل المثال مآل رأي المجلس في الهندسة اللغوية الذي أبدى فيه المجلس رأيه مرتين دون أثر ، كما أن المجلس لم يقدم لحد الساعة أي تقرير أمام مجلس النواب والمستشارين ليكون موضوع مناقشة كما ينص على ذلك القانون المحدث للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي ، كما أن المجلس لم يفعل بما فيه الكفاية آلية الإحالة الذاتية التي تتيح للمجلس الاشتغال على ملفات الإصلاح وإعداد آراء بشأنها ولو من غير التوصل من الحكومة بإحالات لمشاريع أو نصوص تنظيمية ، ،
كل هذا أفقد المجلس بعض الفاعلية والتأثير مي مسار الإصلاح وتتبعه وتقويمه ، وبطأ من وثيرة اشتغال المجلس وجعله رهينة أجندة العمل الحكومي وسرعته في تدبير ملفات الإصلاح والتي تتسم بالبطء وغياب الرؤية الشمولية في التنزيل ،
هذه الوضعية تطلبت إحداث تحول نوعي في قيادة المجلس من أجل إعطائه نفسا جديدا ، وذلك بهدف إضفاء مزيد من الدينامية والفاعلية على منتوجه وأشغاله وتتبع مآل آرائه ، ومزيد من الحضور والتأثير في مسار الإصلاح وتسريعه وهي الإضافة النوعية المنتظرة من هذا التعيين الجديد،
فهل سيستمر المجلس في ظل قيادته الجديدة في تسمية الأشياء بمسمياتها من خلال تتبع تنزيل الإصلاح وتسريع وتيرته ، باستثمار كل تلكم الامكانات القانونية المتاحه له ، خاصة في تسريع دراسة النصوص التنظيمية ذات الصلة بالقانون الإطار والتي تأخرت كثيرا مما تسبب في إعاقة تنزيل الاصلاح ، وتفعيل المؤسسات التي نص عليها القانون وصدرت نصوصها التنظيمية في الولاية الحكومية السابقة دون أن ترى النور لحد الساعة وعلى رأسها المجلس الوطني للبحث العلمي ، وإخراج الدلائل المرجعية للجودة والتقييم ، والدلائل المرجعية للوظائف والكفايات ، والإطار المرجعي للمنهاج وغيرها من الوثائق الضرورية لتنزيل الاصلاح والتي لا زالت مجمدة لحد الساعة ،وذلك انطلاقا من أدوار المجلس الدستورية كمؤسسة مختصة في التخطيط والاستشراف والتقييم، مما يمكن من إنقاذ ما يمكن إنقاذه ، ، ذلك ما ينتظره كل المتتبعين من الإدارة الجديدة ، تفاديا لدخول المنظومة التربوية إلى نفق برنامج استعجالي جديد على بعد خمس سنوات من انتهاء المدة المحددة في 2030