سودانايل:
2024-09-16@18:10:54 GMT

حزب الأمة حالة توهان أم تغيير قادم (1-4)

تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT

رؤية الإمام إلي الوسطية " السياسية" كانت تشغل جل تفكيره
زين العابدين صالح عبد الرحمن
يعتبر حزب الأمة من خلال نتيجة أخر انتخابات ديمقراطية أكبر الأحزاب السودانية بحصوله على " 103" دائرة إنتخابية و لكن بعد 34 سنة من أخر انتخابات و التغييرات الديمغرافية التي حدثت في البلاد، و أيضا انتشار رقعة التعليم، و التطور الذي حدث في وسائل الإعلام ثم وسائط الإتصال الاجتماعية، إلي جانب التطورات العسكري و النزوعات و الحروب و تكوين الكيانات المسلحة في مناطق نفوذ حزب الأمة التاريخية، سوف تحدث تغييرات جوهرية.

و هي عوامل يجب مراعاتها و دراستها لمعرفة تأثيرها، و بعد الثورة كان أثر الإمام باق و الكل لا يخرج عن مساحة رؤيته. لكن بعد موت الإمام فقد الحزب أهم عامل كان محركا لفاعلية الحزب ليس داخل التنظيم بل كان يرمي بظلاله على القوى السياسية الأخرى. فقد الحزب المساحات التي كان يظللها الإمام بمبادراته المتواصلة، و التي تكاد تكون أسبوعيا. كان هدف الإمام من هذا الضخ الكبير للمبادرات تحقيق نقطتين.. الأولى أن يظل الحزب يحتفظ بمرتبة الشرف بأنه أكبر الأحزاب في السودان، و يجب التعامل معه من خلال هذا العامل... الثاني مادام هو الحزب الكبير يجب على الأخرين أن يكون حوارهم محصورا بالأجندة التي يقدمها الحزب. حقيقة الذي دفعني لكتابة المقالات و التي سوف تحمل كل واحدة منها موضعا يثير التساؤلات. دفعني للكتابة ما كتب الأستاذ عبد الرحمن الغالي في نقده " إعلان تقدم" الذي وقعته مع ميليشيا الدعم في أديس أبابا.
في أول خطاب للإمام الصادق المهدي بالجمعية التأسيسية أشار فيه أن حزب الأمة أصبح يمثل تيار الوسط. هذه المقولة لم تأتي إعطباطا، بل الإمام كان يحدد وجهته الفكرية، بعد ذلك الخطاب توسعت مساحة مصطلح " الوسطية" أن كان في العمل السياسي أو الرؤية الدينية للقضايا المطروحة. في ذلك الوقت كتبت مقالا كان قد نشر في جريدة السياسة؛ تسألت فيه ما هو المقصود عند الإمام بالوسط هل هو موقع جغرافي من خلال كسب الحزب دوائر انتخابية في المدن و الحضر، أم هو فكر سياسي سوف يشكل المرجعية الفكرية لحزب الأمة، إذا كان تيارا فكريا يجب على الإمام أن لا يجعل على كتفيه إشارتين متناقضتين.. الإمامة التي تجعل الكل يتعاملون معه تعامل الحيران بالسمع و الطاعة. و الثانية الزعيم السياسي الذي يجب أن تتعامل معه عضوية الحزب من خلال ما تنص عليه اللوائح. أن الوسطية تيارا فكريا يؤسس الرؤية و نقدها و الاختلاف معها وفق معايير المنهج النقدي.. تسألت ما هي فكرة الأمام عن النقد و خاصة من عناصر الحزب الذين يجب أن يتعاملوا معه بخاصيتين.
بعد إنقلاب الجبهة الإسلامية على النظام الديمقراطي و خروج الإمام في رحلة" تهتدون" و وصول الإمام القاهرة، اتاحت لي الجلوس فترات طويلة مع الإمام أن كانت تلك جلسات عامة أو خاصة " ندوات – سمنارات – جلسات حوارية – و جلسات ثقافية – و جلسات فنية عن الحقيبة و تطور الفن في السودان" أن اللقاءات مع زعيم سياسي و مفكر تحتاج من المرء أن يكون أكثر استماعا و طرح للأسئلة من المداخلات. وجدت الإمام رجلا متواضعا بكل ما تحمله هذه المفردة من معاني عظيمة، و مستمع جيد و صدره واسع يقبل، النقد و الحوار. كما وجدت الإمام يرتاح عندما يكون الحوار فكريا أو ثقافيا بعيدا عن تشنجات السياسة. بعد ما وصل الإمام القاهرة أول ندوة عملها كانت في إحدى قاعات الجامعة الأمريكية، و أول ما لفت نظري و جعلني أنتبه بكل حواسي حديثه عن " التنوع بالفهم العام و التنوع الثقافي في السودان" و قال: الحديث عن التنوع في السودان يجعلنا كسياسيين أن نقف على منبر النقد و ننقد نفسنا بإننا لم ننظر لهذا العامل بصورة جادة في قضايانا السياسية، و يجب علينا نولي القضية أهتماما، و على المثقفين أن يتناولوا القضايا التي يجب أن تكون معضلة للوحدة الوطنية. هذه المحاضرة ذكرتني بخطابه في الجمعية التأسيسية الذي تطرق فيه للوسطية.. قلت لنفسي أن الرجل بالفعل جاد في مشواره نحو الوسطية. و في إحدى الفعاليات كنت جالسا بجواره و سألته لماذا مبادراتك و أرائك لا تجد الحوار الكافي من قبل النخب السياسية و المثقفين؟ قال ماذا تعتقد أنت؟ قلت له أنت زعيم حزب و إمام هل تعتقد الأخرى مؤثرة على الثانية؟ كرر نفس الإجابة ماذا تعتقد أنت؟ قلت له أن المبادرات و أرئك السياسية يجب نقدها و التعليق عليها من عضوية الحزب، هؤلاء هم المناط بهم فتح حوارات حولها و مناقشتها. مادام عضوية الحزب بعيدة عن ذلك، تكون الإمامة لها التأثير الكبير على احجام العضوية من نقد أفكارك، لأنهم لا يستطيعون الخروج من دائرة الحيران إلي دائرة السياسة المفتوحة، و لكل واحدة لها مواصفاتها.
من خلال حواراتي مع الإمام و أيضا مع الدكتور عمر نور الدائم كانت فكرة الوسطية و الانفتاح على المثقفين و حتى النخب السياسية المثقفة تسيطر على جل تفكيرهم. كان الدكتور عمر نور الدائم رجل ذو ذكاء ثاقب، و حضور ذهني، و يمتاز بسرعة البديهة، و رغم الاحترام الذي يفرضه على جالسه، إلا أنه أيضا رجل ساخر ليس بالمعنى المنفر و لكن تلطيفا لجو الحوار، لذلك كانت مكانته كبيرة جدا عند كل قيادات و قاعدة حزب الأمة بمافيهم الإمام و مبارك المهدي. في مقال للإمام في مجلة " السياسية الدولية العدد 141 يوليو 200 " قال في تلك المقالة ( أن أحزاب تنقصها شروط مطلوب توافرها لتقوم بدورها اللازم في إنجاح النظام الديمقراطي - أن يكون تكوينها واسعا قوميا و أن يكون عملها مؤسسيا و ديمقراطيا بعض الأحزاب الكبيرة مدركة تماما لهذه النقائص عاملة بجهد للتخلص منها بقدر ما يسمح به الواقع الثقافي و الاجتماعي، و بعضها يعيش واقعه لا تؤرقه هذه التحديات) كان الإمام عنده النية أن يفصل الإمامة عن زعامة الحزب، و كل واحدة عليها أن تنمو في بيئتها الصحيحة. عندما سافرت اسمرا جلست هناك عدد من الجلسات مع شيخ العرب عمر نور الدائم، رجل كما قلت لا تمل الجلوس معه، خاصة عندما يتحدث عن الإدارة الأهلية و مناطق السودان الحضر و الريف فيها، يجذبك بالفعل مثل الشريف زين العابدين الهندي لا تمل الجلسة و فجأة تجد أن الزمن تعدى ثلاث أربعة ساعات. قال لي شيخ العرب أن الصادق عازم تماما بعد سقوط هذا النظام أن يفصل الإمامة عن الزعامة، حتى يعطي عضوية الحزب مساحة واسعة من النقد كما تريدون أيها المثقفون. عرفت أن الإمام أخبره بما قلت. عرفت أن الإمام لا يدس عن شيخ العرب لاشاردة و لا واردة و كذلك شيخ العرب. رحل الإمام بعد الثورة. و دخل الحزب في دوامة الصراع الداخلي. هل غابت الفكرة أم الكل ينتظر فكرة جديدة مغايرة...!؟ نسأل الله حسن البصيرة.

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: عضویة الحزب فی السودان حزب الأمة شیخ العرب من خلال أن یکون

إقرأ أيضاً:

هاتف جديد من سلسلة Oppo K قادم بمعالج Snapdragon 7 Gen 3 وبطارية 6500 مللي أمبير وشحن 80 واط

يقال إن شركة Oppo تخطط لإطلاق هاتف جديد من سلسلة K للسوق الصينية. وفي الآونة الأخيرة، ظهر تسريب على موقع Weibo والذي يكشف عن أن الجهاز المذكور يحمل رقم طراز PKS110.

وفي منشور جديد على Weibo، ذكر تسريب من Digital Chat Station بعض التفاصيل الإضافية حول الجهاز.

في وقت سابق من هذا العام، كشفت شركة Oppo عن الهاتفين الذكيين K12 و K12x في الصين. تأتي هذه الأجهزة مزودة بشرائح Snapdragon 7 Gen 3 وSnapdragon 695 على التوالي.

وكشف التسريب مؤخرًا أن هاتف Oppo PKS110، وهو هاتف قادم من سلسلة K، سيحتوي على بطارية أحادية الخلية تبلغ سعتها 6500 مللي أمبير.

وفي تسريب جديد، يبدو أنه قد تم الكشف عن المواصفات الرئيسية لنفس الجهاز. حيث يبدو ان لجهاز سيحتوي على شاشة OLED توفر دقة FHD+.

ومن الداخل، سيتم تجهيز الهاتف بشريحة Snapdragon SM7550، وهي ليست سوى Snapdragon 7 Gen 3.

هناك شائعات بأن الجهاز سيحتوي على كاميرا رئيسية بدقة 50 ميجابكسل في الخلف. ومن المتوقع أن يحتوي على بطارية بسعة 6500 مللي أمبير مع دعم الشحن السريع بقوة 80 واط.

وعلى الرغم من احتوائه على بطارية ضخمة، فمن المتوقع أن يتميز بتصميم نحيف وخفيف الوزن نسبيًا. ومن حيث التصميم، يُقال أن الجهاز مزود بإطار مركب من البوليمر عالي القوة.

في الوقت الحالي، ليس هناك معلومات حول ما إذا كان الهاتف ينتمي إلى سلسلة Oppo K13 الجديدة أو ما إذا كان سيكون إضافة جديدة إلى تشكيلة K12.

المصدر




Source link

مرتبط

مقالات مشابهة

  • هاتف جديد من سلسلة Oppo K قادم بمعالج Snapdragon 7 Gen 3 وبطارية 6500 مللي أمبير وشحن 80 واط
  • الحزب القومي يبارك العملية النوعية للقوات المسلحة التي استهدفت يافا المحتلة
  • الحوثيون يتوعدون إسرائيل بأسلحة نوعية جديدة: ”الرد الحاسم قادم في الوقت المناسب”
  • مصدر سياسي:السوداني يعيش حالة “استقطاب سياسي” لا يمكنه من إجراء تغيير وزاري
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يحقق في فشل اكتشاف صاروخ قادم من اليمن
  • قائد الثورة : مناسبة المولد النبوي مدرسة عظيمة غنية بالدروس والعبر التي نحن في أمسِّ الحاجة اليها
  • القربي يُحذر من تصعيد قادم في اليمن
  • الكويت تسحب الجنسية من رئيس وزرائها الذي عينه صدام حسين
  • قائد الثورة: الطريقة الوحيدة التي تمثل الردع والمنع والحماية للأمة هي الجهاد في سبيل الله تعالى
  • الحزب الحاكم في النمسا يعلق حملاته الانتخابية بسبب الأعاصير والفيضانات