ربما تكون جنوب أفريقيا اختارت رفع قضية ضد إسرائيل بتهمة "الإبادة الجماعية في غزة" رغم صعوبة إثبات ذلك، لأن تلك هي الطريقة الوحيدة لإجبارها على المثول على وجه السرعة أمام محكمة العدل الدولية، على أمل أن تصدر بعض الأوامر المؤقتة ذات التأثير ضدها.

هذا ما يراه الكاتب بي مايكل في عموده بصحيفة هآرتس، حيث أوضح أن إسرائيل رأت في تلك التهمة فرصتها للتركيز على محاولة لدحضها، وبالتالي تحويل النقاش عن جميع الفظائع الأخرى التي ترتكبها في قطاع غزة.

وهذا بالضبط ما حدث، عندما حطم المحامون الإسرائيليون كل الأرقام القياسية الممكنة فيما يتعلق بالدفع بالبراءة المزعومة، كما يقول الكاتب الإسرائيلي بتهكم.

ويضيف "لقد أطلقنا النار فقط على الإرهابيين.. لقد حذرنا السكان بالمنشورات. لقد حددنا لهم بالضبط أين يجب أن يذهبوا. ودمرنا الأحياء حتى يمكن تطهيرها وإعادة بنائها، وكأن الإرهابيين أقزام يختبئون خلف الأطفال أو مخنثون يختبئون خلف النساء أو مصابون بهشاشة العظام يختبئون وراء كبار السن والمرضى والأطباء والصحفيين وذوي الإعاقة".

ولتوضيح الحجم الهائل لمستوى الكذب والتضليل لدى فريق الدفاع الإسرائيلي، يقول مايكل إنه لو تم توصيل جهاز كشف الكذب بأحد المحامين الإسرائيليين أثناء خطاباته لانهارت شبكة الكهرباء في لاهاي، ولبقيت المدينة في الظلام حتى يومنا هذا.

أمة واحدة ومحتل واحد

ولحظ إسرائيل أيضا -يتهكم الكاتب- اختارت جنوب أفريقيا لسبب غير واضح التركيز بشكل شبه كامل على ما يحدث في غزة بدلا من الحديث عما يحدث في جميع الأراضي المحتلة، غزة والضفة الغربية والقدس، لأن الأمر يتعلق بأمة واحدة يُداس أفرادها تحت أحذية نفس المحتل.

ومن دلائل الخبث والشر، أن إسرائيل أنكرت لسنوات وجود الشعب الفلسطيني، وبذلت جهودا حثيثة لإنكار وجوده في الوعي العام والخطاب، وأصدرت قوانين لتشريع سرقة جميع ممتلكاته، حتى جعلت سرقة أراضيه عملا مقدسا، بل إن حياته صارت لعبة عادلة، لدرجة أنه أصبح بإمكان أي طفل يحمل مسدسا أن يطلق النار على الفلسطيني متى ما شاء، ويكفي أن يقول "شعرت بالتهديد" ليتمتع بالحصانة.

مايكل: لو أن جنوب أفريقيا أضافت الأوضاع في الضفة والقدس الشرقية لمرافعتها، لاكتسب خطابها وزنا إضافيا، ولأوضحت حقيقة مهمة، وهي أنه لن ينعم أحد هنا بالسلام إلا إذا حصل كل واحد منا على أرضه الخاصة

أما حرية الفلسطينيين وحرية تنقلهم وتعبيرهم، مثل حقهم في تقرير المصير والدفاع عن النفس، فكل هذا تم دهسه، وما زال يداس كل يوم، فنصف الشعب تقريبا في قفص، والنصف الآخر يتعفن في ظل دكتاتورية عسكرية وظروف معيشية تبدو وكأنها مصممة خصيصا لتثقل حياته وتدفعه للتواري عن الأنظار.

ولو أن جنوب أفريقيا قد جادلت، على هذا المنوال، لاكتسب خطابها وزنا إضافيا، ولأوضحت حقيقة مهمة: أنه لن ينعم أحد هنا بالسلام إلا إذا حصل كل واحد منا على أرضه الخاصة. لكن العرض لم ينته بعد، ففي 19 فبراير/شباط ستجتمع المحكمة مرة أخرى لتناقش إسرائيل، حيث طلبت منها الجمعية العامة للأمم المتحدة استشارة تتعلق "بالتبعات القانونية الناشئة عن سياسات وممارسات إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: جنوب أفریقیا

إقرأ أيضاً:

رئيس جنوب الدلتا لتوزيع الكهرباء يشارك في جولة مع لجان الضبطية القضائية بطنطا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 

زار المهندس خالد غمري، رئيس مجلس إدارة شركة جنوب الدلتا لتوزيع الكهرباء، قطاع كهرباء غرب الغربية، والتقى بالعاملين، واطلع على سير العمل، واستمع إلى آرائهم وملاحظاتهم حول تحسين بيئة العمل وجودة الخدمة

يإتى ذلك في إطار المتابعة الميدانية وحرصًا على التواصل المباشر مع العاملين

 

جولة ميدانية بمدينة طنطا

كما قام المهندس خالد غمري بجولة ميدانية بمدينة طنطا، شارك خلالها لجان الضبطية القضائية في أداء مهامها داخل نطاق قطاع كهرباء غرب الغربية، وذلك بحضور كل من:
المهندس أحمد كمال فايد، رئيس القطاع كهرباء غرب الغربية و السيد المهندس ايمن صدقى رئيس قطاع العدادت والمهندس محمد عبد الخالق، مدير عام هندسات طنطا،والمحاسب طارق الكاشوري، مدير عام الشؤون التجارية.

 

منع التعديات على الشبكة الكهربائية

 

وأكد رئيس مجلس الإدارة خلال الجولة أن الضبطية القضائية تمثل أحد أدوات الحفاظ على حق الشركة وحق المواطن معًا، مشددًا على أن الغاية من تنفيذ الضبطيات ليست العقاب بقدر ما هي تحقيق العدالة ومنع التعديات على الشبكة الكهربائية، مع ضمان عدم ظلم أي طرف، في إطار من الشفافية والإنصاف وتطبيق القانون.

وأشاد  بجهود فرق الضبط والعاملين بالميدان، مؤكدًا حرصه على دعمهم وتوفير البيئة المناسبة لأداء عملهم بفاعلية، تنفيذًا لتوجيهات وزير الكهرباء والطاقة المتجددة الدكتور محمود عصمت، نحو رفع كفاءة الأداء وتحقيق الانضباط في منظومة توزيع الكهرباء.

مقالات مشابهة

  • محللان: غالانت متواطئ في الكذب وأدرك أن نتنياهو يشكل خطرا على إسرائيل
  • رئيس جنوب الدلتا لتوزيع الكهرباء يشارك في جولة مع لجان الضبطية القضائية بطنطا
  • لبنان والبنك الدولي.. اتفاق لدعم شبكة الكهرباء بـ250 مليون دولار
  • إعلام إسرائيلي: شهادة رئيس الشاباك زلزال سياسي ونتنياهو يجب أن يرحل
  • محافظ الغربية: نوفر كل الدعم والتسهيلات لشركة جنوب الدلتا لتوزيع الكهرباء
  • إلهام أحمد: نسعى للسلام مع جميع دول الجوار بما فيها إسرائيل
  • كاتب إسرائيلي: نشطاء حقوق الإنسان لليهود فقط
  • وصول منتخب زامبيا للشباب إلى مصر للمشاركة في بطولة أفريقيا
  • وصول منتخب زامبيا إلى مصر للمشاركة في بطولة أفريقيا تحت 20 عامًا
  • نيابة جنوب غرب الأمانة تتلف كمية من الخمور