لبنان ٢٤:
2025-02-07@04:58:55 GMT

يا هلا ومرحب.. هل يريد حزب الله أن تتوسّع الحرب؟!

تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT

يا هلا ومرحب.. هل يريد حزب الله أن تتوسّع الحرب؟!

 
"يا هلا ومرحب".. لم يكن مُستغربًا أن تتحوّل هذه العبارة التي وردت على لسان الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، في معرض السخرية من التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة بشن حرب واسعة على لبنان، إلى "ترند" في فترة قياسية، بل أن تتصدّر منصّات التواصل الاجتماعي، وتستقطب تفاعلاً كبيرًا، دفع الإعلام الحربي في الحزب إلى توظيفها من خلال مقاطع فيديو ترويجية في سياق حربه النفسيّة مع العدو.


 
وجاءت هذه العبارة في سياق حديث الأمين العام لـ"حزب الله" عن التهديدات الإسرائيلية بالألوية التي وصفها بـ"التعبانة والمرعوبة والمهزومة"، ليقلّل من شأن التهديدات، باعتبار أنّ "من يجب أن يخشى ويخاف من الحرب هو إسرائيل وحكومة العدو ومستوطنوه، وليس لبنان"، مستذكرًا تجربة حرب تموز التي "تحطّم فيها الجيش الإسرائيلي أمام مقاومينا، حين كان معافى وبكامل عتاده"، في مقارنة مع تخبّطه اليوم على وقع الحرب في غزة.
 
لم يكتفِ السيد نصر الله ذلك، بل أردف قائلاً "إننا جاهزون للحرب ولا نخافها"، متوعّدًا مرّة أخرى بالقتال "بلا أسقف وبلا ضوابط وبلا حدود"، بل ذهب أبعد من ذلك، فأقحم الأميركي "الذي يدّعي الخوف على لبنان" على الخط، بدعوته إلى "الخوف على أداته في المنطقة وقاعدته العسكرية"، في إشارة إلى إسرائيل، فهل يُفهَم ممّا تقدّم أنّ "حزب الله" يريد فعلاً أن تتوسّع الحرب في المرحلة المقبلة؟ وما المغزى ممّا أدلى به؟!
 
الحرب النفسية "في الذروة"
 
يقول العارفون إنّ الخطاب الأخير للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله يندرج، شأنه شأن الخطابَين السابقَين، في إطار "الحرب النفسية" المتواصلة مع العدو الإسرائيلي، بل التي وصلت إلى "ذروتها" على ما يبدو في الأيام الأخيرة، على وقع ارتفاع وتيرة العمليات العسكرية على ما تصنَّف إسرائيليًا بالجبهة الشمالية، ولكن قبل ذلك على وقع التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة، في إطار ما بات يُعرَف استراتيجيًا بـ"رفع الأسقف".
 
بهذا المعنى، لا يُعتبَر اختيار عبارة "يا هلا ومرحب" تحديدًا محض صدفة، فضلاً عن التفاعل الواسع معها على منصّات التواصل، حيث الجمهور "الافتراضي" بشقّيه، العفويّ والمنظّم، فـ"حزب الله" أراد أن يردّ على التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة بطريقة مختلفة، موجّهًا رسائله في كلّ الاتجاهات، حتى إنّه لم يوفّر الجانب الأميركي منها حين دعاه إلى "الخوف على أداته"، الأمر الذي قرأ فيه البعض ردًا مبطنًا على ما حمله الوسيط الأميركي إلى المنطقة.
 
بكلام آخر، يقول العارفون إنّ ما أراد السيد نصر الله أن يقوله واضح، فإذا كان الإسرائيليون يصعّدون في الكلام في المرحلة الأخيرة، فيلوّحون بالحرب في مناسبة ومن دون مناسبة، في محاولة "ابتزاز" المقاومة، فإنّ من يجب أن "يخاف" لا ينبغي أن يكون لبنان، بل الداخل الإسرائيلي نفسه، غير الجاهز لمثل هذه الحرب، وهو العاجز حتى الآن عن "استيعاب" دروس غزة، حيث فشل الاحتلال في تحقيق أيّ من أهدافه المعلنة طيلة مئة يوم من القصف.
 
"اليد على الزناد"
 
لكن، بعيدًا عن مقتضيات "الحرب النفسية" وفنونها، التي تتصاعد معها التهديدات، وترتفع الأسقف الكلامية، ثمّة من يقول إنّ "حزب الله" قد يكون راغبًا فعلاً بأن تتوسّع رقعة الحرب، وهو ما يُستنتَج بشكل أو بآخر من الخطابات الأخيرة لأمينه العام، التي بدأت تخرج عن السقوف والضوابط الموضوعة، ولو أنّ الحزب يحرص على عدم "المبادرة" نحو هذه الحرب، وبالتالي البقاء في خانة "ردة الفعل"، المشروعة بطبيعة الحال.
 
ومع أنّ هناك من أصحاب هذا الرأي من يعتقد أنّ توسّع الحرب يشكّل "مصلحة" لـ"حزب الله" أكثر بكثير من إسرائيل، التي لا يناسبها الغوص في "مستنقع لبنان" في الوقت الحالي، وهي لم تخرج بعد من "مستنقع" غزة، ولو أنّ رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو بات يتصرّف على طريقة من "لن يخسر شيئًا"، فإنّ العارفين بأدبيّات الحزب يؤكدون أنّه لن يقع في "الفخّ"، وبالتالي "لن يُستدرَج" إلى الحرب، طالما أنّ لا سبب موجبًا لها.
 
يقول هؤلاء إنّ "حزب الله" كما أضحى واضحًا للعدو قبل الصديق، جاهز للحرب ومتأهّب لها، بل هو يستعدّ لها كما لو أنّها حاصلة حتمًا، اليوم قبل الغد، وهو تحديدًا ما يُفهَم من "رسائل" خطابات أمينه العام الأخيرة، من دون أن يعني ذلك وجود "رغبة فعلية" بالحرب، التي يبقى "قرارها" وفق هؤلاء، بيد إسرائيل وحدها، كما قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وبالتالي فالمطلوب من الوسطاء الدوليين الضغط "حيث يجب".
 
"يد حزب الله على الزناد". لعلّها المعادلة التي يريد السيد حسن نصر الله إيصالها للجميع، وللعدو قبل الصديق، معادلة لا تقوم فقط على كون الحزب جاهزًا للحرب كما لو أنّها حاصلة اليوم، ولكن على أنّ هذه الحرب لن تكون "نزهة" للإسرائيلي، خصوصًا أنّ القتال فيها سيكون "بلا ضوابط وبلا قفازات". لكنّ الأهم من كلّ ذلك، وفق العارفين، أنّ "مفتاح" هذه الحرب يبقى في يد العدو أولاً وأخيرًا، فهل يتلقّف المعنيّون هذه الرسالة؟! 
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

هل تقلل الأسواق المالية من خطورة الحرب التجارية التي أشعلها ترامب؟

تشير تقارير اقتصادية حديثة إلى أن الأسواق المالية قد تقلل من خطورة الحرب التجارية التي أشعلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وسط حالة من التفاؤل الحذر في أسواق وول ستريت.

ورغم أن المكسيك وكندا حصلتا على تأجيل لمدة شهر قبل فرض تعريفات بنسبة 25%، فإن هذه الهدنة قد تزيد من حالة التراخي وعدم الاستعداد لاحتمال اندلاع حرب تجارية شاملة، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.

تفاؤل الأسواق وثقة مبالغ فيها

وعلى الرغم من المخاوف المتزايدة من حرب تجارية عالمية، فإن الأسواق المالية لم تشهد تقلبات حادة بعد إعلان ترامب عن تعريفاته الجديدة. فقد سجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أمس الاثنين انخفاضا بنسبة 0.8%، في حين تراجع مؤشر الأسهم الأوروبية ستوكس 600 بنسبة 0.9%، لكن التأثير ظل محدودًا.

وتشير البيانات إلى أن أسهم الشركات المتأثرة مباشرة بالتعريفات، مثل فورد وجنرال موتورز -التي تصنّع سياراتها في المكسيك قبل بيعها في الولايات المتحدة-، لم تنخفض بشكل كبير، في حين استعاد الدولار الكندي والبيزو المكسيكي بعضا مما خسراه بعد الإعلان عن التأجيل.

ويقول التقرير إن المستثمرين في وول ستريت يرون في تهديدات ترامب مجرد تكتيكات تفاوضية لانتزاع تنازلات بشأن قضايا مثل الهجرة غير النظامية وتهريب المخدرات، حيث أكد أحد المحللين أن "الأسواق لم تستوعب بعد التداعيات الحقيقية لهذه التعريفات".

لم تشهد الأسواق المالية تقلبات حادة بعد إعلان ترامب عن تعريفاته الجديدة (الفرنسية) سياسات ترامب تزداد تطرفا

ويرى خبراء الاقتصاد أن سياسات ترامب التجارية الحالية أكثر تطرفا بكثير من تلك التي فرضها خلال ولايته الأولى، حيث كان التركيز آنذاك على ممارسات التجارة غير العادلة والأمن القومي، مع فرض تعريفات على الصين وبعض القطاعات مثل الصلب والألمنيوم بجرعات تدريجية سمحت للشركات بالتكيف.

إعلان

أما الآن، إذا رفضت الدول المستهدفة تقديم تنازلات، فقد تصل معدلات التعريفات الجمركية الأميركية إلى أعلى مستوياتها منذ ثلاثينيات القرن الماضي، مما قد يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وزيادة التضخم، فضلًا عن تعطيل سلاسل التوريد العالمية التي أثبتت جائحة كورونا هشاشتها بالفعل.

كندا ترد بقوة وسط إجماع سياسي نادر

على الرغم من أزمتها السياسية الداخلية، فإن كندا استجابت للتهديدات الأميركية بتوحيد صفوفها، حيث أظهر التقرير أن هناك إجماعًا سياسيا غير مسبوق بين حكومة جاستن ترودو من يسار الوسط، ومعارضيه من اليمين المحافظ.

وقرر رئيس وزراء أونتاريو دوغ فورد، الذي كان يُنظر إليه سابقًا على أنه مقرب من ترامب، اتخاذ إجراءات انتقامية، مثل إزالة المشروبات الكحولية المصنعة في الولايات المتحدة من الأسواق المحلية، وإلغاء عقد الإنترنت العالي السرعة مع شركة "ستارلينك" التابعة لإيلون ماسك.

تداعيات على الأسواق العالمية

وفقًا للتقرير، فإن المنتجين الأميركيين قد يواجهون تداعيات طويلة الأمد نتيجة هذه السياسة الحمائية، حيث قد يتحول المستهلكون في الدول المتضررة إلى بدائل محلية أو أوروبية.

ويضيف التقرير أن بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي واجهت تحديات مماثلة، إذ أدى عدم اليقين بشأن المفاوضات التجارية الطويلة إلى تراجع الاستثمارات في قطاع الأعمال، وهو ما قد يتكرر مع الولايات المتحدة في حال تصاعد الحرب التجارية.

هل هناك فوائد اقتصادية محتملة؟

يرى بعض الاقتصاديين أن التعريفات الجمركية قد تعود بفوائد على المدى الطويل إذا تم تطبيقها بشكل انتقائي لدعم الإنتاج المحلي، كما حدث في بعض الدول الآسيوية في القرن العشرين.

فعلى سبيل المثال، يمكن للولايات المتحدة فرض تعريفات لحماية صناعة السيارات الكهربائية كما فعلت الصين سابقًا، مما قد يعزز قدرتها التنافسية عالميًا. لكن في الوقت نفسه، يُحذر الخبراء من أن السياسات الحمائية الشاملة غالبًا ما تؤدي إلى نتائج عكسية كما حدث في أميركا اللاتينية في الخمسينيات والستينيات.

إعلان من "أميركا أولا" إلى "التعريفات أولا"؟

تشير الصحيفة إلى أن سياسات ترامب التجارية تفتقر إلى رؤية اقتصادية واضحة، إذ إن فرض تعريفات واسعة النطاق دون أهداف محددة قد يؤدي إلى ركود صناعي بدلًا من تحفيز الاقتصاد.

ويضيف التقرير أن المستثمرين في الأسواق المالية قد يساهمون دون قصد في تصعيد الأزمة، إذ إن تجاهلهم للتداعيات المحتملة قد يشجع الإدارة الأميركية على اتخاذ خطوات أكثر تشددًا، مما يزيد من مخاطر حدوث أزمة تجارية عالمية.

فرض ترامب تعريفات واسعة النطاق دون أهداف محددة قد يؤدي إلى ركود صناعي، وفقما يرى مراقبون (الأوروبية)

 

ومع تصاعد الحمائية الاقتصادية الأميركية، يتزايد القلق من أن الأسواق المالية تقلل من خطورة الوضع وسط تفاؤل مفرط بأن التعريفات مجرد أداة تفاوضية.

لكن الواقع يشير إلى أن الحرب التجارية قد تتحول إلى أزمة حقيقية إذا لم تتمكن الدول المتضررة من إيجاد بدائل، مما قد يؤدي إلى موجة من عدم الاستقرار الاقتصادي العالمي.

ويبقى السؤال الأهم: هل تستطيع الأسواق التكيف مع عالم تقوده سياسة "التعريفات أولا"؟

مقالات مشابهة

  • «جالانت» يكشف أكبر خطأ أمني في الحرب على لبنان: أمريكا رفضت بشكل قاطع
  • شاهد.. مقطع فيديو جديد للغارة “الاسرائيلية” التي استهدفت الشهيد “حسن نصر الله” 
  • خامنئي يختار نعيم قاسم وكيلاً شرعياً له في لبنان
  • المرشد الإيراني يعين الأمين العام لحزب الله في منصب جديد
  • خامنئى يعين أمين عام حزب الله نعيم قاسم ممثلا له فى لبنان
  • دبلوماسي روسي سابق: بوتين يريد مناقشة الحرب الأوكرانية مع ترامب وإيجاد حل دائم
  • رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني: نتنياهو يريد أن يصبح ملك إسرائيل المتوج
  • هل تقلل الأسواق المالية من خطورة الحرب التجارية التي أشعلها ترامب؟
  • دبلوماسي روسي: بوتين يريد مناقشة الحرب الأوكرانية مع ترامب لإيجاد حل دائم
  • عون يريد الحكومة سريعا لانطلاقة عهده.. رئيس وزراء قطر في بيروت ويلتقي الرؤساء