ناسا تكشف عن طائرة X-59..أسرع من الصوت وهادئة إلى حد كبير
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- إذا سمعت انفجارًا صوتيًا (sonic boom) مؤخرًا، فمن المحتمل أنّه مألوف بالنسبة لك. ويمكن للفرقعة الصاخبة التي تشبه صوت الانفجار، والتي تحدث بسبب تحليق طائرة بسرعة تتجاوز سرعة الصوت، أن تكون مُفاجِئة، بل يمكنها أن تؤدي إلى كسر النوافذ.
وتُعد الانفجارات الصوتية جزءًا من سبب عدم وجود طائرات ركاب أسرع من الصوت تحلّق اليوم، كما أنّها من العوامل التي قيّدت نجاح طائرة "كونكورد"، التي حلقت لآخر مرة في عام 2003.
وكانت الطائرة الأسرع من الصوت محصورة للتحليق بسرعات أقل من سرعة الصوت فوق الأرض، أو بالقرب من السواحل، ولا تزال اللوائح الدولية الحالية تحدّ من سرعة النقل التجاري فوق اليابسة إلى أقل من 1 ماخ، أو سرعة الصوت، لتجنب الاضطرابات التي تسببها الانفجارات الصوتية فوق المناطق المأهولة.
والآن، تعمل وكالة "ناسا" الفضائية على تغيير تلك اللوائح من خلال تحويل الانفجارات الصوتية إلى مجرّد صوت "ضربة قوية"، ما يمهّد الطريق لجيلٍ جديد أكثر هدوءًا من الطائرات الأسرع من الصوت.
وتقوم الوكالة بذلك من خلال برنامج يُسمى "Quesst"، وهو ناتج عن عقود من البحث، ويتمحور حول طائرة جديدة تُدعى X-59 ظهرت لأول مرة، الجمعة.
صوت شبيه بدوي الرعدصُمِّمت وبُنيت المركبة الجديدة من قِبَل شركة "Lockheed Martin Skunk Works" في ولاية كاليفورنيا الأمريكية (وهي المقاول الرئيسي) بموجب عقد بقيمة 247.5 مليون دولار مع وكالة "ناسا".
ومع اكتمال طرح المصنع لها، ستخضع مركبة X-59 الآن لاختبارات متكاملة على أنظمتها، واختبارات متعلقة بعمل المحرك، وحركة المركبة على الأرض استعدادًا للرحلة الأولى.
ومن المقرر أن تُقلع الطائرة للمرة الأولى في وقتٍ لاحق من هذا العام قبل القيام بأول رحلة هادئة تفوق سرعتها سرعة الصوت.
وفي بيان، قالت نائب مدير وكالة "ناسا"، بام ميلروي إنه "في غضون أعوام قليلة فقط، حوّلنا المفهوم الطموح إلى الواقع. وستساعد مركبة X-59 التابعة لناسا في تغيير الطريقة التي نسافر بها، ما يجعلنا أقرب لبعضنا البعض في وقتٍ أقل بكثير".
وأوضح كريج نيكول، كبير المستشارين في مقر "ناسا"، لـCNN في عام 2022، أنّ الطائرة "ستكون أكثر هدوءًا بشكلٍ ملحوظ من الكونكورد أو أي طائرة أخرى أسرع من الصوت موجودة اليوم".
ويلعب الشكل الأنيق دورًا رئيسيًا في جعل الطائرة أكثر هدوءًا عند السفر بسرعة تفوق سرعة الصوت.
وصُممت مركبة X-59 لمنع موجات الصدمة من الاندماج معًا، وجعلها تنتشر بدلاً من ذلك بمساعدة الأسطح الديناميكية الهوائية الموضوعة بشكلٍ استراتيجي.
كما وُضِع المحرك الوحيد أيضًا في الجزء العلوي من الطائرة بدلاً من السفلي، وذلك للحفاظ على سلالة الجانب السفلي الذي يمنع موجات الصدمة من الوصول إلى اليابسة.
ونتيجةً لذلك، تعتقد "ناسا" أنّ الطائرة ستنتج 75 ديسيبل فقط من الصوت عند السفر بسرعات تتجاوز سرعة الصوت، مقارنةً بالصوت الناتج من طائرة "كونكورد"، الذي بلغ 105 ديسيبل.
وأفاد نيكول أن "ما يعنيه ذلك هو أنّ صوت الطائرة قد يكون مثل صوت الرعد البعيد في الأفق، أو كشخصٍ يغلق باب سيارة في الجوار"، مضيفًا: "ربما لن يسمع الأشخاص دوي الانفجار على الإطلاق، وإذا سمعوه، فلن يُفاجَئوا لأنّه سيكون منخفضًا، ومنتشرًا، وليس عاليًا على الإطلاق".
تغيير اللوائحومن المتوقع أن تحلق طائرة X-59 بسرعة تتجاوز سرعة الصوت بـ1.4 مرة، أو 925 ميلاً في الساعة (1،488 ألف كيلومتر تقريبًا).
وقبل تحقيق ذلك، سيقوم فريق Quesst بإجراء العديد من اختبارات الطيران في "Lockheed Martin Skunk Works" قبل نقل الطائرة إلى مركز أبحاث الطيران "أرمسترونغ" التابع لـ"ناسا" في كاليفورنيا، والذي سيخدم كقاعدة للعمليات.
وسيبدأ الجزء الحاسم من البرنامج في وقتٍ لاحق من عام 2024، عند إجراء سلسلة من الرحلات الجوية التجريبية عبر عدّة مجتمعات سكنية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، اختيرت لتقديم مزيج متنوع من الظروف الجغرافية والجوية.
وتُعتبر الخطة شبيهة بتجربة أجرتها إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) في عام 1964، عندما حلقت طائرات مقاتلة أسرع من الصوت بشكلٍ متكرر فوق مدينة أوكلاهوما لاختبار تأثير الانفجارات الصوتية على الجمهور.
ولم تجر الأمور بشكلٍ جيّد، فاعترض ما يصل إلى 20% من الأشخاص على الصوت العالي، وقدم 4% شكاوى ومطالبات متعلقة بالأضرار.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: تصاميم طائرات ناسا نقل جوي أسرع من الصوت فی وقت
إقرأ أيضاً:
ستتحول هذه الأنفاق السرية من الحرب العالمية الثانية في لندن إلى معلم سياحي بحلول عام 2028
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- من قصة "نارنيا" إلى مغامرات "أليس في بلاد العجائب"، تبدأ أفضل المغامرات في بريطانيا بأبواب مخفية أو أنفاق سرية، وهذه الوِجهة تجمع بين الإثنين.
خلف باب أزرق غير مميز في "تشانسيري لين" بمدينة لندن، وهي المنطقة القانونية التاريخية حيث عمل الكاتب، تشارلز ديكنز، ذات يوم كموظّف، توجّهت شبكة CNN لتكون جزءًا من جولة حصرية استغرقت ساعة على عمق 30 مترًا تحت الأرض.
وكان الهدف من الجولة استكشاف سلسلة من أنفاق، يبلغ طولها أقل من كيلومترين بقليل، اعتُبِرت سريّة للغاية لدرجة أنّها كانت محمية بموجب قانون الأسرار الرسمية في المملكة المتحدة حتى عام 2007.
وتسعى هذه الأنفاق، إذا تحققت رؤية المرشد السياحي للجولة، والرئيس التنفيذي لشركة "London Tunnels"، أنجوس موراي، لأن تصبح واحدة من مناطق الجذب السياحي الأكثر جرأةً في العالم.
وقال موراي أثناء التجول في المتاهة التي تبلغ مساحتها 8 آلاف متر مربع، والتي من المقرر أن تخضع لعملية تحويل كلفتها 149 مليون دولار: "ستشكّل هذه مساحة ضخمة".
وسيُخصَّص جزء من هذه المساحة كمتحف، مع تخصيص جزء آخر كنصب تذكاري، وجزء آخر كمعرض فني، ومركز ثقافي، كما أنّها ستحتضن أعمق حانة مرخصة في العالم.
ويضم فريق هذا المشروع التصميمي الضخم شركة "Wilkinson-Eyre" المعمارية التي كانت وراء مشروع "Gardens by the Bay" بسنغافورة، ومحطة "باترسي" للطاقة في لندن.
ملجأ خلال حرب العالمية الثانيةشُيِّد هذا المكان بين عامي 1940 و1942 كملجأ عميق المستوى من الغارات الجوية، وشرح موراي للمجموعة الصغيرة من المستثمرين وضيوف وسائل الإعلام خلال الجولة أنّه "بُني يدويًا من قِبَل البريطانيين لإنقاذ بريطانيا وأوروبا ضد ألمانيا النازية".
وكان واحدًا من بين 8 ملاجئ من هذا النوع بنتها حكومة المملكة المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية لمواجهة القصف الألماني الذي أودى بحياة حوالي 30 ألف شخص في لندن وحدها.
كهف الحرب الباردةتمثّل الدور التالي للأنفاق خلال زمن الحرب في استخدامها كمقر منظمة تنفيذ العمليات الخاصة السرية للغاية، وهي فرع من فروع جهاز الاستخبارات البريطانية الخارجية، أو ما يُعرف بـ"MI6".
وعمل مؤلف روايات جيمس بوند، إيان فليمنغ، هنا في عام 1944 كضابط اتصال للبحرية البريطانية.
وفي عام 1949، بدأ عصر هذه الأنفاق كمركزٍ للاتصالات.
واستولى عليها مكتب البريد العام، الذي كان مسؤولاً في ذلك الوقت عن الهواتف والنظام البريدي.
وتم توسيع المساحة بسلسلة من "الطرق" المؤدية إلى الشوارع الرئيسية بشكلٍ حوّلها إلى بيئة فريدة تحت الأرض، كما أدّت هذه الخطوة إلى فتح الطريق لحصول شركة "London Tunnels" على موافقة التخطيط، كما أوضح موراي.
وخلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي، احتضنت الأنفاق مُقسِّم هاتف "كينغسواي" لتبادل الاتصالات الداخلية أثناء الحرب الباردة.
كما ضم المُقسِّم شبكة ضخمة من 5 آلاف سلك رئيسي، ومجتمع مزدحم من مئتي موظف تعاملوا مع خطوط الهاتف.
الفخامة في الثمانينيات